الخصية المعلقة: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 19 أكتوبر 2022

الخصية المعلقة "Cryptorchidism" هي حالة مرضية لا تصل فيها الخصية إلى كيس الصفن أثناء تطور الجنين بعكس الحالة الطبيعية.

فما هي الأسباب التي تؤدي لحصول حالة الخصية المعلقة وما هي الأعراض المرافقة لها وهل يوجد طرق لعلاجها؟

ما هي حالة الخصية المعلقة؟

عندما ينمو الجنين داخل رحم الأم تتشكل خصيتاه داخل البطن وتنزلان إلى كيس الصفن قبل الولادة بفترة قصيرة.

ولكن في بعض الحالات لا يحدث ذلك، ويولد الطفل بإحدى خصيتيه أو كلتيهما معلقة ولا تصل إلى كيس الصفن، ويُقدر أنَّ حوالي 1 من كل 25 طفل يولدون بهذه الحالة.

وتتحرك الخصية المعلقة نحو الأسفل من تلقاء نفسها لدى حوالي نصف هؤلاء الأطفال عندما يبلغون من العمر ستة أشهر تقريباً.

وإن لم يحدث ذلك فمن المهم تلقي العلاج اللازم للحالة؛ فالخصيتان تصنعان الحيوانات المنوية وتخزنهما، وفي حال عدم نزول الخصية فإنها يمكن أن تتعرض للتلف، مما قد يؤثر على الخصوبة في وقت لاحق من الحياة أو يؤدي إلى مشاكل طبية أخرى.

أعراض الخصية المعلقة

لا تظهر أي أعراض على معظم الأطفال المصابين بهذه الحالة؛ والعلامة الوحيدة التي تلاحظ هي كيس الصفن الفارغ.

وقد تكون الخصية غير النازلة مجسوسة أي أنه يمكن الشعور بها باليد أثناء الفحص البدني أو غير مجسوسة، وحوالي 80% من الخصيات المعلّقة يمكن جسّها.

إذا لم يستطع الطبيب جس الخصية المعلّقة، فقد تكون:

  • بطنية: والبطن هو الموقع الأقل شيوعاً للخصية المعلقة.
  • إربية: تكون الخصية قد انتقلت إلى القناة الإربية وهي قناة تحمل الحبل المنوي باتجاه القضيب وكيس الصفن.
  • ضامرة أو غائبة: حيث تكون الخصية إما صغيرة جداً أو لم تتشكل مطلقاً.

أسباب حدوث حالة الخصية المعلقة

عند معظم الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة لا يتم معرفة سبب عدم نزول الخصية، حيث لا يزال السبب الدقيق وراء هذه الحالة غير واضحاً.

  • في بعض الأحيان قد يكون السبب أنَّ الخصية ليست طبيعيةً منذ البداية.
  • في حالات أخرى تكون هناك مشكلة ميكانيكية، حيث تنزل الخصية إلى جوار كيس الصفن بدلاً من داخله، وتسمى هذه الحالة "الخصية المنتبذة".
  • قد لا تستطيع هرمونات الطفل أيضاً تحفيز الخصية بشكل طبيعي؛ حيث قد يحدث نمو غير طبيعي للأعضاء التناسلية في حالة تدعى "متلازمة عدم الحساسية" للأندروجينات "AIS". وهي اضطراب وراثي لا تستجيب فيه الأجنّة الذكور لهرمونات الذكورة مثل "تستوستيرون".
  • وقد يكون للمولود المصاب بهذه المتلازمة سمات أنثوية مثل وجود كيس مهبل قصير، ولكن دون وجود رحم أو مبيضين أو قناتي فالوب.
  • كما أنه في بعض الأحيان تسقط الخصية دون أن تلتصق في كيس الصفن؛ وعندما يكبر الطفل يتضح أنَّ الخصية غير ملتصقة.

وفي الواقع يتأخر اكتشاف الخصية المعلقة في حوالي كل حالة من 5 حالات إلى أن يكبر الطفل، ولهذا السبب، يجب فحص موقع الخصيتين عند جميع الأولاد خلال كل فحص بدني سنوي.

عوامل خطورة الإصابة بالخصية المعلقة

إنَّ العوامل التالية قد تزيد من خطر الإصابة بالخصية المعلقة(1):

  • الولادة المبكرة
  • انخفاض الوزن عند الولادة
  • متلازمة "داون"، والحالات الأخرى التي تؤدي إلى إبطاء نمو الجنين
  • وجود تاريخ عائلي لمشاكل في تطور الأعضاء التناسلية
  • تدخين الأم للتبغ أثناء الحمل

المضاعفات

بعد سن البلوغ تبدأ الخصيتان في إنتاج الحيوانات المنوية؛ ولتكوين حيوانات منوية صحية يجب أن تكون الخصيتان أبرد بدرجتين إلى ثلاث درجات مئوية من درجة حرارة الجسم الأساسية.، ولهذا السبب تتدلى الخصيتان أسفل الجسم داخل كيس الصفن.

وبالتالي إذا لم تسقط الخصية في كيس الصفن، فقد لا تعمل بشكل طبيعي وتنتج حيوانات منوية سليمة؛ مما يمكن ان يؤدي إلى العقم في وقت لاحق من الحياة.

كما أن الذكور الذين يولدون بخصية معلقة يكونون أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الخصية في مرحلة البلوغ.

التشخيص

يجب على الطبيب فحص خصيتي الطفل في كل فحص بدني؛ وإذا كانت الخصية غير مجسوسة فقد تكون غير نازلة.

وفي حال كانت الخصية غير مجسوسة فغالباً ما يُظهر الفحص بالموجات فوق الصوتية موقعها.

وفي بعض الحالات يطلب طبيب المسالك البولية عند الأطفال إجراء المزيد من الاختبارات.

وقد تشمل الاختبارات:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي باستخدام عامل تباين: يحقن الطبيب العامل في مجرى الدم لإعطاء صورة أوضح عما إذا كانت الخصية في المنطقة الإربية أو البطن.
  • تنظير البطن: حيث يدخل الطبيب أنبوب صغير بكاميرا متصلة به من خلال شق صغير في البطن؛ وإذا لزم الأمر يمكنه أيضاً إجراء الجراحة التصحيحية باستخدام نفس الأداة.
  • الجراحة المفتوحة: في حالات نادرة ومعقدة يستخدم الجراحون هذا الإجراء لاستكشاف البطن مباشرةً.
  • في حالة عدم نزول كلتا الخصيتين قد يوصي الطبيب بإجراء اختبار جيني لتحديد الصبغيات الجنسية.

قد يكون لدى بعض الأطفال الإناث جينياً أعضاء تناسلية ذكورية أو ملتبسة؛ وفي هذه الحالة قد يستخدم الطبيب ما يلي:

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية للتحقق من عدم نزول الخصيتين أو المبيضين
  • اختبارات الدم والبول لقياس مستويات الهرمونات
  • الاختبارات الجينية لتحديد الصبغيات الجنسية

علاج الخصية المعلقة

إذا لم تسقط الخصية في كيس الصفن عندما يبلغ الطفل من العمر ستة أشهر يجب التحدث إلى الطبيب من جديد حول العلاج.

وتشمل خيارات علاج الخصية المعلقة ما يلي:

  • العلاج الهرموني: في حالات نادرة وخاصة عندما تكون الخصيتان بالقرب من كيس الصفن قد يوصي الطبيب بالعلاج الهرموني، ويعطي الطبيب الطفل حقناً تحوي هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية "HCG"؛ حيث يحفز على هبوط الخصيتين في كيس الصفن.
  • الجراحة: وهي العلاج الأكثر شيوعاً وفعاليةً للخصية المعلقة؛ ويسمى الإجراء الذي يهدف إلى تحريك الخصيتين نحو الأسفل إلى كيس الصفن بتثبيت الخصية، وعادةً ما يكون من الأفضل أن يخضع الطفل للعملية الجراحية في الفترة ما بين ستة أشهر وعام واحد من عمره.

إنَّ الجراحة فعّالة بنسبة 98%؛ وفي معظم الحالات، تنمو الخصيتان بشكل طبيعي في كيس الصفن، وتنتج حيوانات منوية صحية في وقت لاحق من الحياة.

مع العلم أنَّ الأولاد الذين كانت لديهم خصية معلقة يبقون أكثر عرضةً لخطر الإصابة بسرطان الخصية.

ولذلك بدءاً من سن المراهقة، يجب عليهم إجراء فحوصات ذاتية شهرية للخصيتين وإجراء فحوصات روتينية عند الطبيب.