التهاب عنق الرحم: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 18 ديسمبر 2023

ما هو التهاب عنق الرحم؟

إن التهاب عنق الرحم "Cervicitis" هو حدثية التهابية تنتج عن عدوى تطال خلايا عنق الرحم، وتكون الإصابة حادة في أغلب الأحيان.

تعتبر هذه الحالة غير عرضية عادةً، ومن هنا تأتي أهمية المتابعة الدائمة والتشخيص المبكر لها، حيث قد ينتج عنها مضاعفات مثل مرض التهاب الحوض "PID" والذي قد يؤدي لحدوث العقم.

يعتبر النشاط الجنسي هو عامل الخطر الرئيسي للأسباب المعدية التي قد تؤدي لالتهاب الرحم، حيث يقدر عدد المرضى الذين يزورون عيادات الأمراض المنقولة جنسياً والمصابين بهذه الحالة بين 30%- 40%

كما قدَّرت الأبحاث أن أعلى نسبة للإصابة هي في فترة النشاط الجنسي، والتي تترواح بين 15 و 24 سنة، وتميل الأرقام أيضاً للازدياد عند النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية "HIV"، حيث يقدر عدد النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية بـ 7400 لكل 100.000 امرأة. (1- 2)

أعراض وعلامات التهاب عنق الرحم

تكون معظم حالات الإصابة غير عرضية عادةً، ولكن هنالك بعض العلامات التي قد تدل على وجود التهاب، وتضم:

  • خروج إفرازات مهبلية، والتي تكون أكثر شدة في فترة الطمث
  • الإحساس بحكة في المهبل
  • احمرار وتهيَّج الأعضاء التناسلية الخارجية
  • حدوث ألم أثناء الجماع
  • خروج بقع دموية أو نزيف صريح، بعد الجماع أو بين فترات الطمث
  • الشعور بحرقة أثناء التبول
  • آلام أسفل الظهر أو البطن
  • إن الحالات الأكثر تقدماً، يشاهد فيها خروج إفرازات غزيرة قيحية شديدة، مصحوبة بحكة شديدة في المهبل أو ألم في البطن
  • إن انتشار العدوى إلى أعضاء أخرى، فقد يؤدي لظهور أعراض جهازية كالحمى والغثيان

أسباب التهاب عنق الرحم

يمكن تصنيف الأسباب التي تؤدي لحدوث الحالة، إلى أسباب معدية وأخرى غير معدية كالتالي:

١- الأسباب المعدية

تتعدد العوامل الممرضة التي قد تسبب التهاب عنق الرحم، والتي قد تنتقل بالعلاقة الجنسية أو عبر إصابة صاعدة من التهاب المهبل الجرثومي. وتشمل العوامل الشائعة:

  • النيسرية البنية المسببة لمرض السيلان وهي من أكثر الأسباب انتشاراً
  • المتدثرة التراخومية أو المتدثرة الحثرية والمعروفة باسم الكلاميديا وهي أيضا من أكثر الأسباب انتشاراً
  • الفيروس الحليمي عالي الخطورة ويزيد احتمالية سرطان عنق الرحم لذلك هو العدوى الأخطر والتي يجب متابعتها وعلاجها
  • الهربس البسيط
  • المشعرات المهبلية "Trichomoniasis"
  • الميكوبلازما التناسلية

٢- الأسباب غير المعدية

تضم الأسباب غير المعدية بعض المهيجات الميكانيكية أو الكيميائية، بالإضافة للأمراض الالتهابية الجهازية، وتضم الأسباب:

  • العوامل المهيجة الميكانيكية تضم: الأدوات الجراحية أو الأجسام الغريبة مثل الدعامات أو الواقي الذكري أو الأغشية أو أغطية عنق الرحم أو السدادات القطنية
  • تسبب المهيجات الكيميائية تفاعلات تحسسية، ومن هذه المهيجات الصابون واللاتكس وكريمات منع الحمل
  • الأمراض الالتهابية الجهازية مثل الحزاز المسطح ومتلازمة بهجت يمكن أن تتورط ببحدوث التهاب في عنق الرحم (3)
  • كما أن نقص الاستروجين الذي يظهر بعد سن الإياس أو نتيجة لأسباب أخرى، قد يؤدي لحدوث التهاب عنق الرحم

رغم كل الأسباب المذكورة، إلا أن أكثر من نصف الحالات تبقى مجهولة السبب، دون معرفة العامل المسبب.

عوامل الخطورة

لاحظت الدراسات المُجراة على مرضى التهاب عنق الرحم، مجموعة من عوامل الخطورة، التي تزيد من نسب الإصابة (4) والتي تضم:

  • ممارسة الجنس بشكل غير آمن، بدون استخدام واقي الذكري بالنسبة للذكر.
  • تعدد الشركاء الجنسيين
  • التقدم في العمر

لم يلاحظ أي علاقة بين التهاب عنق الرحم و غسول المهبل أو عدد مرات الجماع أو كمية البكتيريا مهبلية الموجودة بشكل طبيعي.

مضاعفات الإصابة

إن استمرار حالة التهاب عنق الرحم دون علاج، قد تتفاقم لتسبب مجموعة من المضاعفات، التي قد تشمل:

  • داء الحوض الالتهابي "PID"
  • العقم
  • الحمل خارج الرحم
  • آلام الحوض المزمنة

تشخيص التهاب عنق الرحم

إن التشخيص الباكر خطوة مهمة للحصول على العلاج المناسب، ويعتمد الطبيب على عدة خطوات من أجل تشخيص الحالة، ونفي الأمراض المشابهة. وتشمل خطوات التشخيص على:

١- الفحص السريري

في البداية يفحص الطبيب المهبل وعنق الرحم، عبر المس المهبلي، وذلك لنفي وجود أي تشوهات هيكلية.

ثم ينتقل للفحص الرئيسي عبر منظار المهبل للبحث عن أي علامات للالتهاب قد تكون في عنق الرحم، كالاحمرار أو التورم.

٢- مسحة عنق الرحم

تؤخذ عينة من خلايا عنق الرحم والمهبل، وذلك عبر منظار المهبل، لتتم دراستها تحت المجهر بحثاً عن أية اضطراب.

٣- فحوص الأمراض المنقولة جنسياً

يمكن أن تكون الأعراض المشاهدة توجه الطبيب لأحد الجراثيم المرتبطة بالأمراض المنقولة جنسياً، لذلك يلجأ الطبيب لفحوص إضافية مثل الزرع أو الاختبارات المرتبطة بالحمض النووي"DNA" بحثاً عن هذه الجراثيم.

علاج التهاب عنق الرحم

إن أهم ما يخص علاج التهاب عنق الرحم هو البدء المباشر به عند تأكيد التشخيص، وذلك لتجنب المضاعفات، والتي قد يكون لبعضها أثراً مستمراً.

ويعتمد العلاج على الأسباب المؤدية للالتهاب بالشكل التالي:

١- الأسباب المعدية

إن العلاج الأساسي للأسباب المعدية يكون عبر الأدوية المضادة، سواءً أكانت المضادات الحيوية الخاصة بالجراثيم أو الفيروسات أو الفطور. ولذلك لابدّ من تحديد نوع العامل المعدي، لتأكيد نوع العلاج.

  • تؤخذ المضادات الحيوية فموياً أو عبر الحقن العضلي أو موضعياً على شكل جل أو مرهم
  • يجب الامتناع عن ممارسة الجنس خلال فترة العلاج والتعافي
  • كما يجب علاج الشريك الجنسي

٢- الأسباب غير المعدية

إذا كانت هذه الحالة نتيجة تحسس تجاه أحد المواد أو المهيجات، فالعلاج يكون بتجنب هذه المواد، وخلال فترة قصيرة سيلاحظ تراجع الأعراض.

أما في حال كان للأمراض الجهازية كالحزاز سبباً في الالتهاب، فالعلاج يشمل وصف ستيروئيدات موضعية.

وفي حالات نقص هرمون الإستروجين، فيكون العلاج باستخدام مراهم الإستروجين.

الوقاية من التهاب عنق الرحم

يمكن تجنُّب خطر الإصابة بالتهاب عنق الرحم عبر ممارسة الجنس الآمن بالإضافة للنصائح الوقائية التالية:

  • تحديد عدد الشركاء الجنسيين، ومعرفة التاريخ الجنسي الخاص بهم
  • استخدام الواقي الذكري بشكلٍ ثابت
  • علاج التهاب المهبل بشكل فوري، خوفًا من انتقال الإصابة لعنق الرحم
  • الفحص الدوري للأمراض المنتقلة بالجنس
  • الابتعاد عن المُهيجات الكيميائية، والاعتماد على المواد ذات الجودة العالية

لابد من التأكيد على أهمية زيارة الطبيب المختص عند الشعور بأي أعراض، وذلك لتشخيص أي اضطراب في مراحله الأولى والبدء بالخطة العلاجية.