الشفة المشقوقة: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 9 سبتمبر 2022

قد لا يكون من السهل دوماً على الأهل أن يكون لديهم طفل مصاب بتشوه خلقي ظاهر للعيان، وتعد الشفة المشقوقة أو ما يعرف بالشفة الأرنبية والحنك المشقوق من التشوهات الخلقية غير النادرة؛ والتي لها العديد من الآثار الجسدية والنفسية.

تعتبر من التشوهات قابلة الإصلاح والعلاج بشكل ناجح، ولكن ما هي أسبابها وطرق العلاج المتبعة؟

ما هي الشفة المشقوقة؟

هي وجود فتحة في الشفة العليا، بينما الحنك المشقوق هو وجود فتحة في سقف الحنك.

حيث يشاهدان عند ولادة الطفل المصاب بالتشوه، وتعد هذه الشقوق الفموية والوجهية من أكثر العيوب الخلقية شيوعاً.

ويحدث ذلك عندما لا يتشكل بنيان شفة وفم الطفل بشكل صحيح في وقت مبكر من الحمل مما يؤدي إلى حدوث هذه الشقوق.

ويبلغ معدل حدوث الشفة المشقوقة مع الحنك المشقوق أو بدونه في جميع أنحاء العالم حوالي حالة واحدة من بين كل 1700 ولادة (1)

كما تبلغ نسبة حدوث الحالة المعزولة 15% من تلك الحالات، في حين تبلغ نسبة حدوث الحنك المشقوق 40%، أما حالة الحنك المشقوق المترافقة مع الشفة المشقوقة فهي 45% (2)

أنواع الشفة المشقوقة

قد تحدث الإصابة على شكل شفة مشقوقة فقط أو حنك مشقوق فقط، أو تتشارك الإصابتين معاً. كما يمكن أن تكون الإصابة على جانب واحد من الشفة أو الوجه وهو النوع الأكثر شيوعاً، أو على الجانبين.

وتختلف الشقوق في الحجم من مجرد شق صغير في الشفة (شفة مشقوقة غير مكتملة)، وحتى الشق الواصل من الشفة عبر اللثة العلوية إلى فتحة الأنف (الشفة المشقوقة بالكامل). الأمر الذي يجعل أنف الطفل يبدو أعرض وأقصر من المعتاد، وخاصةً عند وجود شقوق على جانبي الشفة.

أما الحنك المشقوق فيمتد من مقدمة الفم (الحنك الصلب) إلى الحلق (الحنك الرخو)، ويمكن أن يمتد إلى التجويف الأنفي.

ولكن الحنك المشقوق لا يكون ملحوظاً عادةً مثل الشفة المشقوقة لأنه داخل الفم.

كما يمكن أن يعاني بعض الأطفال من شكل أقل وضوحاً من الحنك المشقوق والمعروف باسم "الحنك المشقوق تحت المخاط". وفي هذه الحالة يوجد شق مغطى بالغشاء المخاطي الذي يبطن سقف الفم.

أسباب الشفة المشقوقة

تحدث الحالة بسبب عدم الاندماج السليم لعظام وجلد الفك العلوي والأنف والفم خلال الأسابيع الستة إلى العشرة الأولى من الحمل لتشكيل سقف الفم والشفة العليا. وحتى الآن لا يعرف الأطباء دائماً سبب الإصابة.

على الرغم من أن بعض الحالات قد تكون مرتبطة بعوامل وراثية، ويمكن لبعض العوامل البيئية أن تزيد من خطر حدوثها (3).

فعند الحديث عن العوامل الوراثية تم الحديث عن جينات يرثها الطفل من والديه قد تكون مسؤولة عن حدوث الشفة المشقوقة والحنك المشقوق.

وتختلف مخاطر احتمال إصابة الطفل المستقبلي اعتماداً على تاريخ العائلة والمسببات المرتبطة بها.

فإذا لم يكن للعائلة تاريخ عائلي سابق ولديها طفل مصاب بشق بدون سبب محدد، فإن خطر التكرار يتراوح فقط بين 2-8%.

أسباب أخرى

  • تناول بعض الأدوية (مثل بعض الأدوية المضادة للتشنج) أثناء الحمل
  • تدخين السجائر وتعاطي المخدرات وشرب الكحول أثناء الحمل
  • السمنة أثناء الحمل
  • نقص حمض الفوليك أثناء الحمل

مضاعفات الإصابة بالشفة المشقوقة

يمكن أن تسبب الحالة عدداً من المشكلات خاصة في الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة، وتشمل هذه المضاعفات:

  • صعوبة الرضاعة: وذلك بسبب عدم قدرة الأطفال المصابين على ضم فمهم بشكل جيد. وبشكل عام تحدث صعوبات التغذية بشكل أكبر مع الحنك المشقوق أكثر. وذلك بسبب تناول الهواء الزائد وقلس الأنف (عودة اللبن القادم من الأنف).
  • مشاكل السمع: يكون بعض الأطفال المصابين بالحنك المشقوق أكثر عرضةً للإصابة بعدوى الأذن وتراكم السوائل في آذانهم مما قد يؤثر على سمعهم.
  • مشاكل الأسنان: تسبب الشفة والحنك المشقوقان عدم تطور صحيح للأسنان، وقد يكون الأطفال هنا أكثر عرضةً للإصابة بتسوس الأسنان.
  • مشاكل الكلام: إذا لم يتم إصلاح الحنك المشقوق فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل كلامية مثل الكلام غير الواضح أو الذي يشبه صوت الأنف عندما يكبر الطفل.
  • تناقض في نمو الفكين العلوي والسفلي: يعاني بعض الأطفال أصحاب الشفة المشقوقة والحنك المشقوق من نمو مختلف ما بين الفكين بمعدلات مختلفة.
    مما يؤدي أحياناً إلى صعوبات في مضغ الطعام وعدم محاذاة الأسنان بشكل صحيح وحتى التهاب مفاصل الفك المبكر.
  • المشاكل المرتبطة بالمظهر التجميلي.

ومعظم هذه المشكلات تتحسن بعد الجراحة وبعد العلاجات المساعدة مثل علاج النطق واللغة.

التشخيص

يتم تشخيصها عند الولادة عادةً بمشاهدة الإصابة عند ولادة الطفل، ولكن يمكن في بعض الأحيان أن يتم التوجه للحالة بمساعدة التصوير بالأمواج فوق الصوتية قبل الولادة.

العلاج

العلاج الأساسي للشفة المشقوقة والحنك المشقوق هو الإصلاح الجراحي، بالإضافة إلى علاج الحالات المرافقة والمضاعفات.

ويخضع معظم الأطفال الذين يعانون من الشفة المشقوقة للعمل الجراحي تحت التخدير العام عندما يبلغون من العمر 3-6 أشهر تقريباً. بينما يتم إجراء عملية إصلاح الحنك المشقوق عادةً في عمر 6 إلى 12 شهراً.

وتختلف الإجراءات الجراحية المطلوبة لكل طفل يعاني من الشفة المشقوقة والحنك المشقوق تبعاً لنوع وشدة التشوه.

ويتم تعديل التوقيت والعلاج بناءً على الاحتياجات الطبية الشاملة لكل طفل، ولكن العلاج يشمل عادةً مجموعة من الإجراءات والمراحل التي يتم إجراؤها على عدة فترات زمنية متباعدة.

وتبدأ من الأسابيع الأولى بعد الولادة وحتى سن المراهقة والبلوغ، حيث يتم إجراء جراحة اللمسة النهائية.

وبالإضافة للعلاج الجراحي يتم علاج أو تدبير الحالات والمضاعفات المرافقة مثل:

  • دعم الرضاعة كنصائح تغيير وضعية طفلك على الثدي لمساعدته على الرضاعة، أو استخدام نوع خاص من الرضّاعات.
  • مراقبة وظيفة السمع وسلامة الأذن.
  • علاج النطق واللغة
  • النظافة الجيدة للأسنان وعلاج تقويم الأسنان

وقد تترك جراحة إصلاح الشفة المشقوقة ندبة وردية صغيرة فوق الشفاه، لكنها تتلاشى بمرور الوقت وتصبح أقل وضوحاً مع تقدم الطفل في السن.