الربو التحسسي: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 9 نوفمبر 2022

الربو التحسسي هو أحد أنواع الربو وهومرض تنفسي، يتميز بحدوث التهابات وتشنج في القصبات الهوائية، الأمر الذي يجعل من هذه الطرق التنفسية ضيقة بالتالي يسبب صعوبةً في التنفس عند المريض.

وينتج الربو التحسسي بسبب رد فعل تحسسي للجسم تجاه عوامل مهيّجة معينة (مؤرجات)، ويترافق معه أعراض متنوعة.

فما هي حالة الربو التحسسي؟ وما طرق العلاج المتبعة لها؟

كيف يحدث الربو التحسسي؟

لا يزال السبب الرئيسي لحدوث الربو التحسسي غير معروف على وجه الدقة، إلا أن العلماء يرجحون أن بعض العوامل الوراثية تتشارك مع بعض العوامل البيئية في إحداث المرض.

وتشير الدراسات إلى مشاركة أكثر من 100 جين (Gene)، وكل منها له دور محدد في هذه الآلية، فبعضها له تأثير على الجهاز المناعي للجسم، وبعضها الآخر له تأثير على نسيج الرئتين والقصبات ووظيفة كل منهما. (1)

حيث نتيجة حدوث خلل على مستوى الجهاز المناعي يستجيب الجسم بشكل مفرط لمسببات الحساسية، ويعتبرها مواداً ضارة ويجب محاربتها، وعندها يحدث الالتهاب والوذمات في القصبات التنفسية، فتتضيّق ويصبح تنفس المريض صعباً للغاية، فتظهر أعراض نوبة الربو.

أنواع المهيجات

المواد المُهيجة التي تثير نوبات الربو كثيرة جداً ولكن يمكن أن تقسم إلى نوعين أساسيين:

  • مهيجات مثيرة للحساسية: كالأتربة المحمولة مع الهواء، وغبار الطلع، وفراء الحيوانات، وبعض أنواع الأطعمة وغيرها.
  • مهيجات غير مثيرة للحساسية: التمارين الرياضية المجهدة، الإصابات الفيروسية ونزلات البرد، وأدخنة المصانع، والعطور، وحتى الانفعالات العاطفية.

أما بالنسبة للفرق بين هذين النوعين، فهو أن النوع الثاني لا يسبب تفاعلات تحسسية أو وذمات ضمن القصبات، إلا أنه يزيد من سوء الالتهابات الموجودة مسبقاً، بالتالي يتسبب بأعراض مشابهة للتي تسببها المهيجات المثيرة للحساسية.

أعراض نوبة الربو التحسسي

عند حدوث نوبة الربو التحسسي فإن المريض يعاني من أعراض الربو والحساسية في آنٍ واحد، وتشمل:

  • صعوبة في التنفس
  • سعال مفاجئ ومتكرر
  • صوت زفيري من الصدر يشبه صوت الصفير ويدعى بالوزيز
  • شعور بضيق في الصدر
  • سيلان أنفي واحتقان
  • شرى جلدي

تظهر هذه الأعراض بشكل سريع وشديد عند التعرض للعامل المهيج، لذلك على المريض التواصل مع الطبيب المختص بشكل فوري في حال ظهور أحدها، كما يجب إبقاء الأدوية الخاصة قريبةً منه في حال تلقيه المسبق لعلاج للربو ليساعده على تخفيف حدة النوبة.

أما في حال إهمال العلاج أو عدم تهدئة النوبات بالسرعة المطلوبة فقد يتطور لدى المريض التهابات مزمنة، وقد تزداد حالته خطورةً، إذ يصبح تنفسه صعباً إلى حد انقطاع النفس، وعندها قد يتطلب الأمر ذهابه بشكل طارئ إلى المشفى.

المضاعفات

ومن أبرز المضاعفات التي قد تظهر في الحالة السابقة:

  • تعب دائم ومستمر
  • عدم قدرة المريض على أداء عمله بشكل طبيعي
  • إصابة الرئتين بإنتان ذات الرئة
  • فشل رئوي وتنفسي خطير
  • ألم شديد في الصدر

تشخيص الربو التحسسي

يوجد أنماط عديدة من مرض الربو، كالربو الموسمي والتحسسي وغير التحسسي وغيرها، إلا أن معظم الحالات تكون من النمط التحسسي، وتبدأ عادةً في مرحلة الطفولة.

يعد أخذ قصة المريض وتاريخه الطبي من الأمور الأساسية التي يركز عليها الطبيب عند التشخيص، فتشمل الأسئلة التي من الممكن طرحها خلال الفحص:

  • كم مرة تتكرر النوبات خلال اليوم؟
  • ما شدة النوبات التي تصيب المريض؟
  • مدى تفاقم المرض مع الزمن؟
  • ما هي المواد التي يتعرض لها المريض في بيئته (المنزل- العمل)؟

ثم بعد ذلك يطلب الطبيب إجراء اختبارات لتأكيد التشخيص، وهما اختبارين رئيسيين:

  • مقياس التنفس "Spirometer": وهو اختبار يقيس وظيفة الرئة عبر قياس ضغط وحجم الهواء الذي بإمكان المريض أن يُخرجه من صدره، ومدى صعوبة إخراجه. ولذلك فإنه يفيد في تحديد مقدار الاستفادة والتحسن على العلاج فيما بعد. (2)
  • اختبار زفير أكسيد النتريك الجزئي "FeNO": وهي أداة تفيد في تحديد درجة وشدة الالتهابات الموجودة في الرئتين، كما وتساعد في مراقبة وتقييم تتطور الربو المزمن. (3)
  • كان يجرى في السابق اختبار للحساسية عند تشخيص الربو، ولكن التوصيات الحديثة في تشخيص المرض لا تتضمن أي اختبار للحساسية والسبب في ذلك هو عدم دقتها في تشخيص حالة الربو بالإضافة لتشابه النتائج مع أمراض أخرى. (4)

الفرق بين الربو التحسسي وغير التحسسي

لا يمكن التمييز بين هذين النمطين من حيث الأعراض، فهما متشابهان إلى حدٍّ بعيد، ويكون الاختلاف بينهما هو سبب هذه الأعراض.

  • ففي حالة الربو التحسّسيّ فإنّ المرض يعود إلى رد فعل تحسسي تجاه مواد معينة في الهواء، بالإضافة لمشاركة العوامل الجينية مع البيئية في الإصابة بهذه الحالة. (5)
  • في حين أنّ النمط غير التحسّسي فقد يكون بسبب إصابة فيروسيّة تنفسيّة أو نتيجة التدخين أو غيره ولكن ليس من مواد مثيرة للحساسيّة.
  • ومن الاختلافات المثيرة للاهتمام، أنّ الإناث يعتبرن أكثر عرضةً للإصابة من الذكور بالربو غير التحسسي.
  • بالإضافة إلى ذلك فإنّ الربو التحسّسيّ أكثر انتشاراً بين الفئات العمرية الأصغر، في حين أنّ غير التحسّسيّ ينتشر بشكل أكبر في الفئات الأكبر سنّاً.

علاج الربو

تعتمد الخطة العلاجية على الأدوية وبعض النصائح التي تخفف من شدة الأعراض، وعدد مرات تكرار النوبات.

ومن المهم على المريض أن يقوم بتدوين الأدوية التي يتناولها مع الوقت، والإجراءات التي عليه القيام بها في حال حصول النوبة، فالتزام المريض بتعليمات الطبيب وبالخطة العلاجية هي أهم طرق تخفيف النوبات.

وهنالك نوعين أساسيين من الأدوية:

  • أدوية مانعة لحدوث النوبة: وهي مواد تعمل على تخفيف درجة الالتهاب بشكل عام، ونتيجة لذلك فإنها تخفف من تأثير العوامل المثيرة للحساسية على الجسم ليصبح أكثر قدرةً على التعامل معها، بالتالي تخفف من تكرار النوبات بشكل عام.
  • أدوية لضبط الأعراض: ويستعملها المريض عند حدوث النوبة، وتساهم في تخفيف شدة الأعراض بعد ظهورها، وتكون على شكل بخاخات فموية الاستعمال، ويجب على الشخص أن يبقيها معه أينما ذهب حتى يتمكن من استخدامها في الوقت المناسب.
  • هنالك بعض التقنيات الحديثة مثل الحقن والمضخات التي يمكن معايرتها لإيصال الدواء إلى دم المريض بشكل منتظم.

التوصيات المنزلية لحالة الربو التحسسي

وهي مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تساهم بتخفيف الأعراض، ومنها:

  • تمارين التنفس
  • إنقاص الوزن
  • الإقلاع عن التدخين
  • التخفيف من تناول اللحوم الحمراء والسكريات
  • الإكثار من تناول الفواكه والخضروات والأطعمة الغنيّة "بفيتامين د" كالحليب، والعصائر، والبيض

الوقاية

من الصعب تجنب الإصابة بهذا المرض لأن له أسباباً جينية وراثية، إلا أن تجنب المواد المثيرة للحساسية والتي تحرض النوبات، يعتبر من الأمور الأساسية للوقاية.

بالإضافة إلى ذلك ينصح بالحصول على لقاح الأنفلونزا لأن هذه الإصابات الفيروسية قد تزيد نوبات الربو سوءاً.

وأيضاً ينصح بالزيارة الدورية للطبيب لإجراء الفحوصات، وتقييم تطور المرض لتغيير الجرعات الدوائية في حال لزم الأمر.