الثدي الكيسي الليفي: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 19 سبتمبر 2022

ما هو الثدي الكيسي الليفي؟

الثدي الكيسي الليفي "Fibrocystic breasts" أو الداء الكيسي الليفي في الثدي هي حالة اليوم لم تعد تصنف اليوم كمرض بل كتبدلات طبيعية في بنية الثدي وأصبحت تعرف باسم "التبدلات الكيسية الليفية".

تحدث هذه التبدلات عادةً في كلا الثديين ولكن قد تكون الأعراض والألم أشد في أحدهما، كما تختلف مدة تطور الحالة بين الثديين وقد تحتاج إلى سنين لظهور الأعراض على الثدي الآخر.

تؤدي التبدلات الكيسية الليفية في الثدي إلى حدوث سماكة في أنسجة الثدي وعند لمسها تكون بشكل كتلة صلبة أو مطاطية. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يترافق التليف بأكياس مملوءة بسائل وبالتالي تكون الكتل متحركة وطرية وبشكل مستدير أو بيضوي.

التغيرات الكيسية الليفية في بنية الثدي
التغيرات الكيسية الليفية في بنية الثدي

أعراض الثدي الكيسي الليفي

لا تترافق التبدلات الكيسية الليفية بالثدي بأعراض دائماً، كما قد تختلف الأعراض من شهر لآخر ومن امرأة لأخرى. لكنها تتركز عادةً في الجزء الخارجي العلوي من الثدي وتشمل:

  • ألم أو إزعاج في كلا الثديين قد يزداد قبل فترة الحيض، ويميل للتحسن عموماً بعد بدء الدورة الشهرية. ولكن في بعض الحالات قد يستمر طوال الشهر، وينتشر في كلا الثديين غالباً مع ذروة للألم في مواقع منفصلة.
  • تورم أو شعور بالانتفاخ أو الثقل في الثديين
  • ألم أو إزعاج تحت الذراعين في الإبط
  • كتل متحركة في الثدي يتغير حجمها تبعاً لفترة الدورة الشهرية، حيث يزداد قبل الطمث ويقل عند حدوثه
  • إفرازات من الحلمة قد تكون خضراء أو رمادية أو داكنة أو حليبية

إن الإصابة بالداء الكيسي الليفي لا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث أن حالة الثدي الكيسي الليفي سليمة، ولكنها قد تتشارك مع سرطان الثدي ببعض الأعراض، لذلك يجب استشارة الطبيب في حال ملاحظة أي تغيرات، مثل: 

  • تفاقم الألم
  • تجعد أو تنقر الجلد
  • ظهور كتل جديدة
  • تغيرات في الحلمة كالإفرازات الغزيرة أو الدموية أو انقلاب الحلمة

أسباب الثدي الكيسي الليفي

لا تزال الأبحاث قائمة لإيجاد الأسباب المباشرة لحدوث هذه التغيرات في بنية الثدي، ولكن يعتقد أغلب الباحثون أن الأسباب هرمونية حيث تستجيب أنسجة الثدي لتقلبات مستويات الهرمونات وخاصةً هرمون "إستروجين"، وقد يكون هناك أشخاص أكثر حساسيةً لهذه التبدلات.

وتصاب أكثر من نصف النساء بهذه الحالة في وقت ما خلال حياتهن، وتكون أكثر شيوعاً بين سن 30 و50 عاماً.

كما أن هذه التبدلات الكيسية الليفية نادرة الحدوث بعد انقطاع الطمث إلا في حال تناول أدوية هرمونات خارجية.

عوامل خطورة الإصابة

مع أن الآليات الدقيقة لتأثير الهرمونات غير معروفة لكن تبين أن بعض العوامل قد تزيد خطورة الإصابة بهذه الحالة ومنها:

  • النساء في سن الإنجاب
  • النساء اللواتي لم ينجبن بعد
  • تأخر سن اليأس
  • زيادة الوزن
  • عمر أكبر عند ولادة أول طفل
  • العلاج بالهرمونات البديلة مثل "إستروجين"

بالمقابل تنقص احتمالية حدوث التغيرات الكيسية الليفية في النساء اللواتي أنجبن عدة أطفال، والنساء المعالجات بالتاموكسيفين وهو دواء لعلاج سرطان الثدي.

تشخيص الثدي الكيسي الليفي

١- الفحص السريري

يفحص الطبيب الثدي، ويحاول تحديد نمط الكتل الموجودة، متحركة أم ثابتة، صلبة أم طرية.

وفي حال كان الفحص مطمئناً تكون المتابعة السريرية كل 2 - 3 أشهر كافية عند النساء الأصغر من 30 عاماً.

كما يفيد فحص الأنثى الذاتي بمعرفة بنية الثدي الحالية مما يسهل اكتشاف التغيرات لاحقاً في حال حدوثها.

٢- فحوصات إضافية

قد يلجأ الطبيب لاستبعاد الحالات الأخرى بإجراءات إضافية خاصةً عند النساء الأكبر من 35 عاماً، وتشمل الفحوص الإضافية:

١- التصوير بالأمواج فوق الصوتية "إيكو"

يجرى عادةً للنساء الأقل من 35 عاماً، ويساعد في تمييز أنواع الكيسات، فإذا كان محتواها سائل ومحددة الحواف تسمى "كيسة بسيطة" وتكون سليمة عادةً.

في حين أن وجود محتوى صلب يجعلها كيسة معقدة تستدعي إجراء المزيد من الفحوص.

٢- ماموغرام أو التصوير بالأشعة السينية

يمكن أن تكون فائدته محدودة بالنسبة للنساء دون سن 40 عاماً، حيث أن أنسجة الثدي في هذه الفئة العمرية تكون أكثر كثافة من النساء الأكبر سناً، مما يزيد صعوبة كشف التكيس الليفي.

وعادةً ما يساعد هذا الاختبار في كشف التغيرات في بنية نسيج الثدي فتظهر التغيرات الكيسية الليفية كمناطق محددة بوضوح وزائدة الكثافة.

٣- الخزعة

قد يلجأ الطبيب أخيراً لأخذ خزعة في حال الشك بطبيعة الكتلة بعد الفحوص السابقة واستمرار تواجد الكتلة طوال الدورة الشهرية.

ويتم ذلك بأخذ عينة من السائل الموجود في الكتلة بإدخال إبرة رفيعة عبر الجلد بتوجيه الإيكو، وفحصها تحت المجهر، وفي حال كانت نتائج الاختبارات والفحص السريري سليمة تتم المتابعة بمراجعة الطبيب كل 6 - 12 شهراً.

علاج الداء الكيسي الليفي في الثدي

قد لا يكون هناك حاجةً للعلاج في حال وجود أعراض خفيفة، وتتضمن الخيارات المتاحة:

  • تناول مسكنات الألم مثل "أسيتامينوفين" أو "إيبوبروفين".
  • قد يساعد وضع كمادات دافئة أو باردة على الثدي في تخفيف الألم الناجم عن التورم والضغط.
  • يجب مراعاة المشكلات الصحية التي قد تكون سبباً للحالة، ففي حال كانت المرأة تخضع لعلاج هرموني قد يتم النظر في تعديل العلاج.
    • كما قد تساهم بعض الاضطرابات الهرمونية الشائعة: مثل مرض السكري أو مشكلات الغدة الدرقية في الإصابة بحالة الثدي الليفية الكيسية وتفاقم الأعراض لذا يجب تشخيصها وعلاجها. (1)
  • إذا كان الألم شديداً واستمر لفترة أطول من 6 أشهر قد يصف الطبيب أدوية مثل "تاموكسيفين" أو "بروموكريبتين" أو "دانازول" لعدة أشهر، أو قد يصف أدوية هرمونية كحبوب موانع الحمل لتحقيق توازن الهرمونات وتخفيف آلام الثدي لا سيما في حال كانت الدورة غير منتظمة.
  • يكون من المحتمل تطبيق كريم "بروجسترون" موضعي فهو يساعد أحياناً أنسجة الثدي على العودة إلى طبيعتها في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر.
  • إذا كانت الكيسات كبيرة وتسبب الألم، فيمكن للطبيب تصريف السائل باستخدام إبرة رفيعة.

تتضمن بعض الإجراءات تعديلات على نمط الحياة:

  • ارتداء حمالة صدر مريحة بحيث توفر الدعم الجيد للثدي دون أن تكون ضيقة جداً كحمالات الصدر الرياضية.
  • يعتقد أن هنالك دور للكفايين في القهوة والشاي وأيضاً للمشروبات الغازية والشوكولا بالتبدلات الكيسية الليفية التي تطرأ على الثدي ولكن لا يزال هنالك حاج للمزيد من الأبحاث حول هذه التأثيرات.(2)
  • ينصح بزيادة تناول الألياف من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
  • تساعد المكملات الغذائية في تقليل الألم، مثل فيتامين "B6" وفيتامين "E" وبذور الكتان والمغنزيوم. (3)، لكن ينصح قبل استعمالها باستشارة الطبيب حول كيفية ومدة استخدامها بناءً على حالة المريضة.

مخاطر الإصابة

إذا كانت فحوصات الثدي والتصوير الشعاعي للثدي طبيعية فلا داعي للقلق بشأن أعراض الداء الكيسي الليفي، حيث لا تزيد التغيرات الكيسية الليفية من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وتتحسن الأعراض عادةً بعد انقطاع الطمث.

ومن المهم تذكّر أن هذه الحالة تشمل طيفاً واسعاً من التغيرات، وقد يكون هناك خطر لتطور السرطان في نسبة قليلة من النساء اللواتي يطورن نمط الآفات التكاثرية، أي التي يحدث فيها تكاثر في الخلايا وتغيرات تجعلها غير نمطية نتيجة التأثير المتكرر للهرمونات.

وكذلك تتأثر هذه الحالة بالعديد من العوامل كالعامل الوراثي والمشكلات الصحية الأخرى المرافقة، لذا يتوجب على كل النساء الالتزام بالفحص الدوري لدى الطبيب المختص.