الولادة المبكرة: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 20 مارس 2023

تعريف الولادة المبكرة

الولادة المبكرة "Preterm Birth" وهي ولادة الطفل قبل تمام الحمل، وبالتحديد قبل الأسبوع 37 من العمر الحملي، ويمكن عن ينتج عن هذه الحالة ولادة طفل غير مكتمل النمو ويُعرف بالطفل الخديج أو المبستر.

يمكننا تصنيف الولادة المبكرة، تِبعاً للعمر الحملي، الذي تحدث فيه، وهي كالتالي:

  • الشديدة جداً التي تكون قبل الأسبوع 28 حملي.
  • الشديدة هي التي تكون ما بين الأسبوعين 28-32 حملي.
  • المعتدلة التي تكون ما بين 32-37 أسبوع حملي.

حسب الدراسات الإحصائية فإن هذا النمط من الولادة منتشر جداً، حيث يقدر وجود 15 مليون حالة خداجة كل سنة، بمعدل طفل خديج لكل 10 أطفال. (1)

كما وتشكل الولادة المبكرة سبباً مهماً للوفيات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، فحسب إحدى الدراسات كانت مضاعفات الولادة المبكرة هي السبب الأول لوفاة 30 طفل حول العالم. (2)

أعراض الولادة المبكرة

إن الأعراض والعلامات التي تظهر في الولادة المبكرة، مشابهة لتلك التي تحدث في تمام الحمل. وهي تشمل:

  • زيادة في كمية السوائل التي تخرج من المهبل بالإضافة للدم والمخاط
  • الشعور بضغط في الحوض وكأن الجنين بدأ بالنزول
  • حدوث تقلصات في القسم السفلي من البطن، والتي تكون منتظمة بتواتر 4 مرات أو أكثر في الساعة
  • تتباطأ حركات الجنين أو قد تتوقف
  • ألم أسفل الظهر
  • غثيان وإقياء
  • إسهال

أسباب الولادة المبكرة

يسكن الجنين ضمن الرحم خلال فترة الحمل، ويكون مُحاط بسائل يُسمَّى السائل الأمينوسي، الذي يؤمن حماية الطفل بالإضافة لدوره المغذي.

يتم إفراز هذا السائل من طبقة غشائية تحيط بالجنين تُعرف بالكيس السلوي،وهو عبارة عن كيس يحوي الجنين.

عند تمام الحمل وبدء عملية المخاض الطبيعية يبدأ الرحم بالتقلص استجابة لأوامر الجسم، كما ويبدأ هذا الكيس بالتمزق، ويخرج السائل الأمينوسي.

إلا أن حدوث هذه التمزق قبل الأسبوع 37 حملي، هو حالة سريرية تعرف بتمزق الأغشية الباكر "PROM"، وهو مسؤول عن 25-30% تقريباً من حالات الولادة المبكرة. في حين يبقى النصف الآخر من الحالات مجهول السبب. (3)

يوجد مجموعة من الأسباب الأسباب الإضافية التي قد تؤدي لحدوث ولادة مبكرة، وتشمل:

  • انفصال المشيمة "Placental abruption": وفيها تنفصل المشيمة عن جدار الرحم الملتصقة بها، ونتيجةً لذلك يحدث نزيف في المنطقة. (4)
  • قصور عنق الرحم "Incompetent cervix": يعتبر عنق الرحم صلة الوصل ما بين الرحم والمهبل، وخلال الولادة الطبيعية، يتوسع بما يتناسب مع ولادة الجنين، ولكن في بعض الحالات قد يتوسع بشكل غير مؤلم وتدريجي، وذلك قبل الوقت المفترض للولادة.
  • التبدلات الهرمونية: تم إثبات علاقة التبدلات التي تطال توازن هرمون البرجسترون بحدوث ولادة مبكرة. (5)
  • العدوى: تشكل العدوى داخل الرحم السبب الرئيسي لحالات الولادة المبكرة قبل الأسبوع 28 حملي وهي الولادة المبكرة الشديدة جداً. (6)

عوامل الخطورة

يوجد مجموعة من العوامل التي تزيد من فرص حدوث ولادة مبكرة للجنين، وهي:

  • الحمل المتعدد "Multiple babies": المقصود بالحمل المتعدد هو وجود توأم أو أكثر، وحسب بعض الدراسات فإن احتمال حدوث ولادة مبكرة للطفل تكون أعلى 7 مرات في الحمل المتعدد، مقارنةً بالحمل المفرد. (7)
  • التهاب المسالك البولية "UTI": تشكل عدوى المسالك عامل خطر مهم، وخاصة إذا كان غير مُعالج.
  • التهاب المهبل الجرثومي "Bacterial vaginosis": تشير بعض الأدلة إلى أن العدوى التي تصيب المهبل لها دوراً رئيسياً في في حدوث مخاض مبكر والولادة. (8)

بالإضافة إلى ذلك هنالك عوامل أخرى مهمة لها دور بزيادة نسبة حدوث الولادة المبكرة وهي:

  • العمر أقل من 17 عاماً أو أكثر من 40 عاماً
  • وجود حالة فقر الدم
  • الإجهاد
  • التدخين قبل وخلال الحمل
  • شرب الكحول بكثرة
  • تعاطي المخدرات مثل الكوكائين
  • وجود إجهاض سابق
  • انخفاض الوزن قبل الحمل

المضاعفات

ترتبط المضاعفات التي قد تظهر في الولادة المبكرة، بالعمر الحملي التي حدثت فيه، وتكون متعلقة بشكل أساسي بنمو الجنين.

وتشمل الاضطرابات التي يمكن أن تطال الجنين في حال الولادة المبكرة:

  • اضطرابات في الجهاز التنفسي
  • مشاكل في التغذية
  • الشلل الدماغي
  • تأخر النمو
  • اضطرابات في الرؤية
  • اضطرابات في السمع

التشخيص

عند وجود أعراض الولادة المبكرة يشير بقوة إلى ووجود الحالة ويكون دور الطبيب تأكيد وجود الولادة ويتم ذلك من خلال:

١- القصة المرضية

بعد ذكر الشكوى والأعراض التي تأتي بها الحامل، يقوم الطبيب بتوجيه مجموعة من الأسئلة، التي تتمحور حول:

  • الزمن الذي بدأت فيه التقلصات
  • الفترة التي استمرت فيها التقلصات
  • الفترة الممتدة ما بين التقلصات
  • وجود نزف أو فقدان لسائل من المهبل
  • حدوث ولادة مبكرة سابقة
  • عدد الحمول والولادات التي حصلت
  • وجود مضاعفات خلال الحمل
  • العادات مثلاً في حال التدخين وشرب الكحول
  • وجود الأمراض المزمنة كالسكري
  • الأدوية التي تؤخذ باستمرار

٢- الفحص السريري

يعتمد الفحص السريري على الفحص المباشر للمهبل، وذلك لتقدير اتساع عنق الرحم في حال حدوثه، والذي يتم عبر منظار الرحمي "Speculum Examination"، الذي يكشف أيضاً وجود تسريب للسائل ف حال وجوده.

يجرى على مدار عدة ساعات وذلك لمراقبة الاتساع خلال مرور الوقت رغم أهمية هذا الفحص، لابد من تجنبه في حال كان هناك تمزق أغشية باكر (PROM) بسبب العدوى التي قد تصل للرحم.

٣- الفحوص الإضافية

يوجد بعض الإجراءات التي قد تساعد في تأكيد وجود الولادة، وهي تشمل الفحوص التالية:

  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية "Ultrasound": ذلك من أجل تقدير العمر الحملي والتحقق من حجم الجنين.
  • فحص بالموجات فوق الصوتية "Transvaginal Ultrasound": يفيد في قياس طول عنق الرحم.
  • اختبار الفيبرونكتين الجنيني: يمكننا تعريف الفيبرونكتين على أنه بروتين يساعد في بقاء الكيس السلوي ملتصق بجدار الرحم.
    • تقدر قيمته عبر إجراء مسحة مهبلية، والتي تشير على أن هذا الاتصال ما بين الكيس والرحم بدأ بالتفكك.

علاج الولادة المبكرة

يعتمد علاج الولادة المبكرة على العمر الحملي للأم وعلى نضج الجنين، ففي حال كان العمر متقدم والجنين ناضج، قد يرى الطبيب الولادة خياراً جيداً.

أما في الحالات الأخرى، قد يلجأ لبعض الإجراءات لتأخير بدء المخاض، وذلك من أجل أن يأخذ نضج الجنين وقته. وتكون الإجراءات المتَّبعة في هذه الحالة كالتالي :

  • الراحة: يجب أن تبقى الأم الحامل مستلقية وبوضع مريح سواءً أكان ذلك في المشفى أو البيت.
  • الستيروئيدات القشرية (Corticosteroids): تلعب دوراً مهما في تسريع نمو رئتي الجنين.
  • تطويق عنق الرحم (Cervical cerclage): يعتمد هذا الإجراء على خياطة عنق الرحم من أجل إغلاقه، ولو كان جزئياً.
  • الصادات الحيوية (Antibiotics): تعطى لحالات العدوى، أو بشكل وقائي بعد حدوث تمزُّق أغشية باكر (PROM).
  • مثبطات المخاض (Tocolytic medicines): يوجد مجموعة من الأدوية التي تساعد في تخفيف شدة التقلصات الرحمية، والتي يمكن أن تُعطى بشكلٍ عضلي أو عبر الوريد. وهي تعطى لمدة 48 ساعة فقط حتى انتهاء جرعات الكورتيزون المساعد على نمو الرئتين. ومنها:
    • حاصرات أقنية الكالسيوم (CCA)، مثل النيفيديبين (Nifedipine).
    • مشابهات بيتا (Beta-adrenergic agonists)، نذكر منها الريتودرين (Ritodrine).
    • حاصرات الأوكسيتوسن (Oxytocin antagonists)، مثالاً عليها الأتوسيبان (Atosiban).
    • مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs)، كالإيبوبروفين (Ibuprofen) ولكن لا ينصح بها بعد الأسبوع 28 من الحمل لأنها تقلل كمية السائل الأمنيوسى حول الجنين وكذلك تؤدي إلى إغلاق مبكر لصمام القلب الرابط بين الشريان الرئوي والأبهر.

الوقاية من الولادة المبكرة

تساعد بعض الإجراءات الوقائية في تقليل نسب حدوث ولادة مبكرة للأم الحامل ونذكر منها:

  • مراجعة طبيب النسائية بشكلٍ دوري ووفقاً للمواعيد المتَّفق عليها.
  • الاهتمام بأي مشكلة صحية مزمنة، كالسكري وارتفاع التوتر الشرياني وما قبل تسمم الحمل
  • الابتعاد عن التدخين وشرب الكحول وتعاطي المواد الممنوعة.
  • تناول طعام صحي ومتوازن
  • الاسترخاء، والابتعاد عن التوتر
  • شرب الماء والعصائر الطازجة بكميات مناسبة وتجنب الجفاف
  • الوقاية قدر الإمكان من العدوى، وذلك من خلال:
    • الابتعاد عن اللحوم النيئة
    • الاهتمام بمصدر الطعام