العقم عند الرجال: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 13 سبتمبر 2023

العقم هو مرض يؤثر على الجهاز التناسلي، وفي حالة العقم عند الرجال يكون الجهاز التناسلي للمريض يعاني من خلل ما لا يسمح بتحقيق الحمل عند الشريك.

ما هي أسباب العقم عند الرجال؟ وهل هنالك سبل للعلاج من هذه الحالة؟ هذا ما سنتعرفه في هذا المقال.

ما هو العقم؟

يعتبر العقم مرضاً يؤثر على الجهاز التناسلي، وهي تصيب الرجال والنساء على حد سواء.

يمكن تعريف حالة العقم لدى الزوجين بشكل عام بعدم حصول الحمل بعد مضي سنة على الأقل من ممارسة الجماع المنتظم بين الزوجين، وذلك مع عدم استعمال أية وسيلة لمنع الحمل.

حسب التقديرات فإن حوالي 15% من الأزواج يعانون من العقم، هذا يعادل حوالي 48,5 مليون زوج حول العالم.

عملية الإلقاح

تمر عملية الإلقاح لدى الذكر قبل وصول النطاف الذكرية إلى البيوض الأنثوية بما يلي:

  • تحفيز إنتاج النطاف ضمن الخصيتين بتأثير الهرمونات المفرزة في الجسم
  • إنتاج النطاف ضمن الخصية
  • تحفيز انتصاب القضيب بتأثير الهرمونات والأعصاب
  • نقل النطاف عبر الطرق الناقلة للنطاف
  • قذف النطاف ضمن العضو التناسلي الأنثوي بفعل التحفيز العصبي
  • حركة النطاف ضمن الأعضاء التناسلية وصولاً للبويضة الأنثوية
  • لتتم عملية الإلقاح ضمن "البوق الأنثوي" وهو أحد الأجزاء التناسلية الأنثوية

إن حدوث أي اضطراب في أي جزء من العملية السابقة قد يكون سبباً بالعقم الذكري، والذي قد يكون قابلاً للعلاج أو لا بحسب الحالة.

أعراض العقم الذكري

قد لا يبدي الشخص المصاب بالعقم أية أعراض غالباً، إلا أنه وفي بعض الحالات يشكو من بعض العلامات والأعراض المتعلقة بالأسباب المسؤولة عن العقم.

ومن هذه العلامات:

  • يشكو البعض من مشاكل في عملية الانتصاب الذاتي للقضيب والحفاظ على هذا الانتصاب.
  • قد يعاني البعض من مشاكل في قذف السائل المنوي، كانعدام السائل المنوي بالكامل، أو نقص في حجمه بشكل كبير.
  • ضعف الرغبة الجنسية لدى المريض، وانعدام الرغبة الذاتية في ممارسة الجنس.
  • وجود إحساس مؤلم ومزعج في الصفن الحامل للخصيتين أو في المنطقة المحيطة به.
  • نمو نسيج من غدة الثدي لدى الرجل، حيث يطلق على هذه الحالة غير الطبيعية اسم "التثدّي".
  • قد يبدي بعض الذكور علامات تشير إلى اضطراب الإفراز الهرموني الطبيعي، مثل خسارة شعر الرأس والجسم.
  • اضطراب حاسة الشم لدى بعض المصابين بالعقم، وتشير هذه الحالة إلى متلازمة خلقية يحدث فيها خسارة حاسة الشم مع غياب الإفراز الطبيعي لهرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن تحفيز إنتاج النطاف، وتدعى هذه المتلازمة باسم "متلازمة كالمان".
  • ملاحظة الشخص لوجود كتل ضمن الصفن أو صِغَر حجم الخصيتين أو قساوتهما.

أسباب الإصابة بالعقم

١- اضطرابات النطاف

تتعلق أغلب الاضطرابات في النطاف بتصنيعها ونضجها، حيث يمكن ان تكون النطاف:

  • غير ناضجة بشكل كامل
  • مضطربة الشكل، حيث تكون مشوهةَ وغير مماثلة للشكل النموذجي للنطاف
  • لا تتحرك بالاتجاه الصحيج، حيث يجب أن تكون أغلب النطاف ذات اتجاه يطلق عليه "تقدمي أمامي"
  • منخفضة العدد بشكل كبير ضمن السائل المنوي المقذوف
  • قد يكون هنالك انعدام كامل في إنتاجها

قد تكون تلك الاضطرابات ناتجةً عن خلل منذ الولادة أو بسبب نمط الحياة، حيث يمكن أن يلعب التدخين وشرب الكحول، وتناول بعض الأدوية دوراً في إنقاص عدد النطاف.

٢- دوالي الحبل المنوي

تنتج هذه الحالة عن توسع الأوردة الدموية في منطقة الصفن مما يؤدي إلى ركودة الدم في تلك المنطقة، وما ينتج عن ذلك من ارتفاع درجة الحرارة حول الخصيتين، فيؤدي ذلك إلى انخفاض إنتاج النطاف وضعف حركتها وتشوه شكلها.

وتعتبر هذه الحالة من الاضطرابات المرضية الشائعة، والمرتبطة بحدوث العقم عند الرجال.

٣- ظاهرة "القذف الراجع للنطاف"

تطلق هذه الحالة على عودة السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من الخروج عبر القضيب، وتحدث في حال وجود اضطراب في عمل العضلات والأعصاب المسؤولة عن إغلاق مخرج المثانة أثناء القذف.

بهذه الحالة قد يكون إنتاج النطاف وحجمه ومكوناته طبيعية، إلا أنها لا تخرج أثناء القذف، وبالتالي فإنها لا تصل إلى مهبل المرأة لتتابع عملية الإلقاح.

قد تنتج هذه الحالة عن عمل جراحي مجرى للمريض في منطقة الحوض، أو عن تناول بعض الأدوية، أو بسبب مشاكل عصبية أخرى.

٤- العقم المناعي

قد يشكل جسم الشخص نفسه أجساماً مناعيةً مضادةً للنطاف، حيث تقوم هذه الأجسام المضادة بمهاجمة النطاف مما يمنعها من الحركة أو يعطل فعاليتها الطبيعية.

على الرغم من قلة شيوع هذا الأسباب نسبة لباقي أسباب العقم، إلا أنه قد تتفعل هذه الآلية نتيجة إجراء عمل جراحي أو نتيجةً للإنتانات أو بسبب الأذيات الرضية.

٥- السبب الانسدادي

قد يحصل انسداد في السبيل الناقل للنطاف إلى القضيب في أي جزء منه، حيث يمكن أن ينتج ذلك عن عمل جراحي سابق. كعملية دوالي الخصية والحبل المنوي، أو بسبب الإنتانات المتكررة وغيرها من الأسباب، مما يؤدي إلى عدم قدرة النطاف على الخروج من الجسم أثناء القذف.

٦- الاضطرابات الهرمونية

تعد الهرمونات المفرزة من النخامى مسؤولةً عن تحفيز إنتاج النطاف، وبالتالي فإن اضطراب هذا الإنتاج أو انخفاضه، قد يمنع الخصية من إنتاج النطاف بالشكل السليم.

٧- الاضطرابات الصبغية

تحمل النطفة نصف الحمض النووي لخلايا الجنين في حين تحمل بويضة الأنثى النصف الثاني منه.

لذلك فإن أي مشاكل في بنية هذا الحمض النووي قد يكون نتيجته عدم حصول الحمل السليم، وبالتالي العقم.

٨- الأدوية

تسبب بعض الأدوية اضطراباً في إنتاج النطاف أو في بنيتها وفعاليتها، أو حتى في إيصالها عبر الطرق الناقلة.

مثل الأدوية التي تعطى لمعالجة الحالات التالية:

  • التهاب المفاصل
  • الاكتئاب
  • بعض الاضطرابات الهضمية
  • بعض الحالات الالتهابية
  • أدوية معالجة ارتفاع الضغط الشرياني
  • الأدوية السرطانية

عوامل الخطورة للإصابة بالعقم عند الرجال

١- العوامل الوراثية والبنيوية

  • سوابق تعرض المريض لالتهاب ناتج عن الأمراض المنقولة عن طريق الجنس
  • وجود نسيج ندبي ناتج عن عمل جراحي سابق مجرى على الصفن
  • أمراض الكبد والكلية
  • قصة مرضية سابقة لغياب الخصية أو عدم نزولها إلى الصفن من البطن بعد الولادة
  • تناول الأدوية والمواد الحاوية على هرمون "التستوستيرون"
  • الإصابة ببعض الأمراض كفقر الدم المنجلي

٢- العوامل البيئية

قد يكون للعوامل البيئية والمهنية دوراً في زيادة حالات العقم لدى الرجال، ومن هذه العوامل:

  • التعرض للمواد السامة قد يضر بتشكيل وعمل النطاف.
  • وكذلك التعرض للحرارة العالية في بعض المهن والممارسات مثل العمل في الأفران أو الإكثار من استخدام حمامات البخار و"الجاكوزي".
  • كما إن المعالجة الشعاعية للسرطانات قد تسبب العقم.
  • ومن العوامل الأخرى نذكر تعرض الجنين الذكر داخل الرحم قبل الولادة لدواء DES، حيث يعتبر هذا الدواء مشابهاً لهرمون الإستروجين الأنثوي؛ مما قد يؤدي لتعرض الجنين الذكر المولود للعقم لاحقا.

٤- العوامل السلوكية

تلعب بعض السلوكيات الحياتية دوراً في زيادة احتمال التعرض للعقم، مثل التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات وزيادة الوزن.

تشخيص الإصابة بالعقم لدى الرجال

يقوم الطبيب بأخذ القصة الكاملة من المريض والسوابق الصحية والطبية التي تعرض لها الرجل.

ومن ثم يقوم بطلب إجراء بعض الفحوصات للوصول لسبب العقم، تتضمن هذه الفحوصات:

  • تعداد النطاف "تحليل السائل المنوي": يهدف هذا الفحص إلى تحديد العدد الإجمالي للنطاف ضمن السائل المنوي المقذوف.
    بالإضافة لكشف أي اضطرابات شكلية أو وظيفية في النطاف ونسبتها بالنسبة للأشكال الطبيعية منها.
  • فحوصات الدم: يمكن من خلاله استقصاء نسبة الهرمونات الجنسية في الدم وغيرها من العوامل المتعلقة بحالة العقم.
  • خزعة الخصية: يجرى هذا الاختبار في حال أظهر تحليل السائل المنوي قلةً شديدةً في عدد النطاف أو انعدامها بشكل كامل، ويتم فحص الخزعة تحت المجهر الضوئي.
  • فحص الصفن بالأمواج فوق الصوتية: للبحث عن الأسباب الممكنة لانسداد السبيل التناسلي، كما يساعد في الكشف عن دوالي الخصية والحبل المنوي.

علاج العقم عند الرجال

بشكل عام لا توجد وسائل تزيد من جودة النطاف الحالية لدى الرجال المصابين بالعقم، إلا أنه توجد بعض التقنيات التي من شأنها أن تزيد من احتمال الحمل، ومنها:

١- الجراحة

في حالة العقم الناتج عن دوالي الخصية والحبل المنوي، فإن إجراء الإصلاح الجراحي قد يحسن من نشاط النطاف ومن عددها إلى حد ما.

٢- المعالجة الهرمونية

في بعض حالات نقص أو اضطراب إفراز الهرمونات المسؤولة عن تنظيم عملية إنتاج النطاف، فقد يكون لتعويض هذه الهرمونات دوراً علاجياً.

٣- الإلقاح الصناعي

يتم في هذا الإجراء جمع النطاف إما عبر إبرة يتم الوصول بها إلى داخل الخصية وسحب النطاف منها أو عبر عملية الاستمناء، من ثم تحضر ليتم نقلها وحقنها ضمن رحم الزوجة، وتفيد هذه التقنية في الحالات التالية:

  • تركيز النطاف في السائل المنوي للذكر منخفضاً
  • حالات العجز الجنسي الوظيفي لدى الذكر
  • وجود أجسام مناعية مضادة في السائل المنوي للرجل
  • إعاقة السائل المخاطي لعنق الرحم لدى الأنثى لمرور النطاف عبره
٤- التلقيح في المختبر خارج الرحم IVF

حيث يتم في هذه التقنية أخذ النطاف من الذكر والبويضات من الأنثى وتلقيحها سويةً في حواضن خاصة في المختبر، ومن ثم يتم إعادتها لرحم المرأة بعد وصول البيضة الملقحة لمرحلة معينة.

٥- حقن النطاف داخل السائل الخلوي للبويضة الأنثوية بشكل مباشر ICSI

تستخدم هذه التقنية عندما يكون عدد النطاف قليلاً جداً، أو أن نسبة الأشكال الطبيعية من النطاف منخفضةً جداً. ويتم فيها أخذ هذه النطاف مباشرةً من الخصية، وباستعمال تقنيات متطورة يتم إدخالها ضمن البويضة الأنثوية.