الدوار الدهليزي: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 11 أغسطس 2022

ما هو الدوار الدهليزي؟

يعرف الدوار بأنه إحساس المرء بأنه يدور أو حتى أن المحيط من حوله يتحرك ويدور، قد يكون هذا الشعور بالكاد ملحوظاً، أو قد يكون شديداً لدرجة يصعب فيها على الشخص الحفاظ على توازنه والقيام بالأعمال اليومية البسيطة.

يحدث الدوار الدهليزي (المحيطي) بشكل شائع بسبب خلل في واحدة أو أكثر من البنى الموجودة في الأذن الداخلية؛ حيث تشكل هذه البنى الجهاز الدهليزي المسؤول عن التوازن.

أعراض الدوار الدهليزي

يمكن للدوار بشكل عام أن يعطل القدرة على الخوض في الأنشطة اليومية العادية؛ وتشمل الأعراض التي تصاحب الدوار الدهليزي عادةً ما يلي:

  • الغثيان
  • الإقياء
  • الرأرأة (حالة تقوم بها العين بحركات غير مضبوطة)
  • الدوخة
  • مشاكل في التوازن
  • الشعور بالانجذاب نحو اتجاهات مختلفة
  • مشاكل في السمع والبصر
  • الصداع

أسباب الدوار الدهليزي

تشمل الأسباب ما يلي:

١- دوار الوضعة الانتيابي الحميد

يصف الأطباء دوار الوضعة الانتيابي الحميد على أنه دوار مفاجئ وينجم عن حركة الرأس السريعة أو الدوران السريع، أي أنه ينتج عن الحركة وتغيير وضعية الرأس والجسم.

ولا يرافق هذه الحالة أي ألم في الأذن أو طنين أو ضعف في السمع؛ وعادةً ما يكون سبب هذه الحالة هو تحرك غبار الأذن (بلورات مكونة من كربونات الكالسيوم) الموجود في الأقنية نصف الدائرية في الأذن الداخلية.

٢- دوار الحركة

يحدث عندما لا يستطيع الدماغ فهم المعلومات المرسلة من العينين والأذنين والجسم.

كما يمكن أن تسببه الحركة الزائدة في وسائل النقل أو حتى في مدينة الملاهي فيشعر المرء بالغثيان أو التعرق، وقد يتقيأ في بعض الأحيان.

٣- التهاب العصب الدهليزي

عادةً يحدث التهاب العصب الدهليزي بعد الإصابة بفيروس؛ ويصاب المرضى بغثيان سريع وشديد وإقياء ودوار، وعلى الرغم من عدم استقرار مشيتهم، فإنهم لا يزالون قادرين على التنقل.

٤- التهاب التيه

وهو التهاب جزء من الأذن الداخلية اسمه التيه؛ ويتسبب في الشعور بالدوار وضعف السمع وأعراض أخرى؛ وتختفي هذه الأعراض بمرور الوقت لدى معظم الأشخاص.

٥- داء "منيير"

وهو اضطراب في الأذن الداخلية يسبب دواراً شديداً وطنيناً في الأذن وضعف السمع والشعور بامتلاء أو احتقان الأذن.

وعادةً ما يؤثر على أذن واحدة فقط؛ وتنجم الأعراض في داء "منيير" عن تراكم السوائل في أجزاء الأذن الداخلية.

٦- متلازمة "كوغان"

وهي أحد أمراض المناعة الذاتية النادرة التي تصيب العين والأذن الداخلية؛ وتشمل أعراض المتلازمة تهيجاً وألماً في العين وتدني في الرؤية وضعف السمع والدوار.

وقد تشمل الأعراض الأخرى آلام المفاصل أو العضلات أو التهاب الأوعية الدموية.

٧- بعض الأدوية

مثل أمينوغليكوزيدات، أو سيسبلاتين، أو مدرات البول، أو ساليسيلات، والتي تعتبر سامّة لبنى الأذن الداخلية.

التشخيص

يبدأ التشخيص بأخذ قصة مرضية دقيقة ومفصلة بالإضافة إلى الأعراض المرضية والجسدية، وعادةً يكون الدوار المحيطي عرضياً وشديداً.

قد يجري الطبيب اختباراً أو مجموعة من الاختبارات للتأكد من التشخيص وتشمل:

  • اختبار "ديكس هول بايك" (Dix Hallpike test) وهو يستعمل في تشخيص الدوار الدهليزي، حيث يطلب من المريض القيام بعدة حركات من استلقاء وجلوس وتغيير وضعية الرأس، يزيد هذا الاختبار الأعراض سوءاً ويزيد الرأرأة بشكل أكثر وضوحاً.
  • تصوير الرأرأة بالفيديو (ENG)
  • التوازن الديناميكي المحوسب (CDP)
  • اختبار الكرسي الدوار

وقد يطلب الطبيب أيضاً إجراء دراسات تصويرية (مثل فحص التصوير بالرنين المغناطيسي) للدماغ والعنق لاستبعاد الأسباب الأخرى للدوار.

أنواع علاج الدوار الدهليزي

١- العلاج الدوائي

يتم استخدام عدد من الأدوية للعلاج، بما في ذلك:

  • الصادات الحيوية (لعلاج العدوى إن وجدت)
  • مضادات هيستامين
  • بروكلوربيرازين لتخفيف الغثيان
  • بنزوديازيبينات: وهي أدوية للقلق، يمكن أن تخفف الأعراض الجسدية للدوار

وغالباً ما يتناول الأشخاص المصابون بداء "منيير" دواءً يسمى بيتاهيستين، ويمكن أن يساعد في تقليل الضغط الناجم عن السوائل في الأذن الداخلية وتخفيف أعراض المرض.

٢- علاج ضعف السمع

قد يشمل ذلك العلاج بالأدوية والأجهزة السمعية.

٣- التمارين

في حال الإصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد، فقد يساعد الطبيب مريضه بتعلم مناورة إيبلي (Epley) وتمارين براندت داروف (Brandt-Daroff).

ويتضمن كلاهما تحريك الرأس في سلسلة من ثلاث أو أربع حركات موجهة للمساعدة بعلاج الدوار.

مع العلم أنَّ مناورة "إيبلي" لا ينصح بها الأطباء للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في العنق أو الظهر.

كيف يتم إجراء تمارين براندت داروف؟

يمكن أداء تمارين "براندت داروف" في المنزل، وهي التمارين الأكثر استخداماً لعلاج الدوار.

وتشمل الخطوات التالية:

  • اجلس على منتصف حافة سريرك مع تدلي ساقيك على الجانب.
  • استلق على جانبك الأيمن وأدر رأسك نحو السقف.
  • أبقِ على هذه الوضعية لمدة 30 ثانية على الأقل؛ وإذا شعرت بالدوار، حافظ على الوضعية حتى ينتهي.
  • عد إلى الوضعية القائمة وحدق نحو الأمام لمدة 30 ثانية.
  • كرر الخطوة الثانية، وهذه المرة على جانبك الأيسر.
  • اجلس في وضع مستقيم وانظر نحو الأمام بشكل مستقيم لمدة 30 ثانية.
  • كرر التمارين ثلاث إلى أربع مرات في اليوم على الأقل.
تمارين براندت دارووف
تمارين براندت داروف

٤- العلاج الفيزيائي

يُعد علاج إعادة التأهيل الدهليزي خياراً علاجياً آخر؛ ويتضمن العمل مع معالج فيزيائي لتحسين التوازن من خلال مساعدة الدماغ على تعلم كيفية تعويض مشاكل الأذن الداخلية.

٥- الجراحة

يمكن أن تعالج الجراحة حالات الدوار الشديدة والمستمرة إذا لم تنجح طرق العلاج الأخرى؛ وتتضمن الجراحة إزالة جزء من الأذن الداخلية أو كلها.

المضاعفات

يمكن أن يؤثر الدوار على الحياة اليومية؛ حيث إذا كانت النوبات متكررة أو شديدة، فقد لا يتمكن المريض من العمل أو القيادة أو أداء مهام أخرى.

وعادةً ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من الدوار المستمر بعدم القيادة أو التعامل مع الآلات لأن هذه الأنشطة يمكن أن تشكل خطراً على أنفسهم وعلى الآخرين.

ويمكن أن يسبب الدوار أيضاً السقوط، مما قد يؤدي إلى حدوث إصابات؛ ويعتبر السقوط مصدر قلق خاص لكبار السن، والذين هم أكثر عرضةً لكسور العظام.

كيف يمكن منع حدوث الدوار الدهليزي؟

عادةً لا يمكن منع حدوث الدوار الأولي، ولكن يمكن لبعض السلوكيات أن تساعد في منع حدوث نوبة دوار أخرى؛ ولذلك يفضل تجنب:

  • الأضواء الساطعة
  • حركة الرأس السريعة
  • الانحناء
  • النظر نحو الأعلى
  • كما يمكن الاعتياد على ممارسة عادات يومية معينة بشكل سليم كتجنب الوقوف بسرعة، أو الانتقال ممن وضعية الاستلقاء إلى الوقوف.