الصدفية: أبرز أعراضها وأسبابها وطرق العلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 22 أغسطس 2023

احمرار الجلد والحكة هما من أهم الأعراض التي تشير للإصابة بمرض الصدفية، ولكنهما أعراض شائعة للعديد من الأمراض الجلدية ولا يعني ظهورهما بالضرورة إصابتك بها.

في هذا المقال سوف نتحدث عن أهم أعراض داء الصدفية وأنواعه مع ذكر أبرز العلاجات المتوفرة له.

ما هي الصدفية

الصدفية وتسمى أيضا الصداف أو داء الصدف. هي مرض جلدي من أمراض المناعة الذاتية (أي ينتج عن هجوم الجهاز المناعي على خلايا الجسم) ويتميز بظهور مناطق ملونة، حيث يختلف لون المناطق الجلدية باختلاف لون البشرة كما تأخذ أشكالاً مميزة.

ويعد مرضاً مزمناً يرافق المريض منذ بداية حياته إلا أنه يمر بفترات سكون يتخللها هجمات تحدث لفترات قصيرة وقد تتراوح مدتها بين عدة أسابيع إلى عدة أشهر.

وهو أيضا مرض شائع إذ يقدر أنّ قرابة ٢% إلى ٤% من سكان العالم مصابون بمرض الصدفية، ولكنه أكثر انتشاراً بين الأفراد من العرق القوقازي.

ويمكن أن تظهر أعراضه في أي وقت من الطفولة وحتى الشيخوخة، ولكنه تظهر عادةً إما بين الـ ٢٠ والـ٣٠ أو بين الـ٥٠ والـ ٦٠ من العمر.

أسباب الصدفية

ما زال السبب الحقيق والدقيق وراء الإصابة بالصدفية غير معروف ولكن الباحثين يرجحون أنّه يعود لاضطرابات في جهاز المناعة.

في الحالة الطبيعية تحتاج خلايا البشرة إلى شهر كي تتجدد، ولكن الصدفية تجعل العملية تحدث خلال أسبوع تقريباً. ذلك يؤدي إلى تراكم الخلايا الجلدية المُستبدلة على شكل قشور بيضاء اللون يكون الجلد تحتها أحمر اللون نتيجة الالتهاب الذي تسببت به الخلايا المناعية.

لم يحدد العلم حتى الآن سبب هذه الحالة، ولكن للوراثة يداً في ذلك. فقد تم اكتشاف عدة جينات مرتبطة بالمرض، كما وهناك أيضاً بعض العوامل التي تلعب دوراً في ظهورها وهي:

  • العدوى: تلعب جراثيم المكورات العقدية وفيروس نقص المناعة المكتسب دوراً محرّضاً في تطور ظهور الأعراض.
  • الأدوية: لبعض الأدوية دورٌ في تحريض الصدفية.
  • التدخين
  • البدانة

خلاصة القول أن باستطاعتنا القول بأنّ السبب هو مزيجٌ بين العوامل الوراثية والبيئية.

أنواع الصدفية

يوجد عدة أنواع لها وتختلف عن بعضها بالشكل التي تظهر به، بالإضافة إلى أن المنطقة المُصابة تلعب دورًا في التصنيف. إليك أبرز الأنواع:

1- الصدفية اللويحية

وهو النوع الأكثر انتشاراً ويتميز بظهور بقع حمراء أو أرجوانية بارزة على الجلد تكسوها تقشرات من خلايا الجلد الميت التي تظهر وتتساقط باستمرار.

تسبب هذه البقع الحكة وتترافق مع شعورٍ بالألم، ويمكن أن تظهر في مناطق مختلفة من الجلد كفروة الرأس والبطن والظهر وغيرها.

2- الصدفية النقطية

يتميز هذا النوع بظهور بقع صغيرة بلون السلمون الوردي ولا تتجاوز أقطارها ٢ إلى ٣ ملم، وهي تنتشر على كامل الجسم وتصيب عادة الشباب والأطفال.

3- الصدفية المقلوبة أو المعكوسة

يصيب الثنيات الجلدية مثل منطقة تحت الإبطين أو أسفل الثديين أو قرب الأعضاء التناسلية ولذلك فهو يعرف باسم صدفية الثنيات.

تتراوح نسبة المصابين بهذا النوع بين ٢٠ و٣٠% من إجمالي المصابين بالصدفية وتتميز الحالة بظهور مناطق حمراء على الجلد تتهيج مع تعرق البشرة والفرك.

4- الصدفية البثرية

يترافق بظهور بثور جلدية بيضاء اللون على أرضية محمرة من الجلد، وقد تمتلئ هذه البثور بقيح غير إنتاني وقد تظهر بعض التقشرات على الجلد.

5- الصدفية المُحمِّرة للجلد

تؤدي إلى احمرار التهابي معمم ينتشر على كامل الجلد مع ظهور تقشرات على الجلد، وهي شديدة ولكنها نادرة الحدوث.

6- صدفية فروة الرأس

تُصاب فروة الرأس بالصدفية بشكلٍ شائع وتظهر على شكل لويحات ذات قشور بيضاء، في بعض الأحيان قد تؤدي إلى تساقط الشعر موضعياً في مناطق اللويحات.

7- التهاب المفاصل الصدفي

قد تؤدي بعض حالات الصدفية الشديدة أو بعض العوامل الأخرى كردود الفعل التحسسية إلى التهابات في المفاصل.

تسمى هذه الحالة بالتهاب المفاصل الصدفي وهي الأقل شيوعاً بين جميع الأنواع ولا تظهر عادةً قبل مرور 10 سنوات على الأقل من الإصابة بالصدفية.

أعراض الصدفية

يمكننا حصر أعراضها بالبقع الحمراء على الجلد وظهور التقشرات عليها ولكن بعض المرضى قد يعانون من الحكة أيضاً.

عموماً يمكن أن تظهر الأعراض بناءً على نوع الحالة كالتالي:

1- الصدفية اللويحية

تظهر لويحات محمرة (حمامية) بسماكة يشعر بها المريض ويتساقط منها قشور بيضاء سميكة عند حكها. وتتوضّع بشكل أساسي على المرفقين والركبتين، ومن الممكن أن نراها على الراحتين والأخمصين.

أحياناً قد تصل الإصابة للأظافر وتظهر على شكل تنقُطات وانفصال (انفكاك) الظفر.

2- الصدفية النقطية

وهي أكثر شيوعاً بين الأطفال وتظهر عادةً بعد أسبوعين إلى 3 من الإصابة بعدوى التهاب الحلق، وتتضمن أعراضها احمرار الجلد وظهور نقط متعددة بارزة عن سطحه.

3- الصدفية البثرية

تتمثل بشكلين: الأول موضّعي على الراحتين والأخمصين، والثاني حاد ينتشر على كامل الجسم.

طرق التشخيص

يقوم الطبيب عادة بتشخيص المرض من خلال ملاحظة الأعراض وفحص الجلد والأظافر والسؤال عن آلام في المفاصل، وفي بعض الحيان قد يأخذ عينةً من الجلد ويفحصها تحت المجهر.

الأدوية وطرق العلاج المستخدمة

رغم عدم وجود أي علاج يشفي بشكل تام منها إلا أنّ هناك عدة خطوط علاجية مستخدمة لتخفيف الأعراض، والخيارات تتراوح بين العلاج الموضعي والعلاج الجهازي وصولاً للعلاج الضوئي.

من الممكن لأي طبيب عام أن يوجه المريض نحو أحد سبل العلاج إلا أنّ اللجوء إلى أخصائي الأمراض الجلدية هو دوماً الخيار الأفضل، وسيقوم الأخصائي بتحديد العلاج بناءً على:

  • نوع الصدفية التي يعاني منها المريض
  • المنطقة المصابة من الجسم
  • شدة الإصابة
  • مدى تأثير الحالة على حياة المريض
  • وجود أمراض أخرى يعاني منها

من الشائع أن يستخدم المصابون المطريات بهدف التقليل من الحكة في حال وجودها وذلك بالتزامن مع الأدوية الأخرى وأهمها:

١- الأدوية الموضعية

  • الكريمات الستيرويدية: تستخدم بشكل واسع وذلك لدور الستيرويدات في تخفيف الالتهاب
  • نظائر الفيتامين-د: يمكن استعمال النظائر الموضعية لوحدها أو بالتزامن مع الستيرويد
  • القطران: يمكن له أن يخفف من الالتهابات والحكة وهو من العلاجات المعروفة والقديمة
  • مثبطات الكالسيتونين والديثرانول

٢- الأدوية الجهازية

  • الريتينوئيدات: يعطي استخدام الريتينوئيدات (كالأسيتريبتين) نتائج ممتازة، ولكنه لا يجب أن يوصف للإناث في سن النشاط التناسلي لأنه يتسبب بتشوه الأجنة.
  • الميثوترسكات: دواء مثبط للمناعة ويستخدم بكثرة في حالة الصدفية، ولكنه أيضاً يؤدي لتشوه الجنين وبعض الآثار الجانية الأخرى.
  • السايكلوسبورين: يستخدم السايكلوسبورين كمثبط مناعي لعلاج الصدفية.

٣- العلاج الضوئي

يمكن أن ينصح الطبيب بالعلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية (UVA) أو بالعلاج مع استخدم عامل التحسس الضوئي (السورالين)، وإن لم يتحسن المريض ينتقل إلى العلاج بالأشعة فوق البنفسجية قصيرة الموجة (UVB).

من الضروري الانتباه لأهمية عدم تجربة المنتجات على البشرة بشكل عشوائي وعدم استخدام العلاجات والمساحيق دون استشارة الطبيب.