العوامل المؤثرة في حدوث الزلة التنفسية وكيفية الوقاية منها

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

تُعتبر الزلة التنفسية وضيق التنفس "Dyspnea" من الأعراض الشائعة التي يواجهها الأشخاص في الحياة اليومية. قد يصفها البعض بالصعوبة في التنفس أو الشعور بالضيق أثناء التنفس، وتعد مشكلة صحية قد تكون مزعجة وتؤثر على نوعية الحياة العامة.

يمكن أن تكون مرتبطة بحالات صحية مزمنة مثل أمراض الرئة والقلب، وقد تنجم عن أمور بسيطة مثل النشاط البدني الشديد أو التوتر النفسي. حيث يعاني الأشخاص المصابون بالزلة التنفسية من الشعور بعدم القدرة على التنفس بشكل صحيح، مما يؤدي إلى شعور بالقلق والضيق.

تعريف الزلة التنفسية

يمكن تعريف الزلة التفسية أو ضيق التنفس "Dyspnea" بعدم قدرة المريض على الحصول على ما يكفي من الهواء (الجوع للهواء)، ويشعر بأن صدره ضيق ومشدود، أو أنه يعمل بجهدٍ أكبر ليتمكن من التنفس.

غالباً ما تكون الزلة التنفسية إحدى أعراض المشاكل القلبية والرئوية. إلا أنها يمكن أن تكون أيضاً علامةً دالةً على حالاتٍ أخرى مثل الربو أو الحساسية أو القلق أو غيرها. كما وتتراوح شدتها الخفيفة والمؤقتة إلى الخطيرة وطويلة الأمد.

تعتبر هذه المشكلة شائعة حيث أن 1 من كل 4 أشخاص ممن يقصدون غرفة الطوارئ يعاني من الزلة التنفسية.

أعراض الزلة التنفسية

تتضمن العلامات التي تدل على أن الشخص يعاني من الزلة التنفسية ما يلي:

  • ضيق في التنفس بعد بذل المجهود
  • صعوبة في التنفس
  • ضيق في الصدر
  • يصبح التنفس سريعاً وسطحياً
  • الشعور بالاختناق
  • خفقان القلب
  • الوزيز (صوت يشبه الصفير)
  • السعال

ولكن إذا حدث ضيق التنفس بشكلٍ مفاجئ أو إذا كانت الأعراض شديدةً فقد يكون ذلك علامةً على وجود حالةٍ طبيةٍ خطيرة. وعند الشعور بأي من هذه الأعراض ينصح المريض باستشارة الطبيب أو حتى التوجه لغرفة الطوارئ في حال كانت الأعراض شديدة.

أسباب الزلة التنفسية

من المرجح أن تحدث الزلة التنفسية المفاجئة وغير المتوقعة بسبب إحدى الحالات الصحية التالية:

١- مشاكل الرئتين أو القصبات الهوائية

يمكن أن تكون الزلة التنفسية دليلاً على:

  • حدوث نوبة ربو "Asthma"، وعندها تتضيق الممرات الهوائية وتنتج المزيد من القشع (المخاط اللزج)، مما يؤدي إلى حدوث الوزيز والسعال
  • ذات الرئة (التهاب الرئة)، والتي قد تسبب أيضا ضيقاً في التنفس وسعالاً؛ وعادةً ما تنتج هذه الحالة بسبب العدوى
  • حدوث نوبةٍ للداء الرئوي الانسدادي المزمن "COPD"

٢- مشاكل القلب

قد تنجم الزلة التنفسية عن مشاكل قلبية مختلفة مثل:

  • النوبة القلبية الصامتة "Silent Heart Attack"، حيث قد لا يعاني المريض هنا من جميع الأعراض الواضحة للحالة كألم الصدر والقلق الشديد
  • قصور القلب "Heart Failure"، وتعد حالة خطيرة ومهددة للحياة ويمكن أن تسبب صعوبات في التنفس
  • مشاكل نظم القلب مثل الرجفان الأذيني "Atrial Fibrillation"

٣- نوبة الهلع أو القلق

يمكن أن تؤدي نوبة الهلع "Panic attack" أو القلق إلى حدوث فرط التهوية، والتي تتمثل بأخذ أنفاسٍ سريعة أو عميقة. ويمكن إعادة التنفس إلى طبيعته عن طريق التركيز على التنفس البطيء أو التنفس من خلال كيسٍ ورقي.

٤- الأسباب الأخرى

هنالك مجموعة من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدي لنوبة ضيق تنفس وهي تشمل:

  • الحساسية الشديدة
  • استرواح الصدر "Pneumothorax"، وهو عبارة عن انكماش جزئي للرئة بسبب وجود تمزق صغير في سطحها، مما يسمح للهواء بالانحباس في الحيز المحيط بالرئة
  • الانصمام الرئوي "Pulmonary Embolism"، وهو انسداد في أحد الأوعية الدموية في الرئة
  • التليف الرئوي مجهول السبب "Idiopathic Pulmonary Fibrosis"، وهي حالة تسبب ندوباً في الرئتين
  • انصباب الجنب " Pleural Effusion" وفيه يحدث تراكم للسوائل بجوار الرئة
  • الحماض الكيتوني السكري " Diabetic Ketoacidosis"، وهو أحد مضاعفات مرض السكري، وفيه تتراكم الأحماض في الدم والبول

أسباب الزلة التنفسية على الأمد الطويل

عادةً ما يكون سبب الزلة التفسية على الأمد الطويل ما يلي:

  • السمنة
  • الربو غير المسيطر عليه بشكل جيد والذي يتم إهمال علاجه
  • الداء الرئوي الانسدادي المزمن
  • فقر الدم
  • قصور القلب
  • مشاكل النظم القلبي
  • توسع القصبات " Bronchiectasis"، وهي حالة تسبب توسع القصبات الهوائية بشكلٍ غير طبيعي
  • الانصمام الرئوي
  • سرطان الرئة
  • الانصباب الجنبي
  • تضيق صمام القلب الرئيسي، وتحدد تدفق الدم إلى بقية الجسم
  • نوبات الهلع المتكررة

عوامل الخطورة

يمكن أن تصيب الزلة التنفسية مجموعات محددةً من الأشخاص بشكل خاص وذلك بطرق مختلفة كما يلي:

  • الحوامل: إذ يمكن أن تشعر الحامل بالزلة التنفسية الخفيفة أثناء الحمل، وذلك لأن الحمل يغير قدرة الحامل على التنفس
  • كبار السن: تعتبر الزلة التنفسية شائعةً بين كبار السن، حيث وجدت إحدى الدراسات أن 1 من كل 5 من كبار السن عانوا من الزلة التنفسية عند تسلق السلالم أو المشي صعوداً (1)
  • الرضع: تسبب أمراض الجهاز التنفسي العلوي ضيقاً حاداً في التنفس، وهي إحدى الأسباب الأكثر شيوعاً للزلة التنفسية عند الرضع (2)

المضاعفات

يمكن أن ترتبط الزلة التنفسية بنقص الأكسجة، وهي عبارة عن انخفاض مستويات الأوكسجين في الدم، مما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستوى الوعي وإلى أعراضٍ شديدةٍ أخرى.

وعندما يعاني الشخص من نقص الأكسجة المتكرر يصبح هناك خطر لحدوث ضعفٍ في الإدراك بشكلٍ مؤقتٍ أو دائم. ولذلك من المهم

تشخيص الزلة التنفسية

عادةً ما يكون الطبيب قادراً على تشخيص الزلة التنفسية بناءً على الفحص البدني، إلى جانب سؤاله عن تفاصيل الحالة؛ إذ يجب على المريض توضيح كيف ومتى بدأت هجمات ضيق التنفس، ومدة استمرارها، ومدى حدوثها، وشدتها.

قد يطلب الأطباء اختبارات تشخيصية أخرى، بما في ذلك:

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية "x-ray": وذلك لتقييم صحة القلب والرئتين
  • التصوير الطبقي المحوري "CT scan": والتي يمكن أن تعطي صوراً أكثر تفصيلاً من الأشعة السينية
  • تخطيط القلب الكهربائي "ECG": قد يساعد هذا الاختبار في إظهار أي علامات على وجود نوبة قلبية أو مشاكل كهربائية أخرى في القلب
  • اختبارات قياس التنفس: والتي تقيس تدفق الهواء وقدرة الرئة عند المريض، يمكن أن يساعد ذلك في تحديد نوع ومشاكل التنفس عند الفرد.

الوسائل العلاجية

يعتمد علاج الحالة على سبب المشكلة، فمثلاً قد تتطلب الحالة البقاء في المشفى مثلاً وإعطاء المريض الأوكسجين الإضافي.

بينما أولئك الذين يعانون من الربو أو الداء الرئوي الانسدادي المزمن فقد يحتاجون إلى أخذ موسع قصبي.

العلاج الدوائي

  • في حالات الزلة التنفسية الناجمة عن الربو يستجيب المريض بشكلٍ جيدٍ للأدوية مثل موسعات القصبات والستيروئيدات.
  • أما عندما تكون الحالة ناجمة عن العدوى الجرثومية فيمن أن تساعد المضادات الحيوية في العلاج.
  • كما قد تتحسن مشاكل التنفس الناجمة عن الداء الرئوي الانسدادي المزمن من خلال ممارسة تقنيات التنفس الخاصة، مثل تمارين التنفس المقوية للعضلات. ويمكن أن يتعلم المريض كيفية القيام بها عن طريق برامج إعادة التأهيل الرئوية.
  • بالإضافة إلى أدوية أخرى قد تكون فعالة كذلك، مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، والأدوية المضادة للقلق.

الوقاية

يمكن للأفراد الذين يعانون من الزلة التنفسية اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين صحتهم العامة وإعطاء أنفسهم مساحة أكبر للتنفس، بما في ذلك ما يلي:

  • الإقلاع عن التدخين
  • تجنب التدخين السلبي
  • تجنب المحرضات البيئية الأخرى مثل الأبخرة الكيميائية ودخان الخشب
  • ممارسة الرياضة لتعزيز عمل القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي
  • أخذ الوقت الكافي للتكيف مع المرتفعات الشاهقة أثناء التسلق أو المشي في المرتفعات