الرفرفة الأذينية: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 16 أغسطس 2022

تعتبر حالة الرفرفة الأذينية أحد أنواع اضطرابات النظم القلبية التي تصيب القلب،حيث تبدأ حالة الرفرفة في الأذينتين وتؤثر على تقلصهما وتأثرهما بالتنبيهات الكهربائية، فتسبب خروجهما عن الإيقاع والتقلص الطبيعي المنتظم للقلب.

فما هي حالة الرفرفة الأذينية وما أعراضها وأسباب حدوثها؟

ما هي حالة الرفرفة الأذينية؟

يبدأ التقلص والدورة الطبيعية للنبضة القلبية عن طريق نبضات وتنبيهات كهربائية تسير وفق اتجاه معين وتسبب تقلص منتظم للأذينات ومن ثم للبطينات.

وتبدأ هذه التنبيهات من عقدة صغيرة متوضعة في الأذينة اليمنى للقلب تدعى "العقدة الجيبية" (Sinus Node). وتنتشر هذه التنبيهات في جدران الأذينات عن طريق أنسجة خاصة تدعى الألياف الناقلة للتنبيه تحرض تقلص وانقباض الأذينات.

وبعد تقلص الأذينات تتابع التنبيهات والإشارات الكهربائية طريقها إلى البطينات، وذلك عن طريق عقدة موجودة بين الأذينتين والبطينين تدعى "العقدة الأذينية البطينية" (AV node). وتستقبل هذه العقدة التنبيهات القادمة من الأذينات وتصدر إشارة إلى البطينات لتتقلص وتضخ الدم وتحدث النبضة القلبية.

وعند حدوث أي خلل أو مشكلة على مستوى الأذينات يؤدي لأذية الألياف الناقلة للتنبيهات الكهربائية وتضررها يحدث انقطاع واضطراب في نقل التنبيه للأذينة ولا تصل التنبيهات بشكل صحيح له.ويحدث خلل واضطراب في تقلصها ويبدأ اضطراب النظم بالظهور.

يمكن تشبيه الأمر بالدارة الكهربائية التي تسير في اتجاه معين وأسلاك معينة، وبالتالي عند تضرر جزء من الدارة وتخرب الأسلاك ينقطع التنبيه وقد تحدث توصيلات معيبة وخاطئة تسبب تنبيه ومرود تيار شاذ.

وهذا ما يحدث في حالة الرفرفة الأذينية حيث يتخرب جزء من الألياف الناقلة للتنبيهات الكهربائية للقلب وتحدث دارة معيبة للتنبيهات تؤدي لتقلص الأذينات بشكل متواصل ومستقل وخارج عن النظم الطبيعي للقلب.

تعريف الرجفان الأذيني

يعرف الرجفان الأذيني (Atrial Flutter) أنه حالة شاذة من تقلص الأذينات (الأذينة اليمنى بشكل خاص) يكون ناجم عن وجود تضرر وخلل في التنبيهات الكهربائية والألياف الناقلة للتنبيه للأذينات.

وتؤدي لحدوث تنبيهات شاذة، وهذا يجعلها تتقلص وتنقبض بشكل مستقل وخارج عن إيقاع القلب المنتظم.

ويصل عدد تقلصات الأذينات في الدقيقة لحوالي 240 - 340 مرة في الدقيقة، في حين أن الطبيعي من 60 - 100 مرة في الدقيقة.

أنواع الرفرفة الأذينية

وتقسم إلى نوعين أساسيين اعتماداً على المكان الذي يحدث فيه الخلل والضرر في الأذينة، وتبدأ منه حالة الرفرفة والتنبيهات الكهربائية المعيبة. وهذان النوعان هما:

  • الرفرفة الأذينية النمطية أو النموذجية (Typical Atrial flutter): تبدأ الرفرفة وتتوضع الأذية في النمط النموذجي في الأذينة اليمنى.
  • الرفرفة الأذينية غير النمطية أو اللانموذجية (Atypical Atrial Flutter): وهنا تبدأ الرفرفة الأذينية انطلاقاً من الأذينة اليسرى.

أعراض حالة الرفرفة الأذينية

تسبب هذه حالة تقلص متكرر للأذينات مع تسرع مرافق لعدد ضربات القلب لكن هذا التقلص المتكرر والتسرع غالباً يحافظ على إيقاع منتظم. أي يحدث تقلصين للأذينات ومن ثم تقلص للبطين أو 3 تقلصات أذينية يليها تقلص بطيني وهكذا.

لذلك قد يحدث عند البعض رفرفة أذينية بدون أعراض مع إحساس بتقلص منتظم للقلب. ولكن القسم الآخر يشعر ببعض الأعراض التي تتنوع وتختلف من حالة لأخرى، وتتضمن الأعراض المرافقة للحالة ما يلي:

  • خفقان القلب والاحساس بتسرع عدد ضربات القلب أو عدم انتظام ضرباته
  • التعب والوهن العام
  • ضيق التنفس والزلة التنفسية
  • الإحساس بالألم وعدم الارتياح في منطقة الصدر
  • الدوار والصداع أحياناً
  • عدم القدرة على ممارسة تمارين وأعمال مجهدة اعتيادية

أسباب الإصابة بالرفرفة الأذينية

يمكن لحالة الرفرفة الأذينية أن تحدث بشكل مستقل ومعزول وبدون سبب واضح ولكن غالبية الحالات تكون مرافقة لأمراض قلبية أو جسدية أخرى، حيث تظهر الرفرفة الأذينية كعرض أو اختلاط لهذه الأمراض.

وتشمل أبرز الأمراض والحالات المترافقة بحدوث الرفرفة الأذينية ما يلي:

تشخيص الرفرفة الأذينية

يتم تشخيص الرفرفة الأذينية من خلال إجراء فحص جسدي عام وقلبي شامل. وذلك لتحديد سبب حدوث الرفرفة ونوعها وعلاج الأمراض والحالات القلبية المسببة في حال وجودها.

كما أن إجراءات تشخيص الرفرفة الأذينية تتضمن ما يلي:

١- القصة المرضية والفحص السريري

لمعرفة بداية الحالة والأعراض والمرافقات والتطور السريري للحالة عند المصاب.

٢- اجراء تخطيط قلب كهربائي ECG

وهو الاختبار المشخص الأساسي لحالة الرفرفة الأذينية، حيث يعرض المسار الكهربائي للتنبيهات في عضلة القلب والتغيرات الكهربائية التي تحدث أثناء تقلص الأذينات والبطينات في القلب. ويحدد عدد ضربات القلب والإيقاع فيما إذا كان منتظم أم لا.

وفي حالة الرفرفة الأذينية يظهر في مخطط القلب الكهربائي موجة تقلص متكررة للأذينات يليها حدوث موجة تقلص للبطين ويكون هذا الأمر بإيقاع منتظم.

فيحدث مثلا 2 تقلص أذيني يليها 1 بطيني، أو 3 تقلص أذيني يليها 1 تقلص بطيني، وتدعى هذه الحالة على مخطط القلب الكهربائي بمظهر أسنان المنشار.

٣- إجراء تصوير للقب بالأمواج فوق الصوتية (ECHOCARDIOGR APHY)

يتم فيه تحديد وظيفة القلب وحركة جدرانه وأجوافه، إضافةً لتقييم وضع صمامات القلب وعملها ووجود أمراض فيها أو تشوهات في عضلة القلب.

٤- إجراء بعض الفحوص الدموية

يتم إجراء بعض الفحوصات الدموية في المخبر لتحري وجود خلل أو أمراض جسدية مرافقة كالتغيرات والاضطرابات الهرمونية وغيرها من الحالات التي قد تحرّض حدوث الرفرفة الأذينية.

٥- اختبارات متممة أخرى

مثل إجراء صورة صدر شعاعية بسيطة ووظائف رئة لتحري الأمراض التنفسية واضطرابات عمل الرئتين، أو إجراء تخطيط قلب كهربائي مستمر لمدة 24 ساعة لتحري وجود اضطرابات في نظم القلب.

العلاجات المتبعة

تتمحور خطة علاج الرفرفة الأذينية على محاولة ضبط سرعة القلب وتخفيفها ومحاول إعادة تقلص الأذينات والبطينات إلى وضع التوافق والتناسق، بالإضافة لذلك علاج الحالة المرضية المسببة والمطلقة للرفرفة الأذينية عند وجودها.

وتتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:

١- الأدوية التي تتحكم وتضبط إيقاع وعدد ضربات القلب

ومهمتها التخفيف والتقليل من سرعة عدد ضربات القلب من خلال التأثير على خلايا العصلة القلبية.

ومن هذه الأدوية "حاصرات بيتا" (Beta-Blockers) و"حاصرات قنوات الكالسيوم" (Calcium channel blockers).

٢- الأدوية المصححة لنظم القلب

هناك أدوية تستخدم لقلب النظم القلبي الشاذ وإعادة نظم القلب للحالة الطبيعية وللتوافق الطبيعي، وتدعى هذه العملية بقلب النظم الكيميائي للقلب، وأحد أشهر هذه الأدوية دواء "أميودارون" (Amiodarone).

٣- مميعات الدم

تعطى مميعات الدم لمرضى الرفرفة الأذينية المزمنة تحديداً وذلك لأن حالة الرفرفة تحرض حدوث الخثرات ضمن الأذينات.

كما بسبب التقلص المستمر للأذينات الأمر الذي يؤثر على عملية وآلية ضخها للدم ويسبب نوع من الركود والاضطراب في ضخ الدم ويحرض تشكل الخثرات.

٤- تصحيح النظم القلبي من خلال الصدمة الكهربائية

يتم اللجوء في بعض الحالات لصدم المريض المصاب كهربائياً عن طريق جهاز خاص. وتوضع أقطاب هذا الجهاز على صدر المريض ومن ثم يتم صدمه كهربائياً بعد تخديره.

والهدف من هذه الصدمة إجراء تفريغ للشحنات الكهربائية للقلب وإعادة إقلاعها من العقدة الجيبية بشكل منتظم وذلك للتخلص من الرفرفة الأذينية.

٥- العلاج الجراحي

في الحالات المزمنة من الرفرفة الأذينية والتي لا تستجيب على أي من العلاجات الأخرى يتم اللجوء للجراحة كخيار أخير للتخلص من الحالة.

ويتم الوصول للمناطق الشاذة والمتضررة من جدار الأذينات والتي تعتبر مسؤولة ومصدر التنبيهات وحدوث الرفرفة، وبعدها يتم استئصال هذه المناطق وتخريبها للتخلص من التنبيهات الشاذة وإعادة القلب للحالة الطبيعية.

ويمكن إجراء هذه العملية إما عن طريق قسطرة القلب أو عن طريق الشق الجراحي المباشر والتداخل على القلب.

وتعتبر حالة الرفرفة الأذينية قليلة نسبياً من بين اضطرابات النظم القلبية، وغالباً ما تكون غير خطيرة وقابلة للسيطرة والعلاج عند تشخيصها.