الطفح الحفاضي عند الأطفال وطرق علاجه

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

الطفح الحفاضي أو ما يسمى الطفح الجلدي الناتج عن الحفاض هو من الحالات المعتادة بين الأطفال وأكثرها شيوعاً لاسيما الذين تتراوح أعمارهم بين ٤ أشهر و١٥ شهراً.

معظم الناس معرضون للإصابة بالطفح الجلدي في مرحلة معينة في حياتهم ويكون غالباً حالة عابرة.

وكذلك هو الأمر بالنسبة للأطفال فما سبب تشكل هذا الطفح؟ وما هي طرق علاجه؟

ما هو الطفح الحفاضي؟

هو مشكلة جلدية يصبح فيها جلد الطفل في منطقة الحفاض أحمر ومتهيج.

وتتم ملاحظة هذه الحالة أكثر عندما يبدأ الأطفال في تناول الأطعمة الصلبة بدءاً من عمر ٤ أشهر.

غالباً تكون الحالة سهلة ويمكن معالجتها بكريمات الترطيب العادية، ولكن في بعض الحالات قد يكون الطفح شديداً وبالتالي يجب استخدام كريمات ومرطبات دوائية لمعالجة المنطقة.

أعراض الطفح الحفاضي

تتفاوت أعراض الحالة بحسب شدتها فهي إما تكون خفيفة أو شديدة.

  • خفيفة: بشكل بقع قليلة وردية أو حمراء والقليل من البثرات المتناثرة وقشور وجفاف طفيف، ولا تسبب إزعاجاً شديداً لكن يظهر الإزعاج عند التبول والتبرز.
  • شديدة: يغطي الطفح الجلدي مساحة أكبر بشكل احمرار وقد يتضمن بثوراً وتقرحات تتطلب فحصاً دقيقاً بحثاً عن عدوى، ويكون مؤلماً بشدة.

وتكون الأعراض العامة المشتركة للجلد تشمل الالتهاب والاحمرار والتقشر.

كما ويرافق هذه الأعراض ألم عند لمس المنطقة الأرداف والفخذين والأعضاء التناسلية كالقضيب وكيس الصفن عند الذكور والشفرين والمهبل عند الإناث، فيبكي الطفل وينزعج عند لمس المنطقة أو تنظيفها.

أسباب الطفح الحفاضي

١- التهاب الجلد التماسي المهيج

يمكن أن تتهيج بشرة الطفل عندما تُترك الحفاضات المتسخة بالبراز والبول لفترة طويلة على تماس مع الجلد.

إذ تعمل البكتيريا في البراز والبول على إنتاج الأمونيا وهي مادة مهيجة.

كما أن احتكاك الحفاض نفسه بالجلد في حال كونه ضيق مثلاً يمكن أن يسبب ظهور الطفح أيضاً.

وتبدأ هذه الحالة كبقع حمراء وإذا تطورت لقروح مفتوحة تزيد خطر الإصابة بعدوى ثانوية حيث تسهل دخول الفطريات والبكتيريا إلى الجلد.

٢- فطور المبيضات البيض

تعتبر هذه المنطقة دافئة ورطبة فهي مناسبة لنمو فطور المبيضات، وتعيش هذه الفطور بشكل طبيعي في هذه المنطقة لكن فرط تكاثرها يسبب التهاب الجلد.

وغالباً ما يبدأ الطفح في الثنيات العميقة للجلد بلون أحمر فاتح مع بقع حمراء أصغر حوله ذات حواف محددة، وتترافق مع بثور أحياناً.

٣- تغير الأطعمة

يمكن أن يؤدي إدخال أطعمة جديدة إلى تغيّر تكوين البراز وعدد مرات التبرز، مما يؤدي أحياناً إلى ظهور طفح جلدي.

من المحتمل أيضاً أن يصاب الأطفال الذين يرضعون من الثدي أيضاً بالطفح الحفاضي كرد فعل على شيء تناولته الأم.

وقد تكون الأحماض الموجودة في بعض الأطعمة (مثل الفريز وعصائر الفاكهة) مزعجة بشكل خاص لبعض الأطفال.

٤- الحساسية

يملك بعض الأطفال بشرة حساسة تتأثر ببعض أنواع منظفات الملابس أو المطريات أو الصابون أو الحفاضات أو مناديل الأطفال المبللة.

من المهم تغيير المواد المستخدمة في حال لم تناسب الطفل.

٥- الصادات الحيوية

تعد عدوى المبيضات شائعة بعد تناول الطفل للصادات الحيوية أو تناول الأم المضادات الحيوية أثناء الرضاعة الطبيعية، حيث تقتل البكتيريا الجيدة التي تمنع نمو المبيضات.

كما أن بعض الصادات الحيوية تسبب الإسهال، ويحتوي البراز الذي يمر بسرعة عبر الأمعاء على كميات أكبر من أنزيمات الجهاز الهضمي التي تسبب تهيج الجلد.

٦ - انتريغو

نوع من أمراض الجلد الالتهابية التي تكون أكثر شدة في ثنايا الجلد والمواقع الدافئة والرطبة، مثل طيات الفخذين أو أرداف الطفل.

وبترافق بعدوى ثانوية في بعض الأحيان، ويتواجد لدى الأطفال طفح في مناطق أخرى.

مضاعفات الطفح بسبب الحفاض

لا يوجد عادةً مضاعفات لحالة الطفح الحفاضي فهي حالة شائعة وسهلة العلاج، ولكن في حالات خاصة قد تتطور الحالة وتحدث بعض المضاعفات مثل:

١- حدوث عدوى فطرية أو جرثومية:

وتظهر أعراض هذه العدوى بالشكل التالي:

  • بقاء الطفح الجلدي رغم العلاج المنزلي لعدة أيام، أو ازدياده سوءاً
  • تشكل بثور أو تقرحات أو قشور صفراء
  • الحمى
  • نزف أو نز قيح من الطفح الجلدي

٢ - التهاب النسيج الخلوي:

تنتشر العدوى البكتيرية في الجلد، وتظهر كجلد أحمر مؤلم خارج منطقة الطفح.

٣ - متلازمة الجلد المسموط العنقودية:

وهي حالة تسببها بكتيريا العنقوديات، وتظهر بثور كبيرة على مساحة واسعة فوق جلد أحمر فاتح، وتكون حالة الطفل سيئة.

مراجعة الطبيب

ينبغي مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • ظهور تغيرات على الجلد تدل على حدوث المضاعفات.
  • حمى أعلى من ٣٨ درجة مئوية.
  • ظهور الطفح الجلدي الحفاضي في الأسابيع الستة الأولى من الحياة.
  • انتشار الطفح الجلدي إلى مناطق أخرى في الجسم، مثل البطن أو الظهر أو الذراعين أو الوجه.
    فقد يكون الطفح الجلدي بهذه الحالة غير مرتبط بالحفاض لكن بدء من المنطقة نفسها مثل حالة التهاب الجلد التأتبي.

علاج الطفح الناتج عن الحفاض

مفتاح العلاج هو الحفاظ على هذه المنطقة نظيفة وباردة وجافة قدر الإمكان، مع الأخذ بعين الاعتبار امتلاك بعض الأطفال بشرة حساسة بغض النظر عن النظافة.

وعادة ما تختفي الأعراض خلال ثلاثة أيام من اتباع الإجراءات التالية:

  • غسل اليدين دائماً قبل وبعد تغيير الحفاض لتجنب انتقال البكتيريا.
  • تغيير الحفاض بمجرد أن يصبح مبللاً أو متسخاً.
  • مسح المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف.
  • تنظيف منطقة الحفاض برفق بالماء والصابون الخالي من العطور.
    في حال كان الطفح الجلدي شديداً يمكن استخدام زجاجة ماء بخاخة لتنظيف المنطقة.
  • ترك المنطقة حتى تجف جيداً قبل وضع حفاض جديد، إما بالتربيت باستخدام منشفة ناعمة أو بتركها معرضة للهواء.
  • يساعد استخدام حفاضات ماصة في الحفاظ على جفاف الجلد ويقلل من فرصة الإصابة بالعدوى.
  • تساعد الكريمات والمراهم المحتوية على أكسيد الزنك أو البترول (الفازلين) على تلطيف البشرة وحمايتها من الرطوبة وتخلق حاجزاً بين الجلد والمهيجات، ويمكن وضعها كطبقة سميكة عند كل تغيير للحفاض.
  • من المهم تجنب استخدام الكريمات التي قد تحتوي مواد كيميائية ضارة مثل حمض البوريك والكافور والفينول.
  • ترك الطفل بدون حفاض لعدة ساعات كل يوم لمنح الجلد المتهيج فرصة حتى يجف، حيث يمكن وضع الطفل على شراشف مقاومة للماء أو على منشفة كبيرة على الأرض.
  • إدخال الأطعمة الجديدة ببطء لمعرفة ما إذا كانت سبباً في الطفح والحساسية.
    وإذا تبين أن أحد العناصر الغذائية يسبب الطفح، يجب إزالته من نظام الطفل الغذائي لبضعة أيام وإعادة إدخاله ببطء للتحقق من رد فعل الجسم تجاهه.

في حال استخدام حفاضات من القماش يجب مراعاة ما يلي:

  • غسل الحفاضات بالماء الساخن لقتل الجراثيم، ويمكن أيضاً غليها لمدة ١٥ دقيقة على الموقد بعد غسلها.
  • شطف الحفاضات بعد غسلها ٢-٣ مرات لإزالة الصابون والمواد الكيميائية تماماً.
  • اختيار منظفات الأقمشة المناسبة للبشرة الحساسة، هناك بعض العلامات التجارية الخاصة بالأطفال وحفاضات القماش، وتجنب مطريات الأقمشة.

علاجات أخرى

يمكن أن يوصي الطبيب المختص بعلاج إضافي اعتماداً على نوع الطفح الجلدي الذي يعاني منه الطفل، مثال على ذلك في حال الإصابات التالية:

  • الإصابة الفطرية: كريم مضاد للفطريات ويدهن عادةً مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، ويمكن وضعه تحت مرهم حاجز للجلد.
  • الإصابة البكتيرية: كريم مضاد حيوي أو مضاد حيوي عن طريق الفم.
  • رد فعل تحسسي: مرهم ستيروئيدي خفيف يمكن تطبيقه كطبقة رقيقة على الجلد المتهيج مرتين في اليوم لمدة لا تزيد عن أسبوع.

الوقاية من الطفح بسبب الحفاض

تتضمن الوقاية الحفاظ على النظافة وتجنب المهيجات عن طريق:

  • تغيير الحفاضات المتسخة أو المبللة في أسرع وقت ممكن.
  • تنظيف المنطقة جيداً عن طريق غسلها بالماء الدافئ بين تغييرات الحفاض، وترك البشرة لتجف جيداً قبل ارتداء حفاض آخر.
  • التربيت على الجلد برفق باستخدام قطعة قماش ناعمة للتجفيف، حيث يمكن للفرك أن يهيج الجلد.
  • وضع الحفاض بشكل فضفاض وعدم شده كثيراً.
  • تجنب بودرة التالك ونشا الذرة لأنها قد تسبب تهيجًا للجلد، كما تضر رئة الطفل عند استنشاقها.
  • إذا كان جلد الطفل حساساً، يجب استخدام الحفاضات والمناديل الخالية من الأصبغة أو العطور.  
  • يصاب بعض الأطفال بطفح جلدي بعد استخدام نوع جديد من الحفاضات.  
  • تجنب السراويل البلاستيكية فوق الحفاضات فهي تزيد من الحرارة والرطوبة في منطقة الحفاض. 
  • عند حاجة الطفل إلى تناول مضاد حيوي، من الممكن سؤال الطبيب عن إمكانية إعطائه "بروبيوتيك" حيث يشجع نمو البكتيريا الصحية في الأمعاء، مما قد يقلل من احتمالية الإصابة بطفح الحفاضات.