الذئبة الحمامية الجلدية: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 9 أغسطس 2023

الذئبة الحمامية الجهازية "Systemic lupus erythematosus" وتعرف أيضاً اختصاراً باسم الذئبة "Lupus"، وهي من أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم فيها خلايا الجسم المناعية عن طريق الخطأ الخلايا السليمة في الجسم مما يسبب العديد من التأثيرات على مختلف أعضاء الجسم وفي حالة الذئبة الحمامية الجلدية يكون التأثير على الجلد.

تعريف الذئبة الحمامية الجلدية

الذئبة الحمامية الجلدية "Cutaneous lupus erythematosus" هي إحدى التظاهرات الجلدية التي تحدث لدى ما يقارب ثلثي الأشخاص المصابين بمرض الذئبة، على الرغم من وجود حالات أخرى غير مرتبطة بالذئبة الجهازية.

لذلك فإن التقييم الطبي مهم من قِبل طبيب الجلدية، لكشف الإصابات المرتبطة بالمرض الجهازي والإصابات الأخرى البعيدة.

تقدر دراسة إحصائية عام 2018 أن معدل الانتشار السنوي للذئبة الحمامية الجلدية، يقدر بـ 3 إصابات تقريباً لكل 100000 شخص، كما أن هنالك ارتفاع لنسب إصابة الإناث مقارنةً بالذكور بأربعة أضعاف تقريباً. (1)

أعراض الذئبة الحمامية الجلدية

تختلف أعراض الذئبة الحمامية الجلدية بحسب نوع الآفة، فهنالك ثلاث أنواع رئيسية تشترك كلها بالحساسية من الشمس، ولا ترافقها غالباً أعراض إضافية كالحكة أو الألم، وهي على الشكل التالي:

١- الذئبة الجلدية الحادة "Acute cutaneous lupus"

تظهر عادةً بعد التعرض لأشعة الشمس فهذا النوع من الآفات حساس جداً للشمس، ويعد الشكل الكلاسيكي لهذا النمط هو حدوث ما يعرف بطفح الفراشة، الذي هو طفح حمامي (أحمر اللون) يظهر على:

  • الخدين بشكل يشبه حُمرة الخدود
  • يمر فوق الطية الأنفية أو يغيب عنها
  • يمكن أن يظهر الطفح في بعض الحالات (بشكلٍ نادر) على الذراعين والساقين والجسم

عادةً لا تؤول الذئبة الجلدية الحادة لحدوث ندبات، إلا أن حدوث تغيرات في لون الجلد أمر وارد.

٢- الذئبة الحمامية تحت الحادة "Subacute cutaneous lupus"

تظهر الذئبة الحمامية تحت الحادة بشكل شائع في المناطق المعرضة للشمس وتغيب عن الوجه ، فتظهر على:

  • الجزء العلوي من الظهر
  • الكتفين
  • الذراعين
  • العنق
  • الجذع العلوي

كما أن هذا النمط يظهر بشكل:

  • لويحات حمراء اللون مرتفعة عن الجلد (حطاطية) مع وجود قشور بيضاء
  • آفات حمراء اللون على شكل حلقة

٣- الذئبة الحمامية القرصية "Discoid lupus erythematosus"

يمكن تعريف الذئبة الحمامية القرصية (DLE) على أنها آفة جلدية مزمنة تظهر على شكل قرص كما أنها تتمثل بتقرحات التهابية وندب، تظهر على:

  • الوجه
  • الأذنين
  • فروة الرأس
  • وأحياناً في مناطق أخرى من الجسم

تتميز هذه الآفات القرصية بمجموعة من الصفات، التي تتمثل بـ:

  • بقع حمراء اللون ملتهبة من الجلد
  • يظهر عليها قشور ووسوف بيضاء
  • يكون لون مركز الآفة أفتح من محيطها
  • قد يحدث تساقط للشعر إذا وصلت للمناطق المشعرة مثل اللحية وفروة الرأس

أسباب الذئبة الحمامية الجلدية

لا يزال سبب حدوث الذئبة الحمامية الجهازية والجلدية غير معروف بشكل دقيق، لكن الآلية المرضية الحاصلة هي مهاجمة الخلايا المناعية للجلد وحدوث حدثية التهابية تؤدي في النهاية لحدوث الأعراض.

تميل العديد من الدراسات لتأكيد دور الوراثة الكبير في ظهور الذئبة، حيث إن المريض يرث هذا الخلل في الجهاز المناعي من والديه، بالإضافة لبعض العوامل الإضافية التي تؤثر بتفعيل المرض على سبيل المثال: (2)

  • التبدلات الهرمونية
  • اضطرابات الجهاز المناعي
  • التعرض لأشعة الشمس
  • التدخين
  • التوتر
  • العدوى
  • التعرُّض لمواد كيمائية
  • استهلاك بعض الأدوية، مثل:
    • أدوية لعلاج ارتفاع التوتر الشرياني مثل حاصرات قنوات الكالسيوم (CCA) خاصةً النيفيديبين (Nifedipine) أو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE i) مثل الكابتوبريل (Captopril).
    • مضادات الفطريات وخاصة التيربينافين (Terbinafine)
    • المستحضرات الدوائية الحيوية بما في ذلك مثبطات عامل النخر الورمي "TNFα"
    • مضادات الصرع مثل الفالبروات (Valproate).
    • مثبطات مضخة البروتون "PPI" مثل أوميبرازول.
    • مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية "NSAIDs" مثل الإيبوبروفين.

التشخيص

عندما يكون هناك إصابة معروفة بالذئبة الجهازية بالإضافة لحدوث آفات جلدية تناسب الأنماط المذكور لأعراض الذئبة الحمامية الجلدية فيكون التشخيص واضحاً دون الحاجة لأي إجراءات إضافية.

إلا أنه في بعض الحالات غير الواضحة قد يلجأ الطبيب لبعض الفحوص الإضافية وذلك بعد سماع القصة المرضية والفحص السريري الشامل، وتشمل الفحوصات التشخيصية:

  • تحليل الدم: يفيد تحليل الدم في كشف بعض المؤشرات الالتهابية في حال وجودها
  • تحليل الأجسام المضادة للنواة: قد تظهر في الذئبة، أضداد ضد نواة الخلية (ANA)
  • وظائف الكبد والكلية وتحليل البول: لكشف أي خلل كلوي أو كبدي حاصل، بسبب الذئبة
  • خزعة الجلد: تؤخذ عينة نسيجية من الآفة الجلدية الموجودة، من أجل أن تُدرس تحت المجهر

العلاج

لا يوجد أي علاج حالي لعلاج الذئبة الحمامية سواء كانت من النوع الجهازي أو الجلدي، وتعتمد السبل العلاجية على تخفيف شدة الالتهاب والسيطرة على الأعراض بالإضافة إلى منع تطور الحالة.

١- العلاج غير الدوائي

يعتمد العلاج غير الدوائي على مجموعة من التعديلات على نمط الحياة، وتعتبر الخطوة الأولى أمام مرضى الذئبة الحمامية الجلدية. وتشمل:

  • الابتعاد عن التدخين
  • تجنُّب أخذ الأدوية التي تحفز حدوث الذئبة الجلدية إلا بعد استشارة الطبيب.
  • تأمين الحماية من أشعة الشمس من خلال وضع الواقي الشمسي، عبر ارتداء سترة ذات أكمام طويلة وسراويل طويلة، وأيضاً قبعة عريضة الحواف.
  • الاسترخاء، وتجنُّب التوتر وحالات الشدة.

٢- العلاج الدوائي

يعتمد الخيار الدوائي المتبع بشكل رئيسي على شدة تطور وامتداد الآفة الجلدية، على الشكل التالي:

  • الستيروئيدات القشرية الموضعية: تكون الخيار الأول أمام الحالات الخفيفة والمتوسطة والامتدادات الصغيرة نسبياً.
    • إلا أنها استخدام هذه الأدوية لوقت طويل قد يترافق مع بعض المضاعفات مثل ترقق الجلد أو أذية العين في حال استخدام الدواء في مكان قريب من العينين.
  • مثبطات المناعة الموضعية: يلجأ الأطباء لمثبطات الكالسينيورين الموضعية مثل التاكروليمس (Tacrolimus) والبيميكروليمس (Pimecrolimus).
    • كما قد تكون هذه المثبطات حلاً بديلاً للستيروئيدات لتجنب المضاعفات، إلا أن سلامة هذا الخيار على المدى الطويل لاتزال غير مؤكدة.
  • الأدوية المضادة للملاريا: تعد الخيار الفموي الأول لمرضى الذئبة، وبالتحديد الهيدروكسي كلوروكين (Hydroxychloroquine).
  • قد يلجأ الطبيب أيضا للميثوتريكسات (Methotrexate) أو الدابسون (Dapsone) في حال لم تأتي الأدوية المضادة للملاريا بأي نتائج.

التعايش مع الذئبة الحمامية الجلدية

هناك مجموعة من الخطوات التي تساعد في تخفيف وطأة المرض والمساعدة على التأقلم مع الإصابة بالذئبة الحمامية الجلدية، وهي كالتالي:

  • ممارسة اليوغا والتأمل وتمارين الاسترخاء بشكلٍ دوري
  • القيام بالرياضة بشكل منتظم، كالسباحة والمشي
  • أخذ قسط كافٍ من النوم والراحة
  • اتِّباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع تقليل نسبة الملح والسكر في الطعام
  • زيارة الطبيب بشكل دوري وفقاً للمواعيد المتفق عليها
  • الالتزام بالأدوية والإرشادات الموصى بها من قِبل الطبيب