النخالية الوردية: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 5 سبتمبر 2022

يعتبر مرض "النخالية الوردية" حالة جلدية شائعة الحدوث نسبياً وتسبب ظهور طفح جلدي منتشر في الجسم وتستمر لعدة أسابيع قبل أن تشفى وتتراجع.

وتختلف المسببات التي تؤدي لظهور هذا الطفح، فما هي أعراض المرض وما هي أنواع العلاج التي يمكن اتباعها؟

ما هو مرض النخالية الوردية؟

النخالية الوردية "Pityriasis rosea" هي حالة مرضية محددة لذاتها تصيب الجلد، وتظهر على شكل بقع جلدية وطفح جلدي أحمر منتشر في الجسم، إضافةً لظهور بعض الأعراض المرافقة كالاحتقان والوهن العام وغيرها من الأعراض.

كما أن هذه الحالة تصيب الإنسان مرة واحدة في العمر، ومن الممكن أن تتكرر في حالة 2% فقط من الأشخاص ويكون هذا التكرار بعد حوال 10 إلى 20 عاماً.

وتبدأ الإصابة بمرض "النخالية الوردية" بشكل مفاجئ من خلال الإحساس ببعض الوهن والتعب، وبعدها بفترة قصيرة تظهر بقعة على الجلد حمراء أو زهرية اللون شكلها بيضوي وذات حواف مرتفعة ومركز منخفض.

ويتراوح قطر هذه البقعة والاندفاع من (2-10) سم وتدعى بقعة هيرالد "Herald patch" أو بقعة الطليعة وتظهر بشكل رئيسي في منطقة الجذع، أي في جلد الصدر أو البطن أو الظهر.

وبعدها بحوالي اليومين يظهر طفح جلدي وبقع حمراء دائرية أو بيضوية ذات قطر صغير وتنتشر في كل أنحاء الجسم.

ويستمر الطفح والإصابة بمرض النخالية الوردية حوالي 6 - 8 أسابيع وأحياناً قد تصل لعدة أشهر، لكنها تشفى بشكل تلقائي بعد ذلك، ولهذا سميت حالة مرضية محددة لذاتها وتشفى عفوياً.

وتصيب النخالية الوردية الرجال والنساء بشكل متساو، وتحدث غالباً بين عمر ال 15 - 30 عاماً، وتبلغ نسبة الإصابة بها وفق آخر الإحصائيات في الولايات المتحدة من 0.5 - 2%.

أعراض النخالية الوردية

تأخذ الأعراض والعلامات المرافقة لحالة النخالية الوردية مساراً مشتركاً عند غالب المرضى من خلال ترتيب ظهورها عند الشخص المصاب.

وتكون أعراض الإصابة بمرض النخالية الوردية وفق الترتيب التالي:

١- الأعراض العامة

وتشمل مجموعة من الأعراض الجسدية التي تكون إنذارية وتسبق ظهور الطفح والاحمرار الجلدي بعدة أيام. كما يجدر الإشارة إلى أن هذا الطفح الجلدي لا ترافقه حكة، وهو ما يميز النخالية الوردية.

حيث تشمل أبرز هذه الأعراض العامة ما يلي:

  • الشعور بالوهن والتعب
  • الصداع
  • آلام المفاصل

٢- ظهور بقعة هيرالد "Herald patch" أو بقعة الطليعة

تظهر هذه البقعة أثناء حدوث الأعراض العامة عند المريض أو بعد انتهائها، وسميت "بقعة الطليعة" لأنها أول علامة جلدية لمرض النخالية قبل ظهور الاحمرار والعلامات الجلدية المنتشرة.

وتكون بقعة هيرالد دائرية أو بيضوية الشكل، حمراء أو زهرية اللون ومساحتها من 2-10 سم ذات حواف مرتفعة.

وتتوضع بشكل رئيسي في منطقة الجذع (جلد البطن أو الظهر أو الصدر) وممكن أن تظهر في أي مكان من الجلد.

ويسبق ظهور هذه البقعة ظهور اندفاعات جلدية وبقع منتشرة في الجسم بحوالي يومين على الأقل.

٣- ظهور الطفح والاندفاعات الجلدية المعممة في الجسم

تظهر اندفاعات جلدية منتشرة في الجسم بيضوية ودائرية الشكل، حمراء أو زهرية اللون بعد حوالي يومين لأسبوعين من ظهور بقعة واندفاع الطليعة.

وتكون هذه الاندفاعات صغيرة ومساحتها لا تزيد عن 1.5 سم.

تنتشر في البطن والظهر والأكتاف ولها منظر مميز نوعاً ما، ونادراً ما تصيب الوجه أو تنتشر على الأطراف.

وهذا الطفح المنتشر ليس مؤلماً عادةً ولكنه قد يسبب الحكة، ويستمر بين أسبوعين حتى 12 أسبوع وفي بعض الحالات قد يحتاج 5 أشهر ليتراجع ويشفى.

أسباب الإصابة بمرض النخالية الوردية

السبب الرئيسي للإصابة بمرض النخالية الوردية غير معروف أو محدد، حيث لم يتم رصد أي سبب أو عامل ممرض بحد ذاته يسبب هذا المرض.

وتم وضع عدة فرضيات وعوامل قد تكون محرضة لحدوث وإطلاق الإصابة بالنخالية الوردية.

واستنتج الخبراء أن وجود أحد هذه المحرضات والعوامل سواء بشكل منفرد أو اجتماعها عند الشخص ترفع وتساهم بشكل أكبر بالإصابة.

وتشمل أبرز الأسباب والعوامل التي تحرض حدوث "النخالية الوردية" ما يلي:

١- العدوى الفيروسية

تم التوجه لكون العدوى الفيروسية هي المسبب والمطلق لمرض النخالية الوردية.

لأن الطفح الجلدي غالباً ما يكون مسبوق بأعراض مشابهة لأعراض الانتانات الفيروسية وتشمل:

  • الشعور بالوهن في الجسم
  • الاحتقان
  • ألم البلعوم
  • الحرارة

وبالفعل تم ربط حصول العديد من حالات النخالية الوردية بعد الإصابة بعدة فيروسات كفيروس الهربس البشري 6 و7 "Herpesviruses"، وفيروس الإنفلونزا النمط A، وايضاً فيروس كورونا المستجد "COVID-19".

ولكن الربط بين الإصابة الفيروسية وحصول النخالية لم تكن حاسمة ومؤكدة لوجود علاقة مباشرة، حيث يوجد الكثير من حالات النخالية الوردية تحدث بدون إصابة فيروسية سابقة.

٢- تناول بعض الأدوية

لاحظ العلماء ارتباط تناول بعض أنواع الأدوية بارتفاع نسبة حدوث النخالية الوردية عند بعض الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية.

وتشمل هذه الأدوية ما يلي:

  • بعض أنواع أدوية الضغط كمثبطات الإنزيم القالب للانجيوتنسين "Angiotensin-Converting Enzyme Inhibitors"
  • مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية "NSAIDs"
  • بعض الصادات الحيوية
  • الأدوية التي تحوي الذهب في تركيبها

٣- اللقاحات

تعطى اللقاحات بشكل روتيني ووفق برامج محددة لمنع الإصابة ببعض العوامل الممرضة الفيروسية والجرثومية والتي تشكل خطراً وتهديداً على صحة الإنسان.

ولكن وجد العلماء أن الحصول على بعض جرعات اللقاحات قد يزيد احتمال تطور النخالية الوردية عندهم كرد فعل بعد اللقاح، ولكن هذا لا يلغي أهمية اللقاح ولا يعني عدم الحصول عليه.

وتشمل بعض اللقاحات التي قد تسبب حدوث النخالية بعد أخذها:

  • لقاح السل
  • لقاح الدفتريا
  • لقاح الجدري
  • لقاح ضد التهاب الكبد B وغيرها

تشخيص الإصابة بالنخالية الوردية

يعتبر تشخيص الحالة أمراً سهلا حيث يمكن خلال استجواب المريض عن القصة المرضية والأعراض وتسلسلها.

بالإضافة إلى إجراء فحص سريري ومعاينة للإصابة الجلدية والطفح المميز للحالة، وتشخيص وتحديد الإصابة.

وفي بعض الحالات قد يطلب طبيب الأمراض الجلدية خزعة للجلد من مناطق الإصابة واجراء بعض الفحوص الدموية لتأكيد التشخيص ونفي الحالات المشابهة.

طرق العلاج

باعتبار أن مرض النخالية الوردية محدد لذاته فهو يشفى وتتراجع علامات الطفح الجلدي الناتجة عنه بشكل تلقائي بعد فترة وسطية هي 6 - 8 أسابيع بدون أي علاج.

وبالتالي يكون الهدف من إعطاء الأدوية والعلاجات خلال حدوث النخالية الوردية هو التخفيف من حدة الأعراض وإراحة المريض حتى يشفى بشكل تلقائي.

وتتضمن أبرز الطرق والعلاجات التي تخفف من حدة الأعراض ما يلي:

١- أدوية من أجل تخفيف الحكة

في حالات قليلة جداً، يكون هنالك حكة مرافقة مع النخالية الوردية، ولذلك يصف الطبيب بعض الأدوية التي تخفف منها لتريح المريض.

وتتضمن الأدوية التي تخفف من الحكة وتهيج الجلد ما يلي:

  • مراهم وكريمات موضعية توضع على الجلد
  • الأدوية التي تحوي مضادات هيستامين "ANTIHISTAMINE" حيث تخفف الحكة وتساعد على النوم ليلاً.
  • الستيروئيدات على شكل مراهم أو حبوب فموية تستخدم في حالات الطفح الشديد والحكة الشديدة.

٢- بعض الأدوية المضادة للفطور

قد يصفها الطبيب بشكل وقائي منعاً لتطور إصابة فطرية مرافقة لحالة النخالية الوردية.

٣- الأدوية المضادة للفيروسات

في بعض الحالات التي تشخص باكراً يمكن وصف أدوية مضادة لتكاثر الفيروسات كدواء أسيكلوفير "ACYCLOVIR" والتي قد تخفف وتقلل من شدة ومدة الإصابة.

٤- نصائح في المنزل

يمكن لبعض الممارسات في المنزل أن تساهم في تقليل الحكة وتخفيف تهيج الجلد، ومنها على سبيل المثال:

  • تجنب الاستحمام بالماء الساخن
  • تجنب فرك الجسم أثناء الاستحمام
  • تجنب التعرق المفرط
  • تجنب استخدام بعض أنواع الأقمشة كالصوف
  • تجنب المواد الكيميائية كالصابون والمنظفات

كما ينصح معظم الأطباء بتعرض المريض للشمس، فأشعة الشمس تكون مفيدة في تخفيف وعلاج هذه الحالة.

٥- العلاج بالأشعة فوق البنفسجية

تساهم جلسات الأشعة فوق البنفسجية بشكل نسبي في تسريع شفاء الطفح الجلدي والتقليل من الحكة المرافقة للإصابة بمرض النخالية الوردية.

المضاعفات

بشكل عام يعتبر مرض النخالية الوردية مرض سليم ويشفى دون اختلاطات، ولكن لا يخلو الأمر من بعض الاختلاطات.

وتتضمن بشكل رئيسي بقاء الجلد بعد زوال البقع والطفح الجلدي بلون مغاير عن لون الجلد المحيط، ولكن في معظم الحالات يعود الجلد لاحقاً للونه الطبيعي بعد فترة من الزمن.

وهناك أيضاً اختلاط آخر مهم وهو في حال ترافق حدوث الإصابة مع وجود حمل عند النساء.

حيث يعتبر أمر يستحق القلق والمتابعة مع الطبيب نظراً لارتباط حدوث النخالية الوردية عند الحوامل بزيادة احتمال الإجهاض لديهن وخصوصاً خلال أول 15 أسبوعاً من الحمل.

وعلى الرغم من كون حالة النخالية الوردية تستغرق وقتاً طويلاً للشفاء، كما لها أعراض مزعجة قليلاً جسدياً وشكلياً، إلا أنها ولحسن الحظ سليمة وتتراجع بشكل كامل في كل الإصابات وبدون اختلاطات ونادراً ما تتكرر.