لماذا نشعر بالدوخة عند الوقوف بسرعة؟

الكاتب - أخر تحديث 5 سبتمبر 2022

ما هي حالة الدوخة عند الوقوف؟

قد نشعر أحياناً بالدوخة عند الوقوف فجأةً، والدوخة هي مصطلح يصف مجموعة من الأحاسيس كالوهن أو الضعف أو اختلال التوازن.

وهو شيء قد يختبره معظم الناس من وقت لآخر، ونادراً ما تكون علامة على وجود مشكلة خطيرة.

وعند الوقوف تحديداً يتجمع الدم في الساقين بشكل مؤقت ويستغرق الجسم لحظة للتعويض عن طريق ضغط الدم خارج الأوردة الكبيرة في الساقين وزيادة معدل ضربات القلب قليلاً.

مما يعني أنَّ ضغط الدم ينخفض قليلاً قبل عودته إلى طبيعته، وبذلك ينخفض تدفق الدم إلى الدماغ.

وذلك يسبب الشعور بالدوخة للحظات؛ ويطلق على هذه الحالة اسم "هبوط الضغط الانتصابي".

أعراض الدوخة عند الوقوف

قد تشمل أعراض الدوخة عند الوقوف "انخفاض ضغط الدم الانتصابي" ما يلي:

  • الدوخة
  • خفة الرأس
  • عدم وضوح الرؤية
  • الإغماء
  • السقوط
  • الغثيان
  • الإعياء

وعادةً ما تختفي هذه الأعراض عندما يتكيف الجسم ببطء مع وضعية الوقوف، أو بعد الجلوس أو الاستلقاء لعدة دقائق.

ويجب على أي شخص يعاني بانتظام من أي حالة من هذه الحالات طلب المشورة الطبية.

أسباب الدوخة عند الوقوف

يمكن أن تسبب العديد من الاضطرابات مشاكل في تنظيم ضغط الدم وتؤدي إلى الدوخة عند الوقوف؛ وتندرج الأسباب ضمن الفئات التالية:

  • خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي بسبب بعض الاضطرابات أو الأدوية
  • ضعف قدرة القلب على ضخ الدم
  • نقص حجم الدم
  • الاستجابات الهرمونية الخاطئة

ويمكن أن يكون انخفاض ضغط الدم الانتصابي مشكلة مؤقتة أو يمكن أن تكون مزمنة.

وفي كثير من الأحيان يكون السبب الدقيق لهذه الحالة غير معروف؛ بينما في أحيان أخرى، تكون هناك أسباب مباشرة. وتختلف الأسباب اعتماداً على ما إذا كانت الأعراض جديدة أو قد كانت تحدت منذ فترة.

الأسباب الشائعة

تشمل الأسباب الأكثر شيوعاً للدوخة عند الوقوف:

  • انخفاض حجم الدم (نتيجة التجفاف أو فقدان الدم)
  • الراحة في الفراش لفترات طويلة
  • قصور الغدة الكظرية
  • مشكلات في الأذن

كما أن هنالك مجموعة من الأسباب والتي كانت موجودة لفترة طويلة مع المريض:

  • التغيرات المرتبطة بالعمر في تنظيم ضغط الدم
  • استهلاك المخدرات
  • وجود خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي

عند كبار السن

تشير الأرقام إلى أنَّ "انخفاض ضغط الدم الانتصابي" منتشر عند حوالي 18% من الرجال والنساء الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر في الولايات المتحدة.

ويكون أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مرضية وخاصةً ارتفاع ضغط الدم وعند المقيمين في دور الرعاية.

وترجع الإصابة المتزايدة لدى كبار السن إلى انخفاض استجابة المستقبلات التي تتحكم في ضغط الدم بالإضافة إلى زيادة تصلب جدار الشرايين.

وهذا الأمر يجعل من الصعب على الشرايين نقل المزيد من الدم لزيادة ضغط الدم.

وإنَّ النقص في استجابة المستقبلات يؤخر استجابة القلب والأوعية الدموية الطبيعية للوقوف.

ومن المفارقات أنَّ ارتفاع ضغط الدم قد يساهم في ضعف حساسية المستقبلات مما يزيد من التعرض للدوخة عند الوقوف.

المضاعفات

من المضاعفات الشائعة لانخفاض ضغط الدم الانتصابي السقوط نتيجةً لفقدان الوعي، مما قد يتسبب في إصابات خطيرة.

ويمكن أن تخفي الأعراض أيضاً حالاتٍ أكثر خطورة؛ والتي يمكن أن تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل قصور القلب ومشاكل نظم القلب.

ويعتبر الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم الناجم عن "انخفاض ضغط الدم الانتصابي" أحد عوامل الخطر للإصابة بالسكتات الدماغية بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.

علاج الدوخة عند الوقوف

تتم معالجة أي سبب إن أمكن بما في ذلك تغيير أو إيقاف أي أدوية أو عقاقير مسببة للحالة.

ومع ذلك لا يمكن علاج العديد من الأسباب ويجب على الأشخاص اتخاذ تدابير لتقليل أعراضهم والتي تشمل تغييرات نمط الحياة والأدوية.

  • يجب على الأشخاص الذين يحتاجون إلى الراحة في الفراش لفترات طويلة الجلوس كل يوم وممارسة الرياضة في السرير عندما يكون ذلك ممكناً، ويجب على الأشخاص الذين يستلقون أو يجلسون أن ينهضوا ببطء وحذر من وضعيتهم.
  • بشكل عام من المفيد تناول سوائل كافية والحد من تناول الكحول أو تجنبه وممارسة الرياضة بانتظام عندما يكون ذلك ممكناً، حيث تزيد التمارين المنتظمة المعتدلة من قوة العضلات في جدران الأوعية الدموية مما يقلل من تجمع الدم في الساقين.
  • قد يساعد النوم مع رفع رأس السرير في تخفيف الأعراض أو وضع وسادتين تحت الرأس.
  • بالنسبة لبعض الأشخاص قد تؤدي زيادة تناول الملح إلى زيادة احتباس الماء وتقليل الأعراض، وقد يوصي الأطباء بزيادة تناول الملح في الطعام أو تناول أقراص كلوريد الصوديوم، ومع ذلك لا ينصح بزيادة تناول الملح للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في القلب.
  • قد يعطي الأطباء دواء "فلودروكورتيزون"، والذي يساعد الجسم على الاحتفاظ بالملح والماء وبالتالي يمنع انخفاض ضغط الدم عندما يقف الشخص، ولكن قد يتسبب هذا الدواء في ارتفاع ضغط الدم عند الاستلقاء وقصور القلب وانخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، وفي بعض الأحيان يجمع الأطباء بين "بروبرانولول" أو حاصرات "بيتا" الأخرى مع "فلودروكورتيزون".
  • كما يمكن أن يعطى "ميدودرين"، وهو دواء يضيق الشرايين والأوردة مما يساعد على منع تجمع الدم، وتشمل آثاره الجانبية الوخز أو التنميل والحكة ولا ينصح بهذا الدواء للأشخاص الذين يعانون من أمراض الشرايين التاجية أو الشرايين الطرفية.
  • قد تساعد الأدوية الأخرى مثل مضادات الالتهاب غير ستيرويدية "NSAIDs" و"دروكسيدوبا" و"بيريدوستيغمين" و"أوكتريوتيد" في بعض الحالات.

الوقاية

هناك عدة طرق للتحكم في "انخفاض ضغط الدم الانتصابي" أو الوقاية منه وهي.

  • المحافظة على الرطوبة بشرب الكثير من السوائل
  • تجنب تناول الكحول
  • تجنب النشاط الشاق أثناء الطقس الحار
  • الجلوس على حافة السرير لمدة دقيقة قبل الوقوف
  • يمكن أن تعزز الجوارب الضاغطة الدورة الدموية وتساعد على منع تجمع السوائل في الساقين
  • يجب على كبار السن تجنب الوقوف لفترات طويلة