المفطورات التناسلية: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 5 سبتمبر 2023

تعد المفطورات التناسلية من الأمراض التي تشكل تحدياً كبيراً للصحة العامة، حيث تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم سنوياً. كما أن تحديد المفطورات التناسلية وعلاجها يمكن أن يكون صعباً، حيث يمكن أن تكون الأعراض غير واضحة في معظم الحالات ولكنها قد تسبب تداعيات صحية خطيرة إذا لم تُعالج بشكل صحيح.

في هذا المقال، سنتناول كل هذه النواحي بشكل مفصل بما في ذلك الأسباب الشائعة للإصابة بالمفطورات التناسلية، والطرق الفعالة للتشخيص والعلاج، وكيفية الوقاية منها.

ما هي المفطورات التناسلية؟

يمكن أن نعرِّف المفطورات (Mycoplasma) على أنها نوع من أنواع الجراثيم، التي تتميز بعدم وجود جدار خلوي يحيط بها مع جينوم (المادة الوراثية) صغير نسبياً. كما تُعد أصغر الكائنات الحية ذاتية التكاثر المكتشفة إلى وقتنا هذا.

أما المفطورات التناسلية فهي الأنواع التي تصيب الجهاز التناسلي بشكلٍ خاص، فهي تُصنف كأحد المُسببات للأمراض المُعدية المنقولة جنسياً (STIs).

يمكن أن تصيب هذه الجرثومة كل من عنق الرحم (بين الرحم والمهبل) والإحليل (الأنبوب الذي يصل المثانة بالوسط الخارجي) أو المستقيم.

وقد أفادت دراسة وطنية للمواقف وأنماط الحياة الجنسية من المملكة المتحدة أن أرقام الإصابة تصل لـ 1.2% للرجال و 1.3% للنساء، وذلك في العمر الذي يتراوح بين 16-44 عام. هذا و أرفقت الدراسة أنه من بين المصابين كان 56% من الرجال و 94% من النساء بدون أي أعراض. (1)

إلا أن دراسة أخرى شملت 1193 مريض حضروا إلى عيادة الصحة الجنسية، أكدت أن حوالي 4.5% من الرجال و 3.2% من النساء كانوا مصابين بالمفطورات التناسلية، وأن 50% و 40% من الحالات كانت مصحوبة بأعراض. (2)

أعراض المفطورات التناسلية

تعد المفطورات التناسلية من المشكلات الشائعة عند الرجال والنساء على حد سواء، كما أن هذه الحالة لا تترافق دائماً مع أعراض.

ولكن في حال وجود أعراض هي تكون غالباً مشابهة لتلك الظاهرة في الأمراض المنقولة جنسياً (STIs) وتشمل:

  • ظهور مفرزات غير طبيعية أو ذات رائحة كريهة أو لون غريب من الأعضاء التناسلية أو الشرج.
  • حدوث نزف غير طبيعي (خارج أوقات الطمث) وغير منتظم من المهبل أو عنق الرحم، وبشكل خاص عقب الجماع.
  • وجود صعوبة أو عدم ارتياح عند التبول مثل الشعور بالحرقة أو الألم.
  • وجود ألم في أسفل البطن أو الخصيتين أو المستقيم.
  • ألم أثناء ممارسة الجنس.
  • ويمكن أن تؤدي المفطورات التناسلية إلى مشاكل صحية أكبر، مثل عدوى الجهاز التناسلي العلوي والعقم.

طرق العدوى المفطورات التناسلية

تنتقل المفطورات التناسلية عبر التماس الجنسي المباشر غير المَحمي مع الشخص المصاب، ويمكن أن يكون هذا الاتصال الجنسي:

  • مهبلي
  • شرجي
  • فموي
  • كما قد تنتقل هذه الجراثيم عبر لمس الأعضاء التناسلية

كما ويجب التنويه هنا أن العدوى تكون جنسية فقط فمن غير الممكن أن تسبب المفطورات التناسلية عدوى من خلال التقبيل أو مشاركة الشراب الطعام، وذلك لأن هذا النوع من الجراثيم غير قادر على الحياة خارج الجسم.

المضاعفات

قد تظهر في بعض الحالات مجموعة من المضاعفات عند الإصابة بالمفطورات التناسلية وخاصةً في حال عدم التشخيص والعلاج، وتضم هذه المضاعفات:

  • التهاب الخصية والبربخ (Epididymo-orchitis): قد تسبب المفطورات التناسلية التهاباً في الأنبوب الذي يحمل النطاف، ويعد من المضاعفات الشديدة التي تتطلب علاجاً فورياً لتجنب حدوث عقم.
  • مرض التهاب الحوض (PID): إن وصول هذه المفطورات للرحم أو قناة فالوب أو المبيض، قد يؤهِّب لحدوث مرض التهاب الحوص (PID).
  • صعوبة الحمل والتي قد تتطور إلى العقم
  • آلام مستمر في الحوض
  • زيادة خطر حدوث الحمل الهاجر أو الحمل خارج الرحم
  •  بالنسبة للنساء الحوامل، فمن الممكن أن تسبب المفطورات التناسلية حدوث إجهاض أو ولادة مبكرة أو حتى وفاة الجنين، وقد تنتقل الإصابة للطفل خلال فترة الحمل.

التشخيص

إن تشخيص حالة المفطورات التناسلية يعد صعباً، حيث لا يتوجه الطبيب بشكل مباشر إلى هذه العدوى حتى لو ظهرت الأعراض وذلك لوجود أعراض مشابهة لأمراض جنسية أخرى أكثر شيوعاً مثل الكلاميديا (Chlamydia) والسيلان (Gonorrhea).

لذلك فإن الطبيب عادةً يتأكد من كافة الأمراض ومن ثم يتوجه نحو حالة المفطورات، وبشكل خاص عند وجود التهاب مستمر في الإحليل أو عنق الرحم أو ناكس أي يعود الالتهاب رغم العلاج.

يتم تشخيص وجود عدوى بالمفطورات التناسلية عبر:

  • إجراء مسحة من القضيب أو المهبل أو المستقيم، ومن ثم إرسالها للزرع الجرثومي
  • ومن الممكن أيضاً إجراء الزرع من عينة بول

قد يطلب الطبيب أيضاً بعض التحاليل، التي تضم:

  • تعداد دم كامل (CBC)، وذلك للتأكد من وجود حالة عدوى من خلال تعداد الكريات البيض.
  • اختبار البروتين المتفاعل (CRP) و سرعة التثفل (ESR) وهي عبارة عن مؤشرات التهابية.
  • زرع بول وراسب والتي قد تعطي أيضاً معلومات مهمة تتعلق بالعدوى

يجب إجراء نفس الفحوص السابقة لأي شريك جنسي خاص بالمريض خلال الفترة السابقة، فمن المهم إعطاء علاج وقائي للمخالطين حتى لو لم تكن هناك أعراض.

علاج المفطورات التناسلية

تعالج المفطورات التناسلية عبر الصادات الحيوية، حيث يلزم للتخلُّص من العدوى أخذ دورتين علاجيتين من الصادات الحيوية المناسبة، وتستمر كل دورة من 8-14 يوم.

قد تكون بعض أنواع المفطورات الجنسية مقاومة للصادات الموصوفة من قِبل الطبيب، مما يلزم تبديل الصاد الحيوي أو قد يحتاج المريض لدورة علاجية أطول.

يجرى عادةً فحوصات للتأكد من أن العلاج قد نجح وشُفي المريض من المفطورات التناسلية، وذلك بعد 4 أسابيع من بدء العلاج أو أسبوعين من بعد الانتهاء من دورتين للصادات الحيوية.

الوقاية من المفطورات التناسلية

يمكن الوقاية من أي مرضِ معدي من خلال فهم طرق الانتقال وتطبيق الخطوات المناسبة للحد منها.

ومن أهم النصائح فيما يخص المفطورات التناسلية:

  • استخدام الواقي الذكري
  • ممارسة الجنس الآمن، الذي يتم من خلال التأكد من عدم مرور السائل المنوي أو الدم أو السائل المهبلي أو الشرجي بين الشريكين.
  • الاستفسار عن وجود أي إصابات بالأمراض المعدية المنقولة جنسياً (STIs).
  • مراجعة عيادة الطبيب والقيام بالفحوص الدورية.