التهاب كبيبات الكلى: الأعراض والعلاج

الكاتب - 6 فبراير 2023

التهاب كبيبات الكلى "Glomerulonephritis" من الأمراض النادرة نسبياً التي تصيب الكلية والتي قد تؤثر على العديد من وظائف الجسم.

ولكن ما هي الكبيبات وما وظيفتها؟ وكيف يمكن علاج هذا الالتهاب؟

ما هو التهاب كبيبات الكلى؟

إن فهم تشريح ووظيفة الكلية ضروري لفهم التهاب الكبيبات الذي يحدث ضمنها.

يمكن تقسيم الكلية من الناحية التشريحية والوظيفية إلى قشر ولُب.

  • يضم القشر الكبيبات الكلوية، التي تكون مسؤولة بشكل أساسي عن تصفية الدم من الفضلات وتشكيل البول
  • أما اللُب فهو يتكون من الأنابيب البولية، التي تنقل البول من القشر (الكبيبات) إلى الكؤيسات، التي تنتهي بالحويضة ومن ثم الحالب فالمثانة

كما تعتبر معظم أشكال التهاب كبيبات الكلى من الاضطرابات المهمة، التي قد تتطور في بعض الحالات وخاصةً التي يتم اهمالها وعدم الالتزام بالعلاج إلى الداء الكلوي المزمن (القصور الكلوي المزمن).

يعتبر التهاب كبيبات الكلى من الأمراض النادرة، حيث يقدر معدل حدوثه في جميع أنحاء العالم بـ 0.5-2.5 لكل 100000 مريض سنوياً، إلا أن هناك اختلافات حسب نوع الالتهاب الحاصل. (1)

في المقابل فإن خطر تطور الحالة إلى الفشل الكلوي (القصور الكلوي المزمن) مرتفع، و يقدر أن 14-20 % من حالات الداء الكلوي تكون نتيجة التهاب كبيبات الكلى. (2)

أنواع التهاب كبيبات الكلى

يصنف التهاب كبيبات الكلى إلى إلى متلازمتين رئيسيتين وهما:

  • المتلازمة النفروزية أو الكلائية (Nephrotic syndrome)
  • المتلازمة الكلوية  أو الكبيبية (Nephritic syndrome)

يمكن الوصول لنوع المتلازمة الموجودة بناءً على الأعراض السريرية وكمية البروتين في البول، كما أن لكل من المتلازمتين أنواع مختلفة، وذلك على الشكل التالي:

المتلازمة النفروزية المتلازمة الكلوية
الداء قليل التبدلاتاعتلال الكلية بال IgA
التهاب الكبب والكلية الغشائيفرفرية هينوخ شونلاين
التهاب الكبب والكلية المُنمِّي الغشائيالتهاب الكبب والكلية التالي للإصابة بالعقديات
التصلب الكبيبي الشدفي (القطعي) البؤريمتلازمة غودباستشار (Goodpasture syndrome) ‏GPS ويسمى أيضاً مرض الغشاء القاعدي الكبيبي
اعتلال الكلية المرتبط بفيروس نقص المناعة البشريةداء واغنر الحبيبومي (Wegener's granulomatosis)‏
اعتلال الكلية السكريالتهاب الشرايين العقدي
التهاب الكلية الذئبي (Lupus nephritis)
أنواع التهاب كبيبات الكلى

وتعتبر الأنواع الأكثر شيوعاً هي التالية:

  • الداء قليل التبدلات (MCD): يعتبر السبب الرئيسي لالتهاب كبيبات الكلى عند الأطفال، يتميز بحدوث بيلة بروتينية شديدة نسبياً. (3)
  • التهاب الكبب والكلية الغشائي (MGN): يصيب هذا النمط البالغين بشكلٍ خاص وبالتحديد في العقد الرابع والخامس من العمر كما ويتطور غالباً إلى الداء الكلوي المزمن. (4)
  • التهاب الكبب والكلية التالي للإصابة بالعقديات (PSGN): غالباً ما يكون تالٍ لإصابة بلعومية أو عدوى جلدية، وبالاعتماد على القصة السريرية غالباً يكون هنالك عدوى سابقة بالمكورات العقدية في الحلق قبل أسبوع إلى أسبوعين أو خلال 6 أسابيع بعد عدوى الجلد بنفس الجراثيم. (5)
  • اعتلال الكلية بال IgA: يعرف بداء بيرجه ويحدث فيه ترسب للغلوبين المناعي A في كبيبات الكلى بالتالي يسبب التهاباً فيها. (6)

أعراض التهاب كبيبات الكلى

تختلف الأعراض المشاهدة حسب نوع التهاب كبيبات الكلى الحاصل، حيث لكل منها أعراض مميزة عن الأخرى، ومن أهم الأعراض نذكر:

  • بيلة بروتينية، حيث يلاحظ المريض أن بوله يصبح رغوياً
  • بيلة دموية، يلاحظ وجود دم في البول
  • ظهور وذمات (انتفاخات)، في الساقين وأجزاء اخرى من الجسم كالوجه
  • ارتفاع ضغط الدم
  • طفح جلدي
  • حكة
  • فقدان الوزن
  • عطش مستمر
  • فقدان الشهية
  • آلام مفصلية
  • صعوبة في التنفس
  • صداع
  • تعب عام

أسباب التهاب كبيبات الكلى

هنالك مجموعة من الأسباب المتنوعة التي تؤدي لحدوث التهاب كبيبات الكلى وهي:

  • بعض الفيروسات، مثل  فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو فيروسات التهاب الكبد B و C
  • بعض الجراثيم، مثل المكورات العقدية والعنقودية
  • أمراض المناعة الذاتية على سبيل المثال مرض الذئبة
  • الأدوية أو السموم
  • قد يكون أيضاً مجهول السبب، مثل في حالة الترسبات المناعية

مضاعفات التهاب كبيبات الكلى

تتعدد المضاعفات التي قد تؤول لها حالة التهاب كبيبات الكلى، إلا أن الداء الكلوي المزمن أهمها على الإطلاق، في حالات أخى يمكن أن تكون المضاعفات:

  • ارتفاع ضغط الدم
  • قصور القلب الاحتقاني
  • الوذمة الرئوية: هي حالة تمتلئ فيها الرئة بالسوائل بالتالي يواجه المريض صعوبة في التنفس
  • زيادة خطر الإصابة بالعدوى

تشخيص الحالة

إن معظم حالات التهاب كبيبات الكلى تكون غير عرضية أو ذات أعراض خفيفة، مما يؤدي لتأخر تشخيص الحالة والذي ينتج عنه تلف واسع في الكلى.

ولتشخيص الحالة يأخذ الطبيب القصة المرضية الدقيقة وتشمل الأعراض التي يشعر بها المريض بالإضافة للتاريخ الطبي والعائلي، من ثم فحص سريري موجه، وأخيراً يطلب بعض الاختبارات التي قد تؤكد التشخيص.

وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:

  • تحليل الدم: يمكن ملاحظة وجود الأذية الكلوية من خلال أرقام البولة والكرياتينين.
  • تحليل البول: يمكن كشف الدم والبروتين في حال وجودهما.
  • الفحوص التصويرية: تفيد هذه الفحوص في كشف في تقدير حجم الكلية أو كشف أي مظهر غير عادي كالانسداد أو الأورام، وتضم:
    • الموجات فوق الصوتية لفحص الكلى والمثانة
    • تصوير الجهاز البولي من خلال التصوير المقطعي المحوسب (CT)
    •  تصوير الحويضة عبر الوريد (IVP)
    • صورة بسيطة للكلى والحالب والمثانة
  • الخزعة: غالباً ما تجرى كخيار أخير عند التوجه لحالة التهاب كبيبات الكلى وتتم عبر أخذ عينة من النسيج الكلوي لتتم دراستها تحت المجهر.

علاج التهاب كبيبات الكلى

يختلف علاج التهاب كبيبات الكلى حسب النوع الحاصل، إلا أنه بالعموم يكون عبارة عن إدارة الأعراض إلى أن تتحسن الحالة.

ولكن في الحالات المزمنة لايوجد علاج محدد قادر على ضبط المرض بشكل مؤكد، ويعتمد العلاج عادةً على عدة نصائح وإرشادات لتخفيف الأذية، والتي تضم:

  • حمية: ينصح المريض باتباع نظام غذائي متوازن يضم الفواكه والخضروات والحبوب، وينصح أيضاً بالابتعاد عن الملح والأطعمة الغنية بالروتين والبوتاسيوم.
  • ضبط ضغط الدم: كما ذكرنا آنفاً، يعد ارتفاع ضغط الدم أحد المضاعفات التي تحدث خلال التهاب كبيبات الكلى، إلا أنه وبنفس الوقت يزيد ارتفاع التوتر الشرياني من الأذية الكلوية.
    • لذلك من المهم مراقبة ضغط الدم بشكل مستمر والالتزام بالأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب.
  • الانتباه لكولسترول الدم: قد ترتفع قيم الكولسترول عند مرضى التهاب كبيبات الكلى، بالتالي من المهم الحفاظ على قيمة الكوليسترول ضمن النسب الطبيعية، سواءً عبر حمية غذائية أو عبر الأدوية وذلك للوقاية من أمراض القلب والأوعية.
  • اللقاح: تزداد احتمالية الإصابة بالعدوى خلال المرض، لذلك ينصح المرضى بأخذ اللقاحات المتوافرة (كوفيد-19 والإنفلونزا) كنوع من الوقاية.

الوقاية من الالتهاب

قد تكون بعض الحالات مجهولة السبب أو بسبب مرض مناعي ذاتي بحيث لايمكن الوقاية منها، ولكن بالمقابل هناك أنواع أخرى يمكن الوقاية منها، وذلك من خلال:

  • مراجعة الطبيب بشكل دوري، وخاصةً في حال كان هناك إصابة بعدوى ما وذلك لاخذ العلاج والالتزام بالنصائح الصحية
  • أخذ مشورة الطبيب في حال كان هناك التهاب حلق لتشخيص قابلية كونها ناتجة عن المكورات العقدية
  • ممارسة الجنس بشكلٍ آمن للوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً (STIs)
  • الابتعاد عن الإدمان (مثل الكوكايين أو الهيروين) أو علاجه في العيادات المختصة
  • الالتزام بوصفة الطبيب الدوائية، وتجنُّب تجاوز الجرعة الموصى بها

في الختام لا بد من التشديد على أهمية استشارة الطبيب عند الاحساس بأي أعراض أو الاصابة بأي مرض مهما كان خفيف، وذلك للتأكد من الحالة الصحية للمريض بشكل عام بالإضافة لتجنب تدهور الحالة وظهور العديد من المضاعفات الخطرة.