المهق: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 23 أغسطس 2022

ما هو المهق ؟

المهق هو حالة وراثية تسبب انخفاضاً في كمية صباغ "ميلانين" الذي يتكون في الجلد والشعر والعينين ويعطيها ألوانها. وهو حالة تستمر مدى الحياة لكنها لا تزداد سوءاً بمرور الوقت.

يحدث هذا المرض في جميع المجموعات العرقية والإثنية في جميع أنحاء العالم.

أنواع المهق

قد يبدو لمعظم الأشخاص المصابين بشرة وشعر فاتح جداً، ولكن تختلف مستويات التصبغ تبعاً لنوع الشخص المصاب بالمهق، وله صفنان رئيسيان هما:

  • المهق الجلدي OCA: ويشمل العينين والشعر والجلد وهو أشد أشكال المهق.
  • المهق العيني OA: ويشمل العينين فقط وهو أقل شيوعاً، بينما قد يبدو الجلد والشعر متشابهين أو أفتح قليلاً من أفراد الأسرة الآخرين، ويظهر بفحص العين عدم وجود تلون في الجزء الخلفي من العين "الشبكية".

وفي أنواع المهق الأقل تصبغاً يكون لون الشعر والجلد يشبه الكريما وغالباً ما تكون الرؤية في حدود متدنية.

أما في الأنواع ذات التصبغ الخفيف يبدو الشعر أكثر اصفراراً أو ذو مسحة حمراء اللون وقد تكون الرؤية أفضل.

يمكن لاختبارات الحمض النووي في الواقع أن تحدد النوع الدقيق للمهق، ولا يزال البحث قائماً عن جينات المهق وتبدلاتها، حيث تم التعرف حتى الآن على ما يصل إلى سبعة أشكال من المهق الجلدي والعيني.

وينقسم البعض إلى أنواع فرعية:

١- الشكل الأول مثلاً له نوعان فرعيان:

  • الأول منها يكون الشعر أبيضاً والبشرة فاتحة جداً.
  • أما النوع الثاني فيكون الشعر أغمق إلى أشقر أو أصفر برتقالي أو حتى بني فاتح، بالإضافة إلى صبغة أكثر في الجلد.

٢- في الشكل الثاني يمكن أن يتراوح لون الشعر من الأشقر الفاتح جداً إلى البني.

حدد الباحثون أيضاً العديد من الجينات الأخرى التي تؤدي إلى المهق بمظاهر سريرية أخرى، ويرتبط بعضها بمشاكل النزيف والكدمات.
ويرتبط بعضها الآخر بأمراض الرئة والأمعاء، مثل متلازمة "هيرمانسكي بودلاك - HPS".

ورغم أنها أقل شيوعاً من المهق العادي ولكن يجب الاشتباه بها إذا أظهر الشخص المصاب بالمهق كدمات أو نزيفاً غير عادي أو إذا كانت نتائج الاختبار الجيني للأنواع العادية غير حاسمة.

أعراض المهق

تتركز الأعراض في الجلد والعينين، حيث تتميز بشرة المصابين بالمهق باللون الأبيض الوردي مع الشعر أبيض.

عادة ما تكون عيونهم رمادية فاتحة أو زرقاء أو ربما عسلية على الرغم من أنها يمكن أن تبدو وردية في الضوء، وتشمل بشكل عام الأعراض والعلامات الجلدية:

  • غياب لون الشعر أو الجلد أو قزحية العين
  • لون الجلد والشعر أفتح من الطبيعي
  • فقدان لون الجلد من مناطق على شكل بقع
  • الجلد الشاحب جداً الذي يحترق بسهولة في الشمس ولا يمكن أن يكون أسمر عادةً وهو أيضاً سمة من سمات المهق

أما الأعراض والعلامات العينية المختلفة فتشمل مايلي:

  • الرأرأة: وهي حركة أفقية ذهاباً وإياباً للعينين.
  • رهاب الضوء: وهو الحساسية للضوء الساطع والوهج.
  • الحَوَل: اختلال التوازن العضلي في العينين واختلال محور النظر.
  • الخطأ الانكساري: قد يعاني الأشخاص المصابون إما من طول نظر أو قصر نظر.
  • سوء توجيه العصب البصري: حيث لا تتبع الإشارات العصبية من شبكية العين إلى الدماغ المسارات العصبية المعتادة.
  • اللابؤرية: حيث لا تكون القرنية (الطبقة الشفافة في مقدمة العين) منحنية تماماً أو تكون العدسة ذات شكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية.
  • عادة ما يعاني الأشخاص المصابون من ضعف في الرؤية غير قابل للتصحيح في بعض الحالات حتى مع استخدام النظارات، وذلك بسبب التطور غير الطبيعي لشبكية العين والأنماط غير الطبيعية للوصلات العصبية بين العين والدماغ والتي تسبب مشاكل في الرؤية.

أسباب المهق

يعتبر السبب الأساسي هو عيب جيني في أحد الجينات المتعددة المسؤولة عن إنتاج صباغ "ميلانين". (1)

مما يؤدي إلى جعل الجسم غير قادر على إنتاج هذا الصباغ (بشكل جزئي أو كامل) أو توزيعه، وقد تنتقل هذه العيوب موروثةً عبر العائلات، وكي تظهر الإصابة على الطفل المصاب به يجب أن يحصل على نسختين من الجين واحدة من أبيه والأخرى من أمه.

أما حصوله على نسخة واحدة من الجين فلن تؤدي إلى ظهور المهق لديه، ولهذا السبب نقول أن ولادة طفل مصاب بالمهق لأبوين طبيعيين هذا يعني أنهما حاملان للمرض في جيناتهما حتى لو لم تظهر عليهما الإصابة.

تشخيص المهق

على اعتبار أنه مرض وراثي جيني يمكن أن تساعد الاختبارات الجينية في تأكيد التشخيص، حيث توفر هذه الاختبارات الطريقة الأكثر دقةً لتشخيص الإصابة.

وتعتبر هذه الاختبارات مفيدة في حال وجود تاريخ عائلي من المهق، كما أنها مفيدة لمجموعات معينة من الأشخاص المعروفين بالإصابة بالمرض.

قد يشخص الطبيب أيضاً الحالة بناءً على مظهر البشرة والشعر والعينين، وقد يجري طبيب العيون مخطط كهربائية شبكية العين الذي يمكن أن يكشف عن مشاكل الرؤية المتعلقة بالإصابة.

المضاعفات

في الواقع يمكن القول إن للمهق ثلاث مضاعفات رئيسية الأولى جلدية والثانية عينية وأما الثالثة فنفسية تتعلق بالنظرة الاجتماعية للمريض. (2 -3)

١- المضاعفات الجلدية والعينية

  • الأشخاص المصابون معرضون لخطر أكبر من غيرهم للإصابة بحروق الشمس ومشاكل الجلد وسرطان الجلد ومشاكل العين والرؤية الخطيرة.
  • تتعلق المضاعفات العينية بدرجة الإصابة والتي قد تشمل الرأرأة، الحول، مشاكل التركيز، وصولاً إلى العمى التام في بعض الحالات.
  • من المهم البحث عن تغيرات الجلد التي تنبئ بوجود مشكلة خطيرة مثل:
    • شامة جديدة أو كتلة
    • نمش أو بقع من الجلد موجودة سابقاً وبدأت تتغير في الحجم أو الشكل أو اللون.

٢- المضاعفات النفسية

يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالمهق من التمييز الاجتماعي الذي قد يصل لخطر العزلة لأن الحالة غالباً ما يساء فهمها لا سيما داخل المجتمعات الملونة.

العلاج والوقاية

كون السبب وراثي جيني لا يوجد علاج فعال وحقيقي، وكل الوسائل العلاجية ما هي إلا طرق للتخفيف أو الوقاية من الآثار الشديدة والمضاعفات محتملة الحدوث للمهق.

وبشكل عام من المهم للأشخاص المصابين بالمهق حماية بشرتهم وعيونهم من أشعة الشمس، وفحص عيونهم بانتظام، وتشمل الوسائل والنصائح الطبية لمرضى المهق ما يلي:

١- من المهم تجنب أضرار أشعة الشمس على الجلد والعينين من خلال اتخاذ الاحتياطات مثل استعمال الواقي الشمسي والقبعات والنظارات الشمسية والملابس الواقية من الشمس.

٢- يفيد ارتداء القبعات واسعة الحواف في تخفيف آثار الحساسية للضوء.

٣- بالنسبة للمشاكل العينية يعتمد العلاج بشكل أساسي على إعادة التأهيل البصري:

  • تساعد المعينات البصرية المختلفة الأشخاص المصابين بالمهق، ويعتمد اختيار المعينات البصرية على كيفية استخدام الشخص لعينيه في الوظائف أو الهوايات أو الأنشطة المعتادة الأخرى.
  • الأشخاص المصابون بالمهق حساسون للوهج، لكنهم لا يفضلون البقاء في الظلام، ويحتاجون إلى الضوء ليروا مثل أي شخص آخر.
  • ولتخفيف آثار الضوء السلبية عليهم قد تساعد النظارات الشمسية أو العدسات اللاصقة الملونة في الخارج.
  • أما في الداخل فمن المهم وضع الأضواء للقراءة على الكتف بدلاً من الأمام.
  • بالنسبة للحول العيني قد تفيد النظارات وتمارين العين والحقن في عضلات العين في تخفيف الحول، وقد تفيد الجراحة لتصحيح الحول في تحسين مظهر العينين أيضاً.
  • إضافة لذلك قد يستفيد بعض الأطفال الذين يعانون من الكسل العيني من وضع رقعة على العين السليمة لتشجيع العين الأخرى على العمل بجدية أكبر.
  • لا تؤدي الجراحة إلى تحسين البصر أو الرؤية الدقيقة، لأن الجراحة لن تصحح سوء تخطيط الأعصاب من العين إلى الدماغ.
  • لا يوجد حالياً علاج لحالة الرأرأة، ولكن قد يفيد التدخل الجراحي في تقليل أعراض الرأرأة.

علاج المشاكل العينية

  • استخدام الكتب والمواد المطبوعة بحجم خط كبير أو أن تكون عالية التباين.
  • استعمال عدسات مكبرة أو تلسكوبية يتم تعليقها على النظارات لقراءة الكتابة عن بعد، على سبيل المثال على السبورة البيضاء بالمدرسة.
  • استعمال شاشات كمبيوتر كبيرة.
  • استعمال الأجهزة اللوحية والهواتف التي تتيح لك تكبير الشاشة لتسهيل رؤية الكتابة والصور.

المهق مرض وراثي ولا يوجد أي سبب يمنع الشخص المصاب بالمهق من الأداء الجيد في التعليم العادي والتعليم الإضافي والتوظيف.

لذلك يجب على العائلات والمدارس بذل كافة الجهود لإشراك الأطفال المصابين بالمهق في الأنشطة الجماعية وتأمين الاتصال بالآخرين المصابين بالمهق أو المصابين بالمهق في أسرهم أو مجتمعاتهم، وبمساعدة ودعم مناسبين يمكن لمعظم الأطفال المصابين بالمهق الالتحاق بالمدارس العادية أيضاً.