الشقيقة العينية: الأعراض والعلاج

الكاتب - 20 سبتمبر 2022

الشقيقة أو الصداع النصفي هي حالة عصبية معروفة في المجتمع، ولكن الأمر غير المعروف هو أن للشقيقة أنواع قد تصيب أعضاء الجسم المختلفة مثل حالة الشقيقة العينية.

فما هي الشقيقة العينية؟ وما أسبابها؟ تعرف أكثر على هذه الحالة وأعراضها في هذا المقال.

ما هي الشقيقة العينية؟

الشقيقة العينية هي أحد أنواع الشقيقة، والتي تتميز عن أنواع الشقيقة الأخرى بأن أعراضها تؤثر على العين ومساحة الرؤية، وقد تصل في بعض الأحيان لفقدان الرؤية المؤقت.

أنواع الشقيقة العينية

تصنّف الشقيقة العينية إلى ٣ أنواع، وهي كالتالي:

1- الشقيقة العينية غير المؤلمة

تعد النمط الأشهر، حيث يعاني المريض من رؤية بعض الأشكال والأضواء، دون وجود صداع مرافق لهذه الأعراض أو في بعض الأحيان يكون صداع خفيف الدرجة. كما لا تستمر هذه الأعراض أكثر من نصف ساعة.

2- الشقيقة مع النسمة

تتمثل النسمة أو الأورا بأنها مجموعة من الأعراض التي تسبق ظهور الصداع، وتعد النسمة البصرية هي الأشهر، تظهر على شكل نقاط مضيئة أو خطوط متعرجة.

3- الشقيقة الشبكية

يؤثر هذا النوع على الشبكية، وقد يسبب للمريض ضعف في القدرة البصرية وفي بعض الأحيان فقدان مؤقت للرؤية، وتتطلب الشقيقة الشبكية عناية طبية فورية فقد تدل في بعض الأحيان على مشاكل بصرية أخرى.

أعراض الشقيقة العينية

تظهر الأعراض بشكل مفاجئ، حيث يعاني معظم مرضى الشقيقة العينية من وجود بقعة سوداء (عمياء) صغيرة تتوضع في مركز مساحة الرؤية.

قد تزداد هذه البقعة حجماً مما يؤثر على رؤية المريض وقدرته على أداء الأعمال اليومية، ومن الممكن أن تؤثر على كامل مساحة الرؤية وتسبب فقداناً مؤقتاً للبصر.

بالإضافة لذلك قد تظهر أعراض إضافية تتضمن:

  • يشعر المريض كأنه يرى من خلال شباك متصدِّع، وتعد من أعراض النسمة البصرية التي تسبق صداع الشقيقة.
  • ظهور حلقة مضيئة متعرّجة تحيط ببقعة سوادء (عمياء) في منتصف مساحة الرؤية.
  • يعاني بعض المرضى من ظهور بقعة عمياء متحركة ضمن الساحة البصرية.

إن بقاء الأعراض في عين واحدة من أو انتقالها للأخرى، يختلف فيما إذا كانت الحالة هي شقيقة عينية أم نسمة بصرية كعارض لحالة الشقيقة (الصداع النصفي).

ولمعرفة الفرق، يمكن أن يغمض المريض إحدى العينين، فإذا كانت الأعراض في عين واحدة فالحالة غالباً شقيقة العينية، أما النسمة البصرية فتؤثر على كِلا العينين وتتطور لأعراض صداع النصفي.

أسباب الشقيقة العينية

على الرغم من تشابه الشقيقة العينية مع الصداع النصفي إلا أن الأسباب الدقيقة وراء ظهور الشقيقة لا تزال مبهمة.

كما وتتشابه الحالتين بالنظريات المسببة، حيث اقترحت دراسة في عام 2017 أن السبب هو انقباض في أوعية الشبكية أو الأوعية الهدبية في العين، بالإضافة لنظرية موجة الكبت الدماغي المنتشر(1) حيث لوحظ آلية مشابهة في خلايا الشبكية عند مرضى الشقيقة العينية.

كما أن للوراثة دور في ظهور المرض، ولكن لايزال هنالك حاجة للمزيد من الدراسات لتحديد النمط الوراثي.

رغم عدم وجود صورة واضحة عن الأسباب المباشرة للشقيقة العينية، إلا أن هناك عوامل معروفة تسبب النوبات، وهي نفس العوامل التي تسبب نوبة الصداع النصفي. وتضم:

  • التوتر العاطفي
  • ارتفاع ضغط الدم
  • انخفاض قيم السكر في الدم
  • الجفاف
  • ارتفاع حرارة الجسم
  • كما إن لبعض الأمراض دور في تفعيل الشقيقة العينية، مثل الذئبة الجهازية وتصلُّب الشرايين بالإضافة لفقر الدم المنجلي.
  • بعض التمارين الرياضية قد تتسبب بتفعيل نوبة الشقيقة، ولكن لممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم دور فعال في تخفيف تكرار نوبات الشقيقة.(2)

الخيارات العلاجية للشقيقة العينية

يوجد عدة خيارات علاجية ومن الممكن للمريض أن يجرّب أكثر من خيار معاً، من أجل تخفيف شدة الأعراض وعدد مرات النوبات، حيث ولكن لا يوجد أي دواء قادر على إيقاف الأعراض تماماً حتى اليوم.

ومن الخيارات العلاجية والوقائية المتبعة ما يلي:

١- تجنُّب العوامل المُفعّلة

يعد تجنب العوامل التي المسببة للنوبات من أهم الأساليب الوقائية، لذلك ينصح بشرب كمية كافية من السوائل خلال اليوم، حيث يعد الجفاف من مسببات نوبات الشقيقة.

كما وينصح بالابتعاد عن التوتر لذلك تعد ممارسة اليوغا وجلسات التأمل خياراً جيداً للسيطرة على الحالة العاطفية والنفسية.

٢- الأدوية

يوجد عدة خيارات دوائية يمكن تجريبها لعلاج الشقيقة العينية، التي تتشابه مع الأدوية المأخوذة في الشقيقة، وغالباً توصف لوقف نوبة الصداع، أو كعلاج وقائي لمنع تكرار النوبات.

ومن هذه الخيارات ما يلي:

  • مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs)
  • حاصرات بيتا
  • حاصرات أقنية الكالسيوم
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة
  • مضادات الصرع
  • التريبتان
٣- الكمادات الباردة أو الدافئة

تساعد الكمادات بإراحة المريض وتخفيف الألم والصداع.

كما أن أهم خطوة يجب أن يتّخذها المريض هي استشارة الطبيب على الفور عند ظهور أي أعراض من المذكورة، وذلك لتشابهها مع أمراض عينية خطيرة (مثل انفصال الشبكية).

المضاعفات

يوجد احتمال نادر، أن يحدث انخفاض مفاجئ في تدفق الدم للعين، مما قد يسبب تلفاً في شبكية العين.

كما إن الأدوية المأخوذة في علاج الشقيقة، قد تسبب مضاعفات خاصة، والتي تضم:

  • ألم في المعدة أو حدوث قرحة: وذلك بسبب مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs).
  • حدوث صداع المسكنات: وذلك بسبب أخذ الأدوية المسكنة لأكثر من 10 أيام في الشهر لمدة ثلاثة أشهر.
  • حدوث متلازمة السيروتونين: وذلك عقب استخدام التريبتان أو الأدوية المُضادة للاكتئاب، وتعد حالة خطيرة تستوجب تدخلاً علاجياً.