الثعلبة البقعية: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 11 أكتوبر 2023

يتعرض الإنسان لإصابات عديدة، ويعتبر مرض الثعلبة البقعية أحد أسباب فقدان وتساقط الشعر خصوصاً في منطقة فروة الرأس. وللثعلبة البقعية أشكال عدة فما هي أسبابها وكيف تحدث الإصابة وهل يمكن علاجها؟

ما هو مرض الثعلبة البقعية ؟

يعرف العلماء مرض الثعلبة البقعية (Alopecia Areata) أنه حالة يحدث فيها تساقط مفاجئ وفقدان للشعر بشكل بقع متفرقة دائرية الشكل أو بيضوية، وتختلف هذه البقع في الحجم لكنها تكون غالباً صغيرة الحجم.

وتصيب الشعر في فروة الرأس بشكل رئيسي، حيث تظهر البقع الخالية من الشعر متوزعة في الرأس ويمكن أن تشمل شعر الرأس كاملاً. وإضافة لفروة الرأس يمكن أن تصيب الشعر في الذقن والحاجبين وحتى رموش العينين وتسبب تساقطهم وفقدان الشعر فيهم.

وتبلغ نسبة الإصابة حوالي 2% وفقاً لدراسة عام 2015، وتصيب الرجال والنساء بنفس النسبة تقريباً، كما أنها تحدث في أي عمر ولكنها أكثر شيوعاً عند البالغين في العقدين الثالث والرابع.

وهناك عدة أنواع وأنماط يتظاهر فيها مرض الثعلبة البقعية وأشهر هذه الأنماط هي:

  • الثعلبة البقعية الشائعة (Alopecia Areata): وهي النمط الأشهر وهي ظهور بقع متفرقة دائرية أو بيضوية من تساقط الشعر في الرأس وشعر الوجه.
  • الثعلبة الكلية (Alopecia Totalis): نمط أوسع ويحدث فيه تساقط لكامل شعر الرأس.
  • الثعلبة المعممة (Alopecia Universalis): في هذا النمط يصيب التساقط كامل شعر الرأس وشعر الوجه أيضاً. فيحدث تساقط للشعر في الذقن والحاجبين وحتى الرموش.

أعراض الثعلبة البقعية

تؤثر الثعلبة بشكل أساسي على الشعر وفي حالات أخرى تسبب بعض التغير ات على مستوى الأظافر فقط، ولا يوجد أعراض أخرى مرافقة أو تأثيرات على أي عضو من أعضاء الجسم.

بالتالي يكون الأشخاص المصابون بمرض الثعلبة أصحاء عموماً وبدون أعراض عدا حدوث التغيرات في الشعر والأظافر، وتشمل أبرز هذه الأعراض والتغيرات المرافقة لمرض الثعلبة ما يلي:

١- تغيرات على مستوى الشعر

يحدث في مرض الثعلبة البقعية فقدان مفاجئ للشعر وخاصة على مستوى شعر فروة الرأس حيث تظهر بقع بدون شعر، وتتميز هذه البقع بما يلي:

  • بقع دائرية الشكل أو بيضوية مختلفة الحجم
  • الشعر في هذه البقع ليس مختفي تماماً إنما يبدو مجزوز أو محلوق حيث توجد قاعدة قصيرة للأشعار المفقودة في المنطقة المصابة.
  • منطقة فقد الشعر غير محمرّة أو حاكّة أو مُتقشرة
  • تكبر بقع فقد الشعر الصغيرة لتندمج مع البقع الأكبر أحياناً
  • قد يحدث شعور بالتنميل والحكة في المناطق التي يسقط فيها الشعر قبل سقوطه بفترة وجيزة

٢- تغيرات على مستوى الأظافر

في بعض حالات الإصابة بمرض الثعلبة البقعية وخاصة الحالات التي تترافق بفقدان كثيف للشعر تصاب الأظافر ببعض التغيرات وتشمل هذه التغيرات:

  • تغير في لون الظفر حيث يميل للأصفر
  • تغير في بنية الظفر وشكله حيث يبدو متعرج ومتآكل
  • تغيرات في سماكة الظفر أحياناً

أسباب حدوث الثعلبة البقعية

السبب والآلية الرئيسية لحدوث الإصابة به غير مفهوم بشكل كامل تماماً أو معروف السبب حتى الأن. لكن النظرية الأقرب لتفسير سبب حدوثها هي أنها تحدث بآلية مناعية ذاتية.

أي أن السبب في حدوثها هو اضطراب يصيب الخلايا المناعية في الجسم ويجعلها بالتالي تهاجم بصيلات الشعر عن طريق الخطأ وتسبب سقوطها.

ولاحظ العلماء من خلال الفحص النسيجي وعلى مستوى الخلايا وجود نوع من الخلايا المناعية من النوع "التائي" (T cells) حول جذور الأشعار في المنطقة المصابة، وهذه الخلايا تفرز عوامل التهابية ومواد تهاجم بصيلات وجذور الأشعار وتسبب تساقطه.

العوامل التي تزيد خطر حدوث الثعلبة البقعية

على الرغم من كون الآلية والسبب المؤدي لحدوث الثعلبة غير معروف تماماً.

إلا أن العلماء لاحظوا وجود العديد من العوامل التي تؤدي لزيادة احتمال الإصابة بالثعلبة البقعية وتحريض ظهور المرض.

وتتضمن هذه العوامل ما يلي:

  • العوامل الوراثية: حيث تبين أن هناك مجموعة من المورثات التي يرتبط وجودها عند أشخاص معينين بزيادة احتمال إصابتهم.
  • الإصابة بالعدوى الفيروسية: حيث يمكن أن تكون الإصابة ببعض الفيروسات والأمراض الفيروسية محرضاً لحدوث هجمة.
  • حدوث التغيرات الهرمونية في الجسم وعدم الاستقرار الهرموني لسبب مرضي قد يحرض ويزيد احتمالية تطور الثعلبة البقعية.
  • الضغط والتوتر النفسي والجسدي المستمر يسبب زيادة احتمالية تحريض بداية وإطلاق الثعلبة البقعية.

التشخيص

يعتبر تشخيص مرض الثعلبة البقعية أمراً سهلاً نسبياً وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات البسيطة التي تتضمن ما يلي:

١- القصة المرضية والفحص السريري

يسأل الطبيب عن تسلسل بداية الأعراض ومتى بدأ تساقط الشعر وهل من مرافقات أخرى حدثت قبل أو مع تساقط الشعر.

ومن ثم يفحص مناطق البقع التي تسبب الثعلبة تساقط الشعر فيها، حيث تبدو دائرية منتظمة مع وجود جذور قصيرة للأشعار فيها وهو عادة ما يميز الثعلبة البقعية ويشخصها.

٢- خزعة الجلد

يتم اللجوء لتأكيد تشخيص الثعلبة البقعية لأخذ قطعة صغيرة من الجلد (خزعة) في أحد مناطق الإصابة وتساقط الشعر.

وبعد ذلك إجراء فحص نسيجي لهذه الخزعة، ومن خلالها يتم تأكيد الإصابة بالثعلبة البقعية ونفي أي إصابات أو أمراض جلدية قد تكون هي المسبب لتساقط الشعر.

طرق العلاج

في الحقيقة لا يوجد علاج نوعي محدد وشافي لمرض الثعلبة البقعية، بل يعتمد العلاج على سياسة تخفيف الحالة الالتهابية المسببة من جهاز المناعة وأيضاً تحريض الشعر لينمو من جديد في المناطق التي تساقط منها.

ويكون ذلك من خلال إعطاء مجموعة من الأدوية تتضمن ما يلي:

١- ستيروئيدات قشرية (Corticosteroid)

مواد دوائية ذات تأثير مضاد للالتهاب ومخفف لردة فعل وعمل جهاز المناعة. وتساهم في تخفيف الالتهاب الحاصل في جذور الأشعار في المناطق المصابة بالثعلبة البقعية وتخفيف مهاجمة جهاز المناعة لهذه الجذور.

ويمكن إعطاءه وتطبيقه في العلاج بعدة طرق هي:

  • العلاج الموضعي (Tropical): من خلال وضع كريمات ومراهم تحوي ستيروئيدات ضمن تركيبها على مناطق الإصابة بالثعلبة البقعية وتساقط الشعر لتخفيف الالتهاب وتحريض نمو الشعر مجدداً.
  • الحقن ضمن مناطق الإصابة بالثعلبة البقعية (Intralesional): حيث يتم حقن ستيروئيدات بشكل مباشر تحت الجلد في المناطق المصابة باستخدام إبرة رفيعة، وهذا الحقن المباشر يجعل تأثير ستيروئيدات أكثر فعالية.
  • العلاج الجهازي (Systematic): ويتم فيه أخذ ستيروئيدات قشرية عن طريق الفم بشكل حبوب أو عن طريق حقن في العضل، كما يستخدم عادة في الحالات الشديدة من الثعلبة البقعية مع تساقط الشعر بشكل كثيف.

٢- محرضات نمو الشعر

وهي أدوية تساعد الشعر على التجدد والنمو بآليات مختلفة كتقوية الشعر وجذوره وتحسين التروية الدموية لبصيلات الشعر وغيرها من الآليات.

وأكثر هذه المحرضات شيوعاً هو دواء مينوكسيديل (Minoxidil)، وينصح باستخدامه مع ستيروئيدات قشرية في خطة العلاج لأن تأثيره على مرض الثعلبة البقعية محدود نسبياً.

٣- كابحات المناعة (Immunosuppressive)

وهي مجموعة من الأدوية التي تؤثر على جهاز المناعة في الجسم بشكل مباشر. حيث تخفف من استجابة جهاز المناعة في الجسم وخلاياه من خلال منعها من أداء مهامها في إفراز المواد أو منعها من التكاثر والانقسام.

وذلك للتخفيف من الاستجابة الخاطئة لجهاز المناعة في الجسم في أمراض المناعة الذاتية.

وتعتبر خط علاجي أخير في حالات الثعلبة البقعية نظراً لأنها تملك بعض الآثار الجانبية التي تكون خطيرة نسبياً وأيضاً حاجتها للمراقبة المستمرة خلال تطبيق العلاج.

ونذكر من هذه الأدوية على سبيل المثال: سيكلوسبورين (Cyclosporine) وميذوتريكسات (Methotrexate) وغيرها.

وعلى الرغم من كون مرض الثعلبة البقعية قد يكون مصدر قلق وتوتر ويؤثر على الشكل الخارجي للمصاب. إلا أن الغالبية العظمى للحالة قابل للتراجع والسيطرة والشعر يعود للنمو من جديد في المناطق التي تساقط منها.