العلاقة بين كبر حجم الثدي وآلام الظهر والرقبة

الكاتب - أخر تحديث 18 ديسمبر 2023

يعاني أغلب الناس من آلام الظهر والرقبة في إحدى مراحل الحياة. وغالباً ما تكون هذه الآلام ناجمة عن الإجهاد العضلي أو الإصابات أو الوضعيات الخاطئة. ويضاف لهذه العوامل سبب شائع عند النساء وهو كبر حجم الثدي. حيث يشكل حجم الثدي عبئ إضافي على العمود الفقري ويسبب آلام في أعلى الظهر والرقبة.

في هذا المقال سوف نناقش العلاقة بين حجم الثدي وآلام الظهر والرقبة، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع هذه الآلام.

الارتباط بين حجم الثدي وآلام الظهر والرقبة

هناك ارتباط بين وجود اثداء كبيرة الحجم مع حدوث آلام الظهر والرقبة وذلك وفقاً لعدة دراسات. والتفسير المنطقي لهذا الارتباط هي آلية ميكانيكية بالدرجة الأولى وتتعلق بالوزن الإضافي والضغط المترافق مع كبر حجم الثدي.

يمكن أن يصل وزن الثديين إذا كانا كبيرين حتى 10 كيلو غرام وهو ليس بالوزن الخفيف وخصوصاً على المدى الطويل. حيث يحتاج هذا الوزن لدعم من عضلات الصدر والظهر إضافة للأربطة المحيطة، لحمل الثديين وبقاء الجسم في وضعية طبيعية.

يؤدي التعرض الدائم لوزن الثدي بالإضافة للضعف العضلي واتخاذ وضعيات غير صحيحة إلى إرهاق العضلات على مستوى أعلى الظهر والرقبة.

ويظهر تأثير هذه الأمور بآلام الظهر والرقبة. وذلك نتيجة التشنج العضلي والشد العضلي المستمر لحمل الثديين. وفي بعض الحالات يمكن أن تصل الحالات لتشوه في شكل العمود الفقري.

الأسباب الإضافية

على الرغم من وجود رابط بين كبو حجم الثدي والوزن الإضافي له على آلام الظهر والرقبة، إلا أنه لا يفسر سبب الألم المرتبط بعدة أسباب نذكر منها:

١- الإحراج من حجم الثديين

تلاحظ العديد من النساء بأن حجم الثدي لديها كبير وملفت وقد تشعر بالإحراج من هذا الأمر. فتقوم باتخاذ وضعيات للتقليل من هذا الاحراج.

وتتضمن هذه الوضعيات حني الظهر والصدر نحو الأمام وتقريب الكتفين من بعضهما بشكل دائم اثناء الجلوس، وتجنب شد الظهر والجلوس بشكل مستقيم وصحي.

تؤدي هذه الوضعيات غير الصحيحة مع الوقت لزيادة الثقل على الرقبة وأعلى الظهر. بالإضافة أيضا لإضعاف عضلات الظهر والصدر وجعلها غير قادرة على حمل الثدي. كما أنها تؤدي لتشوه شكل العمود الفقري ووضعيته السليمة وجعله منحني ومحدب من الأعلى. وكل هذه العوامل تسبب زيادة حدوث آلام الظهر والرقبة.

٢- استخدام حمالات الصدر غير المناسبة

أظهرت دراسة أجريت عام 2008 عن الارتباط بين حجم الثدي وارتداء حمالة صدر مناسبة وحدوث آلام الثدي بأن حوالي 80% من المشاركات اللواتي عانين من آلام في الظهر كن يرتدين حمالات صدر غير متناسبة مع حجم الثدي. (1)

يعود السبب في هذا الأمر بأن ارتداء حمالة غير متوافقة مع حجم الثدي لا تؤمن له الدعم الكافي أو تكون أصغر من محيط الصدر وتسبب انضغاط فيه. بالتالي قد تؤدي لوضعية غير طبيعية وغير مريحة لعضلات الظهر والصدر وسينتج عنها زيادة الآلام والتشنجات على مستوى الظهر والرقبة.

٣- الابتعاد عن النشاط البدني

معظم النساء ذوات الأثداء الكبيرة يتجنبن النشاط البدني والفيزيائي لعدة أسباب تشمل:

  • عدم الراحة والاحراج من حركة الثدي أثناء التمرين الرياضي.
  • حدوث آلام في الثدي اثناء الحركة والتمرين.
  • الإحساس بألم وشد في الجلد والأربطة التي تحيط بالثدي.

كل هذه الأسباب تبعد النساء عن ممارسة التمارين مما يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث آلام الظهر والرقبة عند النساء والمرتبطة بحجم الثدي. وذلك لأن عضلات الجسم عموماً والظهر والرقبة على وجه خاص. لا تتحرك بالمقدار الكافي أو تخضع لتمارين تزيد قدرتها على دعم الظهر وحمل الثدي.

٤- التقدم بالعمر

يزداد حجم الثدي بشكل تدريجي مع التقدم بالعمر حيث يستبدل النسيج الغدي فيه بنسيج شحمي. وترتبط هذه الزيادة بالحجم مع زيادة حدوث آلام الظهر والرقبة بشكل خاص عند النساء بعد سن 40 سنة أو اللواتي دخلن سن اليأس.

وقد بينت دراسة أجريت عام 2020 وجود ارتباط بين التقدم بالعمر وزيادة حجم الثديين وارتفاع معدل حدوث آلام الظهر والرقبة. (2)

العلاج والوقاية

هناك عدة طرق يمكن من خلالها تقليل تأثير حدوث آلام الظهر المرتبطة بكبر حجم الثدي، وتتضمن هذه الطرق بعض الإجراءات الوقائية والعلاجية. وتشمل بشكل عام ما يلي:

١- ارتداء حمالات الصدر الرياضية

تتميز حمالات الصدر الرياضية "Sport bras" عن غيرها عادةً بأنها مصنوعة من الألياف القطنية. وتكون ذات تصميم مريح يشمل كامل الظهر والثديين والكتفين وهذا يؤمن توزيع مناسب لوزن الثدي ودعم لعضلات الظهر والصدر مما يقلل من حدوث آلام الظهر.

٢- حمالات الصدر المصنعة بشكل شخصي

يكون من الصعب في بعض الحالات إيجاد حمالة صدر مناسبة لحجم الثدي ومحيط الصدر بحيث تكون مريحة وداعمة. يمكن اللجوء لصنع حمالات صدر مخصصة لكل انثى بحسب ما يناسب جسدها وحجم الثديين لديها. وذلك لتقليل الآلام والانزعاج في الظهر والرقبة.

٣- ممارسة التمارين الرياضية

تساعد التمارين الرياضية في تخفيف آلام الظهر والرقبة الناجمة عن زيادة حجم الثديين بطريقتين أساسيتين هما:

  • الأولى هي تقوية عضلات الظهر والصدر والرقبة بحيث تكون قادرة على حمل الوزن الإضافي بدون مشاكل. بالإضافة للحفاظ على وضعية صحيحة للعمود الفقري.
  • الثانية المساهمة في تخفيف الوزن وحرق الشحوم بالتالي تخفيف الضغط عن العمود الفقري والرقبة وقد تساعد حتى في تقليل حجم الثدي.

كما يجب التنويه إلى أنه لا داعي للخجل من حجم الثدي أثناء ممارسة الرياضة حيث يجب التركيز على النتائج الجيدة المرجوة، كما أن ارتداء حمالة الصدر المناسبة يمكن أن يخفف من حركة الثدي أثناء أداء التمارين، لذلك لا يجب أن يكون هنالك سبب لتجنب القيام بالتمارين.

٤- استعمال الأدوية المسكنة للألم

يمكن في الحالات الحادة والشديدة من آلام الظهر والرقبة اللجوء لاستعمال مسكنات الألم الشائعة مثل الإيبوبروفين "Ibuprofen" للتقليل من شدة الألم.

٥- العلاج الجراحي

يعد الخيار الأخير في حال استمرار آلام الظهر والرقبة الناتجة عن كبر حجم الثدي. ويجب التأكد قبل اختيار العلاج الجراحي بأن الثدي هو المحرض والمسبب الأول لهذه الآلام والإزعاجات، بالإضافة لعدم نجاح أي علاج أو طريقة أخرى للتخلص من هذه الآلام.

تدعى الجراحة بجراحة تصغير الثدي "Breast reduction surgery" وهي تتضمن تقليل وتخفيف حجم الثدي عن طريق استئصال جزء من نسيج الثدي وإعادة تشكليه ليكون أصغر حجماً.