انفصال الشبكية: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 28 أكتوبر 2022

انفصال الشبكية في العين تعد من الحالات الخطرة التي يمكن أن تصيب العين وتؤثر على الرؤية بشكل كامل، لذلك تتطلب تدخلاً طبياً طارئاً.

فما هي أسباب هذه الحالة؟ وما الأعراض المرافقة لها؟

ما هي حالة انفصال الشبكية؟

الشبكية وهي الطبقة الأعمق من طبقات العين وتعد المسؤولة عن استقبال خيال الأجسام وتحويله لتنبيه عصبي عبر العصب البصري إلى الدماغ الذي يشكل الصورة وبالتالي تحدث عملية الرؤية. تتألف الشبكية من عدة طبقات، لكلٍ منها دور في نقل وتحويل الإشارات الضوئية.

وتحدث حالة انفصال الشبكية عند افتراق طبقتين إحداها الطبقة الحسية والأخرى هي الطبقة الصباغية، ولهذا الانفصال أسباب عديدة إلا أن معظمها سيؤثّر على وظيفة الرؤية.

وبالتالي فإن التشخيص والعلاج السريعان أمر في غاية الأهمية لتجنّب تأذي القدرة البصرية.

أعراض انفصال الشبكية

عند حدوث انفصال الشبكية، لا يشعر المريض بأي ألم أو أعراض في البداية، إلا أنه مع الوقت ستتأثر رؤية المريض.

ولكن تختلف الشدة وسرعة تطور الأعراض، تِبعاً لنمط الانفصال الحاصل، بالإضافة لمكانه من الشبكية، وتضم الأعراض بالترتيب:

  • العوائم (الذباب الطائر): وهي أشكال صغيرة تسبح ضمن مجال الرؤية، وتكون عادةً أول الأعراض.
  • الشرر (اللمعان): من أعراض الإصابة المهمة، حيث إنها تدل أن هناك شد على الشبكية.
  • الستارة السوداء: لا يلبث أن يتلو ما سبق ظهور ستارة سوداء ضمن مجال الرؤية، والتي تدل على بداية انفصال الشبكية الفعلي.
  • مشاكل في الرؤية: تزداد هذه الستارة شيئاً فشيئاً، وخلال ساعات أو أيام تتدنى القدرة البصرية.

إن إدراك هذه الأعراض واستشارة الطبيب بشكل فوري تعتبر مهمة لتجنّب الوصول لفقدان البصر بشكل نهائي. 

أسباب انفصال الشبكية

يقسم انفصال الشبكية لقسمين رئيسين، يختلفان فيما بينهما بآلية حدوث الانفصال، ولكلِ منهما أسباب خاصة، وتضم:

1- انفصال الشبكية البدئي

هو الأشهر ويعرف بالانفصال تشرّمي المنشأ، فهو يترافق مع تمزُّق أو ثقب في الشبكية.

ويمر من خلال هذا الثقب سائل من الجسم الزجاجي وهو سائل هلامي يسكن ضمن العين ويكون على تماس مع الشبكية.

ومع زيادة كميّة السائل من خلال الثقب تفترق طبقتا الشبكية العصبية و الصباغية عن بعضهما ويحدث الانفصال، الذي قد يحدث إما بشكلٍ عفوي أو بسبب:

  • الانفصال الزجاجي الخلفي: هو السبب الأكثر شيوعاً، ويشاهد عند المتقدمين في السن، ويحدث هنا تقلص للزجاجي بحيث يبتعد عن الشبكية، وبالتالي مكن أن يسبب حدوث التمزق.
  • حسر (قصر) البصر: قد يحدث انفصالاً للشبكية عند مرضى قصر البصر، وذلك في الحالات الشديدة غير المعالجة.
  • متلازمة مارفان: وهو اضطراب وراثي، يستهدف أجهزة متعددة منها العين.
  • سوابق انفصال شبكية تشرّمي: تزداد احتمالية الإصابة، في حال كان لدى المريض سوابق للإصابة.
  • جراحة الساد: تزداد نسبة الخطورة بالإصابة بانفصال الشبكية عند الذين خضعوا لجراحة الساد.

٢- انفصال الشبكية الثانوي

يُعرف بالانفصال غير التشرّمي، وذلك لأنه لا يترافق بحدوث ثقب أو تمزق، وإنما يحدث بآلية مختلفة تماماً، ويقسم إلى قسمين:

أ- انفصال الشبكية الشدي

يتشكل في هذا النمط نسيج تليّفي ندبي لسبب ما بين الشبكية والجسم الزجاجي، ومع انكماش الجسم الزجاجي تنسحب الشبكية، مما يؤدي لانفصالها دون حدوث أي شق أو ثقب.

يتطور هذا الانفصال ببطء وقد يمتد لسنين، وتشمل أسبابه:

  • العدوى التي تصيب الشبكية أو الجسم الزجاجي، فالالتهاب قد يترك خلفه نسيجاً ندبياً.
  • الرض أو الجراحة على العين، فمن الممكن أن يؤدي الرض لتشكل نسيج ندبي.
  • نقص التروية للشبكية، مثل انسداد الوريد المركزي أو بسبب حالة فقر الدم المنجلي.
  • اعتلال الشبكية المنمّي، والذي يحدث عند مرضى السكري غير المضبوط.
ب- انفصال الشبكية النضحي

في هذه الحالة يخرج السائل من الأوعية الدموية، ويترسُّب بين طبقتي الشبكية الصباغية والحسية، مما يؤدي لانفصالهما دون حدوث تمزق، ومن أسبابه:

  • التهابات الشبكية المزمنة غير المعالجة
  • ارتفاع التوتر الشرياني الشديد
  • أورام المشيمة

تشخيص الإصابة

إن ظهور الأعراض الخاصة بانفصال الشبكية ستدفع المريض لاستشارة طبيب العيون، الذي بدوره يجري فحص سريع لتأكيد التشخيص واختيار العلاج المناسب.

تؤكَّد الحالة عادةً عبر عدة خيارات تشخيصية، تتضمن:

١- فحص المصباح الشقي (Slit Lamp Exam)

يمكّن هذا الاختبار الطبيب من معاينة البنية الداخلية للعين،بالتالي يبحث عن أي علامة تدل على وجود انفصال في الشبكية.

٢- تنظير العين (Ophthalmoscopy)

يتم هذا الفحص من خلال جهاز منظار العين، الذي يعطي صوراً دقيقة لأقسام العين، بالتالي يمكن التأكد من وجود حالة الانفصال.

٣- التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة للعين (Ultrasonography)

يعرف بـ B-Scan، ويعد تقنية ممتازة لكشف الإصابة، وبشكل خاص عند وجود كثافات أو عوائق تجعل من الاختبارات الأخرى غير مؤكدة.

٤- تصوير مقطعي للترابط البصري (Optical Coherence Tomography)

يكون مفيد بشكل خاص بتحديد نوع الانفصال الحاصل، وتحديد مكان التمزُّق بشكل دقيق.

علاج انفصال شبكية العين

إن العلاج الوحيد لحالة انفصال الشبكية هو الخيار الجراحي، ولكن تختلف الطرق الجراحية المجراة، بالاعتماد على نوع الانفصال الحاصل وامتداده.

فالأهم بالنسبة للطبيب ألا يصل الانفصال لمنطقة على الشبكية تدعى النقرة المركزية وهي المنطقة المسؤولة عن حدة البصر.

فإذا لم يصل الانفصال إليها يكون العمل الجراحي إسعافي وفوري، بينما إذا كان الانفصال قد تمكن من النقرة، يمكن أن ينتظر المريض عدة أيام قبل الجراحة.

ومن أهم الخيارات الجراحية:

  • تثبيت الشبكية الهوائي: يعتمد هذا الإجراء على حقن فقاعة غازية ضمن كرة العين، والتي تقوم بالضغط على المنطقة المُنفصلة من الشبكية.
  • جراحة تحزيم الصلبة: يقوم هذا التكنيك الجراحي على وضع قطعة من السيليكون أو البلاستيك مكان الانفصال الحاصل وخياطته، مما يخفف الشد على الشبكية وبالتالي الانفصال.
  • استئصال الجسم الزجاجي: يستأصل الطبيب القليل من الجسم الزجاجي مما يتيح إمكانية أكبر لإصلاح التمزُّق.
  • يستطيع الطبيب إغلاق الشقوق أو الثقوب في الشبكية، عبر تحريض التهاب في المنطقة المصابة مما يساعد على الترميم والإغلاق، ويتم ذلك بطريقتين:
    • التخثير الضوئي بالليزر: يتم تمرير حزمة من الليزر إلى مكان الثقب، وتقوم هذه الحزمة بحروق صغيرة حول الثقب الذي يلتهب ويغلق نفسه، مما يمنع دخول المزيد من السائل.
    • تثبيت الشبكية بالتبريد: وهي نفس الآلية السابقة، إلا أن الطبيب هنا يستخدم مسباراً للتجميد بدلاً من حزمة الليزر.

الوقاية من الإصابة

هناك أنماط من الانفصال لا تفيد فيها الوقاية، ولكن اتِّباع النصائح التالية يمكن أن تخفف الانفصال في حال حدوثه، ومن أهم التوصيات:

  • مراجعة الطبيب الدوريّة، والالتزام بالمواعيد المُتَّفق عليها، فمن الممكن أن يكشف الطبيب المراحل الأولى من الانفصال.
  • ارتداء نظارات السلامة، عند القيام بأي نشاط قد ينتج عنه تطاير أجسام صغيرة والتي قد تدخل لكرة العين.
  • ارتداء نظارات الحماية، عند القيام بالرياضات التي تحمل خطورة إصابة العين، مثل كرة المضرب والاسكواش.
  • مراقبة قيم السكر بشكلٍ دوري والالتزام بالأدوية الموصوفة، فلداء السكري دور في حدوث انفصال الشبكية الشدي.
  • الالتزام بزيارة الطبيب في حال كان هناك ارتفاع توتر شرياني أو قصر بصر شديد.