الصلع عند الرجال: المراحل والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 13 سبتمبر 2023

يعد الصلع عند الرجال من المشكلات الشائعة وخاصةً عند تقدمهم بالعمر، ويعود ذلك نتيجة تساقط الشعر الذي يمر بعدة مراحل وصولاً للصلع.

فما هي أسباب الصلع عند الرجال وما هي المراحل وطرق العلاج التي يجب اتباعها؟

تعريف الصلع عند الرجال

قد يحدث الصلع عند الرجال لأسبابٍ متعددة، إلا أن "الحاصة الأندروجينية" تشكل السبب الأشهر على الإطلاق، والتي تعرف بالصلع من النمط الذكوري.

وتحدث هذه الحالة على عدة مراحل، وتستغرق سنين إلى أن تصل لشكلها النهائي.

وتزداد نسب حدوث "الحاصة الأندروجينية" مع التقدم في العمر، ففي دراسة أجريت في الصين لمعرفة نسب الإصابة التقريبية في كل فئة عمرية، كان معدل الانتشار الكلي حوالي 21.3%، وكانت الأرقام بين الذكور تزداد حسب العمر، على الشكل التالي:

النسبةالعمر
2.8%الذين تتراوح أعمارهم بين 18 - 29 عاماَ
13.3%الذين تتراوح أعمارهم بين 30 - 39 عاماً
21.4%الذين تتراوح أعمارهم بين 40 - 49 عاماً
31.9%الذين تتراوح أعمارهم بين 50 - 59 عاماً
36.2% لمن تتراوح أعمارهم بين 60 - 69 عاماً
41.4% لمن يبلغ 70 سنة فأكثر
معدل حصول الصلع

مراحل الصلع عند الرجال

تقسَم مراحل الصلع عند الذكور، بناءً على تصنيف "نوروود" لتساقط الشعر، الذي وضعه الطبيب "أوتار نوروود" في عام ١٩٧٥، وما زال التصنيف الأكثر استخداماً لتقييم مراحل الصلع إلى يومنا هذا. 

ويوجد للصلع عند الذكور حسب هذا التصنيف سبع مراحل، ويجب أن يمر الشخص بالمراحل توالياً، ولكن ليس من الضروري أن يصل للأخيرة منها، ويعتمد ذلك على الجينات الموروثة.

المرحلة الأولى

لا تعد حالة صلع بالمعنى الدقيق للكلمة، ولا يكون هناك تغيّر ملحوظ في خط الشعر، ولكن يكون الشعر خفيف الكثافة في المنطقة الأمامية العلوية للصدغين.

ويمكن أن نعدها مرحلة انتقالية في نمط الشعر بين مرحلة المراهقة والبلوغ.

المرحلة الثانية

يزداد انحسار الشعر في منطقة الصدغين، ويبدأ شكل الصلع يأخذ حرف M مع بقاء شعر الجبهة وخسارة الشعر الموجود على الأطراف.

المرحلة الثالثة

يمكن أن نعدها مرحلة الصلع الحقيقي، حيث إن مناطق فقدان الشعر تصبح أكثر وضوحاً.

وخط الشعر يتراجع بشكل أكبر من ناحية الصدغين والجبهة، وبناءً على الفرق بين الجهتين قد يأخذ الصلع أحد الأشكال "M" أو "U" أو "V".

المرحلة الرابعة

تتوسع بقعة الصلع أكثر فأكثر في هذه المرحلة، ويحدث ترقق للشعر الموجود على قمة الرأس، ومن الممكن أن تظهر بقع إضافية من الصلع في مؤخرة الرأس.

المرحلة الخامسة

يأخذ الصلع شكله المعروف في هذه المرحلة، والذي يتمثل ببقاء الشعر على الأطراف مع فقدانه في الجبهة، مما يعطي شكل حدوة الحصان أو حرف U.

وتكون الاستجابة للعلاج في هذه المرحلة ضعيفة، والنتائج غير مرضية.

المرحلة السادسة

يبدأ الشعر في الأطراف بالتساقط، وتتسع بقعة الصلع الموجودة على قمة الرأس بشكل أكبر. 

المرحلة السابعة

تعد المرحلة الأخيرة، ويكون الصلع قد شغل معظم الرأس، ولم يبقى إلا القليل من الشعر على الأطراف وفي قمة الرأس.

ويساعد معرفة مرحلة الصلع في التنبؤ بحالته المستقبلية ووضع العلاج على هذا الأساس.

أسباب الصلع عند الرجال

إن السبب الرئيسي لحدوث الصلع عند الرجال هو "الحاصة الأندروجينية"، وتحدث هذه الحالة لسببين مهمين وهما الجينات التي يرثها المريض، ومستوى الأندروجينات في دمه، حيث يتآزر هذان العاملان للتسبب بتساقط الشعر. على الشكل التالي:

الوراثة

حسب دراسة أجراها العلماء على مجموعة من التوائم وجدوا أن للوراثة يد في 80٪ من حالات الصلع.

وتمكّنت إحدى الأبحاث من التعرف على الجينات المتّهمة في هذه الحالة، وهي الجينات المتعددة لمستقبل أندروجين (AR) الموجود في نواة الخلايا، حيث إن الطفرات التي تطال هذه الجينات قد تؤدي لحدوث الصلع.

كما دعم بحث منشور الاتِّهامات حول مستقبل أندروجين (AR)، حيث إن مرضى داء "كينيدي" لديهم خطر أقل للإصابة "بالحاصة الأندروجينية"، وفي هذا المرض تكون هناك مشاكل في مستقبلا الأندروجين.

وظهرت دلائل أخيرة، تفيد أن الجينات المتعددة لمستقبل أندروجين (AR) ضرورية لكن ليست كافية لظهور الصلع، وذلك كونها موروثة من الأم على الصبغي الجنسي X.

كما يوجد تشابه في تساقط الشعر بين الآباء والأبناء، وهو ما لا يمكن تفسيره بطفرات AR، ويشير هذا إلى أن جينات جسمية أخرى قد تساهم أيضاً في الصلع.

الأندروجينات

هناك علاقة مثبتة بين أندروجين وحدوث الصلع، فقد وجد إحدى أن الذكور المخصيين لم يعانوا من الحاصة الأندروجينية، إلا بعد أن عولجوا بهرمون تستوستيرون والذي يعد الهرمون الأندروجيني الأساسي في الجسم.

كما أن هناك دور مهم لأنزيم مختزلة الألفا -5 (5α-Reductase)‏، والذي يعمل على استقلاب تستوستيرون إلى ديهيدروتستوستيرون وهو المسؤول الأندروجيني الأبرز في حالة الصلع.

وتغيب حالات الصلع عند الرجال في حالات الطفرات التي تصيب مختزلة الألفا-5 (5α-Reductase)، كما إن أحد علاجات الخاصة يعتمد على تثبيط هذا الأنزيم.

أنواع العلاجات المتبعة

يوجد عدة خيارات علاجية لحالة الصلع عند الرجال، وتختلف فيما بينها في الآلية والفعّالية.

ويبدأ الطبيب غالباً بالخيار الدوائي وينتقل حسب الحالة، كما أن رغبة المريض وقدرته على الالتزام بتناول الدواء تلعب دوراً هاماً.

١- العلاج الدوائي

يتضمن العلاج الدوائي مجموعة متنوعة من الأدوية بحسب الحالة، وتشمل:

١- مينوكسيديل

يعد خياراً شائعاً، ويطبق بشكلٍ موضعي كما إن له عدة تراكيز مستخدمة. ولكن يعتبر تركيز 5% الأكثر فعاليةً من غيره.

كما في دراسة أخرى لتقييم فعالية مينوكسديل على مجموعة من المرضى خلال عام كامل، وجدت أن بقعة الصلع تناقصت لدى 62%من المرضى، بينما لم يكن هنالك أي تغيير بنسبة 35.1% من المرضى وأصبحت بقعة الصلع أكبر في 2.9% من المرضى.

يعتقد الباحثون أن آليه عمل مينوكسيديل تتعلق بتوسع الأوعية الدموية في منطقة الرأس حيث لوحظ زيادة تدفق الدم بعد 10 - 15 دقيقة من تطبيق مينوكسيديل الموضعي.

كما قد يسبب مينوكسيديل مجموعةً من الآثار الجانبية التي تتضمن:

  • التهاب الجلد (أكزيما) والتهيَّج الجلدي
  • الشعور بالحرق
  • طفح جلدي
  • نمو الشعر بشكل زائد في أماكن أخرى (كاليدين)
  • زيادة تساقط الشعر
٢- فيناسترايد

يعمل على تثبيط أنزيم مختزلة الألفا-5 (5α-Reductase)‏ وبالتالي تنقص كميات ديهيدروتيستوستيرون.

ويؤخذ على شكل حبوب فموية بجرعة ١ ملغ يومياً، كما أجريت دراسة لتقييم فائدة جرعة 1 ملغ اليوميّة من فيناسترايد على مدار عامين، وجدت تناقصاً في الشعر المتساقط وزيادة نمو الشعر، وبالتالي يمكن أن تعتير الجرعة المثالية للحالات الصلع عند الرجال.

وتعتبر آثاره الجانبية أهم سبب لإيقافه، فمن الممكن أن يلاحظ:

  • ضعف جنسي
  • مشاكل في القذف
  • انخفاض الرغبة الجنسية
  • حالة التثدي عند الرجال
٣- دوتاستريد

ويملك آلية مشابهة للفيناسترايد إلا أنه أكثر فعالية في إنقاص قيم ديهيدروتيستوستيرون.

كما وجدت دراسة أن 0.5 ملغ من دوتاستيريد في اليوم لمدة عام واحد أدى إلى نمو شعر وتقليل الشعر المتساقط.

وتتشابه الآثار الجانبية مع نظيره السابق، إلا أنها تكون هنا أكثر احتمالاً وشدةً نتيجةً لفعاليته الأكبر.

٤- لاتانوبروست

يعد من نظائر بروستاغلاندينات ويستخدم لعلاج المياه الزرقاء في العين (جلوكوما)، ولكن لوحظ عند المرضى المُعالجين، زيادة في نمو شعر الحاجب والرموش، مما قد يدل على فائدة ممكنة لعلاج الصلع. إلا أنه لا يوجد دليل قاطع يشير إلى فعاليته في شعر فروة الرأس، وما تزال الأبحاث جارية حول ذلك.

٢- زراعة الشعر

تعد طريقة فعالة وآمنة وموثوقة للذين يعانون من "الحاصة الأندروجينية"، لاستعادة الشعر المفقود والتخلّص من الصلع.

كما توجد عدة تقنيات متَّبعة، وذلك حسب مرحلة الصلع ورأي الطبيب.

وقد يلجأ الطبيب للمينوكسيديل الموضعي والفيناسترايد قبل عملية زراعة الشعر.

فقد أثبت دراسة أن تطبيق مينوكسيديل في الفترة التي تسبق الجراحة، ساعد في منع تساقط الشعر المعتاد الذي يحدث بعد أسبوع إلى أسبوعين من الزرع وسرَّع فترة إعادة النمو.