الوذمة الحملية: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 14 سبتمبر 2023

تعتبر الوذمة الحملية من المشكلات الصحية الشائعة خلال الحمل، حيث تتسبب في احتباس السوائل في الأنسجة وتورمها، وتحدث عادة في الأشهر الأخيرة من الحمل. وهي لا تعد حالة خطيرة ولكن يمكن أن تؤدي لبعض المضاعفات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم وتراجع وظائف الكلى.

وفي هذا المقال سنناقش الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج لهذا الحالة الصحية الشائعة لدى النساء الحوامل.

ما هي الوذمة الحملية؟

إن الوذمة بشكل عام هي تراكم للسوائل الزائدة في الجسم ضمن أنسجة الجسم المختلفة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تورم (انتفاخ) في العضو المصاب. وتكون الإصابة غالباً في القدمين والكاحلين والساقين، كما يمكن أن تؤثر على الوجه واليدين وفي بعض الأحيان كافة الجسم.

أما الوذمة الحملية "Edema in pregnancy" هي حالة تحدث نتيجة تراكم السوائل الزائدة في جسم المرأة الحامل خلال فترة الحمل، وتعد أحد المظاهر الناتجة عن التغيرات الجسدية التي يخضع لها جسم الأم الحامل. كما أنها حالة شائعة وتحدث بشكل طبيعي ويقدر معدل انتشارها بين 35-80% بين النساء الحوامل، إلا أنه وفي بعض الحالات النادرة قد تخفي إصابة أخرى.

العلامات التحذيرية

إذا ترافقت حالة الوذمة الحملية مع مجموعة الأعراض والعلامات التحذيرية التالية، فقد تدل على وجود تسمم حملي والذي يعد حالة اسعافية وينبغي استشارة الطبيب بأسرع وقت ممكن.

وتتضمن هذه الأعراض:

  • زيادة مفاجئة في درجة التورُم
  • حدوث وذمة مفاجئة في اليدين والوجه وحول العينين
  • صداع شديد أو خفيف مستمر
  • تشوش الرؤية أو رؤية أشكال (كالنجوم) أو ضوء لامع.
  • ألم بطني شديد وخاصة في القسم الأيمن منه.
  • تعب عام
  • غثيان وإقياء
  • وجود الوذمة من بداية اليوم، ولا تتحسن عند الاستلقاء أو رفع القدمين

كما أن هنالك أعراض أخرى قد تدل على حالة الخثار الوريدي العميق (DVT)، والتي تتضمن:

  • يظهر التورُم في ساق واحدة أو يكون في إحدى الساقين أكثر من المقابلة
  • احمرار الساق
  • وجود حرارة عند جس الساق
  • ألم في الساق

وتصبح هذه الحالة اسعافية اذا ترافقت مع الأعراض التالية أيضا:

  • صعوبة في التنفس
  • ألم صدري
  • تسارع دقات القلب أو عدم انتظامها

أسباب الوذمة الحملية

إن الوذمة الحملية هي استجابة طبيعية من الجسم للتبدلات الحاصلة خلال الحمل، حيث يقدر أن حجم السوائل يزداد جسم الأنثى الحامل ويصل لحوالي ٦-٨ ليتر ويكون القسم الأكبر منه خارج الأوعية حيث تشاهد الوذمات.

ويزيد من فرص حدوث الوذمات الحملية ما يلي:

  • يزيد الهرمون الجنسي الأنثوي (الأستروجين) من كمية السوائل داخل الأوعية.
  • التقدم في العمر
  • الطقس الحار
  • الحمل المتعدد
  • الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة
  • ضغط الجنين على الأوردة المتواجدة في البطن، سيؤدي لزيادة الضغط ضمن أوردة الساق، ومنه يزيد من خروج السوائل. بالتالي زيادة كتلة الجنين ستزيد من فرص حدوث الوذمة الحملية.

بالإضافة للآلية الطبيعية لحدوث الوذمة إلا أنه هنالك مجموعة من الأسباب المرضية التي قد تؤدي لظهور هذه الوذمات وهي تشمل:

١- الخثار الوريدي العميق (DVT)

الخثار الوريدي العميق (DVT) هي حالة طبية يحدث فيها تخثر للأوردة العميقة الموجودة في الساق عادةً، وتزداد فرص حدوثها في الحمل، وذلك يعود لما يلي :

  • زيادة إنتاج عوامل التخثر خلال الحمل.
  • ركودة الدم في الساقين، نتيجة الضغط المطبق من الجنين على الأوردة الكبيرة.
  • قِلة الحركة، التي تزيد من الركودة أيضا.

تكمن خطورة هذه الحالة في الخثرات التي قد تتشكل، وتنتقل لأوعية الجسم والتسبب باضطرابات، مثل الصمّة الرئوية المهددة للحياة.

٢- التسمم الحملي (Preeclampsia)

التسمم الحملي (Preeclampsia) وتعرف أيضاً بمقدمات الارتجاع، وهي حالة طبية خطرة قد تحدث خلال الحمل وتهدد حياة الجنين والأم الحامل.

وتتميز بوجود ارتفاع في التوتر الشرياني مع تواجد بروتين في البول، بالإضافة للوذمة الحملية.

٣- اعتلال العضلة القلبية في فترة ما حول الولادة (Peripartum cardiomyopathy)

اعتلال العضلة القلبية وهو قصور في العضلة القلبية يحدث خلال فترة الحمل، وتتضمن أعراضه ضيق التنفس والإرهاق بالإضافة للوذمات المحيطية.

٤- التهاب الهَلَل (Cellulitis)

التهاب الهَلَل (cellulitis) هو التهاب يطال نسيج تحت الجلد، وذلك نتيجة عدوى جرثومية عادةً. وتحدث هذه الحالة بشكل أساسي في الساقين، والتي تتظاهر بشكل يشبه الوذمة.

التشخيص

لا تحتاج الوذمة الحملية لأي إجراء تشخيصي، فهي حالة طبيعية وتكون مُشاهدة بشكل واضح، بالتالي لا يوجد أي إجراء متبع لهذه الحالة.

ولكن عندما تترافق هذه الحالة مع أعراض أخرى ينبغي طلب الاستشارة الطبية والقيام ببعض الفحوص التي تتضمن:

  • قياس ضغط الدم: لملاحظة أي ارتفاع في التوتر الشرياني.
  • تحاليل دموية: لأخذ صورة عامة عن وظائف الجسم، وتتضمن:
    • تعداد دم كامل (CBC)
    • وظائف الكبد
    • وظائف الكلية
  • تحليل بول وراسب: ذلك من أجل الكشف عن البروتين في حال وجوده.
  • دي دايمر (D-dimer): يوجه للخثار الوريدي العميق (DVT).

علاج الوذمة الحملية

عادةً لا يصف الطبيب أي دواء من أجل الوذمة الحملية، ويعتمد العلاج على بعض النصائح المنزلية التي من شأنها أن تخفف من درجة الوذمة الموجودة.

أما إذا كان هناك سبب مرضي فإن علاج الحالة سيؤدي بالطبع لتخفيف الوذمة أو حتى اختفائها.

ومن أهم النصائح المتعلقة بتدبير الوذمة الحملية ما يلي:

  • تجنب الوقوف لفترات طويلة
  • شرب المياه بكميات كافية
  • التقليل من الملح قدر الإمكان مع تجنب الأطعمة الغنية بالصوديوم
  • تجنب الكافيين قدر الإمكان
  • زيادة وارد البروتين اليومي
  • ارتداء ملابس واسعة ومريحة، والابتعاد عن الملابس الضيقة التي تزيد درجة الوذمة
  • استخدام الكمادات الباردة مكان وجود التورم
  • رفع الساقين عند الجلوس والاستلقاء
  • التحرك باستمرار، وتجنب الاستلقاء أو الجلوس لفترات طويلة
  • الاستلقاء على جنب، وذلك لتخفيف من الضغط المُطبق من الجنين على الوريد الموجود في البطن.
  • ارتداء جوارب ضاغطة
  • اختيار أحذية واسعة ومريحة

الوقاية

يوجد مجموعة من النصائح المُساعدة، التي تقلل من احتمالية حدوث وذمة حملية، وتتضمن:

  • ممارسة تمارين رياضية مناسبة للحمل بشكل منتظم كالمشي.
  • إجراء تدليك للقدمين والساقين بين فترة وأخرى.
  • ارتداء أحذية مناسبة واسعة لا تعيق الدورة الدموية.
  • تجنّب ارتداء الملابس الضيقة واختيار الفضفاضة منها.
  • محاولة ضبط الملح في الوجبات الطعامية.
  • شرب المياه بالكميات المطلوبة.
  • زيارة طبيب النسائية والتوليد بشكلٍ دوري.