السالمونيلا: الأعراض والعلاج

الكاتب - 12 سبتمبر 2022

ما هي السالمونيلا؟

هناك أنواع عديدة لجراثيم "سالمونيلا - Salmonella"، ويمكن أن تسبب مجموعة متنوعة من الأمراض بما في ذلك الحمى التيفية "تيفوئيد" والتهاب المعدة والأمعاء.

ويوجد أكثر من 2500 نوع فرعي من "سالمونيلا"، بما في ذلك السلالات الحيوانية والبشرية؛ كما أن البعض منها يوجد في الحيوانات ويمكن أن يصيب البشر أيضاً.

وأكثر البلدان والمناطق شيوعاً بعدوى سالمونيلا أو ما يسمى "داء السالمونيلات" في آسيا وجزر المحيط الهادئ وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الوسطى والجنوبية.

العدوى

غالباً ما يصاب الإنسان بعد ملامسة أو تناول الطعام أو الماء الملوثين بفضلات الإنسان أو الحيوان الحاوية على جراثيم السالمونيلا.

إلا أن "السالمونيلا التيفية" تنتقل عن طريق الإنسان فقط، بينما تشكل الدواجن والبيض النيئ ومنتجات اللحوم غير المطبوخة جيداً أهم أسباب الانتقال الحيواني.

وبذلك فإن الأطعمة الحاوية على البيض النيئ كالمايونيز تشكل أيضاً مصدراً هاماً للعدوى.

كما يمكن أيضاً للكلاب والزواحف والبرمائيات أن تنقل الجرثومة، حيث قد يحدث ذلك بإمساك أو تقبيل أو مداعبة هذه الحيوانات.

أعراض السالمونيلا

تبدأ الأعراض عادةً في غضون 6 ساعات إلى 6 أيام بعد الإصابة وتستمر من 4 إلى 7 أيام.

ويعاني معظم المصابين بالسالمونيلا من أعراض خفيفة ويمكنهم التعافي دون علاج، إلا أن البعض قد يحتاج إلى رعاية في المستشفى.

ويعاني معظم الأشخاص المصابين بعدوى جراثيم سالمونيلا مما يلي:

  • الإسهال
  • وجود دم أو مخاط في البراز
  • الحمى
  • تقلصات المعدة
  • فقدان الشهية
  • الصداع
  • قد يعاني البعض أيضاً من الغثيان أو الإقياء

عوامل الخطر الأخرى

يمكن لأي عامل يحدث تغيرات في الجهاز الهضمي ويسهل بقاء جراثيم السالمونيلا فيه أن يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

وقد تشمل هذه العوامل ما يلي:

  • المضادات الحيوية: خاصة الاستخدام الحديث أو الطويل لها، فهي تقتل العديد من الجراثيم "الجيدة" في المعدة والأمعاء، مما يجعل من الصعب محاربة عدوى "سالمونيلا".
  • مضادات الحموضة: تعمل مضادات الحموضة على خفض مستوى الحمض في المعدة، مما يسمح للسالمونيلا بالبقاء على قيد الحياة أكثر.
  • الداء المعوي الالتهابي": مثل "داء كرون" أو التهاب القولون التقرحي والتي تؤدي إلى إتلاف بطانة الأمعاء، مما يسهل على السالمونيلا الالتصاق بأغشية المعدة والبقاء هناك.

تشخيص الإصابة

إن أعراض عدوى "السالمونيلا" قد تكون مخادعة ويمكن أن تسببها العديد من الأمراض، لذلك يتطلب تشخيص عدوى "السالمونيلا" اختبار عينة مثل البراز أو الدم، والذي يمكن أن يساعد في توجيه قرارات العلاج.

ويتم زرع العينة في أوساط خاصة لرؤية ما إذا كانت جراثيم السالمونيلا تنمو فيها، كما قد يتم اللجوء إلى اختبارات تكشف المادة الوراثية للجراثيم.

وتتطلب العدوى الحادة إجراء مزيداً من الاختبارات لمعرفة النوع المحدد الذي يسبب المرض والمضادات الحيوية التي يمكن استخدامها لعلاجها.

علاج السالمونيلا

عادةً ما يتم التعافي من "داء السلمونيلات غير التيفية" في غضون أيام قليلة دون علاج، ولكن إذا كان هناك خطر لانتشار العدوى، فقد تكون هناك حاجة إلى الأدوية والقبول في المستشفى وحتى الجراحة في بعض الأحيان.

١- الراحة وتعويض السوائل

تعالج معظم حالات عدوى السالمونيلا غير التيفية بالراحة وتعويض السوائل.

ولكن عند الإصابة بالإسهال أو التجفاف الشديد يتم نقل المريض إلى المستشفى وتزويده بالسوائل الوريدية والشوارد، ويمكن أن تجعل المضادات الحيوية الحالة أسوأ لذا لا ينصح بها. (3)

٢- المضادات الحيوية

إن أخطر مضاعفات السالمونيلا غير التيفية هو وصول الجراثيم إلى الدم، وهي حالة قد تهدد الحياة.

ويمكن عندها أن يصاب المريض بالالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهاب العظم والنقي أو التهاب المفاصل التفاعلي؛ ويتم علاج هذه الحالات دائماً بالمضادات الحيوية.

ويكون بعض المرضى أكثر عرضةً لخطر حدوث المضاعفات من غيرهم، مثل:

  • الأطفال الصغار
  • كبار السن
  • الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة كمرضى السرطان

ولذلك غالباً ما يتم إعطاؤهم المضادات الحيوية قبل انتشار العدوى.

وتعد "الفلوروكينولونات" مثل: "سيبروفلوكساسين" و"أزيثرومايسين" من المضادات الحيوية المختارة في علاج "السالمونيلا"، كما أن أدوية الجيل الثالث من "السيفالوسبورينات" فعالة أيضاً.

3- الحمى التيفية

تعالج الحمى التيفية دائماً بالمضادات الحيوية إن أمكن؛ حيث أن ذلك يخفّض من معدل الوفيات إلى 1%، وقد تسبب الحمى التيفية تمزقات معوية "انثقاب" مما يتطلب إجراء الجراحة.

4- حاملي الجراثيم

يتضمن علاج حاملي الجراثيم المضادات الحيوية لمدة أربعة أسابيع؛ حيث أن المرارة قد تشكل مأوىً للسالمونيلا دون ظهور أية أعراض، إلا أن حامل الجرثومة قد ينقل المرض إلى غيره.

وإذا لم ينجح العلاج بالمضادات الحيوية، فقد يكون من الضروري الاستئصال الجراحي للمرارة.

المضاعفات

  • قد يستغرق الشفاء الكامل بضعة أشهر قبل أن تعود الأمعاء إلى طبيعتها السابقة.
  • في الحالات الشديدة، يمكن أن تدخل السالمونيلا إلى مجرى الدم وتنتقل إلى الكبد أو الكليتين أو الأعضاء الأخرى.
  • هنالك حالات نادرة قد تختلط العدوى بالإصابة بمتلازمة "رايتر"، وفي هذه الحالة يصاب المريض بألم في المفاصل وتهيج في العين وألم عند التبول.

ويمكن أن تستمر هذه المتلازمة لأشهر أو سنوات وقد تؤدي إلى التهاب المفاصل الذي يصعب علاجه.

الوقاية من السالمونيلا

تكمن أفضل طرق الوقاية من "السالمونيلا" في:

  • طهي الطعام جيداً
  • غسل اليدين بعد الذهاب إلى المرحاض وقبل تحضير الطعام وبعده، وبعد تغيير الحفاضات وبعد لمس الحيوانات.
  • الانتباه جيداً عند انتقاء وإعداد وتناول الأطعمة عالية الخطورة مثل البيض النيئ أو غير المطبوخ بشكل كامل والدجاج غير المطبوخ بشكل كامل والحليب غير المبستر.
  • عند السفر إلى المناطق التي تنتشر فيها "السالمونيلا"، يجب تجنب الأطعمة التي قد تكون ملوثة مثل سلطات الخضار وسلطات الفواكه أو المأكولات البحرية واللحوم النيئة أو الباردة.
  • كما يجب في هذه المناطق استخدام المياه المعبأة للشرب ولتنظيف الأسنان؛ وتجنب وضع الثلج والذي يمكن أن يكون من مياه ملوثة.
هل يمكن أن أصاب بالسالمونيلا من شرب العصير؟

عند السفر إلى مناطق تنتشر فيها السالمونيلا، ينصح بشرب المياه المعبأة، وعدم استعمال الثلج فقد يكون من مياه ملوثة وممكن أن تنقتل جراثيم السالمونيلا من خلاله.
كما يمكن أن تنتقل هذه الجراثيم من الخضروات والفواكه وأيضاً اللحوم النيئة.