القوباء: الأعراض والوقاية

الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

يعتبر مرض القوباء من الأمراض الجلدية غير المعدية، ولكن الجرثوم الذي يسبب القوباء يمكن أن ينتشر عن طريق ملامسة الجلد إلى الجلد في حالة وجود طفح جلدي.

وينتشر مرض القوباء عادةً لدى الرٌّضَّع والأطفال، ويصيب مختلف أعضاء الجسم الخارجية إلّا أنه غالباً ما يصيب منطقة الوجه وحول الأنف والفم واليدين ومنطقة العنق.

ما هو مرض القوباء؟ وما أعراضه؟ وما أبرز أسباب الإصابة به؟ وهل يمكن الشفاء منه؟ إليك الإجابة في هذا المقال

ما هو مرض القوباء؟

القوباء (Herpes) مرض جرثومي شديد العدوى، وهو أكثر الأمراض المعدية شيوعاً بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام.

وينتج هذا المرض عن نوعين رئيسيين من الجراثيم، وهما جراثيم العنقوديات المذهبة وجراثيم العقديات من النمط A.

وتزداد قدرة هذه الجراثيم على التكاثر في ظل ظروف مناخية معينة، حيث يزداد عدد الإصابات بالقوباء في المناخات الحارة والرطبة.

وعدد حالات عدوى القوباء التي تسببها الجراثيم العنقودية المذهبة المقاومة للأدوية آخذ في الارتفاع حالياً، لا سيما في المجتمعات المزدحمة ومراكز رعاية الأطفال.

الأعراض والأنماط السريرية للقوباء

هناك مناطق معينة من الجسم غالباً ما تبدأ منها عدوى القوباء مثل المنطقة المحيطة بالأنف والفم أو على الساق والساعد، وتنتشر العدوى بسرعة من خلال الخدش إذا تركت دون علاج.

هناك ثلاثة أنواع سريرية من القوباء ولكل منها خصائصها الخارجية والطبية، وهناك بعض الأعراض المتماثلة بين هذه الأشكال السريرية، مثل الألم والحكة.

وتشمل أنماط القوباء ما يلي:

١- القوباء اللافقاعية:

هو أكثر أنواع العدوى شيوعاً، ويمثل حوالي ٧٠٪ من جميع حالات القوباء، وهو ناتج عن كل من جراثيم العقديات من النمط A والجرثومة العنقودية المذهبة.

وعندما يحدث الجرح في البشرة وهي الطبقة العلوية من الجلد، ولأن الجرح يقع في مكان سطحي للغاية، فإن الفقاعات التي تتشكل أثناء سيرها تنفجر بمجرد تشكلها، وذلك بسبب رقة الجدار المحيط بها.

ويحدث هذا النمط عادةً في مناطق معينة حيث يكون الجلد متهيجاً أو مكشوفاً ومتأذٍ، ومن هذه المناطق: مدخل الأنف ثم الرقبة واليدين والوجه.

أما بالنسبة للسمات الشكلية الهامة لهذا النوع:

  • تبدأ العدوى كمنطقة حمراء وملتهبة ومثيرة للحكة، وقد يتسرب سائل صافٍ أو حتى قيح لعدة أيام.
  • قد تظهر قشور ومواد بلون العسل على هذا السطح الأحمر الملتهب، وهي خاصية مميزة جداً لهذا النمط وتسمى الجَلَبات.

٢- القوباء الفقاعية:

هذا النوع من القوباء ناتج بشكل رئيسي من جرثومة العنقوديات المذهبة، ويحدث الالتهاب في هذا النمط أيضاً في البشرة، ولكن ينتشر بشكل أعمق إلى حد ما من ذلك الذي يحدث في نمط القوباء الفقاعية، لذا يمكن تفسير سبب استمرار الفقاعات لفترة أطول قليلاً من النمط الأول، ومن هنا أخذ اسم الفقاعي.

تميل القوباء الفقاعية إلى الظهور في مناطق الثنيات بالجسم أي تلك التي تنثني فيها طيات جلد الجسم على الأخرى، مثل الأرداف والإبط والمنطقة بين الفخذين والرقبة والساعد والساق.

السمات المميزة لهذا النوع من القوباء:

  • يبدأ بشكل فقاعات مليئة بالسائل
  • تشمل العدوى مساحات أكبر من الجلد أكثر من النوع السابق، ويتأخر شفاء هذه الفقاعات
  • قد يخرج منها سائل أصفر

٣- القوباء العميقة (الأكثيميا):

وهي حالة جلدية خطيرة للغاية حيث تصل العدوى إلى الطبقات السفلية والعميقة من الجلد أي الأدمة.
وتتميز بالصفات التالية:

  • غالباً ما تبدأ العدوى في هذا النمط على شكل بثرة فقاعية وتكون مؤلمة جداً.
  • تتحول هذه البثور فيما بعد إلى تقرحات جلدية عميقة تكون مكشوفة من الخارج، وقد تحتوي في منتصفها على مكونات بنية أو سوداء.

العدوى بالقوباء

يصاب الناس بهذه العدوى من خلال:

  • يمكن للجراثيم المسببة للأمراض أن تدخل الجسم من خلال التشققات التي تحدث في الجلد السليم، مثل الجروح أو لدغات الحشرات، أو من خلال أي إصابة جلدية رضية أخرى، وهذا ما يسمى القوباء الأولية.
  • يمكن أن تحدث القوباء أيضاً على الجلد المصاب بآفة جلدية أخرى، مما قد يجعل تلك الآفة الجلدية عرضة لعدوى القوباء، مثل القمل أو الجرب أو الأكزيما، ويسمى القوباء الثانوية.
  • تنتقل العدوى بين الأفراد من خلال الاتصال بين شخص مريض وسليم عن طريق الاتصال الجسدي المباشر بينهم أو بسبب استعمال الأدوات والأغراض الشخصية للمريض مثل المناشف والملابس.
  • من النادر أن ينتقل المرض بين الأفراد في حالة الاتصال غير المباشر مع المريض أو أدواته.

أسباب الإصابة

تصيب القوباء الطبقات السطحية من الجلد، حيث تؤدي الجراثيم التي تسببها إلى ظهور فقاعات جلدية هشة وسهلة التمزق مع أبسط رض ويخرج منها مادة عسلية اللون تسمى الجلبات.

وينتقل هذا الإنتان بشكل كبير بين الأفراد، ويمكن أن يصل إلى نسب وبائية ضمن مكان إصابة مغلق مثل المدرسة.

وأيضاً يمكن أن تحدث إعادة انتان ذاتي في نفس المريض، وغالباً ما يكون هذا مصدراً لانتقال العدوى إلى جميع أفراد الأسرة في المنزل الواحد.

وتصل هذه الجراثيم إلى الجلد في حالة الانفصال البسيط في طبقاته كحدوث شق أو جرح، حيث تدخل الجراثيم المسؤولة عن المرض مما يؤدي إلى حدوث العدوى.

ويوجد نوعان من الجراثيم المسؤولة عن القوباء، وهما:

  • جرثومة العقديات الحالة للدم من النمط A: وتسبب هذه الجرثومة القوباء اللافقاعية بشكل أساسي.
  • جرثومة العنقوديات المذهبة: تسبب هذه الجرثومة كل من شكلي القوباء الفقاعية واللافقاعية.

وتعتبر القوباء أكثر شيوعاً عند الأطفال، لكن هذا لا يستبعد احتمال الإصابة في جميع الأعمار.

وتتميز هذه الحالة بازدياد حدة انتشارها في المجتمعات ذات النظام الصحي الضعيف، وتزداد مع ارتفاع درجات الحرارة خاصة في فصل الربيع.

عوامل الخطورة

١- العمر:

تعتبر الفئة العمرية التي تتراوح بين عامين وخمسة أعوام هي الأكثر عرضة للإصابة بالقوباء.

٢- الالتهابات وتلف الجلد:

تزداد احتمالية إصابة الشخص بالقوباء إذا تعرض للإصابة بالجرب.
وكذلك بالنسبة لبعض أنواع الألعاب الرياضية التي قد تنطوي على احتكاك بين اللاعبين مع التعرض لجروح وخدوش بالجلد والتي لها دور بانتقال العدوى.

٣- الاتصال الصميمي والتزاحم:

الاتصال المباشر بين الأفراد في حالة إصابة أحدهم بالمرض هو أهم عامل للإصابة بالعدوى للمحيطين بالمريض.

كما يلعب الاكتظاظ والتجمعات الكبيرة دوراً مهماً في انتقال المرض، حيث يوجد بشكل أساسي في المدارس ومراكز الرعاية اليومية للأطفال.

٤- المناخ:

يمكن أن يحدث المرض في أي منطقة مناخية، ولكنه ينتشر أكثر في المناطق ذات الصيف الحار والرطب للغاية والشتاء المعتدل، وكذلك في المناطق شبه الاستوائية.

كما أنه شائع خلال المواسم الحارة والجافة، كما هو الحال في المناطق الاستوائية.

٥- تدني مستوى النظافة الشخصية:

عدم اتباع الطريقة الصحيحة لغسل اليدين والاستحمام، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بنظافة الوجه، كلها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالقوباء.

المضاعفات

تعد المضاعفات الناتجة عن هذه الحالة نادرة، ولكنها قد تشمل:

  • التهاب الجلد: وهو التهاب يصيب الطبقات العميقة من الجلد والأنسجة تحت الجلد.
  • الحمى القرمزية: وهذه الحالة نادرة وتؤدي إلى ظهور طفح جلدي وردي ناعم، ويظهر هذا الطفح الجلدي في جميع مناطق الجسم.
  • الصدفية النقطية: وهي حالة جلدية لا تسببها عدوى، لكنها يمكن أن تصيب الأطفال بعد الإصابة بمرض بكتيري.
  • تسمم الدم: ويعتبر من المضاعفات الخطيرة لأي عدوى، لأن الجراثيم قد تصل إلى الدم.
  • متلازمة الجلد السمطي العنقودي (SSSS): وتنتج هذه المتلازمة عن إفراز البكتيريا العنقودية لسموم خطيرة، مما يؤدي إلى أخذ الجلد شكلاً مشابهاً للجلد المتعرض للماء المغلي.
  • التهاب الكبب والكلية التالي للإصابة بالجراثيم العقدية، حيث يحدث اضطراب في عمل الكلية قد يصل إلى قصور الكلية الحاد في بعض الأحيان، لذلك يجب استشارة أخصائي في أمراض الكلية.
  • من النادر جداً أن يسبب القوباء ندبات مستمرة على الجلد.

تشخيص القوباء

الخصائص الخارجية والسريرية هي المعايير الرئيسية لتشخيص القوباء، لكن في بعض الحالات قد يحتاج الطبيب لأخذ مسحة جلدية من محتويات الفقاعات لفحصها في مراكز متخصصة.

وذلك بهدف التعرف على الجراثيم المسببة لهذه الحالة ومن ثم تحديد المضادات الحيوية التي تنتقل إليها هذه الجراثيم.

وغالباً ما يستخدم عندما يكون هناك عدوى متكررة أو منتشرة بشكل كبير في مناطق الجسم، أو عندما يشتبه الطبيب في وجود مجموعة من الجراثيم التي لا تستجيب للعلاج التقليدي.

ويمكن للطبيب أن يأخذ مسحة للأنف بهدف دراستها، خاصة في حالات القوباء المتكررة، ومن الإجراءات الأخرى هنالك خزعة الجلد والتي يتم اعتمادها في حالات خاصة قليلة جداً، وتعتمد بشكل خاص في حالات القوباء الفقاعية، وتلك التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية.

العلاج من القوباء

يعتمد العلاج في المقام الأول على الأنواع الجرثومية التي تسبب هذا المرض، وإذا لم يتم إعطاء دواء فإن حالة القوباء تتراجع بشكل طبيعي في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ولكن مع استخدام الأدوية المناسبة غالباً ما تختفي الأعراض في غضون ١٠ أيام.

ويهدف علاج القوباء إلى تحقيق الأهداف التالية:

  • تسريع عملية التعافي
  • تحسين عملية إعادة هيكلة طبقات الجلد
  • إيقاف انتقال المرض
  • تقليل المضاعفات المحتملة

ومن العلاجات المتبعة:

١- المضادات الحيوية الموضعية:

يوضع هذا النوع من الأدوية مباشرة على سطح الجلد في موقع العدوى، ولكن قبل وضعه يجب غسل المنطقة بالماء الدافئ والصابون، فهذا يزيد من إمكانية وصول المرهم إلى طبقات أعمق.
ويجب على المريض أو الطبيب ارتداء قفازات نظيفة قبل وبعد وضع المرهم لتجنب انتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم.

٢- المضادات الحيوية الفموية:

يمكن وصف هذا النوع من الأدوية للحالات الشديدة بالإضافة إلى تلك التي لا تستجيب للمراهم الموضعية.
والمدة الإجمالية لاستخدام المضاد الحيوي سبعة أيام على الأقل، ويجب استكمال هذه الفترة بالكامل حتى لو اختفت الأعراض أثناء العلاج، وذلك للتأكد من القضاء على جميع الخلايا الجرثومية التي كانت مصدراً العدوى.

طرق الوقاية من القوباء

هنالك عدة جوانب يجب مراعاتها واتباعها للوقاية أو لتجنب عدوى الآخرين:

  • غسل اليدين بشكل متكرر وجيد بالماء والصابون وتجفيفها بشكل جيد.
  • يجب أن يبقى المريض في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة للأطفال، حتى يبدأ العلاج الفعال وبدء تطور المرض حتى الشفاء.
  • تقليم أظافر الأطفال لتجنب خدش آفات جلد القوباء، وبالتالي تسريع الشفاء.
  • تجنب لمس أو خدش مناطق الآفات التي يسببها القوباء، وذلك لتجنب انتقال العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم أو حتى لأشخاص آخرين.
  • حافظ على "الجلبات" في حالة ترطيب ثابتة.
  • غسل يديك جيداً قبل وبعد لمس المنطقة المريضة.
  • يجب على المريض استخدام منشفته وملابسه وعدم مشاركتها مع أي شخص آخر.
  • اغسل ملابس المريض والمنشفة جيداً بالماء الساخن جداً طوال فترة مرض الطفل.
  • تخلص من النفايات المعرضة للإفرازات الناتجة عن الآفات الجلدية باستخدام كيس خاص مضاد للماء، ثم اغسل يديك جيداً بعد التخلص منها.