الحمى التيفية: الأعراض والوقاية

الكاتب - 17 يناير 2023

تنجم الحمى التيفية عن عدوى جرثومية قد تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتؤثر على العديد من الأعضاء؛ وبدون تقديم العلاج بشكل مبكر يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة.

فما هي هذه العدوى وما هي أعراضها؟

ما هي الحمى التيفية؟

تضم جراثيم السالمونيلا أنواعاً مختلفة تسبب أمراض عديدة، ومن أبرزها السالمونيلا التيفية (Salmonella Typhi) التي تصيب البشر وتسبب الحمى التيفية "Typhoid Fever" أو التيفوئيد

تعيش جراثيم السالمونيلا التيفية في أمعاء ودم الإنسان، حيث تقضي حوالي 1 إلى 3 أسابيع في الأمعاء، ومن ثم تكمل طريقها عبر جدار الأمعاء إلى مجرى الدم؛ وتنتشر من هناك إلى الأنسجة والأعضاء الأخرى.

ولا يستطيع الجهاز المناعي أن يحاربها بالشكل الصحيح نظراً لأن هذه الجراثيم يمكن أن تعيش داخل خلايا المضيف في مأمن من الجهاز المناعي؛ ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد حيوان يحمل هذه الجراثيم.

عادةً ما يصاب الشخص بالحمى التيفية عن طريق تناول الطعام ومياه الشرب الملوثين ببراز الشخص المصاب؛ كما يمكن للشخص الحامل للجراثيم أن ينقلها إلى غيره حتى لو لم يكن يبدي أية مظاهر للمرض.

حيث يمكن أن يستمر حامل الجرثومة في إطلاقها في البراز أو البول لسنوات.

تنتشر الحمى التيفية بشكل أكبر في الأماكن التي لا تكون فيها خدمات جيدة للصرف الصحي و تنتشر فيها قلة النظافة ويصاب حوالي 11-20 مليون شخص سنوياً بالحمى التيفية على الصعيد العالمي.

أعراض الحمى التيفية

بمجرد وجود جراثيم السالمونيلا التيفية في الجسم، يزداد عددها وتنتشر في الدم؛ وقد لا تظهر أعراض الحمى التيفية حتى 6 إلى 30 يوماً بعد التعرض للجراثيم.

وقد تشمل أعراض الحمى التيفية ما يلي:

  • حمى بدرجة 39 إلى 40 مئوية
  • ضعف ووهن
  • آلام المعدة
  • الصداع
  • فقدان الشهية
  • الإسهال
  • النفخة
  • الغثيان
  • الإمساك
  • أحياناً قد يظهر طفح جلدي بلون وردي

وقد تشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعاً ما يلي:

  • وجود دم في البراز
  • القشعريرة
  • الهياج، والتخليط الذهني، والهذيان، والهلوسة (رؤية أو سماع أشياء غير موجودة)
  • نقص الانتباه
  • نزيف في الأنف
  • التعب الشديد

عوامل خطر الإصابة

  • يكثر انتشار الحمى التيفية في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء.
  • كما أن الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون أو يسافرون إلى الأماكن التي تنتشر فيها العدوى يكونون معرضين أيضاً لخطر الإصابة.
  • قد تحدث الفاشيات المحلية ضمن صناعة الأغذية، حيث يمكن أن ينقل الشخص الذي يحمل الجراثيم المرض إلى الطعام في الصنع وبين زملائه مما يتسبب بانتشاره.
    • وعلى الرغم من أن ذلك نادر الحدوث، إلا أن الأشخاص الذين يعملون في المطاعم أو الأعمال التجارية الأخرى المتعلقة بالأغذية قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بشكل أكبر.
  • التواجد في أماكن لا تملك مرافق صحية جيدة أو نظيفة

التشخيص

في بداية محاولة تشخيص حالة الحمى التيفية، يسأل الطبيب عما إذا كان المريض قد سافر إلى مناطق تتواجد بها العدوى أو إذا كان على اتصال وثيق بشخص قد سافر إلى تلك المناطق.

يمكن عادةً تأكيد تشخيص الحمى التيفية عن طريق تحليل عينات من الدم أو البراز أو البول. والتي يتم فحصها تحت المجهر بحثاً عن جراثيم السالمونيلا التيفية التي تسبب الحالة. لا يتم العثور على الجراثيم دائماً في المرة الأولى، لذلك قد يتطلب الأمر إجراء سلسلة من الاختبارات.

كما يمكن في بعض الحالات أخذ عينة من نقي العظم، وهي طريقة أكثر دقة لتشخيص الحمى التيفية، إلا أن الحصول على العينة يستغرق وقتاً طويلاً كما أنه مؤلم، لذلك عادةً ما يتم اللجوء إلى هذا الاختبار فقط إذا كانت الاختبارات الأخرى غير حاسمة.

وإذا تم تأكيد الإصابة بالحمى التيفية، فقد يحتاج أفراد أسرة المصاب أيضاً إلى الخضوع للفحص للتأكد فيما إذا كانت العدوى قد انتقلت إليهم.

المضاعفات

قد يعاني المرضى الذين لا يتلقون علاجاً للحمى التيفية من الأعراض لأشهر طويلة بالإضافة إلى ذلك قد يصبح المريض حاملاً للمرض وينشر العدوى.

وفي حال استمرار المرض دون علاج يمكن أن تحدث بعض المضاعفات الخطرة والتي تشمل:

يمكن أن يعاني الشخص أيضاً من المضاعفات التالية:

  • انثقاب الأمعاء، والذي يمكن أن يؤدي إلى التهاب الصفاق، والذي يحدث عند حوالي 8-39٪ من الأشخاص
  • القرحات
  • إنتان الدم
  • النزيف المعوي
  • القصور الكلوي
  • مضاعفات رئوية مثل الخراج أو الناسور القصبي
  • الاعتلال الدماغي والذي يؤدي إلى حدوث وفيات بمعدل 55٪
  • التهاب السحايا
  • أعراض عصبية مثل الذهان وتيبس العضلات
  • التهاب عضلة القلب أو التهاب التامور (الكيس المحيط بالقلب من الخارج)
  • وفي الحالات الشديدة تكون الحالة قاتلة إذا تركت دون علاج

علاج الحمى التيفية

هنالك عدة علاجات دوائية يمكن أن تستخدم لعلاج حالة الحمى التيفية بحسب توصيات الطبيب المناسبة للحالة المرضية والمريض. وتشمل هذه الخيارات:

  • المضادات الحيوية والتي تقتل الجراثيم المسببة للعدوى، مثل:
    • الأمبيسيلين
    • الكلورامفينيكول
    • الكوتريموكسازول
    • الفلوروكينولونات
    • السيفالوسبورينات
    • أزيثروميسين
  • كما يحتاج بعض المرضى إلى علاجات داعمة كتعويض السوائل أو الشوارد، وذلك اعتماداً على شدة العدوى

الوقاية

يعتبر كل من أخذ اللقاح واختيار الطعام والمشروبات بعناية وغسل اليدين أفضل الطرق للوقاية وتجنب الإصابة بالحمى التيفية.

بالتالي ينصح بالتحقق مما إذا كان أخذ اللقاح ضد الحمى التيفية موصى به للوجهة التي ستسافر إليها؛ وعند السفر إلى هذه الأماكن ينصح باتباع النصائح التالية:

  • تناول الأطعمة المطبوخة والمقدمة ساخنة حصراً
  • تجنب تناول الطعام على البوفيه
  • تجنب أكل الفواكه والخضروات النيئة إلا بعد غسلها في ماء نظيف أو تقشيرها
  • شرب المشروبات من عبوات مختومة جيداً
  • تجنب الثلج لأنه قد يكون محضراً من مياه غير نظيفة
  • شرب الحليب المبستر فقط
  • غسل اليدين كثيراً بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، وخاصةً بعد الخروج من الحمام وقبل الأكل
  • استخدام معقم اليدين الحاوي على نسبة 60٪ من الكحول على الأقل
  • إبعاد اليدين غير المعقمتين عن الوجه والفم قدر الإمكان