الكدمة الرئوية: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 10 سبتمبر 2023

تعتبر الكدمة الرئوية حالة صحية خطيرة، فهي تحدث عندما تتسبب الإصابة في نزيف داخل الرئة، مما يؤدي إلى تراكم الدم في الأنسجة الرئوية وتلفها. وعلى الرغم من أن الكدمة الرئوية لا تحدث كثيراً، إلا أنها قد تنجم عن حوادث خطيرة مثل الحوادث المرورية أو التعرض للضرب أو الحوادث الرياضية.

في هذه المقالة، سنتحدث عن أسباب وأعراض الكدمة الرئوية، وطرق التشخيص والعلاج المتاحة، والوقاية منها.

ما هي الكدمة الرئوية؟

الكدمة هي مصطلح طبي يصف حالة تحدث نتيجة الرض المباشر لأحد أعضاء الجسم، حيث يحدث أذية في النسيج وتؤدي إلى نزيف موضعي من الأوعية الشعرية المتواجدة.

يمكن تعريف الكدمة الرئوية على أنها حدوث أذية في المتن (البرانشيم) الرئوي نتيجة رض مباشر أو غير مباشر للرئة، دون حدوث أي تمزق ضمن العضو أو في الأوعية الدموية الكبيرة المتواجدة.

تعد هذه الحالة من أذيات الرئة الحادة الأكثر شيوعاً، حيث يتراوح معدل حدوث كدمة الرئة بين 30 إلى 75% من بين إصابات الرئة الحادة، كما أن معدل الوفيات يتراوح بين 10-25% من بين جميع الحالات. (1)

أعراض الكدمة الرئوية

يمكن أن تكون الكدمة الرئوية نتيجة لحادث أو إصابة وهي عبارة عن نزيف دموي في أسناخ الرئة. وعلى الرغم من أن الأعراض قد لا تظهر على الفور بعد الإصابة، إلا أنها قد تصبح خطيرة مع مرور الوقت.

وتؤدي الأذية للنسيج الرئوي إلى حدوث نزيف دموي قليل الكمية ضمن الأسناخ الرئوية، ومع تراكم الدم في الرئة يتعذر على الجهاز التنفسي العمل بكفاءة، مما يتسبب في صعوبة في التنفس وشعور بالضيق. كما قد تتطور هذه الحالة إلى التهاب رئوي ويؤدي لتفاقم الأعراض، مما يتطلب التدخل الطبي العاجل.

 تضم الأعراض الخاصة بالكدمة الرئوية، ما يلي:

  • صعوبة في التنفس
  • يصبح التنفس متسارع وضحل
  • الدوخة واختلال التوازن نتيجة انخفاض ضغط الدم
  • سعال منتج لقشع دموي
  • سماع وزيز شديد اللحن عن الزفير
  • ألم صدري

أسباب الكدمة الرئوية

تحدث الكدمة الرئوية نتيجة حصول تباطؤ مفاجئ عند اصطدام الصدر المُتحرك بسرعة مع جسم ثابت، ومن الممكن أن تتشكل الكدمة نتيجة الرضوض المباشرة على جدار الصدر. ويمكن تلخيص أهم الأسباب على الشكل التالي:

  • حوادث السير
  • السقوط
  • الاعتداء بالضرب
  • الإصابات الرياضية

المضاعفات

يشفى المرضى المصابين بالكدمة الرئوية خلال 3-5 أيام عادةً، ولكن هناك بعض الحالات الشديدة التي قد تترافق مع مضاعفات، تطيل من فترة المرض. وتضم:

١- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)

متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) هي شكل من أشكال قصور التنفس، حيث يحدث التهاب منتشر في الأسناخ الرئوية يؤدي إلى اضطرابات تنفسية، بالتالي تؤثر على حياة المريض.

تعد من الحالات الطبية التي تتطلب تدخلاً فورياً، وتشاهد لدى 17% من المرضى الذين يعانون من كدمة رئوية معزولة، أما الذين لديهم إصابات إضافية في الصدر قد تصل النسبة لديهم حتى 78%. (2)

٢- التهاب الرئة (Pneumonia)

التهاب الرئة أو ما يعرف بذات الرئة، يعد من المضاعفات التي قد تلي الكدمة الرئوية، بنسبة تصل حتى 20% من الحالات. (3)

التشخيص

إن تعرض المريض لرض على الصدر أو حادث سير، سيوجه الطبيب لمجموعة من الحالات الإسعافية، وتعد الكدمة الرئوية إحدى هذه الحالات.

لذلك يأخذ الطبيب القصة السريرية المفصلة لمعرفة تفاصيل الرض، بعدها يجري فحص سريري مع التركيز على إصغاء الصدر عبر السماعات الطبية.

عند التوجه لحالة الكدمة الرئوية يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات التصويرية التي ستؤكد التشخيص وهي تشمل:

١- صورة الصدر البسيطة (CXR)

يعد تصوير الصدر عبر الأشعة السينية أهم خطوات التشخيص وأسهلها، حيث تظهر عادة ضبابة زجاحية ضمن منطقة محددة من الرئة، والتي تعكس مكان الكدمة الحاصل.

قد يكون من الصعب إيجاد حدود الكدمة في بعض الحالات، ومن الممكن أيضا أن تتأخر لتعطي أي علامة على التصوير ويكون التأخير الوسطي بحدود 6 ساعات، ومن الممكن أن يصل لل48 ساعة.

لذلك يُفضل عادةً إعادة التصوير بعد 12 ساعة، في حال كانت الصورة الأولى سلبية أي لا تحوي على أيّة علامات.

٢- التصوير عبر الأمواج فوق الصوتية

يعد التصوير عبر الأمواج فوق الصوتية من الأدوات التشخيصية المهمة، التي تضيف معلومات مفيدة للتشخيص.

٣- الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT)

قد يكون الفحص التصويري الأدق لهذه الحالة هو التصوير المقطعي المحوسب، إلا أن إجراءه قد يحتاج وقت أطول.

وهو يساعد في وضع صورة ثلاثية الأبعاد للكدمة، وتقدير الأبعاد الخاصة بها بدقة أكبر.

علاج الكدمة الرئوية

يعتمد علاج الكدمة الرئوية على تقدير الطبيب لشدة الحالة وفعالية الوظيفة التنفسية، حيث إن الهدف العلاجي يتمحور حول تزويد المريض بكمية كافية من الأكسجين.

يمكن تلخيص الخطوط العلاجية على الشكل التالي:

  • مسكنات الألم: قد يعاني من المريض من ألم صدري، يصعِّب عليه عملية التنفس. لذلك يعطى عادةً مسكناً للألم سواءً أكان عبر الوريد أو في بعض الحالات تحت الجافية (إبرة خاصة في العمود الفقري).
  • التنفس العميق والسعال: هي عبارة عن مجموعة تمارين تساعد على توسيع القصبات الهوائية وتخليص الأسناخ من السوائل المتجمعة. وتشمل الخطوات:
    • التنفس العميق: يمكن أن يُجري المريض 10 دورات في كل ساعة. ويتم عبر:
      • الجلوس بوضعية مريحة
      • أخذ نفس عميق عبر الأنف
      • حبس الأنفاس لمدة 5 ثوانٍ
      • الزفير ببطء، وكأن المريض ينفخ شمعة
      • أخذ راحة للدورة التالية
    • السعال: يمكن أن يلي التمرين السابق، ويتم:
      • الجلوس بوضعية مريحة
      • أخذ نفس عميق عبر الأنف
      • السعال بعمق
      • استخدام منديل من أجل القشع
      • تكرار الأمر إلى أن يتوقف خروج القشع
  • الأكسجين: قد يكون من الضروري تزويد المريض بالأكسجين لرفع مستواه في الجسم وتحسين الحالة العامة، ويتم ذلك عبر قناع للوجه أو قنية أنفية.
  • رشف المفرزات في الأسناخ: يوجد جهاز مزود بأنبوب، مسؤول عن سحب السوائل أو المخاط المتجمع في القصبات أو الأسناخ.
  • إدخال الأنبوب الصدري: قد تتطلب بعض الحالات انصباب جنب أو استرواح صدر القيام بهذا الإجراء، والمتمثِل بإدخال أنبوب عبر المسافة بين الأضلاع وذلك لتخفيف كمية الهواء أو السوائل المتجمعة حول الرئتين.
  • أجهزة التنفس الاصطناعي: هي عبارة عن أجهزة تعمل على إدخال الهواء وإخراجه من الرئتين، يلجأ إليها الطبيب في الحالات الحرجة.

الوقاية من الكدمة الرئوية

قد تكون الوقاية من الكدمة الرئوية ممكنة عبر اتخاذ الخطوات التالية:

  • تجنب قيادة السيارة بسرعة كبيرة أو بطيش وذلك لتجنب الحوادث
  • الانتباه عند المشي أو التسلق وخاصةً عند الصعود لمنطقة مرتفعة.
  • ارتداء الملابس المناسبة وأدوات الحماية وخاصة عند ممارسة الرياضة التي تتطلب عنف.
  • الابتعاد عن المشاجرات والنزاعات.