حظي الصيام المتقطع باهتمام واسع بعد أبحاث نشرت عن فوائده الصحية للقلب وضغط الدم وقدرته على حرق الدهون. لكن، هل هذا صحيح؟ وهل الصيام المتقطع مناسب للجميع؟
ما هو الصيام المتقطع؟
يعد الصيام المتقطع نمط غذائي يعتمد على توقيت تناول الطعام بدلاً من التركيز على نوعيته. ولا يتضمن هذا النظام قيوداً على ما يمكنك تناوله بل يحدد مواقيت التناول.
وتوجد طرق مختلفة لممارسة الصيام المتقطع، إليك بعض الأمثلة:
- حمية 16/8: تتضمن هذه الطريقة الصيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام خلال 8 ساعات كل يوم
- حمية 5:2: تتضمن هذه الطريقة تناول الطعام بشكل طبيعي 5 أيام في الأسبوع وتقييد السعرات الحرارية ما بين 500 إلى 600 سعر حراري في اليومين المتبقيين
- صيام 24 ساعة: تتضمن هذه الطريقة الامتناع عن الطعام والشراب لمدة 24 ساعة مرة أو مرتين في الأسبوع
- طريقة "أكل-توقف-أكل": تتضمن هذه الطريقة الامتناع عن الطعام لمدة 24 ساعة مرتين في الأسبوع مع تناول وجبة واحدة كبيرة فقط في تلك الأيام
دراسة حول الصيام المتقطع
أجريت دراسة جديدة تشير إلى أن الصيام المتقطع يمكن أن يزيد من خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة مرتفعة. حيث حلل الفريق البحثي بقيادة الدكتور فيكتور وينز تشونغ أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة شنغهاي بيانات عن عادات التغذية لحوالي 20 ألف شخص بالغ في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وتابع الفريق البحثي هذه البيانات في الفترة بين عامي 2003 و2018، وقدمت نتائج هذه الدراسة في اجتماع لجمعية القلب الأميركية في شيكاغو. (1)
وركزت الدراسة على نوع شائع من الصيام المتقطع يشمل تناول جميع الوجبات خلال فترة زمنية لا تتجاوز 8 ساعات.
نتائج الدراسة
توصل الباحثون إلى أن هذا النمط من الصيام يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، ويشمل ذلك حالات السرطان والأمراض المزمنة.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اعتمدوا على الصيام المتقطع لمدة 8 ساعات كانوا أكثر عرضة بنسبة 91% للوفاة بأمراض القلب مقارنة بالذين اتبعوا نمطاً غذائياً لمدة تتراوح بين 12 و16 ساعة يومياً.
وكشفت الدراسة أن مرضى القلب والأوعية الدموية الذين اتبعوا نظاماً مقيداً بالوقت كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 66% مقارنة بغيرهم.
ولوحظ أن مرضى السرطان الذين اتبعوا نظاماً غذائياً مقيداً بالوقت كانوا أكثر عرضة للوفاة مقارنةً بالذين تناولوا الطعام على مدار 16 ساعة يومياً.
وأظهرت الدراسة ارتباطاً بين اتباع نظام غذائي مقيد بالوقت وزيادة معدلات الوفيات. لكن لم تتمكن من تحديد ما إذا كان هذا النظام الغذائي هو السبب المباشر للوفاة.
العلاقة بين الصيام المتقطع والإصابة بأمراض القلب
أشار فيكتور وينز تشونغ، المؤلف الرئيسي للدراسة إلى أن الدراسة تظهر أن الأشخاص الذين يمارسون الصيام المتقطع لفترات طويلة خاصة الذين يعانون أمراض القلب أو السرطان ينبغي عليهم أن يكونوا حذرين للغاية.
وأكمل تشونغ: «تقييد وقت تناول الطعام اليومي لفترة قصيرة، كان شائعاً في السنوات الأخيرة كوسيلة لخفض الوزن وتحسين صحة القلب». وأردف قائلاً: «كانت توقعاتنا أن الالتزام بنظام تقييد تناول الطعام لمدة 8 ساعات سيؤدي إلى تقليل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية».
وأضاف: «كانت مفاجأة عندما اكتشفنا أن الأشخاص الذين اتبعوا جدولاً زمنياً لتناول الطعام لمدة 8 ساعات كانوا يتعرضون لمخاطر أكبر من الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية».
ولفت قائلاً: «يبدو أن تقليل فترة تناول الطعام إلى 8 ساعات يومياً، لم يظهر ارتباطاً بزيادة العمر».
وأكد قائلاً: «تعد هذه المعلومات مهمة لمرضى القلب أو السرطان وينبغي عليهم الانتباه إلى العلاقة بين فترة تناول الطعام المختصرة وزيادة مخاطر الوفاة بأمراض القلب». لكنه أكد أن ذلك لا يعني بالضرورة أن النظام الغذائي المقيد زمنياً يسبب هذه الوفيات.
