الحصبة والحصبة الألمانية اسم واحد لمرضين مختلفين

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

يعتبر كل من الحصبة والحصبة الألمانية مرضاً فيروسياً معدياً ويتسبب كلاهما في ظهور طفح جلدي على المصاب، ولكنهما في الواقع مرضين مختلفين؛ وسنتعرف في هذا المقال على الاختلافات الأساسية بين المرضين.

الحصبة والحصبة الألمانية

١- الحصبة

الحصبة "Measles" مرضاً خطيراً شديد العدوى، ويسببه فيروس الحصبة "Measles Virus". وتتميز بظهور طفح جلدي أحمر اللون، وتعتبر مضاعفاتها خطرة للغاية حيث قد تصل للموت.

وقبل اكتشاف لقاح الحصبة في عام 1963 حدثت أوبئة كبرى وتسببت الحصبة في وفاة ما يقدر بنحو 2.6 مليون شخص كل عام.

عدوى الحصبة

عادةً ما تنتقل الحصبة من خلال الاتصال المباشر والعطاس والسعال، حيث تنتشر عندما يستنشق الشخص السوائل الملوثة بالفيروس. حيث يمكن للفيروس أن يبقى حياً على الأسطح وفي الهواء لعدة ساعات بعد أن يتم إخراجه من جسم الشخص المصاب

وبعد الإصابة بالحصبة، يمكن للشخص المصاب أن ينشر العدوى لمدة تصل إلى أسبوعين، وذلك قبل ظهور الأعراض الخاصة بالمرض. عادةً يظهر الشخص الذي تعرض للفيروس أعراض المرض بعد مرور 7 إلى 14 يوماً. ويُمكن أن ينقل المصاب المرض بدءاً من 4 أيام قبل ظهور الطفح الجلدي وحتى 4 أيام بعد ذلك.

وتكون العدوى أكثر انتشاراً خلال فترات الحمى وسيلان الأنف والسعال. ويمكن لأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب حالات أخرى مثل الإصابة فيروس نقص المناعة البشرية أن ينشروا فيروس الحصبة حتى نهاية فترة التعافي من المرض.

٢- الحصبة الألمانية

تعتبر الحصبة الألمانية "Rubella" مرضاً فيروسياً معدياً أيضاً، ولكن بشكل أخف من الحصبة. ويتسبب فيروس الحصبة الألمانية "Rubella Virus" في حدوث المرض، ويؤدي إلى ظهور طفح جلدي أخف احمراراً من الحصبة ويبدأ عادةً على الوجه، ومن ثم ينتقل إلى أسفل الجسم.

وعادةً ما تظهر الأعراض على الشخص الذي تعرض للفيروس بعد حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. (1)

وهو يعتبر عموماً مرضاً أخف من الحصبة، ولكن عندما تصاب به الأم الحامل يمكن أن تنقله إلى جنينها مما يسبب حالة خطيرة تدعى الحصبة الألمانية الخلقية، ويمكن أن يكون لها تأثيرات على الحمل والجنين، وكذلك لها تأثيرات طويلة الأمد على الطفل بعد الولادة.

ويُقدر حدوث 100000 حالة من متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية كل عام في أنحاء العالم. (2)

عدوى الحصبة الألمانية

وفي الواقع فإن حوالي 25 إلى 50% من مرضى الحصبة الألمانية لا يدركون أنهم مصابون بها، مما يعني أن الشخص يمكن أن يصاب بالعدوى دون أن يدرك ذلك. بالتالي يزداد خطر نشر العدوى.

وكما هو الحال في مرض الحصبة فإن فيروس الحصبة الألمانية ينتقل من خلال السعال أو العطاس وعبر الاتصال المباشر مع الشخص المصاب. بالإضافة إلى الانتقال من الأم الحامل إلى الجنين في طور النمو.

ومن ثم ينتشر الفيروس في أنحاء الجسم بعد حوالي 5 إلى 7 أيام من التعرض له.

أعراض المرض

١- أعراض الحصبة

تبدأ الحصبة عادةً بمرحلة حضانة الفيروس دون أي أعراض. ثم تبدأ أعراض شبيهة بمرض الإنفلونزا، وتستمر لمدة تتراوح بين يومين و8 أيام مع أعراض تشمل:

  • الحمى
  • التعب
  • السعال
  • التهاب الملتحمة، وهي الغشاء المبطن لجفن العين من الداخل
  • سيلان الأنف
  • ظهور بقع بيضاء في الفم تعرف ببقع كوبليك (Koplik spots)

كما يظهر الطفح الجلدي في الأيام بين الثالث إلى اليوم السابع من المرض، ويظهر عادةً بلون أحمر ويكون مسطحاً، ولكنه ليس حاكاً.

وهو يبدأ عموماً من الرأس ثم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم، وعادةً ما يستمر من 4 إلى 7 أيام بعد ظهوره.

٢- أعراض الحصبة الألمانية

تقريباً فإن كل واحدٍ من شخصين لا تظهر عليه أعراض الحصبة الألمانية أو تكون خفيفةً جداً، وقد تتضمن بعض علامات وأعراض الحصبة الألمانية في حال ظهورها ما يلي:

  • سيلان الأنف
  • الحمى الطفيفة
  • ألم العينين
  • ظهور الطفح الجلدي على شكل بقع وردية، والتي يمكن أن تسبب الحكة، وهو يستمر حتى 3 أيام، ويكون أخف مما هي عليه في الحصبة؛ مع زواله قد يتساقط الجلد في المناطق المصابة على شكل قشور رقيقة
  • تورم العقد اللمفاوية
  • الصداع
  • فقدان الشهية

يتعافى الأطفال المرضى خلال أسبوع واحد عادةً، ولكن يستغرق البالغون وقتاً أطول.

التشخيص

عند بدء التشخيص يسأل الطبيب المريض عن أعراضه ويفحص الطفح الجلدي الظاهر على جسم المريض. كما يسأل عن أي اتصال حديث مع أي شخص مصاب، وعن تاريخ اللقاحات الخاص بالمريض.

وفي حال الشك بوجود عدوى فيروس الحصبة والحصبة الألمانية فيطلب الطبيب إجراء فحص الدم أو فحص البول أو أخذ مسحة من الأنف أو الحلق وذلك للبحث عن الأجسام المضادة للفيروس وتأكيد التشخيص.

العلاج

لا يوجد علاج للحصبة والحصبة الألمانية حالياً، حيث يجب أن يأخذ المرض مجراه ويحدث التعافي من تلقاء نفسه، ولكن يمكن للمريض اتباع بعض النصائح التي قد تخفف من الأعراض الشديدة، مثل:

  • تناول دواء أسيتامينوفين (باراسيتامول) أو إيبوبروفين للألم أو الحمى
  • الحصول على قسط وافر من الراحة
  • شرب كمية كافية من السوائل
  • الغرغرة بالماء المالح
  • تجنب التعرض للضوء الشديد في حال الشعور بألم في العينين

ومن الجدير بالذكر أنه لا يجب إعطاء الأسبرين للأطفال أو المراهقين حيث قد يسبب العديد من المضاعفات الخطرة التي قد تهدد الحياة، وفي بعض الحالات الخاصة يمكن اعطاؤهم الدواء تحت اشراف الطبيب المباشر.

الوقاية

يمكن الوقاية من الحصبة والحصبة الألمانية عن طريق تلقي لقاح "MMR"، والذي يحمي من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ويؤخذ في مرحلة الطفولة عادةً؛ كما يجب على البالغين أخذه في حال لم يحصلوا عليه بعد.

علماً أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يجب عليهم تلقي لقاح "MMR" ولذلك يتوجب استشارة الطبيب قبل أخذ أي لقاح. ومن الحالات التي لا يجب فيها أخذ اللقاح نذكر:

  • من يعاني من تحسس شديد للقاح
  • الحوامل
  • ضعف في جهاز المناعة
  • المصاب بالسل حالياً
  • من تلقى لقاحات أخرى في الأسابيع الأربعة الماضية

الآثار الجانبية للقاح

لا ينطوي اللقاح على الكثير من الآثار الجانبية؛ من الممكن أن تحدث حمى خفيفة أو طفح جلدي خفيف. هذا بالإضافة إلى أن المراهقين أو البالغين قد يعانون من آلام المفاصل.

وبشكل عام فإن مخاطر عدم أخذ اللقاح أكبر من أي خطر يمكن أن تسببه الآثار الضارة له.