النمط الثاني لمرض السكري عند الأطفال: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

التعريف

كان النمط الثاني ممن نمط السكري يعتبر من أمراض البالغين إلا أنه أصبح أكثر انتشاراً عند الأطفال، وهم معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بمضاعفاته.

يعاني الأطفال المصابون بداء السكري من النمط الثاني "Type 2 Diabetes in Children" من صعوبة في الاستفادة من سكر الغلوكوز من الطعام للحصول على الطاقة.

عند الأشخاص الأصحاء تتحطم الكربوهيدرات الموجودة في الطعام إلى سكر الغلوكوز داخل الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

وعندما يحدث ذلك يفرز البنكرياس هرمون الإنسولين "ّInsulin"  ويساعد على دخول الغلوكوز الموجود في الدم إلى داخل خلايا الجسم لتستمد الطاقة التي تحتاجها لعملها.

أما في مرض السكري لا يتمكن الجسم إنتاج ما يكفي من الإنسولين أو لا يتمكن من استخدام الإنسولين بشكل طبيعي.

وفي النمط الثاني من مرض السكري يصنع البنكرياس هرمون الإنسولين ولكن الخلايا لا تستجيب له كما ينبغي، وهذا ما يسمى بمقاومة الإنسولين "Insulin Resistance".

وبذلك لا يتمكن الغلوكوز من الوصول إلى الخلايا ويرتفع مستوى السكر في الدم فيعمل البنكرياس بجهد أكبر لإنتاج المزيد من الإنسولين.

تبقي الكمية الإضافية من الإنسولين سكر الدم ضمن المعدل الطبيعي في البداية، ولكن مع مرور الوقت لا يستطيع البنكرياس مواكبة الارتفاع المتفاقم، وتظل نسبة السكر في الدم مرتفعة.

أعراض النمط الثاني لمرض السكري عند الأطفال

غالباً لا يسبب مرض السكري من النمط الثاني أية أعراض، ولكن في بعض الحالات من الممكن أن تظهر الأعراض التالية:

  • حدوث عدوى متكررة في المثانة
  • عدوى الجلد
  • عدم التئام الجروح بسهولة
  • الحاجة إلى التبول بشكل متكرر
  • فقدان الوزن بالرغم من زيادة الشهية
  • العطش الشديد
  • تشوش الرؤية
  • الضعف والتعب
  • التهيج وتغير المزاج
  • الغثيان والإقياء
  • ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم والبول
  • وخز أو فقدان الإحساس في اليدين أو القدمين

كما يعاني العديد من الأشخاص من بقع داكنة على الجلد، وخاصةً في طيات الجلد حول الرقبة أو في الإبط، وهو ما يسمى بالشواك الأسود "Acanthosis Nigricans" وغالباً ما يكون علامة مبكرة على الإصابة بالسكري من النمط الثاني.

الحماض الكيتوني السكري

يكون الأطفال المصابون بداء السكري من النمط الثاني أكثر عرضة من البالغين للإصابة بالحماض الكيتوني السكري diabetic ketoacidosis (DKA) وتتراوح النسبة بين 5% و13% وخاصةً عند بعض الأعراق دوناً عن غيرها. (1)

وفيها يؤدي نقص الغلوكوز الذي يدخل الخلايا إلى بدء الجسم بتحطيم الدهون إلى مواد تسمى الكيتونات للحصول على الطاقة اللازمة وتعد هذه الحالة خطرة وتحتاج تدخلاً سريعاً،؛ وقد تشمل أعراضها ما يلي:

  • الغثيان والإقياء
  • جفاف أو توهج الجلد
  • رائحة الفم الكريهة
  • صعوبة في التنفس
  • آلام في المعدة
  • صعوبة في التفكير

يمكن أن تكون أعراض النمط الثاني لمرض السكري مشابهةً لأعراض حالات صحية أخرى، ولذلك يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب من أجل التشخيص الصحيح.

أسباب النمط الثاني لمرضى السكري عند الأطفال

إن السبب الأساسي للإصابة بالنمط الثاني لمرض السكري بشكل عام غير معروف ولكن من المرجح أن تكون الإصابة ناجمةً عن مزيج من المورثات والعوامل البيئية. ويكون لدى العديد من الأطفال تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري.

ويحدث النمط الثاني لمرض السكري في كثير من الأحيان عند:

  • الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن: عندما يعاني الطفل من وزن زائد لا يدخل السكر في الدم إلى الخلايا كما ينبغي، ولكن ليس من الضروري أن يعاني الطفل من زيادة الوزن حتى يصاب بالسكري من النمط الثاني.
  • خلال فترة البلوغ: يتم تشخيص العديد من الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النمط الثاني حول سن البلوغ.
  • الإناث المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات "polycystic ovary syndrome" : تتمتع الفتيات والنساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات بمقاومة الأنسجة للإنسولين ويزداد احتمال إصابتهن بالسكري من النمط الثاني.
  • الأطفال الذين أصيبت أمهاتهم بمرض السكري أثناء الحمل: يتعرض الأطفال لكميات زائدة من السكر في الرحم عندما تكون أمهاتهم مصابات بمرض السكري، مما يزيد من فرصة الإصابة بالسكري من النمط الثاني لاحقاً.
  • المصابين بما قبل السكري "prediabetes": وهو حالة صحية تكون فيها مستويات السكر في الدم أعلى من المعتاد، ولكنها ليست مرتفعة بما يكفي لتشخيص مرض السكري من النمط الثاني.
  • الأطفال قليلي النشاط البدني
  • الأطفال الذين وُلدوا بوزن منخفض عند الولادة
  • الأطفال المصابين بالعملقة الجنينية "Macrosomia": ولادة طفل بوزن أكبر بكثير من المعتاد.
  • تجنب الإرضاع الطبيعي: حيث وجدت الدراسات انخفاضاً بنسبة 24% في انتشار النمط الثاني لمرض السكري في مرحلة الطفولة لدى الأطفال الذين تلقوا الرضاعة الطبيعية المناسبة. (2)

المضاعفات

قد تحدث تأثيرات طويلة الأمد لمرض السكري من النمط الثاني، ولكن من غير المحتمل أن يعاني الطفل من هذه المضاعفات خلال مرحلة الطفولة، إلا أنه من المهم تدبير مرض السكري بعناية لتجنب المضاعفات في المستقبل.

وقد تشمل المضاعفات الممكنة ما يلي:

  • الاعتلال العصبي المحيطي "Peripheral Neuropathy"
  • المضاعفات القلبية: والتي قد تؤدي إلى الإصابة بفرط شحوم الدم "Hyperlipidemia" وداء الشريان التاجي "Coronary Artery Disease"وارتفاع ضغط الدم "Hypertension" واعتلال العضلة القلبية السكري "Diabetic cardiomyopathy".
  • المضاعفات الكلوية: تؤدي إلى حدوث ما يسمى بالداء الكلوي المزمن "Chronic kidney disease" وذلك نتيجة ضعف تدفق الدم إلى الكليتين.
  • كما يسبب ارتفاع السكر في الدم إلى حدوث بيلة الألبومين "Albuminuria". وفيها يتواجد بروتين يدعى الألبومين في البول وتؤدي إلى حدوث مشاكل وأعراض مختلفة.
  • ضعف البصر: وذلك نتيجة حدوث اعتلال الشبكية السكري "Diabetic Retinopathy" بسبب تلف الأوعية الدموية الدقيقة لشبكية العين مما يؤثر في النهاية على رؤية المريض.

التشخيص

قد يشك الطبيب بالإصابة بمرض السكري إذا كان لدى الطفل أعراض أو عوامل خطر مؤهبة مثل زيادة الوزن والإصابة بالشواك.

ويمكن أن يطلب إجراء أنواع مختلفة من اختبارات الدم لتشخيص مرض السكري، بما في ذلك:

  • اختبار خضاب الدم السكري "Hemoglobin A1C test": والذي يُظهر متوسط ​​مستويات السكر في الدم لدى الطفل خلال الأشهر القليلة الماضية.
  • اختبار سكر الدم الصيامي "Fasting blood sugar test": يُطلب من المريض الصيام لمدة 8 ساعات على الأقل، ليتم اختبار سكر الدم الصيامي ومن ثم يتم أخذ عينة من الدم ورؤية مستوى السكر فيها.
  • اختبار سكر الدم العشوائي "Random blood sugar test": ويتم بأخذ عينة من الدم في أي وقت من اليوم.
  • اختبار تحمل الغلوكوز "Glucose tolerance test": لإجراء اختبار تحمل الغلوكوز يجب أن يتوقف الطفل عن الأكل أو الشرب لمدة 8 ساعات على الأقل. ومن ثم يشرب سائلاً سكرياً ويتم فحص سكر الدم بعد ساعة وبعد ساعتين ويرى الطبيب النتائج.

ويستخدم الطبيب نتائج واحد أو أكثر من هذه الاختبارات لمعرفة ما إذا كان الطفل مصاباً بمرض السكري. كما يمكن أن يطلب اختبارات أخرى لمعرفة ما إذا كان داء السكري من النمط الأول أو الثاني.

علاج النمط الثاني لمرض السكري عند الأطفال

يعمل فريق مكون من عدة أطباء لوضع خطة علاج فردية لكل طفل بحسب حالته وقد يضم هذا الفريق عادةً

  • أخصائيي الغدد الصماء
  • أخصائيي التغذية
  • الأخصائيين الاجتماعيين والأطباء النفسيين

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإجراء تعديلات على نمط الحياة وتناول دواء الميتفورمين "Metformin" كخط أول للعلاج من ثم الأنسولين في حال وجد الطبيب داعٍ لذلك.

نمط الحياة

تشمل تغييرات نمط الحياة:

  • تخفيف الوزن
  • ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة إلى الشديدة لمدة 60 دقيقة يومياً
  • تقليل وقت الجلوس أمام الشاشة إلى أقل من ساعتين في اليوم
  • استشارة أخصائي تغذية لاتباع نظام غذائي صحي ومناسب

العلاج الدوائي

يعد الميتفورمين الخط الأول وهو متوفر كسائل وقد يسبب تأثيرات جانبية هضمية، وتساعد الزيادة التدريجية للدواء وتناوله مع الطعام على منع هذه الآثار.

أما بالنسبة للإنسولين فيجب البدء به عند المرضى الذين يعانون من:

  • الحماض الكيتوني السكري
  • أو الذين أظهر تحليل سكر الدم العشوائي لديهم قيمةً أكبر من 250 مغ/ دل
  • أو أظهر تحليل الخضاب السكري قيمة أكبر من 9.0%
  • أو الذين لم يستطع التشخيص تمييز إصابتهم بالنمط الأول أو الثاني من السكري.

كما ويوصى بمراقبة مستويات الغلوكوز في المنزل لمن يتناولون الأنسولين أو عند تغيير الأدوية.