الهبات الساخنة: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 20 سبتمبر 2023

تعتبر الهبات الساخنة من الأعراض الشائعة لسن اليأس عند الإناث، وتكون غالباً على شكل ارتفاع مفاجئ للحرارة؛ مصحوبا بازدياد في ضربات القلب.

تتنوع أسباب الهبات الساخنة والأعراض المرافقة لها، سنتعرف عليها في هذا المقال.

ما هي الهبات الساخنة؟

تأتي الهبات الساخنة على شكل ارتفاع في الحرارة على نحوٍ مفاجئ، مع تعرقٍ واحمرار في الجلد.

تبدأ الهبات الساخنة عادةً في سن اليأس (انقطاع الطمث) وتُعتبر من أعراضه الشائعة، ويمكن أن تتوقف بعد مرور هذه الفترة أو قد تدوم لبقية حياة الأنثى.

رغم أنَّ الهبات الساخنة لا تشكل خطراً إلا أنَّ النساء تجدنها غير مريحة، وتعرقل سير حياتهنَّ اليومية.

وفي الواقع يمكن أن تكون هناك أنماط مختلفة فيما يخص الوقت الذي تعاني فيه النساء لأول مرة من الهبات الساخنة ومدتها كما تختلف هذه الأنماط من عرقٍ إلى آخر.

وقد وجدت دراسة أنَّ أربع من كل خمس نساء قد عانين من الهبات الساخنة في منتصف العمر، وقد استمرت الأعراض وسطياً لأكثر من 7 سنوات، إلا أنَّ هناك بعض المشاركات اللواتي استمرت عندهن الهبات لمدة تصل إلى عقد أو أكثر حتى. (1)

آلية حدوث الهبات الساخنة

تأتي حالة الهبات الساخنة بشكل مختلف، ولكنها تظهر غالباً بالشكل التالي:

  • تشعر المرأة بالحرارة فجأةً في الجزء العلوي من الجسم؛ وقد تعاني من أعراض في الصدر أو الذراعين أو العنق أو الوجه.
  • يميل معدل ضربات القلب أيضاً إلى الازدياد أثناء الهبة الساخنة، مما يؤدي إلى زيادة الإحساس بالحرارة.
  • تدوم معظم الهبات الساخنة ما بين 30 ثانية و10 دقائق 5، ولكن يمكن أن تكون أطول.
  • يختلف تواتر الهبات الساخنة بشكل كبير من مرأةٍ إلى أخرى. على سبيل المثال يمكن أن تحدث عدة مرات في الساعة، أو عدة مرات في اليوم. ويجد البعض أن الهبات الساخنة تتبع نمطاً يمكن التنبؤ به.
  • أثناء الهبة الساخنة، تتمدد الأوعية الدموية في الجزء العلوي من الجسم، مما يسمح بتدفق المزيد من الدم إلى المنطقة؛ والذي يمكن أن يتسبب في ظهور لطخات أو تورد على الجلد.
  • قد تشعر بعض النساء بالقلق أو التوتر أثناء الهبة، وخاصةً إذا كُنَّ في أماكن عامة مما يشعرهنَّ بالقلق حيال الاحمرار.
  • بعد الهبّة الساخنة، يحاول الجسم تبريد نفسه، وقد تعاني الأنثى من التعرق الذي يجعلها تشعر بالبرودة أو الارتعاش.

تأثير هرمون الإستروجين

يعتقد الأطباء أن تاثير نقص هرمون الاستروجين وارتفاع هرمونات الغدة النخامية FSH and LH قد تؤثر على الأوعية الدموية، مما يتسبب في تغيرات مفاجئة في تمددها وبالتالي تؤدي إلى ظهور الهبات الساخنة. ومن هذا المنطلق فإنَّ العلاج بالإستروجين قد يخفف بعض الأعراض.

حيث تبدأ الهبات الحرارية فى مرحلة الفترة الانتقالية بين انتظام الدورة الشهرية وانقطاعها وهذه المرحلة تمتد من سنة الى ثلاث سنوات تختلف من امراة الى اخرى.

عادةً ما يبدأ الانتقال إلى سن اليأس بين سن 45 و55 عاماً؛ وتصل المرأة إلى سن اليأس بعد عام واحد دون حدوث أي دورة شهرية.

ومع ذلك يعاني البعض من انقطاع الطمث المبكر في الثلاثينيات من العمر، بينما قد يستمر الحيض لدى البعض الآخر حتى أواخر الخمسينيات من العمر أو حتى أوائل الستينيات.

يعتبر العمر عموماً مؤشراً جيداً لانقطاع الطمث، حيث يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كان الشعور المفاجئ بالحرارة هو هبة ساخنة أو أنه شيء آخر.

فمثلاً قد تعاني بعض الإناث في العشرينات والثلاثينيات من العمر واللواتي تعانين من اندفاعات مفاجئة للحرارة من حالة صحية أخرى، مثل الحمى أو العدوى أو الالتهاب.

حتى عندما يكون انقطاع الطمث هو السبب، يكون من المهم مراجعة الطبيب عندما تظهر الأعراض في وقت مبكر جداً، حيث قد يكون السبب هو إحدى الحالات الطبية التي تؤدي إلى انقطاع الطمث المبكر.

أسباب الهبات الساخنة

يُعتقد أن التغيرات الهرمونية في الجسم هي التي تسبب الهبات الساخنة. ويمكن أن يكون لاختلال التوازن الهرموني مجموعة متنوعة من المحرضات، بما في ذلك:

  • الحالات الطبية، مثل مرض السكري
  • الأورام
  • بعض أشكال تحديد النسل
  • اضطرابات الاكل

كما تشمل المحرضات المحتملة الأخرى للهبّات الساخنة ما يلي:

  • الطعام حار و المشروبات الساخنة والكافيين
  • شرب الكحول أو التدخين
  • التواجد في غرفة دافئة
  • ارتداء ملابس ضيقة
  • التوتر والقلق
  • فرط نشاط أو قصور الغدة الدرقية
  • العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي
  • آفات العمود الفقري
  • بعض الأدوية، بما في ذلك رالوكسيفين، وتاموكسيفين، وترامادول

العلاج

هنالك العديد من الطرق للتعامل مع حالة الهبات الساخنة، خاصةً في حال كانت مزعجة، أما في حال كانت خفيفة ومحتملة فلا تحتاج المرأة لأي علاج.

ومن الطرق المتبعة لهذه الحالة:

١- تغييرات في نمط الحياة

يمكن اتباع بعض العادات التي تساعد على منح شعور الراحة للمرأة عند حدوث الهبات الساخنة:

  • شرب السوائل الباردة: وهو وسيلة سريعة وفعالة كما أنَّ بقاء الجسد رطباً أمر مهم أيضاً، ولذلك يجب شرب الكثير من الماء والمشروبات الأخرى التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكر والكافيين.
  • ارتداء الملابس المناسبة: من المهم ارتداء طبقات من الملابس، والتي يسهل خلعها أثناء الهبات الساخنة.
  • التنفس العميق: يمكن لتقنيات التنفس العميق أن تساهم بتقصير مدة الهبات الساخنة وتجعلها أخف، ولذلك يجب تعلم التنفس ببطء وعمق بمجرد الشعور بوقوع الهبة الساخنة. (2)
  • تبريد الغرفة: يساعد الحفاظ على حرارة الغرفة بين 18 و 20 درجة مئوية في الحفاظ على درجة حرارة الجسم على نحوٍ أفضل.
  • تجنب الحرارة: يؤثر الجو الحار على حالة الهبات الساخنة، كما أنه قد يجعل النوبات أكثر إزعاجاً.
  • تجنب التوابل: إنّ بعض أنواع التوابل والطعام الحار يتسبب بالاحمرار والشعور بالدفء، ولذلك يجب تجنب تناول أو شرب أي شيء يؤدي إلى حدوث الهبة الساخنة.
  • اليوغا: تشعر بعض النساء بتحسن مع ممارسة التمارين الهوائية أو اليوغا، بينما تزداد حالة البعض سوءاً، لذلك يعتمد الأمر على حالة المرأة وما يناسبها.
  • يمكن استعمال بعض الوسائل البسيطة التي قد تمنح الراحة وشعور مباشر بالتحسن مثل كمادات الثلج ومروحة اليد.

٢- الأدوية

يمكن أن تساعد بعض الأدوية في منع الهبات الساخنة؛ وذلك في حال استمرت الأعراض فترة طويلة أو كانت مزعجة للغاية، ومنها:

  • العلاج الهرموني: غالباً ما يستخدم العلاج الهرموني للسيطرة عليها، وهو يشمل العلاج ببدائل هرمون إستروجين أو العلاج المركب بالإستروجين والبروجسترون. ولكن قد لا تتمكن بعض النساء المعرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي أو المبيض أو الرحم من الخوض في العلاج ببدائل الإستروجين.
  • العلاج العرضي: قد يصف الطبيب أدويةً للسيطرة على الأعراض المرافقة للهبات الساخنة عند الحاجة، كالاكتئاب أو ارتفاع ضغط الدم أو الأرق.

٣- الطب التكميلي والبديل (CAM)

هنالك بعض العلاجات العشبية والبديلة التي تساعد في التخفيف من أعراض الهبات الساخنة (3)، ومنها:

  • تعتبر بذور الكتان مكملاً طبيعياً؛ وقد تم الترويج له كوسيلة للتخفيف من بعض أعراض سن اليأس، ولكن لا يوجد دليل قوي لدعم تأثيره. (4)
  • هناك العديد من العلاجات بالفيتامينات والنباتات والأعشاب التي تشتهر بالمساعدة في الهبات الساخنة، ولكن ما تزال بحاجة للمزيد من الأبحاث لإثبات فعاليتها، ومنها:
    • استخدام الفيتامين E
    • نبات اليام
    • والكوهوش الأسود (5)
    • دواء Er-xian تم استعماله لسنوات عديدة كعلاجات لانقطاع الطمث
    • إيسوفلافون الصويا
    • زيت زهرة الربيع المسائية (6)