الهربس النطاقي: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 12 يناير 2023

تعتبر عدوى الهربس النطاقي من العوامل الممرضة التي قد يتعرض لها الإنسان خلال حياته وخاصة في مرحلة الطفولة.

فما هي هذه العدوى الفيروسية وما هي الأعراض المميزة المرافقة للإصابة؟

ما هو الهربس النطاقي؟

يعد الهربس النطاقي "Shingles" عدوى فيروسية، ينتمي إلى عائلة من الفيروسات يطلق عليها الحلئية أو الهربسية، وتوجد ثمانية أنواع من هذه الفيروسات تشترك مع بعضها في الصفات المرضية والشكلية، مثل امتلاكها حمض نووي واحد "DNA".

ويحدث الهربس النطاقي نتيجة الإصابة بفيروس النطاقي الحماقي، وهو نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء.

وينبغي التنويه بأنه في حال الإصابة بجدري الماء، يظل الفيروس في الجسم مدى الحياة، وقد ينشط الفيروس مجدداً بعد سنوات ويسبب حالة الهربس النطاقي، ويتجدد نشاط هذا الفيروس بشكل كبير عند المرضى الذين يعانون تثبيط المناعة.

وتبلغ نسبة الإصابة السنوية بالهربس النطاقي في دراسة عام 2022 ما بين 1.2 إلى 3.4 من كل 1000 شخص بالنسبة لصغار العمر والأصحاء.

كما تتراوح نسب الإصابة السنوية بين الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة ما بين 3.9 إلى 11.8 من كل 1000 شخص.

أعراض الإصابة بالهربس النطاقي

يعد ظهور طفح جلدي مؤلم من أبرز الأعراض الرئيسية للإصابة بالهربس النطاقي، وما يميز هذا الطفح أنه يتبع توزع الفروع العصبية المتفرعة من عصب رئيسي جلدي، وفي بعض الأحيان قد يكون المرض ضمن توزع الفرع الجلدي العيني أو حتى بعض الأعصاب الدماغية.

وتمر الأعراض السريرية للمرض بثلاثة أطوار، وبشكل متتالي، كما يلي:

١- الطور السابق لظهور الطفح الجلدي
  • حدوث "ظاهرة زيادة قدرة الجلد الحسية"، حيث قد تستمر هذه الظاهرة بين 1 وحتى 10 أيام، ولكن بشكل وسطي حوالي 48 ساعة
  • تتظاهر الظاهرة السابقة بحس مؤلم أو حاك أو حتى اضطراب في الحس
  • قد يحفز الألم السابق حدوث صداع أو التهاب قزحية العين، بالإضافة أنه قد يحفز بالإضافة لما سابق الأم القلبي أو التهاب الزائدة الدودية
  • ومن الأعراض المرافقة الأخرى التي قد تظهر في هذا الطور، الوهن العام والضعف العضلي ورهاب الضوء، وقد يترافق هذا الطور مع ارتفاع الحرارة
٢- طور ظهور الطفح الجلدي الحاد
  • منطقة يظهر بها طفح مع احمرار من الجلد في المنطقة المصابة، وقد تترافق مع زيادة صلابة المنطقة الجلدية المصابة
  • اعتلال وضخامة العقد اللمفاوية المجاورة للمنطقة المصابة
  • تجمعات من الحويصلات الجلدية المرتفعة على سطح الجلد، وتظهر على المنطقة الجلدية المصابة بالطفح، ويعتبر هذا العارض الأكثر شيوعاً لهذه الحالة.
  • تكون الحويصلات السابقة رائقة المحتوى في البداية، إلا أنها تتحول لاحقاً إلى محتوى عكر ومن ثم تتمزق
  • قد يحدث التندب في مكان الآفة الجلدية في حال تعرضت للإنتان، وفي حال تعرضها للتسحج بفعل المريض
  • يشكو أغلب المرضى الكبار في السن من الألم والذي يكون شديداً غالباً
  • قد يعاني بعض المرضى من الألم من دون ظهور الطفح الجلدي
  • تغيب الأعراض في الغالب خلال 10 وحتى 15 يوماً
  • قد تحتاج الآفات الجلدية السابقة لمدة قد تصل حتى الشهر لتشفى
٣- الطور المزمن أو طور "ما بعد الهربس النطاقي"
  • ألم مزمن يستمر بعد انتهاء الحالة الحادة للمرض أو بعد تقشر الحويصلات
  • قد يكون الألم شديداً ويمنع المريض من ممارسة نشاطاته الحياتية
  • يكون الألم لدى الكبار في السن خاصةً بطيء الشفاء غالباً
  • تشمل الاضطرابات الأخرى الأقل شيوعاً، حالة من التشوش الحسي والذي يستمر لفترة طويلة

أسباب الإصابة بالهربس النطاقي

ينتج الهربس النطاقي عن الفيروس ذاته المسبب لجدري الماء، حيث يتعرض أغلب البشر خلال مرحلة الطفولة للإصابة بجدري الماء الناتج عن فيروس "الحلأ النطاقي".

وحين يتمكن الجهاز المناعي من السيطرة على الفيروس، فإنه يدخل في مرحلة الهجوع في العقد العصبية.

كما قد يستقر على هذه الحالة من دون أي عارض لمدة قد تمتد لسنوات أو خلال كامل حياة الإنسان.

ومن ثم ولأسباب معينة فقد يتفعل الفيروس من جديد وينتقل عبر الأعصاب ليسبب حالة الهربس النطاقي، وهذا ما يفسر امتداد الإصابة في المنطقة التي تتلقى فروع هذا العصب.

ويجب التنويه أنا الموض لا ينتقل من مريض لآخر وذلك لأن العدوى تحصل في مرحلة جدري الماء أي قبل الإصابة بالهربس النطاقي.

عوامل الخطورة للإصابة

ما زال السبب الكائن وراء إعادة تفعيل فيروس الحلأ النطاقي غير مفهوم بشكل كامل، إلا أن هنالك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من احتمال تفعيل الفيروس، ومنها:

  • السرطانات، وبشكل خاص سرطانات الدم كاللوكيميا واللمفوما
  • فيروس عوز المناعة البشري HIV
  • بعد عمليات نقل وزرع الأعضاء، كنقل الخلايا الجذعية أو زرع الأعضاء كعمليات زرع الكلية والكبد والقلب والرئة
  • المرضى الذين يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة لسبب ما، كالستيروئيدات القشرية وأدوية العلاج الكيميائي، والأدوية التي تعطى لتثبيط المناعة بعد عمليات زراعة الأعضاء.
  • تعتبر النساء أكثر تعرضاً للإصابة من الرجال
  • يعتبرالعرق الأسود أكثر عرضةً للإصابة من العرق الأبيض بقليل

مضاعفات الإصابة

  • الطور ما بعد الهربس النطاقي: والذي يتسبب بألم مزمن بعد اتهاء المرحلة الحادة من المرض
  • مشاكل في الرؤية: قد يحدث هذا الاختلاط في حال إصابة العصب العيني أو المنطقة قريبة من العين، وهذا ما قد يؤدي لحدوث إنتانات في الطبقة السطحية الخارجية من العين، كما قد يحدث في حالات قليلة فقد للقدرة البصرية بشكل مؤقت أو دائم.
  • مشاكل في السمع: قد تؤدي الإصابة في بعض الأحيان إلى اضطراب في السمع والتوازن.
  • توذُّم الدماغ: في حالات نادرة قد ينتقل الفيروس إلى الدماغ مسبباً التهاب الدماغ والتهاباً في السحايا الدماغية، ويعتبر ذلك من المضاعفات الخطيرة جداً.
  • الإنتان الجرثومي: قد يتسبب فرك وخدش الآفة الجلدية بدخول الجراثيم وغزو الطبقات الجلدية العميقة.
  • اعتلال الأوعية الدموية والجلطة الدماغية: قد يحدث بعد عدة أشهر اضطراب في بنية الأوعية الدموية، مما قد ينتج عنه في بعض الأحيان انسداد في هذه الأوعية وحدوث الجلطة الماغية.

تشخيص الهربس النطاقي

يعتمد تشخيص المرض بشكل رئيسي على الصفات الشكلية والسريرية للهربس النطاقي، حيث يتوجه شك الطبيب نحو التشخيص عن طريق مشاهدة الطفح الجلدي المميز.
كما قد يصل للتشخيص أحياناً من خلال شكوى المريض من الألم النموذجي الذي يرتبط بتوزع فروع عصب معين، وكل ذلك قد يكون حتى بغياب الطفح الجلدي.

قد يحتاج الطبيب إلى المزيد من الفحوصات لتأكيد التشخيص، وذلك عندما يكون التشخيص ملتبساً أو ليس واضحاً.

حيث قد يأخذ الطبيب خزعة "أو شريحة" من قاعدة الحويصلات الجلدية، لتفحص بالمجهر بطريقة معينة، يطلق عليها اسم "اختبار تزانك".

وما يميز الإصابة هو رؤية نوع معين من الخلايا في العينة، يطلق عليها "الخلايا العملاقة متعددة النوى".

إلا أنه سيئات هذا الاختبار هو أنه لا يميز بين الإصابة بالهربس النطاقي والهربس البسيط، فالاختبار يكون إيجابياً في الحالتين.

كما يمكن إجراء اختبارات أخرى لتأكيد التشخيص أو للتفريق بين الإصابة بالهربس النطاقي والبسيط، وذلك بإجراء اختبار "PCR"، وفيه يتم البحث عن الحمض النووي للفيروس، أو قد يتم البحث عن "الأجسام المضادة" له في الدم، والتي يشكلها الجهاز المناعي.

علاج الهربس النطاقي

يقوم العلاج على ثلاثة أهداف رئيسية تتضمن معالجة الالتهاب الحاد، والتخفيف من الألم المرتبط بالإصابة، ومن ثم الوقاية من أعراض طور ما بعد الهربس النطاقي.

ومن الأدوية المستخدمة في معالجة الهربس النطاقي:

  • الأدوية المضادة للفيروسات: تساعد هذه الأدوية على تقصير مدة بقاء الطفح الجلدي، والتقليل من الألم المرتبط بالإصابة إلا أن هذا التأثير الدوائي يظهر في حال أخذ المريض هذه الأدوية خلال أول 72 ساعة من ظهور الطفح الجلدي.
  • مضادات الالتهاب الستيروئيدية: تؤخذ هذه الأدوية بشكل فموي، لمعالجة الهربس النطاقي.كما يكون لها تأثير مهم في الوقاية من الألم العصبي التالي للإصابة الحادة ويبرز هذا الأثر بشكل واضح لدى الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة.
  • المسكنات: في حالات الألم الخفيف إلى المتوسط فإن المسكنات التي تؤخذ من دون وصفة طبية تعتبر جيدة في التسكين أما في الألم الشديد فقد يحتاج المريض لمسكنات أقوى ومركزية التأثير
    • وفي هذه الحالات فإن إعطاء الأدوية المسكنة بنظام ثابت ذي تأثير أقوى وأكثر ثباتاً من إعطائها عند اللزوم
  • مركبات أخرى: يمكن استخدام الكريمات المرطبة للجلد، وخاصةً في بعد انفتاح الحويصلات، حيث قد يخفف ذلك من الألم كما يمكن استخدام مراهم المخدرات الموضعية، حيث تخفف من الألم عن طريق تخدير نهايات الفروع العصبية في الجلد.