الوحمة: الأنواع والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 19 ديسمبر 2022

ما هي الوحمة؟

يمكننا تعريف الوحمة "Birth Mark" على أنها مظهر جلدي غير طبيعي ينتج عن تكاثر حميد لبعض الخلايا الموجودة في الجلد كالخلايا الصباغية، وتظهر عند الولادة عادةً، لكن قد تحدث بعد فترة قصيرة منها. وتعد من الحالات مجهولة السبب إلا أنها تسري ضمن عائلات محددة.

تعتبر معظم الوحمات سليمة وقلّ ما يكون هناك خطورة لتحولها لسرطان، إلا أنه يفضل أن تراقب من قبل الطبيب.

كما إن بعض أنواع الوحمات قد تختفي من تلقاء نفسها، وبعضها يتطلب تدخلاً من الطبيب في حال كان هناك أسباب.

وتعد من الآفات الجلدية المنتشرة حول العالم، حيث أكدت أجربت على 1000 مولود مع آفات جلدية متنوعة، أن الوحمات تشكل 99.4% من هذه الآفات، مما يعكس درجة انتشارها، كما أنها تشاهد بشكل أكبر لدى العرق الأبيض.

ففي أخرى أجريت على 1058 رضيع كانت الأغلبية للرضع من البشرة البيضاء، بنسبة وصلت إلى 79.5%.

أنواع الوحمة

يعتمد ظهور الوحمات على وجود خلايا غير طبيعية في الجلد، كما يعتمد نوع الوحمة على نوع هذه الخلايا.

وبناءً عليه يمكن أن نقسِّم الوحمات إلى صنفين رئيسين على الشكل التالي:

١- الوحمات الوعائية

تحدث الوحمات الوعائية نتيجة تجمّع الخلايا الوعائية بشكلٍ غير طبيعي، مما يؤدي لظهورها على الجلد، وتضم عدة أنواع تشمل:

  • البقع الصبغية أو بقع السلمون: هي عبارة عن بقع بلون بين الأحمر و الوردي، وتختفي هذه البقع عادًة مع تقدم العمر. وتشمل نوعين شائعين، هما:
    • قبلات الملاك: تتوزع على الوجه، وتحديداً الجبهة أو الأنف أو الأجفان أو الشفة العلوية.
    • لدغات اللقلق: تتواجد على مؤخرة العنق.
  • الأورام الوعائية: تعد شكل من أشكال الوحمات الوعائية، وتظهر بعد الولادة بعد أسابيع وقد تصل إلى شهور، كما تستمر بالنمو حتى عمر 6 - 9 أشهر، من ثم تبدأ بالتراجع وتفقد لونها الأحمر المميز، وبحلول سن الخامسة تختفي 50% من هذه الأورام، وفي سن التاسعة تصل النسبة إلى ال90%.
  • وحمة "بورت واين" أو "وحمة النبيذ": تعرف أيضا بالوحمة المسطحة، وغالباً تظهر منذ الولادة وتكون بلون أحمر أو وردي أو أرجواني، كما تكون على الأطراف أو الوجه، وتستمر بالنمو مع نمو الطفل، حيث إنها لا تختفي بشكل تلقائي وإنما تحتاج لتدخل علاجي.
    وتتطلب بعض الحالات التي تظهر على الوجه مراقبة من الطبيب كونها تؤثر على العصب المثلث التواءم المعصب للعين.

٢- الوحمات الصبغية

تحدث هذه الوحمات، عند تكاثر خلايا الميلانينيّة المسؤولة عن تلوين البشرة، وتضم أيضا عدة أنواع:

  • الشامات أو "الوحمة الخلقية": تكون بعدة أشكال وألوان، فمن الممكن أن تكون من لون الجلد أو بلون بني أو أسود، ومن الممكن أن تظهر بشكل مُسطح أو مرتفع عن الجلد، وقد تظهر بشكل متأخر من الحياة ولكن لا تعتبر وحمات، وتحتاج لمراقبة دورية من الطبيب لاحتمال تحولها لخباثة.
  • بقع القهوة بالحليب: بقع بيضوية بلون بني فاتح أو أسود، غالباً تختفي مع التقدم في العمر ولا تسبب أي مشكلة، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تستلزم مراقبة طبية.
  • البقع المنغولية: هي بقع بلون أزرق تظهر على القسم السفلي من الظهر أو الأرداف.
    وتكون أكثر شيوعاً لدى ذوي البشرة الداكنة وعند العرق الآسيوي.

أسباب الوحمة

تكون أغلب حالات ظهورها مجهولة السبب وغير مرتبطة بما تأكله أو تشتهيه الأم خلال فترة الحمل كما هو شائع، إلا أن بعض الحالات قد يكون لها أساس وراثي للظهور.

وقد حددت بعض بحث في 2022 مجموعة من المتغيرات الجينية التي قد يكون لها صلة بظهور الوحمات الوعائية.

كما أن بعض الأنواع تظهر نتيجة طفرات وراثية غير معروفة مثل متلازمة "ستيرج ويبر" التي تترافق مع وحمات وعائية على الوجه واضطرابات عصبية.

إلا أنه يوجد بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية ظهور بعض الأنواع مثل الورم الوعائي، وتشمل عوامل الخطورة الخاصة به ما يلي:

  • الولادة المبكرة
  • وزن الطفل المولود أقل من الطبيعي
  • أن يكون المولود أنثى
  • العرق الأبيض
  • الولادة المتعددة أي توأم أو أكثر

مضاعفات الوحمة

من النادر أن تظهر مضاعفات للوحمة، إلا أن هناك بعض المضاعفات النادرة المرتبطة بأنواع محددة، على الشكل التالي:

  • قد تتحول بعض حالات الأورام الوعائي إلى قرحات مفتوحة، حيث من الممكن أن يحدث عدوى من خلال هذه القرحة.
  • تحمل بعض حالات الوحمة الصباغية الخلقية العملاقة احتمالًا للتحول إلى "ميلانوما"، بنسبة تتراوح بين 5-10%
  • كما نوهت دراسة في 2017 أن بعض وحمات النبيذ القريبة من العين، قد تؤدي إلى الإصابة بالجلوكوما.
  • كما قد يترتب وجود ورم وعائي على الجفن إلى حدوث مشاكل في الرؤية، وقد يؤدي أيضاً وجوده في أماكن أخرى إلى اضطرابات في التنفس أو الطعام، مما يحمل تهديداً على الحياة.
  • قد تؤدي متلازمة "ستيرج ويبر" إلى مشاكل في تروية العين والدماغ.

التشخيص والفحوص

لا تحتاج الوحمة إلى أية فحوص كي تشخص، ليس لكونها تظهر منذ الولادة فقط، وإنما أيضاً لمظهرها المميز.

إلا أنه من الممكن أن يجري الطبيب عدة فحوص بحال:

  • كان أهل الطفل قلقين بشأنها
  • كانت واسعة الامتداد أو كثيرة العدد
  • أصبحت أكبر أو تغيَّر لونها
  • أصبحت مؤلمة
  • قريبة من الفم أو الأنف أو العينين
  • ظهرت قرحة مكان الوحمة

إن العلامات السابقة ستدفع الطبيب لإجراء عدة فحوص من أجل نفي أي خباثة محتملة وتأكيد أنها سليمة أو حميدة، ومن أهم الفحوص:

  • الأمواج فوق الصوتية "إيكو": يساعد الفحص عبر هذه الأمواج في تقدير عمقها وامتدادها.
  • التصوير عبر الرنين المغناطيسي "MRI": يمكن أن يعطي تفاصيل أكثر حول أبعادها.
  • الخزعة: تجرى للوحمات المشبوهة لنفي أو تأكيد احتمالية وجود الخباثة، حيث يأخذ الطبيب عينة لدراستها تحت المجهر.

العلاج

تبقى الوحمات دون أي مشاكل عادةً أو تتلاشى مع مرور الوقت، لذا قلّ ما تتطلب تدخلاً علاجياً، والذي يكون مطلوب في حال ظهرت أيّة مضاعفات أو كان هناك اشتباه بالخباثة أو لأسباب جمالية.

لذلك بناءً على المعطيات السابقة يقرر الطبيب العلاج الذي يضم عدة خيارات:

  • الستيرويدات: تعد خياراً مفيداً يمكن أن يوقف نموها أو حتى تقليص حجمها، وتؤخذ إما حقناً ضمن الوحمة أو عبر الأقراص الفموية.
  • انترفيرون الفا-12: أثبتت فائدة "إنترفيرون ألفا" في علاج الوحمات الوعائية، حيث تعد خياراً بديلاً في حال لم تستجب الوحمة للستيروئيدات.
  • حاصرات-بيتا: تعد خياراً مناسباً للأورام الوعائية، ويعد "بروبرانولول" أكثر أنواع هذه الحصارات استخداماً، وقد أثبتت عدة دراسات فعالية العلاج الفموي بحاصرات بيتا لتقليل حجم الورم الوعائي.
  • الليزر: يعد خياراً مناسباً في عمر الطفولة، عوضاً عن كونه العلاج الأول لوحمة النبيذ والوحمات القريبة من البشرة.
  • الجراحة: تعد آخر خيار للعلاج وبشكل الخاص الوحمات الوعائية الكبيرة أو الشامات الكبيرة. وتجرى الجراحة في عيادة الطبيب أو عيادة جراحية خارجية.