الداء الزلاقي: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 3 مايو 2023

يعتبر الداء الزلاقي من أمراض سوء الامتصاص الهضمية التي تصيب جسم الإنسان، فما هي أسباب هذه الحالة؟ وما الأعراض المرافقة لها؟

ما هو الداء الزلاقي؟

الداء الزلاقي "Celiac Disease" هو واحد من من الأمراض المناعية الذاتية، التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الخلايا المسؤولة عن امتصاص المواد الغذائية من الأمعاء الدقيقة، ويعد بروتين "الغلوتين" الموجود في بعض الأطعمة هو المسؤول عن تفعيل جهاز المناعة هذا.

حيث يتواجد بروتين الغلوتين في الغذاء اليومي حيث نجده بشكل رئيسي في القمح والذرة والشعير، لذلك فعند تناول المواد المحتوية على "الغلوتين"، تتفعل الخلايا المناعية وتنتقل إلى الخلايا المعوية والتي تدعى بـ"الزغيبات المعوية" لتقوم بتخريبها.

بالتالي ينتج عن هذا التخريب اضطراب في قدرة الجسم على امتصاص المواد الغذائية الموجودة في الطعام.

للداء الزلاقي ذروتين للإصابة متعلقتان بالعمر، وهما:

  • تبدأ الأعراض لدى الزمرة الأولى في فترة الطفولة بين عمري 8 وحتى 12 شهراً
  • في حين أن الذروة الثانية لبدء الأعراض تكون بين عمري 40 وحتى 60 سنة

كما أن النساء هم أكثر عرضةً للإصابة بالمرض بحوالي ثلاثة أضعاف من احتمال إصابة الرجال به. (1)

يعتبر الداء الزلاقي من الأمراض الجينية التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء وهذا هو سبب ارتفاع نسبة الإصابة ضمن عائلات معينة وخاصة عند وجود أقارب من الدرجة الأولى مصابين بهذا الداء.

أعراض الإصابة بالداء الزلاقي

تتنوع وتختلف الأعراض التي يعاني منها مرضى الداء الزلاقي بشكل كبير، كما قد لا يشتكي المريض من أي أعراض في بعض الحالات.

وتختلف الأعراض بحسب العمر، على الشكل التالي:

١- الأعراض عند الأطفال

من الأعراض المصاحبة لهذا المرض عند الأطفال المصابين:

  • النفخة والألم البطني
  • الإسهال المزمن أو الإمساك
  • تخرب ميناء الأسنان
  • الغثيان أو الإقياء
  • خروج كبير للغازات
  • خسارة الوزن
  • فشل النمو
  • قصر القامة
  • التعب العام
  • الشحوب
  • رائحة البراز الكريهة
  • تأخر البلوغ
  • فقر الدم بعوز الحديد
  • الصداع
  • القلق والاكتئاب
  • سرعة التهيج
  • اضطراب فرط النشاط وقلة التركيز لدى الطفل
  • نوبات الاختلاج مع ضعف التنسيق بين العضلات

الأعراض عند الكبار

يعاني الكبار المصابين بالداء الزلاقي من الأعراض والاضطرابات التالية:

  • الألم البطني
  • النفخة البطنية وخروج الغازات
  • الإمساك أو الإسهال
  • الغثيان أو الإقياء
  • فقر الدم بعوز الحديد
  • نقص الوزن
  • ضمور الطحال ونقص وظيفته
  • التعب العام
  • القرحات الفموية أو القلاع الفموي
  • تخلخل وتلين العظام
  • الحكة وتشكل الفقاعات والطفح الجلدي
  • الألم المفصلي
  • الصداع والشقيقة
  • القلق والاكتئاب
  • التراجع العقلي والمعرفي
  • اضطرابات الدورة الشهرية النسائية

أسباب وعوامل الخطورة

يعتبر الداء الزلاقي مرضاً مناعياً ذاتياً ناتجاً عن اضطراب جيني مجهول السبب، كما تم اكتشاف مجموعة من العوامل التي تزيد من إمكانية الإصابة به، ومنها:

١- تاريخ إصابة في العائلة

إن وجود شخص مصاب بهذا المرض ضمن أفراد الأسرة يرفع من احتمال الإصابة بشكل كبير، حيث ترتفع النسبة من 1% بالنسبة للأفراد العاديين لتصل لنسبة 10% لدى الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالداء الزلاقي.

ويعود ذلك إلى وجود اضطراب جيني لدى أغلب المصابين بالمرض، ويتم توارث هذا الاضطراب عبر الأجيال.

٢- العوامل البيئية

يزيد تعرض الطفل في مراحل مبكرة من حياته لإنتان هضمي من احتمالية إصابته بالداء الزلاقي لاحقاً، كالعدوى بفيروس "الروتا".

كما أن هنالك علاقة بين الإدخال المبكر للأطعمة المحتوية على بروتين الغلوتين في مرحلة الطفولة مع احتمالية الإصابة بالداء الزلاقي لاحقاً. (2)

لذلك ينصح الأهل بعدم إدخال الأطعمة المحتوية على الغلوتين قبل عمر الستة أشهر في النظام الغذائي للطفل.

٣- بعض الأمراض

  • الداء السكري من النمط الأول
  • اضطرابات الغدة الدرقية
  • التهاب القولون التقرحي
  • الصرع وبعض الاضطرابات العصبية الأخرى
  • متلازمة داون
  • متلازمة تورنر

مضاعفات واختلاطات الإصابة

قد يتعرض المريض بعد فترة طويلة لمجموعة من الاختلاطات والمضاعفات، ومنها:

  • الإصابة بتخلخل وترقق العظام بشكل مبكر
  • اضطراب وظيفة المرارة
  • أمراض القلب
  • العقم
  • الإجهاض المتكرر
  • فقر الدم بعوز الحديد
  • عدم تحمل سكر اللاكتوز
  • فشل وظيفة الكبد
  • سوء تغذية عام
  • قصور وظيفة البنكرياس
  • سرطان لمفوما "هودجكن" وسرطان الأمعاء الدقيقة
  • عوز الفيتامينات والمعادن
  • الاضطرابات العصبية والعضلية

تشخيص الإصابة

يبدأ التشخيص بالفحص السريري الذي يجريه الطبيب، حيث يقوم بفحص كامل، مع أخذ القصة والسوابق العائلية المرضية، والأعراض التي يشعر بها المريض.

ثم يأتي دور الفحوصات والاستقصاءات الإضافية لتأكيد التشخيص، وأهم هذه الفحوصات:

١- تحليل الدم

يتم إجراء تحليل الدم لتقييم نسبة الأضداد المناعية الخاصة بالداء الزلاقي المتواجدة ضمن الدم، حيث ترتفع نسبة هذه الأضداد بشكل كبير وتكون مميزةً للمرض، ويعود السبب في ارتفاعها لمهاجمة جهاز المناعة للمريض الخلايا المعوية بالتالي يؤدي لزيادة هذه الأجسام المضادة.

٢- الخزعة العفجية

يعتبر هذا الاختبار الأهم في تأكيد التشخيص، حيث يستخدم المنظار الهضمي للوصول للجزء الأول من الأمعاء الدقيقة والذي يدعى بالعفج ويتم أخذ خزعة منه، ثم يتم إرسال الخزعة المأخوذة إلى المركز الطبي المسؤول عن الفحص النسيجي للعينة تحت المجهر الضوئي.

بعد ذلك وبناءً على نتائج الأجسام المضادة الدموية والعينة النسيجية المأخوذة يتم تأكيد التشخيص وبدء العلاج.

علاج الداء الزلاقي

يعتمد العلاج الرئيسي على فهم الآلية المرضية التي تتعلق بالحساسية لبروتين الغلوتين الموجود ضمن بعض الأغذية، لذلك فإن تجنب هذه الأطعمة من شأنه أن يسمح للأمعاء بالتعافي بشكل كبير والحد من الأعراض.

ولكن لا بد من تعويض النقص الحاصل في الفيتامينات والمعادن باستخدام المكملات الغذائية والأدوية، كما يجب تعويض التراجع في وظيفة الأعضاء في حال وجودها.

لا يوجد علاج دوائي شافٍ للمرض إنما العلاج يعتمد على الوقاية والحمية الغذائية الخالية من بروتين الغلوتين، بالإضافة لذلك تجنب الأطعمة الحاوية على القمح والشعير والذرة.