الواقي الشمسي: الفوائد والأضرار

الكاتب - أخر تحديث 13 سبتمبر 2023

قد يكون التعرض إلى أشعة الشمس في أوقات النهار مزعجاً، ويمكن أن يكون خطيراً على الجلد وعلى صحته، لا سيما عند السير أو العمل لأوقات طويلة تحتها، ولذلك لاستخدام الواقي الشمسي أهمية في تجنب الحروق والتأثيرات الضارة الأخرى للشمس.

ولكن يجب التريث أولاً وفهم ماهية الواقي الشمسي والمنافع التي يعود بها والمشاكل التي قد يسببها؟

ما هو الواقي الشمسي؟

يعرف الواقي الشمسي بأنه مادة تعمل على حماية البشرة من أشعة الشمس الضارة، حيث أنه يعكس الأشعة فوق البنفسجية من النوعين A (UVA) وB (UVB) أو يمتصها، ليؤمن الحماية اللازمة من النوعين.

يأتي الواقي الشمسي في أشكال مختلفة، حيث يوجد بشكل كريم أو لوشن أو بخاخ أو جِل (مادة هلامية) أو زيت أو ستيك أو رغوة أو مسحوق. (1)

يشير الاختصار "SPF" إلى عامل الحماية من أشعة الشمس؛ وهو رقم يعبر عن مدى حماية المنتج من أشعة الشمس؛ وكلما زادت قيمة هذا العامل زادت الحماية.

وبذلك يجب استخدام واقيات مع عامل حماية لا يقل عن 30؛ أما في حال الإصابة بسرطان الجلد أو كان هناك احتمال للإصابة.

فيجب استخدام واقٍ بعامل حمايةٍ أعلى من ذلك؛ وفي الواقع تحتوي العديد من واقيات الشمس الجديدة على عامل حماية 45 أو أكثر.

ويمكن للواقيات بعامل حماية بين 30 و50 أن توفر حماية كافية من حروق الشمس عند استخدام الواقي بشكل صحيح، مع العلم أن المخاطر الصحية قد تزداد كلما زادت قيمة عامل الحماية. (2)

أنواع الواقي الشمسي

يوجد نوعان أساسيان من واقيات الشمس: الكيميائية والفيزيائية.

يحتوي الواقي الشمسي الكيميائي مكونات عديدة يتم امتصاصها عند وضعها على الجلد. فيحدث تفاعل يؤدي إلى امتصاص الأشعة فوق البنفسجية وتحويلها إلى طاقة قبل أن تلحق الضرر بالجلد.

غالباً ما تستخدم الواقيات الكيميائية على الوجه وتأتي على شكل بخاخ؛ وتحتاج بعض الوقت ليتم امتصاصها بالكامل. ولذلك يجب وضعها قبل الخروج من المنزل بحوالي 20 إلى 30 دقيقة على الأقل.

أما بالنسبة لواقيات الشمس الفيزيائية، والتي تسمى أحياناً بواقيات الشمس الطبيعية أو المعدنية، فهي تحتوي على أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم، وتوضع فوق الجلد لتعكس أشعة الشمس.

وفي الواقع فإن الواقيات الفيزيائية أكثف نوعاً ما من الكيميائية، لذلك يمكن أن تترك طبقة بيضاء على الجلد. ويمكن تشبيهها بالدرع الذي يمنع أشعة الشمس، على عكس الكيميائية التي يمتصها الجلد كما ذكرنا.

ويعمل كلا النوعين بشكل جيد للحماية من نوعي الأشعة فوق البنفسجية UVA وUVB.

المستخدمين

ينصح الجميع باستعمال الواقي الشمسي بشكل يومي، وخاصة الرجال إلى النساء والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر.

أما بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر فتكون بشرتهم حساسة للغاية.

ولذلك فإن البقاء بعيداً عن الشمس في المقام الأول أو استخدام المظلات والملابس الواقية من الشمس تعتبر الطرق الأفضل لحمايتهم.

فوائد الواقي الشمسي

1- التقليل من خطر الإصابة بسرطان الجلد

يحمي الواقي الشمسي الجلد، ويقلل من احتمال الإصابة بسرطان الجلد؛ حيث أنَّ استخدام الواقي الشمسي مع الالتزام بسلوكيات الحماية الأخرى من أشعة الشمس، مثل ارتداء الملابس الداكنة والنظارات الشمسية يقلل من وقوع الأضرار.

2- الحماية من حروق الشمس

يرتبط التعرض إلى أشعة UVA (التي تستخدَم أيضاً في غرف التسمير) على الأمد الطويل بتلف الجلد، وفي الإصابة ببعض سرطانات الجلد.

أما أشعة UVB فهي التي تسبب حروق الشمس ويعتقد أنها تسبب معظم سرطانات الجلد؛ فحروق الشمس ليست مؤلمة فحسب.

بل تشكل أيضاً خطراً مباشراً للإصابة بأكثر أنواع السرطانات فتكاً ولذلك من الضروري استخدام الواقي الشمسي الذي يحمي الجلد من هذه الأشعة.

3- الوقاية من الالتهاب والاحمرار

يمكن أن يؤدي التعرض للشمس لفترة طويلة إلى الإصابة بحروق الشمس وإلى حدوث احمرار شديد والتهاب في الجلد.

حيث يمكن للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس أن تؤذي الجلد والذي يتحول إلى اللون الأحمر نتيجة تدفق المزيد من الدم إلى المنطقة المصابة بهدف إصلاح الضرر.

4- الوقاية من ظهور التجاعيد والخطوط الرفيعة في وقت مبكر من العمر

يعتبر استخدام الواقي الشمسي من أكثر الإجراءات فعاليةً في تأخير ظهور التجاعيد، حيث يؤدي التعرض المطول لأشعة UVA إلى شيخوخة البشرة وإلى فقدان الكولاجين ومرونة الجلد.

وفعلياً فإنَّ معظم علامات الشيخوخة المرئية ناتجة عن أضرار أشعة الشمس؛ ومن خلال استخدام الواقي الشمسي بشكل روتيني يمكن تجنب علامات الشيخوخة المبكرة بأقل جهد ممكن.

5- الوقاية من بقع الجلد وفرط التصبغ

يعتبر فرط التصبغ حالة يتغير فيها لون أجزاء من الجلد بطريقة غير متناسقة؛ ويمكن أن تكون هذه الحالة وراثية أحياناً. وقد تكون أيضاً مكتسبةً نتيجة التعرض لأشعة الشمس.

6- إيقاف تلف الحمض النووي

يتسبب ضوء الشمس في تلف الحمض النووي مما يؤدي إلى حدوث عمليات التهابية وكابتة للمناعة في الأنسجة وإلى تسريع الشيخوخة ونشوء الأورام وسرطان الجلد، وذلك حسب دراسة عام 2017.

عند الأطفال

يمكن أن تقلل حماية جلد الطفل من التعرض المفرط لأشعة الشمس من هذه المخاطر بشكل كبير، حيث قد تزيد حروق الشمس أثناء الطفولة من خطر الإصابة بسرطان الجلد أيضاً؛ كما قد تتسبب الشمس في حدوث تلف غير مرئي في الجلد كذلك.

ولذلك يعتبر الواقي الشمسي والحماية من أشعة الشمس بشكل عام مهمان جداً للأطفال والمراهقين، حيث أنَّ نسبة الإصابة بسرطان الجلد عند الأشخاص الأصغر سناً في ازدياد.

أضرار استخدام الواقي الشمسي

يمتص الجلد جميع الواقيات الشمسية بدرجة معينة، وخاصةً الكيميائية منها، والتي تحوي على مادة تسمح لها بالانتشار عبر الجلد بسهولة أكبر.

ولكن لا يوجد حالياً دليل على أن المكونات الواقية من الشمس المعتمدة حالياً من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA تسبب آثاراً ضارة ولا تتوفر بيانات قوية ودراسات صارمة تحدد حجم المخاطر الممكنة.

قد تقلد بعض المواد المستخدمة في الواقيات الشمسية الهرمونات في عملها، كما قد تسبب الحساسية للبعض، مما يثير الجدل حول الأضرار التي قد تعود على صحة الإنسان نتيجة الاستخدام المتكرر للواقي الشمسي.

وفي الواقع حظيت مادة أوكسي بنزون "Oxybenzone" بأعلى قدر من الاهتمام؛ ومع ذلك، لم يتم تحديد تأثيراته على جسم الإنسان بعد.

وقد وجدت دراسة عام 2017 أنَّ هذه المادة تسبب تفاعلات تحسسية في الجلد وكذلك فإنها تتفاعل مع الكلور الموجود في المسابح منتجةً مواداً ثانوية خطرة.

كما أظهرت دراسة عام 2016 أنها تسبب خللاً في جهاز الغدد الصم في الجسم.

وينصح بعض الأطباء المرضى بالتوجه أكثر نحو استخدام الواقيات الشمسية الفيزيائية والتي تعتبر بشكل عام آمنة وفعالة.

تقوم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA حالياً بمراجعة سلامة العديد من المواد الكيميائية في الواقيات الشمسية، ولكن الواقي الشمسي بشكل عام لا يزال يتوافق مع المعايير الحالية للسلامة.

ويقول الخبراء أنَّ فوائد استخدام الواقيات الشمسية تفوق بكثير أي مخاطر قد تحملها بعض المكونات التي تحتويها.

عند الأطفال

إنَّ بشرة الرضع حساسة وأكثر عرضة للحروق الخطيرة، ولكن الواقي الشمسي ليس الخيار المناسب لهم.

حيث أنهم معرضون لخطر أكبر من البالغين لحدوث الآثار الجانبية للواقيات الشمسية كالطفح الجلدي مثلاً.

ولذلك يوصى بإبقاء حديثي الولادة والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة.

ويجب استشارة طبيب الأطفال قبل وضع الواقي الشمسي على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر.

طريقة الاستخدام

لا تعتبر الواقيات الشمسية فعالة ما لم يتم تطبيقها بشكل صحيح، ولذلك يجب اتباع هذه النصائح عند وضع الكريم الواقي من الشمس:

  • اختيار واقٍ بعامل حماية من الشمس 30 أو أعلى، ومقاوم للماء، ويؤمن حماية من الأشعة UVA وUVB.
  • وضع الواقي الشمسي قبل الخروج بحوالي 20 إلى 30 دقيقة.
  • وضع كمية كافية؛ حيث يحتاج معظم البالغين إلى ما يكفي لملء كوب زجاجي لتغطية أجسامهم بالكامل. مع فرك الواقي على البشرة جيداً.
  • وضع الواقي على كامل البشرة، بما في ذلك العنق والوجه والأذنين والقدمين والظهر. مع وضع كمية على فروة الرأس إذا كان الشعر خفيفاً.
  • إعادة وضع واقي الشمسي كل ساعتين، أو بعد السباحة أو التعرق مباشرةً.
  • يتعرض الجلد لأشعة الشمس الضارة في كل مرة يخرج المرء فيها، حتى في الأيام الغائمة وفي الشتاء. لذا ينبغي استخدام الواقي الشمسي دوماً.