الشرى: الأعراض وطرق العلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

يعد الشرى (Hives) رد فعل تحسسي للجلد شائع الحدوث بين الناس، قد يكون بسبب الطعام أو الأدوية، أو حتى رد فعل نتيجة تعرض البشرة لمادة معينة خلال اليوم.

غالباً ما يكون الشرى عارض تحسسي مؤقت، وقد يزول وحده أو يحتاج معالجة بأدوية الحساسية المتعارف عليها.

ولكن هنالك حالات من الشرى المزمن والتي تستمر لفترة أسابيع وهي أقل شيوعاً وتتطلب مراجعة الطبيب.

التعريف

يمكن وصف الشرى بأنه بروز لنتوءات جلدية أو بقع من الجلد ذات ألوان مختلفة حسب لون البشرة (قد يكون لون البقع أحمر أو وردي أو أبيض).

وتنتج هذه الحالة بسبب تحرير بعض الخلايا الدموية (الخلايا البدينة) للمواد الاتهابية، وبشكل أساسي مادة الهيستامين.

حيث يسبب الهيستامين توسعاً في الأوعية الدموية، وزيادة نفوذية هذه الأوعية، مما يؤدي لتسرب السوائل من داخل الأوعية إلى الجلد وحدوث هذه الوذمة.

أعراض مرض الشرى

يعتبر ظهور كدمة حمراء اللون على الجلد (من دون رض) من العلامات الرئيسية، وتتميز هذه العلامة بكونها:

  • ذات مركز شاحب اللون
  • قد تظهر على شكل تجمعات
  • تختلف في المساحة، فقد تكون كبيرة أو صغيرة، وليس من الضروري أن تكون ذات شكل محدد
  • تترافق غالباً مع الحكة، بالإضافة إللى شعور بالحرقة في الجلد في منطقة الشرى
  • توذم في الجلد في المنطقة المصابة

تختفي أغلب حالات الشرى في خلال ٢٤ وحتى ٤٨ ساعة.

كما لا يوجد ما يميز الشرى من أعراض أكثر من المظهر الخارجي، هذا ما يجعل الطبيب يتوجه لها بشكل سريع.

أنواع الشرى

يوجد عدة أنماط تعتمد على مدة استمرار الأعراض والسبب الكامن وراء الإصابة، وتشمل:

١- الشرى الحاد

يستمر لمدة 6 أسابيع أو أقل، ويظهر غالباً بسبب نوعية الطعام والأدوية ولسعات الحشرات، أو عن نقل الدم، والإنتانات والتي تعد السبب الأشيع للشرى.

يتميز هذا النمط من الشرى بزواله مباشرةً عند إيقاف التعرض للمسبب.

٢- الشرى المزمن

يستمر هذا النمط لمدة لا تقل عن ٦ أسابيع، ويصعب تحديد السبب الكامن وراءه ما لم تجرى الفحوصات اللازمة.

في أكثر من نصف الحالات يكون السبب ناتجاً عن البروتينات الموجودة ضمن المضادات الحيوية، حيث تتفعل الخلايا "البدينة" بهذه البروتينات، وتطلق الهيستامين.

كما قد ينتج هذا النمط عن أمراض مناعية ذاتية، كالتهاب الدرق والذئبة.

يختفي الشرى المزمن بشكل تدريجي مع الوقت، وليس بشكل مباشر كما النمط الحاد.

٣- الشرى الفيزيائي

يكون السبب الأشيع للشرى الفيزيائي ناتجاً عن حالة "كتوبية الجلد"، التي تحدث عند تعرض الجلد لخدش بمادة معينة، فيظهر الشرى خلال دقائق معدودةً من الخدش بهذه المادة، وعلى طول منطقة الخدش.

ومن أسباب الشرى الفيزيائي الأخرى، الشرى الناتج عن التعرض للبرد الشديد أو بسبب ارتفاع الحرارة الشديدة، وغيرها.

أسباب الشرى

تقسم الأسباب بين حالات رد فعل تحسسي تجاه بعض المواد، أو لا تحسسي.

تتضمن بعض المواد المحسسة، والتي قد تسبب حالة الشرى الناتجة عن رد فعل تحسسي للجلد:

  • الأطعمة مثل: المحار، الفول السوداني، المكسرات، البيض، الحليب، أو حتى بعض أنواع الفاكهة
  • مواد التنظيف
  • فراء بعض الحيوانات
  • لدغات الحشرات
  • بعض أنواع اللقاحات
  • بعض أنواع المضادات الحيوية والحقن
  • بعض الإصابات الإنتانية

أما حالات الشرى التي لا يكون سببها رد الفعل التحسسي للجلد، فقد تنتج عن:

  • القلق والضغط النفسي
  • درجات الحرارة المرتفعة كالتعرض للشمس لفترات طويلة
  • التعرض للبرد الشديد في حالات مثل ممارسة الغطس أو الاستحمام بالمياه الباردة
  • خدش الجلد بمواد معينة ومن ثم ظهور الشرى، وهذا ما يدعى بـ"كتوبية الجلد"
  • تعرض الجلد للضغط ولمدة طويلة، كالجلوس لساعات طويلة أو حمل الحقائب على الكتف

في بعض الحالات لا يمكن تحديد سبب أساسي رغم البحث في جميع الأسباب السابقة، فتدعى الحالة عندها "مجهولة السبب"

تشخيص مرض الشرى

١- حالة الشرى الناتجة عن الحساسية

غالباً ما يكون السبب واضحاً في حالة الشرى الناتج عن الحساسية لبعض المواد، فالأعراض تظهر بعد فترة قصيرة من التعرض لهذه المسببات.

بينما في حالة لم يتم تحديد المادة المسببة للحساسية مباشرة، فيقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الجلدية أو الدموية، أو فحص البول في بعض الحالات.

٢- حالة الشرى المزمن

يحتاج طبيب الجلدية لتقييم المرض ويتم ذلك بسؤال المريض عن:

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بمثل هذه الحالة الجلدية
  • طبيعة عمل المريض وإن كان يتعرض لأي مواد قد تسبب الحساسية
  • نوعية الأدوية المستعملة
  • وجود حيوانات أليفة داخل المنزل

في حال لم يتم الوصول إلى سبب محدد، يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات والاختبارات الجلدية.

الاختبارات الجلدية

  • اختبار الوخز بالإبرة مع وضع جزء من المادة المشكوك بتسببها بالشرى، ومن ثم مراقبة رد فعل الجسم تجاهها
  • "اختبار التحدي" ويجرى هذا الاختبار لكشف الشرى الناتج عن الأدوية والأطعمة.
    يعد اختبار التحدي من الاختبارات الخطيرة بسبب إمكانية حدوث ردة فعل شديدة، لذلك لا يُجرى إلا بإشراف طبي داخل المشفى، ليتمكن الفريق الطبي من تطبيق جميع الإجراءات اللازمة في حال حصول أية ردة فعل خطيرة.

العلاجات المتبعة

يعتمد العلاج على ثلاثة مبادئ رئيسية، وهي:

  • السيطرة على الحكة
  • منع حدوث المزيد من حالات الشرى
  • تجنب كل ما قد يسبب الشرى لدى المريض

يتضمن العلاج الدوائي بشكل عام واحداً أو أكثر من الأدوية التالية:

  • غسول أو كريم مخفف للحكة: تعمل هذه المركبات على تخفيف الحكة لدى المريض لتخفيف الانزعاج.
  • مضادات الهيستامين: إن مادة الهيستامين التي تحررها خلايا الدم البدينة هي سبب أغلب الأعراض، لذلك فإن مضادات الهيستامين هي أحد أهم الأدوية في معالجة الشرى. لكن قد تسبب هذه الأدوية النعاس، وبالتالي يُفضَّل أخذها قبل النوم.
  • مضادات الالتهاب الستيروئيدية: تعمل هذه الأدوية، والتي يمثلها "الكورتيزون"، على تثبيط رد الفعل المناعي في كل الجسم بشكل عام.
    لذلك فإنه يعد أحد أهم الأدوية في علاج الشرى الشديد والمزمن.
    يتوفر من أشكال الكورتيزون مركبات تؤخذ عن طريق الفم، وأخرى عن طريق الحقن، كما يوجد كريمات يمكن تطبيقها على الجلد.
  • المحاقن الذاتية: يوفر هذا الخيار الدوائي للمريض إمكانية أخذ الدواء اللازم بنفسه عند حدوث حالة شرى شديدة بعد التعرض للمادة المسببة.
  • العلاج الضوئي: يتم اللجوء لهذا العلاج في بعض الحالات عندما تفشل المعالجة بمضادات الهيستامين، ويحتاج المريض لتكرار العلاج على مدى عدة جلسات لدى أخصائي الأمراض الجلدية.

الملخص

تعتبر حالة الشرى الجلدي من الحالات الشائعة جداً، والتي لا تستدعي القلق، على الرغم من الأعراض المزعجة إلا أنها قد تختفي وحدها بعد فترة قصيرة.

أما في حال تكرار الحالة فيجب التركيز على تحديد السبب ليتم تجنبه، بالإضافة لاستشارة الطبيب الإختصاصي لتتم مراقبة الحالة وتحديد العلاج المناسب.