قصور الغدد جارات الدرقية

الكاتب - أخر تحديث 5 سبتمبر 2022

ما هي حالة قصور الغدد جارات الدرقية؟

قصور الغدد جارات الدرقية هي حالة نادرة تنتج فيها الغدد جارات الدرقية كمية قليلة جداً من هرمون "باراثورمون"، وهذا الأمر يؤدي إلى انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم أو ما يعرف (نقص كالسيوم الدم) وارتفاع مستويات الفوسفور في الدم أو (فرط فوسفات الدم).

والغدد جارات الدرق أو "الدريقات" هي غدد صغيرة تشكل جزءاً من جهاز الغدد الصماء في الجسم.

وتتحكم في كمية الكالسيوم والفوسفور وفيتامين "D" في الدم والعظام عبر إفراز هرمون الغدة الدرقية أو "باراثورمون - PTH".

وتوجد الغدد جارات الدرقية وعددها 4، خلف الغدة الدرقية في العنق وتلعب دوراً مهماً للغاية في العديد من وظائف الجسم.

أعراض قصور الغدد جارات الدرقية

يعاني المصابون من الأعراض المختلفة لقصور الغدد جارات الدرقية؛ وتعود الأعراض إلى حد كبير إلى تأثيرات انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم.

وعادةً ما تتطور الأعراض الخفيفة ببطء وقد لا تحتاج إلى أي علاج، أو قد تظهر الأعراض الشديدة بسرعة وتحتاج إلى علاج عاجل.

وتشمل الأعراض المحتملة:

  • آلام في العضلات
  • آلام في البطن
  • وخز أو اهتزاز أو حرق أو تنميل في أصابع اليدين أو القدمين أو الوجه
  • ارتعاش في عضلات الوجه وشد في عضلات اليدين أو القدمين واختلاجات
  • تغيرات في المزاج مثل الشعور بالانزعاج أو القلق أو الاكتئاب

بالإضافة إلى ما يلي:

  • إغماء
  • تخليط
  • مشاكل في الذاكرة
  • تعب
  • مشاكل في البصر
  • صداع
  • الأظافر الهشة والتي تتكسر بسهولة
  • جفاف الجلد
  • تساقط الشعر
  • دورات طمثية مؤلمة

أسباب قصور الغدد جارات الدرقية

إنَّ السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدد جارات الدرق هو إصابة هذه الغدد أثناء إجراء جراحةٍ على الغدة الدرقية أو على العنق.

وقد يكون أيضاً ناتجاً عن أي مما يلي:

  • اضطراب مناعي ذاتي يصيب الغدد جارات الدرقية؛ وهو سبب شائع.
  • انخفاض مستوى المغنيزيوم في الدم بشكلٍ كبير.
  • العلاج باليود المشع لفرط نشاط الغدة الدرقية؛ وهو سبب نادر جداً.
  • متلازمة "دي جورج": وهي مرض تغيب فيه جميع الغدد جارات الدرقية عند الولادة، ويشمل هذا المرض مشاكل صحية أخرى إلى جانب قصور الدريقات، وعادةً ما يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة.

تشخيص قصور الغدد جارات الدرقية

يتم تشخيص قصور الغدد جارات الدرقية بناءً على عدة عوامل تشمل:

  • تحديد الأعراض المميزة
  • القصة التفصيلية للمريض
  • التقييم السريري الشامل
  • مجموعة متنوعة من الاختبارات

الاختبارات الإضافية

هنالك مجموعة من الاختبارات الإضافية التي تساهم في تأكيد تشخيص الإصابة بقصور الغدد جارات الدرقية، ومنها:

  • يمكن أن تكشف اختبارات الدم عن وجود مستويات غير طبيعية من الكالسيوم والفوسفور والمغنيزيوم والكرياتينين وهرمون "باراثورمون".
  • يمكن أن تكشف اختبارات البول عما إذا كان الجسم يفرز كميات زائدة من الكالسيوم.
  • بالإضافة إلى ذلك، وافقت إدارة الغذاء والدواء العالمية "FDA" على استخدام هرمون "باراثورمون" الاصطناعي، ويسمى أيضاً "تيريباراتيد - teriparatide" كعامل تشخيص لتمييز قصور الغدد جارات الدرقية عن قصور الغدد جارات الدرقية الكاذب.
  • كما يمكن إجراء اختبارات إضافية للكشف عن المضاعفات التي قد تترافق مع قصور الدريقات.
    • فعلى سبيل المثال يمكن أن يكشف مخطط كهربية القلب وهو اختبار يسجل النشاط الكهربائي للقلب عن عدم انتظام ضربات القلب الذي يرتبط أحياناً بانخفاض مستويات الكالسيوم وقصور الدريقات.
    • ويجب أيضاً إجراء فحص عيون للتحقق من وجود مرض "ساد" في العين أو (غشاوة في عدسة العين التي تكون شفافةً في الحالة الطبيعية).

العلاج

يهدف علاج قصور الدريقات إلى تخفيف الأعراض وإعادة مستويات الكالسيوم والمعادن الأخرى في الدم إلى طبيعتها.

ويفضل ارتداء سوار طبي لتعريف جهات الطوارئ وغيرها أنَّ المريض مصاب بقصور الدريقات، ويكون ذلك مفيداً بشكل خاص في حال انهيار المريض أو إذا كان في حالة تخليط أو كان فاقداً للوعي، وبذلك سيعرف الأطباء أنه بحاجة إلى علاج سريع بالكالسيوم.

وفي الوقت الحالي يتألف العلاج القياسي لقصور الدريقات من:

  • فيتامين "D" المنشَّط مثل "سيتريول"
  • مكملات الكالسيوم
  • وقد يحتاج بعض الأشخاص أيضاً إلى مكملات المغنيزيوم

كما يلزم إجراء فحوصات دم منتظمة للتأكد من أنَّ المريض يتناول ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين "D"، كما أنَّ هناك حاجة إلى المراقبة عن كثب أثناء الحمل، أو إذا كان المريض يتناول أدوية أخرى.

كما يتوجب على المريض اتباع نظام غذائي معين، بحيث يجب الاكثار من مواد معينة، بينما يجب الامتناع عن غيرها.

  • تتضمن توصيات النظام الغذائي تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل منتجات الألبان وعصير البرتقال المدعم والخضروات الورقية.
  • يجب تجنب الأطعمة الغنية بالفوسفور، مثل اللحوم والدواجن والأسماك والمكسرات والحبوب الكاملة والبقوليات.

المضاعفات

يمكن أن يسبب قصور الغدد جارات الدرقية مضاعفات قد تتراوح من خفيفة إلى مهددة للحياة؛ وتظهر بشكل متكرر في الحالات التي لا يتم فيها علاج الحالة.

وتشمل تلك المضاعفات:

  • مشاكل العين: وتشمل "الساد".
  • مشاكل الكليتين: قد يصاب بعض الأشخاص بترسبات الكالسيوم على الكليتين مما قد يؤدي في النهاية إلى ضعف وظائفهما.
  • مشاكل القلب: وتشمل عدم انتظام ضربات القلب وقصور القلب الاحتقاني حيث لا يضخ القلب الدم بكفاءة.
  • الصداع وتغيرات الرؤية: وفقاً للمنظمة الوطنية للأمراض النادرة تم ربط قصور الدريقات بارتفاع الضغط داخل الجمجمة (زيادة ضغط السائل الدماغي الشوكي في الجمجمة). ونتيجة لذلك يمكن أن يسبب صداعاً شديداً ويؤدي إلى ضعف البصر.
  • داء "باركنسون": وهو اضطراب يؤثر على الحركة؛ وهو نادر للغاية، لكنَّ الباحثين اكتشفوا وجود صلة بينه وبين قصور جارات الدرق.
  • داء "أديسون": وهو حالة نادرة لا تنتج فيها الغدتان الكظريتان ما يكفي من بعض الهرمونات؛ ويمكن أن تترافق مع قصور جارات الدرقية المناعي الذاتي.
  • فقر الدم الخبيث: يسبب فقر الدم الخبيث انخفاضاً في كريات الدم الحمراء بسبب عدم قدرة الجسم على امتصاص ما يكفي من فيتامين "B12"، ويمكن أن يحدث مع قصور الدريقات.
  • عند الأطفال قد تشمل المضاعفات ضعفاً في النمو وتشوه الأسنان وتأخراً في التطور.

كم يمكن لعلاج حالة القصور بفيتامين "D" والكالسيوم أن يتسبب بتراكم الكالسيوم في الكليتين الذي قد يؤدي إلى:

كما يجب مراقبة أي شخص خضع لجراحة على الغدة الدرقية أو العنق أو العلاج الإشعاعي على العنق أو الصدر أو العلاج الكيميائي للسرطان والبحث عن أعراض وعلامات انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم.