الفتق: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 5 مارس 2023

ما هو الفتق؟

الفتق (Hernia) هو نتوء أو انتفاخ أو بروز لأحد الأعضاء الداخلية أو جزء من عضو عبر جدار الجسم من جدار كان يحتويه، ويعتبر من الحالات الشائعة حيث أن 10.10% المرضى الذين يخضعون لجراحة يعالجون من هذه الحالة.

تحدث معظم الحالات نتيجة خروج محتويات البطن كالأمعاء أو البريتوان (الغلاف الذي يحيط بالأمعاء) إلى خارج الجسم، وذلك بسبب نقطة ضعف موجودة في جدار البطن.

الأنواع

هنالك العديد من الأنواع لحالات الفتوق وذلك تبعاً لمكان الحدوث، كما يمكن أن يكون خلقي أي يولد الطفل مع هذه الحالة أو من الممكن أن يحدث خلال حياة المريض لأسباب مختلفة. وهي كالتالي:

  • الفتق الإربي (Inguinal hernia): وسمي هكذا بسبب علاقته بالرباط الإربي، الذي يعد أحد أربطة العضلات في أعلى الفخذ.
    • ويحدث هذا النوع في أعلى الرباط الإربي بالتالي يتواجد أعلى الفخذ، كما ويصيب الذكور بشكل أكبر مقارنةً بالإناث.
  • الفتق الفخذي (Femoral hernia): يحدث في أعلى الفخذ أيضاً، إلا أنه يتمركز أسفل الرباط الإربي، ويصيب النساء بشكل خاص.
  • الفتق الجراحي (Incisional hernia): يعرف أيضاً بالاندحاقي، وهو غالباً يتلو العمل الجراحي.
    • حيث يكون ناتج عن جرح العملية المجراة، التي تشكل نقطة ضعف لحدوث هذا النمط.
  • الفتق الشرسوفي (Epigastric hernia): هو أي فتق يحدث على امتداد ما يُعرف بالخط الأبيض (Linea alba)، الممتد ما بين عظم القص في الصدر والسرة في البطن.
  • الفتق السري (Umbilical hernia): يشاهد بالقرب من السرة ويحدث بشكل شائع عند الأطفال، بالإضافة للبالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن.
  • الفتق الحجابي (Diaphragmatic hernia): يختلف الفتق الحجابي عن الأنواع المذكورة أعلاه، أنه يحدث داخل البطن، دون أن يشاهد للخارج.
    • حيث يحدث ضعف في عضلات الحاجز، يؤدي لانتقال محتويات البطن للداخل الصدر.

ويعد الفتق الإربي الأكثر شيوعاً من بين هذه الأنواع بنسبة 80% من الحالات العامة للمرضى الذين يخضعون لجراحة، كما أن معدل انتشار هذا النوع يصل لـ 24 حالة لكل 100 شخص.

أعراض الفتق

قد يترافق الفتق مع مجموعة مختلفة من الأعراض بالإضافة لبعض الأعراض الخاصة ببعض الأنواع، ومن الممكن أيضاً ألا تظهر أية أعراض في حالات معينة.

الأعراض المشتركة

تعتبر هذه الأعراض الأكثر شيوعاً والمشاهدة باختلاف النوع وتشمل:

  • انتفاخ أو مشاهدة بروز كتلة في الفخذ أو البطن
  • ألم أو حرقة أو حس ثقل أو انزعاج بشكل خاص عند السعال أو القيام بجهد أو رفع جسم ثقيل
  • اختفاء الفتق عند الاستلقاء وظهوره عند الجلوس أو السعال
  • الشعور بالشد حول البروز
  • ألم شديد مفاجئ في مكان التورم
  • غثيان وإقياء
  •  إمساك

أعراض الفتق الإربي

  • الشعور بضغط أو ألم أعلى الفخذ
  • تورم حول الخصيتين
  • ألم في الخصيتين

أعراض الفتق الحجابي

  • الشعور بحرقة في المعدة
  • ارتجاع الطعام للفم
  • ألم في الصدر أو البطن
  • صعوبة في البلع

الأسباب

يحدث الفتق بشكل رئيسي نتيجة ضعف في عضلات جدار البطن بالإضافة للنسيج الضام المحيط الذي يجمع هذه العضلات.

قد يكون الضعف المذكور موجود منذ الولادة كعيب خِلقي، ومن الممكن أن يتطور نتيجة أسباب مختلفة وفي بعض الأحيان يكون مجهول السبب.

وتشمل أشهر العوامل:

  • الأنشطة التي تؤدي لزيادة الضغط داخل البطن، مثل:
    • رفع الأشياء الثقيلة
    • الإمساك لفترة طويلة من الزمن
    • السعال أو العطاس المزمن
    • الضغط عند التبول نتيجة مشاكل معينة مثل تضخم البروستات
  • زيادة الوزن
  • تراكم السوائل داخل البطن (الحبن)
  • سوء التغذية
  • القيام بغسيل الكلى البريتوني
  • التدخين
  • الإصابة بالتليف الكيسي (Cystic fibrosis)
  • سوء التغذية
  • الخصية المعلقة

المضاعفات

يمكن أن يسبب وجود الفتق بعض المضاعفات في الحالات الشديدة وتشمل:

  • الغصص (Incarceration): يصبح الفتق غاصصاً في حال انضغطت الأمعاء الموجودة ضمنه أو أي عضو أخر، وقد تتأثر التروية الدموية نتيجةً لذلك.
    • تؤدي هذه الحالة لحدوث غثيان وإقياء بالإضافة إلى الألم الشديد، وتتطلب هذه الحالة زيارة الطبيب والبدء بالعلاج المناسب.
  • الاختناق (Strangulation): يحدث الاختناق نتيجة تموت العرى المعوية أو العضو الغاصص وهي حالة طبية طارئة تتطلب عناية فورية.

التشخيص

يشاهد الفتق بالعين المجردة بالتالي فإن تشخيصه ليس بالأمر الصعب، ولكن قد يلجأ الطبيب لبعض الفحوص الإضافية، لتحديد حجم ومكان التورم بشكلٍ دقيق.

وتضم الفحوص:

  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية
  • التصوير الظليل للجهاز الهضمي
  • التصوير الطبقي المحوري المحوسب
  • التنظير الهضمي العلوي

علاج الفتق

بعد إجراء الفحوص التشخيصية يحدد الطبيب العلاج المناسب للحالة، حيث إن بعض الفتوق صغيرة الحجم وغير المختلطة، تتطلب فقط المراقبة بشكلٍ دوري من قِبل الطبيب. 

أما حالات الفتوق الأخرى فقد تتطلب التدخل الجراحي، والذي يعالج التورم ويصلح العيب الموجود في جدار البطن من خلال وضع رقعة مقوية.

وتكون هذه الرقعة مكونة إما من ألياف صناعية أو طبيعية مُشتقة من أنسجة حيوانية أو بشرية.

هنالك عدة أنماط للجراحة التي يمكن اختيارها للعلاج وتشمل:

١- الجراحة المفتوحة

يتم عمل الجراحة المفتوحة من خلال إجراء شق مباشر فوق مكان الفتق، ثم رد محتويات البطن لمكانها الطبيعي وأخيراً تقوية مكان الفتق عبر الرقعة.

يعد من أشهر الخيارات، ويُجرى بشكل خاص للفتق السري أو الشرسوفي صغير الحجم، كما يمكن أن يتم تحت التخدير الموضعي أو العام.

٢- الجراحة التنظيرية

يعتمد خيار الجراحة التنظيرية على إصلاح الفتق من الداخل باتجاه الخارج، وليس العكس كسابقه.

ويتم تحت التخدير العام، وذلك عبر إجراء عدة شقوق حول الفتق، من ثم إدخال الأدوات الجراحية المناسبة، وبعدها الرد والإصلاح عبر الرقعة.

يعد خياراً جيداً، وأقل رض للمريض بالإضافة لسرعة التعافي.

٣- الجراحة الروبوتية

تعتبر الجراحة الروبوتية من الأساليب الحديثة، التي تشبه الجراحة التنظيرية من حيث الشقوق والأدوات، إلا أن التحكم بالأدوات يكون عن بعد، عبر وحدة التحكم في غرفة العمليات.

يتيح هذا الإجراء رؤية أفضل وعمل أكثر دقة، بالإضافة إلى أن تقوية الجدار البطن يمكن أن تكون أكثر متانة.

فترة النقاهة

تعتمد فترة التعافي المتوقعة عقب الإجراء الجراحي، على عدة عوامل نذكر منها:

  • نوع الأسلوب الجراحي المُتَّبع
  • حجم الفتق
  • عمر المريض
  • الأمراض المزمنة الأخرى المصاب بها المريض
  • ظروف الجراحة

إلا أنه بالمجمل يحتاج المريض لفترة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين لممارسة الأنشطة الروتينية البسيطة، وإلى 4-6 أسابيع للقيام بالأنشطة الشاقة.

الوقاية من الفتق

تعتمد النصائح التي يمكن تقي من حدوث الفتق، على مجموعة من الإجراءات البسيطة. التي تتمثل بما يلي:

  • تجنب حمل الأشياء الثقيلة
  • الابتعاد عن التدخين
  • تجنب القيام بالضغط المتكرر للتبول أو التبرز
  • علاج تضخم البروستات في حال وجودها
  • علاج الإمساك في حال وجوده
  • القيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم.

كما لابد من زيارة الطبيب في حال ظهر أي تورم أو انتباج وعدم إهمال هذا التورم مهما كان حجمه.