العدوى الفيروسية: الأمراض والوقاية

الكاتب - أخر تحديث 22 مارس 2023

الفيروسات جزيئات صغيرة لا تستطيع أن تتكاثر بمفردها دون مضيف، وتتواجد في كل مكان بما في ذلك داخل الحيوانات والنباتات وغيرها من الكائنات الحية، وقد تسبب الفيروسات أمراضاً مختلفة تنتمي لمجموعة العدوى الفيروسية "Viral infections".

مقدمة عن الفيروسات

تعتبر الفيروسات جزيئات مجهرية تحتوي على مادة وراثية، ويتغطى لب الفيروس بطبقة واقية مصنوعة من البروتين تسمى القفيصة.

وفي بعض الفيروسات قد يكون هناك حول القفيصة غطاء مشوك يعرف باسم الغلاف، وهذه الأشواك عبارة عن بروتينات تمكن الفيروس من الارتباط بالخلية المضيفة والدخول إليها، ومن ثم يتكاثر الفيروس هناك إذا كانت الظروف مناسبة.

وهناك بعض الخلاف حول ما إذا كانت الفيروسات تتوافق مع معايير الكائنات الحية، حيث يمكنها النمو والتكاثر ولكنها لا تنتج مركب أدينوزين ثلاثي الفوسفات، وهو المركب الذي يقود العديد من العمليات في الخلايا الحية.

كما أنها لا تحتوي على الريبوزومات، لذلك لا تستطيع صنع البروتينات، مما يجعلها غير قادرةٍ على التكاثر بشكل مستقل، وتعتمد بشكل كامل على المضيف.

بعد دخول الفيروس إلى الخلية المضيفة يسيطر عليها عن طريق إطلاق مادته الوراثية وبروتيناته فيها، ويستخدم الآليات الخلوية للمضيف لعمل نسخ عديدة من نفسه.

ومن ثم يستمر الفيروس في التكاثر، ويجبر الخلية المضيفة على تصنيع المزيد من البروتينات والمواد المورثية الفيروسية بدلاً من المنتجات المعتادة التي تنتجها الخلية.

تصنيف الفيروسات

يتم تصنيف الفيروسات وفقاً لعوامل مختلفة، بما في ذلك:

  • الشكل والحجم، حيث قد تكون الفيروسات على شكل عصاة أو قد تكون كروية نوعاً ما أو قد تكون بأشكال أخرى
  • نوع الحمض النووي الذي يحتوي على المعلومات الوراثية للفيروس
  • امتلاك الفيروس لغلاف دهني واقٍ

وضمن هذه الفئات تندرج أنواع مختلفة من الفيروسات؛ فمثلاً فيروس كورونا له شكل يشبه الكرة وقفيصة حلزونية تحتوي على الحمض النووي الريبي "RNA"، كما أن لديه غلافاً يحوي أشواك تشبه التاج على سطحه.

أنواع الفيروسات وأشكالها المختلفة
أنواع الفيروسات وأشكالها المختلفة

العدوى الفيروسية والأمراض

قد تسبب الفيروسات أمراضاً مختلفة وتسبب ما يسمى بالعدوى الفيروسية، وهناك العديد من أنواع الفيروسات التي تسبب الأمراض.

وتعتبر نزلات البرد أكثر أنواع الأمراض شيوعاً وتنجم عن عدوى فيروسية في الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحنجرة).

كما تشمل الأمراض الفيروسية الشائعة الأخرى ما يلي:

  • جدري الماء "Chickenpox" الذي يسببه الفيروس النطاقي الحماقي  "Varicella-zoster virus"
  • الإنفلونزا "Influenza" التي يسببها فيروسات الإنفلونزا "Influenza viruses"
  • الهربس "Herpes" الذي يسببه فيروس الهربس البسيط 1 "Herpes simplex 1" وفيروس الهربس البسيط 2 "Herpes simplex 2".
  • الإيدز "AIDS" الذي يسببه فيروس نقص المناعة البشرية "Human Immunodeficiency virus"
  • العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري "Human Papillomavirus"
  • داء كثرة الوحيدات "Infectious Mononucleosis" الذي يسببه فيروس ابشتاين بار "Epstein-Barr virus"
  • النكاف
  • الحصبة
  • الحصبة الألمانية "Rubella"
  • التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي "Viral gastroenteritis"
  • التهاب الكبد الفيروسي "Viral Hepatitis"
  • التهاب السحايا الفيروسي "Viral meningitis"
  • ذات الرئة الفيروسية "Viral pneumonia"

إن الأمراض الفيروسية معدية أي أنها تنتقل من شخص إلى آخر، وتشمل الطرق الشائعة لانتقال الفيروسات ما يلي:

  • استنشاق القطرات المحمولة جواً والحاملة للفيروسات.
  • تناول طعام أو شرب مياه ملوثة بالفيروسات.
  • ممارسة الجنس مع شخص مصاب بفيروس ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
  • الانتقال غير المباشر عن طريق مضيف للفيروسات مثل البعوض أو القراد أو فأر الحقل.
  • لمس الأسطح أو سوائل الجسم الملوثة بالفيروسات.

طرق علاج العدوى الفيروسية

في الواقع فإن العديد من أنواع العدوى الفيروسية تشفى من تلقاء ذاتها ولا تتطلب علاجاً، وفي بعض الأحيان يتم التعامل مع العدوى الفيروسية عن طريق تخفيف الأعراض الحاصلة فقط.

ولكن في أحيان أخرى يتطلب الأمر اللجوء إلى الأدوية المضادة للفيروسات، وهي أدوية تعمل بشكل مباشر على الفيروسات عن طريق:

  • تثبيط إنتاج جزيئات الفيروس
  • منع تكاثر الحمض النووي الفيروسي
  • منع دخول الفيروسات إلى الخلايا المضيفة

وتستخدم الأدوية المضادة للفيروسات مثلاً لعلاج جدري الماء وعند الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وفيروس الهربس البسيط 1 وفيروس الهربس البسيط 2 والتهاب الكبد B والإنفلونزا وغيرها.

اللقاحات

قد يكون التلقيح وسيلة فعالة للوقاية من الفيروسات التي تسبب الأمراض، وقد نجحت بعض اللقاحات في القضاء على أمراض مثل الجدري والذي يعتقد الخبراء أنه كان موجوداً منذ ما لا يقل عن 3000 عام.

وهناك طرق عديدة يعمل بها اللقاح الفيروسي ومنها:

  • احتواء اللقاح على شكل غير نشط من الفيروس
  • احتوائه على فيروس حي مضعف
  • يكون اللقاح عبارة عن مادة وراثية "mRNA"
  • يستخدم اللقاح تقنية النواقل الفيروسية لإنشاء نسخة معدلة من الفيروس، حيث لا يحتوي اللقاح على الفيروس الحقيقي ولكنه يعلم الجسم كيفية محاربة الفيروس الفعلي.
  • يمكن أن يقلل التلقيح من احتمالية الإصابة بمرض خطير بشكل كبير، وكذلك من خطر نقل الفيروس إلى الآخرين.

الفرق بين الجراثيم والفيروسات

١- الحياة

تعتبر الجراثيم كائنات حية يمكن أن تعيش داخل أو خارج المضيف وتستطيع الحياة في أماكن كثيرة كالتربة والمياه والنباتات وجسم الإنسان.

في حين يمكن اعتبار الفيروسات جزيئات غير حية تحتاج إلى مضيف للبقاء والتكاثر كما ذكرنا.

٢- الحجم

تعتبر الفيروسات صغيرة مقارنةً بالجراثيم، حيث يتراوح حجم الفيروسات بين 0.02 و0.25 ميكرون (جزء من مليون من المتر)، بينما يبلغ قطر أصغر جرثومة حوالي 0.4 ميكرون.

وتبعاً لذلك يمكن رؤية الجراثيم بالمجهر الضوئي، بينما لا يمكن رؤية معظم الفيروسات إلا بالمجهر الإلكتروني.

٣- طريقة العدوى

عادةً ما تصيب العدوى الجرثومية جزءاً من الجسم، وقد تحدث هذه العدوى بسبب تلك الجراثيم نفسها أو بسبب السموم التي تنتجها.

أما الفيروسات فهي تصيب خلية مضيفة وتتكاثر بالآلاف وتصيب خلايا أخرى في الجسم، لذلك تكون العدوى الفيروسية جهازية وتنتشر في جميع أنحاء الجسم.