العدوى الفطرية المهبلية: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 21 سبتمبر 2022

تعتبر العدوى الفطرية المهبلية من أشهر الإصابات الفطرية التي تتعرض لها الأنثى خلال حياتها، وبشكل عام هنالك بعض الأنماط من الفطور تعيش على الجسم البشري بشكل طبيعي دون أن تسبب له أية أعراض لكنها ولأسباب معينة قد تتفعل وتهاجم الجسم لتسبب أعراضاً متعددةً.

فما هي أسباب العدوى الفطرية المهبلية؟ وما طرق العلاج المتبعة؟

ما هي العدوى الفطرية المهبلية؟

قد يتعرض المهبل لدى الأنثى للعديد من الفطور من بينها فطور المِبْيَضات البيض، حيث تعيش هذه الفطور بشكل الطبيعي على سطح الجلد، وضمن الجسم، كما في الفم والحلق والطريق الهضمي والمهبل، وهذه الحالة تسمى العدوى الفطرية المهبلية "Vaginal yeast infection".

لكن وفي حال تغير الظروف وفي حالات معينة فقد تتفعل هذه الفطور فتنمو ويزداد نشاطها بشدة.

ووفقاً لإحدى الدراسات المجراة في ألمانيا عام 2018 فقد بلغت نسبة الإصابة بهذه العدوى، ممن يزورون أطباء النسائية من مختلف الأعمار حوالي 5.3%.

وتشير ذات الدراسة إلى أن أعلى نسبة إصابات بالمبيضات البيض قد كانت لدى الفئة العمرية بين 18و25 سنة، بنسبة بلغت حوالي 23% من مجمل الإصابات.

وتصيب هذه العدوى العديد من مناطق الجسم، إلا أن الإصابة المهبلية بها تعد من الأنماط الشائعة، حيث تشكل ثاني أكثر سبب شيوعاً للإنتانت المهبلية بعد الإنتان المهبلي الجرثومي.

كما نجد أيضاً أن حوالي 75% من النساء سيتعرضن لهذه الإصابة مرةً على الأقل في إحدى مراحل حياتهنّ.

ولا تعتبر هذه الإصابة من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس "STD"، إلا أنها قد تتشارك معها في بعض الأعراض.

أعراض العدوى الفطرية المهبلية

تتدرج شدة الأعراض بين مريض وآخر، وقد يكون بعضها عديم الأعراض لدى البعض.

ويمكن تقسيم هذه الأعراض بشكل عام ضمن عدة تصنيفات:

تصنيف شدة الأعراضالأعراض
الأعراض العامة- الألم في منطقة المهبل
- التهيج المستمر في المنطقة والذي يتفاقم نتيجة الحكة المستمرة
- حدوث الألم أثناء الجماع والذي يدعى "عسْر الجماع"
- تقرُّح المنطقة الملتهبة في حالات نادرة
- صعوبات وألم مع شعور حارق أثناء التبول
أعراض الإصابة الحادة- الحكة والشعور الحارق في منطقة الفرج، حيث تعد العرض الأول غالباً
- توذُّم واحمرار في منطقة الفرج والشفرين الكبيرين والصغيرين المحيطين به
- لويحات بيضاء اللون مميزة للإصابة وتكون قليلة الالتصاق بنسيج المهبل
- خروج مفرزات مهبلية بيضاء وسميكة تشبه الحليب المتخثّر، إلا أنها عديمة الرائحة غالباً
أعراض الإصابة المزمنة- وذمة مرئية مع ظهور خطوط عميقة ومتعرجة في منطقة المهبل
- تأخذ المنطقة اللون الرمادي والذي ينتج عن الخلايا المتموتة التي تغطي جوف المهبل، بالإضافة للفطور التي تغطي المنطقة
- حكة شديدة جداً مع شعور حارق
أعراض العدوى الفطرية المهبلية

أسباب العدوى الفطرية المهبلية

إن الكمية القليلة من فطور المبيضات البيض الموجودة ضمن المهبل لا تسبب أي مرض، لكن ازدياد عددها وتكاثرها بشدة هو السبب وراء الأعراض المرتبطة بحالة العدوى الفطرية المهبلية.

وما يحفز هذه الفطور على التكاثر، هو ازياد الحرارة بالإضافة إلى الرطوبة العالية، والتي تغير من حالة التوازن الموجودة في الحالة الطبيعية بين هذه الفطور والجراثيم المهبلية المفيدة، وكل ذلك سيساعد على نمو هذه الفطور.

عوامل الخطورة للإصابة بالعدوى الفطرية المهبلية

  • تهيج الجلد واضطراب هذا الحاجز الطبيعي الذي يحوْل دون دخول العوامل الممرضة في الحالة الطبيعية
  • تناول المضادات الحيوية بكثرة وبشكل عشوائي
  • حالات الداء السكري غير المضبوط بشكل جيد من قبل المريضة
  • جميع الحالات التي تضعف من مناعة الجسم، كما في حالة الإصابة بالإيدز، أو التعرض للعلاج الكيميائي في سياق علاج سرطان ما
  • تناول العلاجات الهرمونية التعويضية بهرمون إستروجين، وذلك لدى الإناث التي تأخذ هذا العلاج بعد سن اليأس
  • الحمل
  • تناول حبوب منع الحمل
  • تناول الأدوية المحتوية على "كورتيزون"
  • الضغط والتوتر النفسي
  • قلة النوم
  • يزداد احتمال الإصابة أثناء فترة "الطمث"

اختلاطات ومضاعفات

في حال عدم علاج الإصابة بالعدوى الفطرية المهبلية أو عدم أخذ العلاج الصحيح فقد تحدث بعض الاختلاطات مثل:

  • وصول الإصابة إلى المجرى الدموي وحدوث حالة إنتانية خطيرة.
  • وصول الإصابة إلى الدماغ أو القلب وتكون غالباً نتيجة قرحة التهابية ناتجة عن فطور المبيضات البيض وتترافق مع حرارة عالية وحالة عامة سيئة جداً.
  • تطور الفطور لتصبح مقاومةً للعلاج الدوائي.
  • قد يحدث إعادة تفعيل متكرر للإصابة وبشكل خاص حول فترة الدورة الشهرية.
  • الصداع
  • تغيرات المزاج
  • بعض المشاكل والاضطرابات الهضمية
  • صعوبة وصول النطاف أثناء الجماع وصعودها إلى أنبوب "فالوب" بسبب تغير درجة حموضة الوسط الكيميائي في المهبل.
  • زيادة كمية وشدة النزوف أثناء "الطمث" في بعض الحالات.
  • بعض الاضطرابات أثناء الحمل كحدوث الإسقاطات المتكررة، وولادة الطفل قبل الأوان "الخداجة".

تشخيص العدوى

عند زيارة المريضة لطبيب النسائية فإنه يأخذ القصة المرضية الكاملة من المريضة ويسجل كافة الأعراض، ونظراً لكثرة انتشار الإصابة بالعدوى الفطرية المهبلية فإن الأعراض توجه الطبيب بشدة للإصابة الفطرية، ثم يأخذ عينة من المفرزات المهبلية لفحصها ضمن المختبر من أجل تأكيد الإصابة بفطور المبيضات البيض.

علاج الإصابة الفطرية

عادةً ما تكون الفترة العلاجية الواحدة كافيةً في معظم حالات العدوى الفطرية المهبلية، إلا أن هذه الفترة تعتمد على نوع الدواء، لكنها تتراوح بين يوم وحتى 6 أيام.

  • العلاج الموضعي: على شكل تحاميل أو مراهم مهبلية، وتستخدم وسائل خاصةً لإيصال المرهم إلى المنطقة الملتهبة ولكن قد يسبب هذا العلاج بعض الأعراض الجانبية كالحرقة أو الحكة.
  • الأدوية المضادة للفطور: عن طريق الفم، ولكن ما يحد من هذه الطريقة هو أن الأدوية الفطرية قد تؤثر على تراكيز الأدوية الأخرى التي تأخذها المرأة في حال وجودها، وقد يكون هنالك حاجة لتعديل الجرعات الدوائية أو استبدال الطريقة العلاجية، ويجب الأخذ في الحسبان أن الأدوية المضادة للفطور التي تؤخذ عن طريق الفم، لا تعد آمنةً أثناء الحمل، ويفضّل حين ذلك العلاج الموضعي السابق كالتحاميل والمراهم.

بالنسبة للحالات المزمنة من الإصابة أو المتكررة، لا بد من استخدام علاج فطري طويل الأمد قد يمتد لعدة أشهر، ونجد ذلك أيضاً في حالة الإصابة الفطرية المترافقة مع ضعف المناعة.

لا حاجة لعلاج الشريك الجنسي في معظم حالات داء المبيضات البيض، نظراً لأن هذه الإصابة لا تعد من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس، إلا في حالة إثبات إصابة الشريك.

أنماط علاجية أخرى

  • مركبات "بروبيوتيك": حيث تحتوي هذه التحاميل أو الكبسولات على جراثيم حمض اللاكتيك الحية، وتوجد هذه الجراثيم السليمة ضمن المهبل في الحالة الطبيعية.
    لذلك فإن استخدام هذه المركبات قد يساعد على استعادة حموضة المهبل الطبيعية وبالتالي إيقاف نمو الفطور.
  • العلاجات المنزلية: الدراسات العلمية لم تثبت فائدتها أو أمانها بعد، ومن هذه العلاجات لدينا وضع فصوص الثوم أو السدادات القطنية ضمن المهبل، أو استخدام الزبادي أو "اللبن" داخل المهبل لتعديل حموضته.

مع العلم أن هذه المواد قد تسبب رد فعل تحسسي شديد مع تهيج في الأغشية المخاطية لدى البعض.

كما يجب الإشارة أيضاً إلى أنه لا يعد من الجيد استخدام الغسولات المهبلية لأنها قد تزيد من شدة الالتهاب.

الوقاية

يمكن الوقاية من العدوى الفطرية المهبلية وذلك من خلال الوسائل التالية:

  • مسح المنطقة المهبلية من الأمام إلى الخلف بعد التبوّل، وذلك للوقاية من انتقال الفطور من الشرج إلى المهبل.
  • تجنب استخدام الصابون لغسل المنطقة التناسلية، بل من المفضل استخدام بدائل الصابون.
  • تجنب استخدام المواد المطهرة أو الغسولات أو المعطرات على المنطقة التناسلية.
  • تجنب استخدام ورق الحمام المعطر.
  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة، للتقليل من الحرارة والرطوبة التي تزيد من تكاثر الفطور.
  • تجفيف المنطقة التناسلية جيداً بعد الاستحمام للتقليل من الرطوبة.