الكبد: كل ما تحتاج معرفته

الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

الكبد عضو هام في الجسم فهو يقوم بأكثر من 500 مهمة في الجسم وهو المسؤول الأول عن تخليص الجسم من السموم. كما أنّ إصابته بأي فيروس أو عدوى جرثومية أو فشل عمله يرتبط بظهور مشاكل صحية يمكن أن تكون خطيرة.

البنية التشريحية للكبد

يتميز بكونه أكبر أعضاء جسم الإنسان الداخلية، حيث يزن بين ٣ رطل (١.٣ كغ) حتى ٣.٥ رطل (١.٦ كغ) ويبلغ عرضه نحو ١٥ سم، وهو يشغل الموقع على يمين البطن أسفل القفص الصدري.

للكبد لونٌ بني مائلٌ للحمرة بشكلٍ مخروطي مميز. طرفه الصغير يمتد فوق الطحال والمعدة بينما يقع الطرف الأكبر فوق الأمعاء الدقيقة.

أهم أجزائه هي:

  • القناة الكبدية المشتركة: أنبوب ينقل الصفراء خارج الكبد وتتكون من تقاطع القنوات الكبدية اليمنى واليسرى.
  • الرباط المنجلي: رباط ليفي رقيق يفصل بين فصي الكبد الرئيسين ويربطه بجدار البطن.
  • كبسولة جيلسون: طبقة من النسيج الضام الرخو الذي يحيط بالكبد والشرايين المرتبطة به. تحاط الكبسولة أيضًا بواسطة الصفاق، وهو غشاء يشكل بطانة تجويف البطن، يساعد ذلك على تثبيته في مكانه وحمايته من التلف.
  • الغشاء البريتوني: غشاء يغطي الكبد ويشكل الجزء الخارجي منه.

وعلى عكس بقية أجزاء الجسم، للكبد مصدرين رئيسيين للدم:

  • الشريان الكبدي: الوعاء الدموي الرئيسي الذي يغذي الكبد بالدم المحمل بالأوكسجين.
  • الوريد البابي الكبدي: تجمع الأوعية الدموية التي تنقل الدم الغني بالمُغذيات من القناة الهضمية والمرارة والبنكرياس والطحال إلى الكبد.
  • الأوردة الكبدية: ثلاثة أوعية دموية تسحب الدم من الكبد.

تجدد الكبد

الكبد هو العضو الداخلي الوحيد الذي يمكنه التجدد ذاتيًا. يمكنه أن يتجدد بالكامل، طالما بقي ما لا يقل عن ٢٥% من أنسجته بصحة جيدة.

أكثر ما يثير الإعجاب بذلك أنه ينمو إلى حجمه وقدرته السابقة دون فقدان أيٍ من الوظائف الحيوية في أثناء عملية النمو. عند البشر قد يتجدد كاملًا في غضون ٨ إلى ١٥ يومًا وهو أمرٌ مذهل نظرًا إلى حجمه وتعقيده.

ويساعده على التجدد عددٌ من المركبات أهمها:

  • عامل النمو الكبدي (HGF)
  • الأنسولين
  • انترلوكين 6
  • نوربينفرين
  • عامل النمو المحول ألفا (TGF-α)
  • عامل نمو البشرة

الوظائف

ينظم معظم المستويات الكيميائية في الدم ويفرز منتجًا يسمى الصفراء، مما يُساعد على التخلص من الفضلات من الجسم.

وحيث أنّ الدم الذي يخرج من المعدة والأمعاء يمر عبره. فهو يعالج هذا الدم ثم يعمل على تفكيك وموازنة وتكوين العناصر الغذائية.

بالإضافة إلى ذلك فهو يستقلب الأدوية إلى هيئةٍ يسهل استخدامها وغير سامة.

وتتضمن أشهر وظائفه ما يلي:

  • إنتاج العصارة الصفراوية التي تساهم في التخلص من الفضلات وتفكيك الدهون في الأمعاء الدقيقة في أثناء الهضم.
  • إنتاج بعض البروتينات لبلازما الدم.
  • تحويل الجلوكوز الزائد إلى جليكوجين ليُخزن، ولاحقاٍ يمكن تحويله مرةً أخرى إلى جلوكوز للحصول على الطاقة.
  • تنظيم مستويات الأحماض الأمينية في الدم والتي تشكل اللبنات الأساسية للبروتينات.
  • معالجة الهيموغلوبين لاستخدام الحديد الموجود فيه وتخزينه، كما يخزن الكبد كميات كبيرة من الفيتامينات والنحاس.
  • تحويل الأمونيا السامة إلى يوريا ليطرح لاحقا عبر البول.
  • تنقية الدم من المواد السامة.
  • تنظيم تخثر الدم.
  • إنتاج الكوليسترول والبروتينات الخاصة للمساعدة في نقل الدهون عبر الجسم.
  • مقاومة الالتهابات عبر تكوين عوامل المناعة وإزالة البكتيريا من مجرى الدم.
  • إزالة البيليروبين من خلايا الدم، فتراكم البيليروبين يؤدي إلى حصول اليرقان.

يحطم الكبد المواد الضارة ثم تُفرز في الصفراء أو الدم. نواتج الصفراء تدخل إلى الأمعاء وتُطرح عن طريق البراز، بينما يتم تصفية الدم عن طريق الكل وتُطرح فضلاته عن طريق البول.

الأمراض

يعمل الكبد بكفاءة عالية ومع ذلك قد تكون العواقب خطيرة أو حتى مميتة إذا أصابه طارئ ما.

من أشهر الأمراض:

  • داء المتورقات: ويحدث نتيجة دودة طفيلية تُعرف باسم دودة الكبد والتي قد تبقى كامنةً فيه لأشهرٍ أو سنوات، يعدّ داء المتورقات مرضًا استوائيًا.
  • تليف الكبد: هو استبدال خلاياه السليمة بأخرى متضررة ويمكن أن تحدث هذه الحالة نتيجة العديد من العوامل منها: السموم والكحول والتهاب الكبد. في نهاية الأمر قد يؤدي التليف إلى الفشل الكبدي إذ تتعطل وظائف خلاياه.
  • التهاب الكبد: هو اسم عامٌ يُطلق على عدوى عامة في الكبد باختلاف المسبب إن كانت الفايروسات أو السموم أو استجابة المناعة الذاتية. لأن الكبد يتميز بخاصية التجديد فقد يشفي نفسه ذاتيًا ولكن قد تفشل عملية التجديد في الحالات الشديدة.
  • مرض الكبد الكحولي: يؤدي الإفراط في تناول الكحول إلى تليف الكبد وهو السبب الأكثر شيوعًا لتليف الكبد في العالم.
  • التهاب الأقنية الصفراوية (PSC): هو مرضٌ التهابي خطير يصيب القنوات الصفراوية ويؤدي إلى تدميرها. وما يزال المسبب والعلاج غير واضحٍ حاليًا مع أن السبب المعتقد في هذه الحالة هو المناعة الذاتية.
  • مرض الكبد الدهني: يرافق هذا المرض السمنة وتناول الكحول المفرط، إذ تتراكم فجوات دهنية في خلايا الكبد. ويعود السبب عادةً إلى الوراثة أو الأدوية أو اتباع نظامٍ غذائي غني بسكر الفركتوز. هو اضطراب شائع جدًا في البلدان المتقدمة وقد ارتبط بمقاومة الأنسولين، وهو سببٌ معروف لتليف الكبد.
  • متلازمة جيلبرت: اضطراب وراثي يصيب ٣-١٢% من البشر، إذا لا يعالج البيليروبين بالكامل ما يؤدي إلى حدوث اليرقان الخفيف. غالبًا هذا الاضطراب غير ضار.
  • سرطان الكبد: أكثر أنواع سرطان الكبد شيوعًا هو سرطان الخلايا الكبدية وسرطان الفنوات الصفراوية.

العناية بالكبد

نظرًا لأهمية وظائف الكبد وخطورة اضطراباته فستساعد بعض الأمور في الحفاظ على صحته وسير وظائفه على أكمل وجه:

  • النظام الغذائي: لأن الكبد مسؤولٌ عن هضم الدهون فإن تناول الكثير منها قد يجهد العضو ويُعطل وظائفه. ترتبط السمنة أيضًا بمرض الكبد الدهني.
  • تناول الكحول باعتدال: ينبغي تجنب تناول أكثر من مشروبين يوميًا فتناول الكحول المفرط يُسبب تليف الكبد مع مرور الوقت. عندما يتحلل الكحول في الكبد ينتج عنه موادٌ كيميائية سامة، مثل الأسيتالديهيد والجذور الحرة (الشقائق) التي تسبب أضرارًا خطيرة.
  • تجنب المواد غير المشروعة: مثل المخدرات أو العقاقير الممنوعة فقد تسبب هذه المواد زبادة السمومٍ في الكبد.
  • الحذر عند استعمال عدة أنواع من الأدوية: لأن بعض الأدوية الموصوفة والعلاجات الطبيعية قد تتفاعل سلبًا عند خلطها. يلزم التأكد من التعليمات المرفقة مع الأدوية ومراجعة الطبيب عند تناول أي دواء جديد.
  • الحماية من المواد الكيميائية الغازية: مثل المواد الموجودة في الطلاء أو مواد التنظيف القوية والمبيدات الحشرية المستخدمة زراعيًا. يجب تهوية المكان جيدًا واستخدام القناع عند التعامل مع هذه المواد.
  • اللقاحات: اللقاح ضروريٌ للغاية خاصة عند السفر إلى مناطق قد ينتشر فيها التهاب الكبد بنوعيه A وB، أو الملاريا، وقد تؤدي إلى الحمى الصفراء التي تسبب الفشل الكبدي. يمكن الوقاية من كلا المرضين عن طريق اللقاحات المناسبة.
  • الجنس الآمن: بسبب عدم وجود لقاح ضد التهاب الكبد الوبائي C يجب أخذ الحيطة فيما يتعلق بالجنس والوشم وثقب الجسم.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: يساعد نظام التمارين المنتظم في تعزيز الصحة العامة لكل أعضاء الجسم، بما في ذلك الكبد.
  • تجنب التعرض للدم والجراثيم: يجب الحصول على رعاية طبية إذا تم التعرض إلى دماء شخصٍ آخر. كما ينبغي الحفاظ على الأغراض الشخصية النظيفة مثل فرشاة الأسنان والمناديل.