الصوم المتقطع يمكن أن يسيطر على مرض السكري من النمط الثاني

الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

يعاني المصابون من مرض السكري من النمط الثاني من عدم استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين "Insulin" الذي يفرزه البنكرياس، مما يؤدي إلى عدم وصول الغلوكوز إلى داخل الخلايا

ولذلك فإن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى تعديل نمط حياتهم ولا سيما فيما يخص الغذاء والنشاط البدني، كما قد يأخذون علاجات دوائية مختلفة حسب شدة المرض.

ما هو النمط الثاني من مرض السكري؟

يكثر انتشار النمط الثاني من مرض السكري بشكل كبير مقارنةً بالنمط الأول، حيث يصيب النمط الثاني حوالي 90% من جميع مرضى السكري.

ويعاني المرضى من أعراض مختلفة مثل:

  • العطش الشديد
  • الحاجة إلى التبول بشكل متكرر
  • تشوش الرؤية
  • التعب
  • وغيرها

بالإضافة إلى احتمالية تطور مضاعفات عديدة لاحقاً كاعتلال الأعصاب والداء الكلوي المزمن واعتلال الشبكية.

وهناك أدوية فعالة لعلاج هذا النمط من السكري بالتالي إبقاء مستويات السكر في الدم طبيعية مثل الميتفورمين "Metformin".

كما يعتبر كل من اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية أمران ضروريان للسيطرة على المرض.

الصوم المتقطع ومرض السكري من النمط الثاني

وجدت إحدى الدراسات في عام 2019 أن حوالي 46% من المشاركين قد حققوا الهدأة (غياب فعالية المرض) من خلال تحديد كمية السعرات الحرارية المستهلكة من قبل المريض.

بينما وجدت دراسة أخرى في عام 2020 أن إجراء تغييرات حقيقة في أسلوب الحياة قد أدت إلى تحقيق الهدأة عند أكثر من 60% من المشاركين الذين كانوا يعانون من مرض السكري لمدة تقل عن 3 سنوات.

أما مؤخراً فقد كشف بحث جديد أن اتباع نظام غذائي يعتمد على الصوم المتقطع قد يعكس مرض السكري من النمط الثاني دون الحاجة إلى أخذ الدواء. (1)

وقد شارك في البحث أشخاص تتراوح أعمارهم بين 38 و72 عاماً، وقد كان كل منهم مريضاً بالسكري من النمط الثاني لمدة 1 إلى 11 سنة، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم يتراوح من 19.1 إلى 30.4.

حيث قد وصل المرضى إلى الهدأة بشكل كامل بعد تجربة حمية الصوم المتقطع.

ويتم تعريف الهدأة الكاملة في مرض السكري على أنها انخفاض مستوى HbA1c (خضاب الدم السكري) إلى أقل من 6.5% على الأقل بعد عام واحد من إيقاف دواء السكري.

فوائد الصوم المتقطع

في السنوات الأخيرة أصبح الصوم المتقطع شائعاً كطريقة فعالة لفقدان الوزن، وقد وجدت الدراسات أنه يمكن أن يساعد في مكافحة الالتهاب ويؤدي إلى حياة أطول وأكثر صحة.

ويشير الصوم المتقطع إلى دورة الأكل التي تشمل فترات صوم تمتد من حوالي 12 إلى 36 ساعة، أي أن المرء يأكل فقط ضمن فترة زمنية محددة.

حيث أن الصوم لعدة ساعات من كل يوم أو تناول وجبة واحدة فقط لبضعة أيام في الأسبوع يمكن أن يساعد الجسم على حرق الدهون.

ويظهر البحث أن الصوم المتقطع يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.

ويقول الدكتور دونغبو ليو "Dongbo Liu"وهو يحمل دكتوراه من الجامعة الزراعية في جامعة هونان في الصين "Hunan Agricultural University" وكان من المشاريكن في البحث :

"مرض السكري من النمط الثاني ليس بالضرورة مرضاً دائم مدى الحياة. ويمكن الوصول إلى الهدأة في مرض السكري إذا فقد المريض الوزن من خلال تغيير نظامه الغذائي وممارسة الرياضة. ويظهر بحثنا أن الصوم المتقطع يمكن أن يؤدي إلى تحقيق الهدأة عند مرضى السكري من النمط الثاني. ويمكن أن يكون لهذه النتائج تأثير كبير على أكثر من 537 مليون شخص من البالغين الذين يعانون من المرض"

نتائج الدراسة بين الصوم المتقطع ومرض السكري

جرب المشاركون الذين بلغ عددهم 36 شخصاً وكانوا مصابين بمرض السكري، الصوم المتقطع لمدة 3 أشهر.

ووجد العلماء أن ما يقارب 90% من المشاركين - بما في ذلك أولئك الذين كانوا يأخذون العلاج الدوائي – قد خففوا من تناول أدوية مرض السكري بعد الصوم المتقطع.

وقد حقق 55% من هؤلاء الأشخاص الهدأة من المرض، وتوقفوا عن أخذ الأدوية واستمرت لمدة عام واحد على الأقل.

تمكنت هذه الدراسة من تحدي الرأي السابق القائل بأن الهدأة في مرض السكري لا يمكن تحقيقها إلا عند المرضى الذين لم يمضِ على مرضهم سوى 6 سنوات أو أقل.

إلا أن 65% من المشاركين في الدراسة والذين تمكنوا من تحقيق الهدأة كانوا مرضى بالسكري لمدة تزيد عن 6 سنوات (6 إلى 11 سنة).

ويضيف الدكتور دونغبو ليو:

"إن أدوية مرض السكري مكلفة وتشكل مشكلة للعديد من المرضى الذين يحاولون تدبير مرض السكري بشكل فعال. وقد شهدت دراستنا انخفاض تكاليف الدواء بنسبة 77% ععند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري بعد الصوم المتقطع."

الخلاصة

في الختام، يُعد الصوم المتقطع أداة قوية يمكن أن تساهم في التحكم في مرض السكري من النوع الثاني. حيث تشير الدراسات إلى فوائد هذه النهج الغذائي في تحسين مستويات السكر في الدم، وتعزيز حساسية الجسم للأنسولين، وتخفيف الوزن.

ومع ذلك، يجب التأكيد على أهمية استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي قرار بشأن إيقاف أدوية السكري أو اتباع حمية جديدة. كما ينبغي للأفراد الاستماع إلى إرشادات الطبيب المختص المعالج والعمل معه لتخصيص الخطة الغذائية المناسبة وضمان سلامتها. بالالتزام بذلك، يمكن للصوم المتقطع أن يكون أداة قوية وفعالة في إدارة وسيطرة مرض السكري من النوع الثاني. مما يحقق صحة أفضل وجودة حياة محسنة للأفراد المتأثرين.