الكساح عند الأطفال: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 27 يوليو 2022

يعد الكساح عند الأطفال من الأمراض المثيرة للجدل وتدور حوله الكثير من المعتقدات الخاطئة، فهل هو مرض وراثي؟ أم تشوه خلقي؟ وهل يمكن علاجه؟

تعريف الكساح

الكساح أو ما يسمى بالرخد هو حالة يحدث فيها نقص في فيتامين د والكالسيوم والفوسفات، مما يؤثر على نمو العظام عند الأطفال، بحيث تصبح العظام لينة.

فالنمو السليم لعظام متينة قادرة على دعم هيكل الجسم يحتاج إلى هذه العناصر، التي يفتقدها مريض الكساح.

وتعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ٦ و٢٤ شهراً، وذلك بسبب النمو السريع للعظام خلال هذه الفترة، في حين يقابل الكساح عند البالغين ما يسمى بتلين العظام.

أعراض الكساح عند الأطفال

  • آلام عظمية: غالباً في الساقين، لذا تبدو مشية الطفل متمايلة وقد يتجنب المشي أو يتعب بسهولة. وكذلك تظهر الآلام في الذراعين والعمود الفقري والحوض.
  • ضعف النمو: لا يتطور الهيكل العظمي بشكل صحيح، بحيث يتأثر الطول ويكون الطفل قصيراً.
  • ضعف العظام: تصبح العظام أكثر عرضة للكسور، بما في ذلك الكسور العفوية التي تحدث من تلقاء نفسها دون التعرض لصدمة.
  • تشوهات العظام وتشمل:
    • الأرجل منحنية ومقوسة
    • زيادة عرض الكاحلين والمعصمين
    • عظام الجمجمة لينة، ويتأخر انغلاق اليافوخ الأمامي وهو نقطة التقاء لعظام الجمجمة عادة يغلق بين ٩و ١٨ شهراً
    • إضافة لكون الجبهة عريضة
    • نتوءات أو عقيدات في القفص الصدري عند نهاية الأضلاع، تأخذ شكلاً شبيهاً بالمسبحة
    • اندفاع عظام الصدر للأمام، ويسمى هذا المظهر صدر الحمام
    • انحناء العمود الفقري، سواء بشكل حدب أو جنف
  • ضعف العضلات: تفقد العضلات قوتها.
  • مشاكل في الأسنان: تأخر ظهور الأسنان، والعيوب في بنيتها إضافة إلى تسوس الأسنان.
  • أعراض نقص الكالسيوم: تظهر في بعض الأحيان أعراض مرتبطة بنقص الكالسيوم تفاقم أعراض الكساح كالتقلصات العضلية، الرجفان والشعور بالوخز في اليدين والقدمين، صعوبات التنفس والمشاكل القلبية.

أسباب الكساح عند الأطفال

١- نقص فيتامين د أوالكالسيوم

يعتبر نقص فيتامين د أو الكالسيوم السبب الأكثر شيوعاً للكساح عند الأطفال، فهما عنصران ضروريان للنمو الصحيح للعظام في مرحلة الطفولة والحفاظ على بنيتها لاحقاً.

يساعد فيتامين د الجسم على التحكم في مستويات الكالسيوم والفوسفات، وفي حال أصبحت مستويات هذه المعادن في الدم منخفضة ينتج الجسم هرمونات تؤدي إلى إطلاق الكالسيوم والفوسفات من العظام.

ونتيجة لهذه الآلية تصبح العظام لينة وضعيفة، ويعرف هذا النمط من بالكساح التغذوي. والأكثر عرضة لهذا النقص هم على الشكل التالي:

  • يتم الحصول على القدر الأكبر من فيتامين د عن طريق تعرض الجلد لأشعة الشمس، لذا فإن امتلاك الطفل لبشرة داكنة أو كان مكان السكن في مناطق مناخها قليل الشمس، يمكن أن يعرض الطفل إلى نقص فيتامين د.
  • من أهم مصادر فيتامين د هي الأسماك الدهنية والبيض والحبوب المدعمة، أما الكالسيوم فهو يوجد بشكل شائع في منتجات الألبان مثل الحليب والجبن، والخضروات الخضراء مثل البروكلي والملفوف.
    لذلك فإن الأطفال النباتيين لا يحصلون على ما يكفي من هذه العناصر عن طريق الأطعمة، وكذلك الحال عند الأطفال الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، وهي حالة تسبب مشكلة في هضم منتجات الألبان.
  • الخدج أي الأطفال المولودين قبل الأوان معرضون لنقص فيتامين د لأن مخازن فيتامين د تتشكل في الثلث الأخير من الحمل.
  • تناول أدوية تتعارض مع فيتامين د.
  • الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية معرضون لنقص فيتامين د أيضاً بسبب مستوياته المنخفضة في حليب الأم.

٢- خلل وراثي

تحدث أشكال نادرة للكساح عند الأطفال أيضاً بسبب بعض الاضطرابات الوراثية (الجينية) التي تنتقل عبر العائلة. ويذكر منها:

١- الكساح ناقص الفوسفات أو يعرف باسم الكساح المقاوم لفيتامين د، وهي حالة يحدث فيها خلل بطريقة تعامل الكلية مع الفوسفات، بحيث لا تتمكن من الاحتفاظ به في الدم وتطرحه في البول.

٢- عادة يرتبط الفوسفات مع الكالسيوم لتشكيل أسنان وعظام قوية أما في هذه الحالة تكون مستويات الفوسفات منخفضة في الدم والعظام.

٣- هناك نمط يدعى الكساح المعتمد على فيتامين د ويحدث فيه خلل في الجينات يؤدي لعدم قدرة الجسم على إنتاج الشكل الفعال من فيتامين د.

٣- أنواع معينة من الأمراض

يتطور في بعض الأحيان عند الأطفال الذين يعانون من:

  • أنواع معينة من أمراض الكبد كونه يلعب دوراً في تكوين الشكل الفعّال من فيتامين د.
  • أمراض الأمعاء التي تقلل من هضم الدهون وامتصاصها فعادةً ما يرتبط بها امتصاص فيتامين د.
  • أمراض الكلى مثل الحماض الأنبوبي الكلوي وهي حالة لا تتمكن فيها الكلية من إزالة الأحماض التي تنتج في الجسم من الدم إلى البول.
  • عموماً تسبب بعض أمراض الكلى التي يحدث فيها خلل في وظيفة إطراح الشوارد مؤديةً لطرح الكالسيوم والفوسفات أحد أنماط الكساح ويسمى بالكساح الكلوي.

تشخيص الكساح عند الأطفال

من المهم مراجعة الطبيب إذا كان لدى الطفل أي من علامات أوأعراض الكساح عند الأطفال ويكون التشخيص على الشكل التالي:

١- يجري الطبيب فحصاً جسدياً للتحقق من وجود أي مشاكل أو تشوهات واضحة، ويكشف الفحص عن وجود الإيلام في العظام.

٢- يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي للطفل أي الأمراض السابقة والنظام الغذائي، والتاريخ العائلي للأمراض وأي دواء يتناوله.

٣- يجرى فحص الدم عادةً للتشخيص، حيث يتم تحري مستويات:

  • الكالسيوم والفوسفور، والتي تكون منخفضة
  • إنزيم يسمى الفوسفاتاز القلوية ALP، وهو بروتين أكثر ما يوجد في العظام والكبد وتكون مستوياته مرتفعة في الكساح.
  • هرمون PTH، ويفرز من غدد موجود خلف الغدة الدرقية تسمى الغدد جارات الدرقية، عند انخفاض الكالسيوم في الدم لتعمل على سحبه من العظام.
  • فحص غازات الدم، وهو اختبار يتحقق من وجود الأحماض في الدم
  • كذلك يطلب تحليل الكالسيوم في البول

٤- قد يخضع الطفل للتصوير الشعاعي بالأشعة السينية أو فحص كثافة العظام، لتحري بنية العظام وشكلها.

٥- ممكن أن يجري الطبيب خزعة العظم أي أخذ عينة من العظم لدراستها ونادراً ما يتم اللجوء لهذا الأسلوب.

طرق العلاج

يجب علاج السبب الأساسي لضمان تحسن الأعراض، حيث تتحسن عادة الأرقام المخبرية والمظاهر في الصورة الشعاعية بعد أسبوع من بدء العلاج.

ويكون العلاج لحالة الكساح عند الأطفال بالأساليب التالية:

  • نظراً لأن معظم الحالات ناتجة عن نقص فيتامين د ونقص الكالسيوم فعادة ما يتم علاجها عن طريق زيادة مستويات فيتامين د والكالسيوم، إما عن طريق الأطعمة أو عن طريق المكملات الغذائية أو عبر زيادة وقت تعرض الطفل لأشعة الشمس.
  • إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في امتصاص الفيتامينات، فقد يحتاج إلى جرعة أعلى من فيتامين د.
  • كلما كان العلاج أبكر في عمر صغير للطفل أي خلال مرحلة النمو ازداد احتمال أن تتحسن التشوهات وتزول، بينما تأخير العلاج يسبب تشوهات هيكلية وقصر قامة دائم.
    وعادة يظهر التحسن واضحاً في تقوس الساقين في غضون ثلاثة أشهر من العلاج، بينما قد تتطلب بعض الحالات علاجاً جراحياً.
  • يعالج الشكل الجيني ناقص الفوسفات بإعطاء الفوسفات وشكل خاص من مكملات فيتامينات د ويسمى الكالسيتريول، كذلك تعطى أشكال خاصة من مكملات فيتامين د للأشخاص الذين لا تستطيع أجسامهم تحويل هذا الفيتامين إلى شكله النشط.

ويحدد الطبيب كمية المكملات الغذائية المطلوبة ومدة العلاج وكيفية مراقبة العلاج بحسب عمر لطفل والسبب الرئيسي لحالة الكساح.

فإذا كانت جرعة فيتامين د أو الكالسيوم عالية جداً، أو استمر العلاج لفترة طويلة جداً، أو لم تتم مراقبته بحذر، فقد يؤدي ذلك إلى رفع مستويات الكالسيوم في الدم مسببةً حالة خطرة تسمى فرط كالسيوم الدم.

الوقاية

  • بالاعتماد على دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية لطب الأطفال للوقاية من الكساح، فالوقاية ممكنة عند الأطفال بسهولة عن طريق اتباع نظام غذائي يحتوي على فيتامين د والكالسيوم والفوسفات، ووالتعرض المباشر للشمس، وتناول مكملات فيتامين د إذا لزم الأمر.
  • تتوجب المتابعة بانتظام في حال وجود أمراض الكبد او الكلى أو الأمعاء التي تؤثر في مستويات فيتامين د أو الكالسيوم أو الفوسفور.
  • في ظل حاجة الرضع والأطفال الصغار لتغطيتهم من أشعة الشمس عند الخروج بسبب حساسية جلدهم يكون من المهم التفكير في توفير وارد كافي من فيتامين د عن طريق المكملات.
العمرالجرعة اليومية
الأطفال منذ الولادة إلى عاممن ٨.٥ إلى ١٠ ميكروغرام (٣٤٠- ٤٠٠ وحدة دولية)
خاصةً في حال الاعتماد على الرضاعة الطبيعية أو في حال كانوا يشربون أقل من ٥٠٠ مل من حليب الأطفال
الأطفال من ١ - ٤ سنوات١٠ ميكروغرام (٤٠٠ وحدة دولية)
البالغون والنساء الحوامل أوالمرضعات١٥ ميكروغرام ( ٦٠٠ وحدة دولية)
كبار السن فوق ال٧٠٢٠ ميكروغرام (٨٠٠ وحدة دولية)
جدول يوضح الجرعة المناسبة من فيتامين د يومياً

بالإضافة لفيتامين د فيحتاج الرضع إلى حوالي ٤٠٠ مجم من الكالسيوم يومياً (حوالي كوب ونصف من الحليب)، في حين قد يحتاج المراهق كونه ينمو بسرعة من ١٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ مجم من الكالسيوم يومياً.

أما الأطفال الذين لا يستطيعون تناول منتجات الألبان بسبب إصابتهم بعدم تحمل اللاكتوز، فيمكنهم الحصول على مكملات الكالسيوم كي يحصلوا على عظام أقوى.

الملخص

إن حالة الكساح عند الأطفال سهلة العلاج في حالة تم تشخيصها مبكراً، وتكون الحلول في معظم الأحيان عبارة عن الحصول على الكمية المناسبة من فيتامين د والكالسيوم لإعادة تصحيح وبناء العظام بشكل أقوى.

كما ويجب الانتباه إلى الكمية الموصى بها من قبل الطبيب وعدم تغييرها قبل استشارته لما قد يتسبب به من مضاعفات على صحة الطفل.