انفصال المشيمة: الأسباب والمضاعفات

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 15 أبريل 2023

يعد انفصال المشيمة حالة مرضية من مضاعفات الحمل وتحدث قبل تمام الحمل، وهي من الاضطرابات النادرة نسبياً ويصاحبها العديد من الأعراض وتعتبر حالة اسعافية تتطلب رعاية فورية حرصاً على حياة الحامل وجنينها.

ما هي حالة انفصال المشيمة؟

يمكن تعريف المشيمة على أنها عضو حملي، تظهر بشكل مؤقت خلال تكون الجنين، وتعتبر المسؤولة عن تأمين الأكسجين والغذاء للطفل.

وخلال فترة الحمل تكون المشيمة ملتصقة بجدار الرحم في الجزء العلوي منه، وتبقى حتى ولادة الطفل.

ففي المرحلة الأخيرة من المخاض، وبعد ولادة الطفل يتقلص الرحم عدة مرات إلى أن تنفصل المشيمة وتدفع خارج الجسم.

وانفصال المشيمة "Placental Abruption" تعتبر حالة مرضية مرتبطة بالحمل، حيث تنفصل المشيمة عن جدار الرحم، وذلك قبل تمام الحمل، وبالتحديد قبل المرحلة الثانية من المخاض.

تعد هذه الحالة من أهم أسباب النزف خلال النصف الثاني من الحمل، وتشكل أحد المضاعفات الخطيرة على حياة الحامل والجنين.

حسب الإحصائيات، فإن هذه الحالة من الاضطرابات النادرة نسبياً، حيث إنه يصيب حوالي 7 من كل 1000 حالة حمل. (1)

كما يعد مسؤولاً عن 0.4-1% من مضاعفات الحمل، بما يقارب 10% من جميع الولادات المبكرة و 10-20% من جميع وفيات الفترة المحيطة بالولادة. (2)

أعراض انفصال المشيمة

تختلف شدة الأعراض المرافقة لانفصال المشيمة بناءً على درجة الانفصال الموجودة فيما إذا كان جزئياً أو كاملاً، فمن الممكن ألا يكون هناك أية أعراض، ومن الممكن أن تترافق مع حالة مهددة للحياة في الحالات النادرة.

وقد تشترك الأعراض بالشدة والتوقيت من العمر الحملي، وهي كالتالي:

  • نزيف مهبلي: يعد أشهر أعراض انفصال المشيمة، ويحدث فيه خروج لدم أحمر قاتم من المهبل بشكل مفاجئ.
  • ألم بطني: يرافق الألم البطني النزف المهبلي عادةً، وتختلف شدته من حالة إلى أخرى كما من الممكن أن يكون ألم متوسط للبعض أو شديد جداً للبعض الآخر.
  • تقلصات: قد تشعر المريضة بحدوث تقلصات مشابهة لتقلصات المخاض.
  • ألم أسفل الظهر: قد تعاني بعض المريضات من ألم أسفل الظهر، والذي قد يدل على وجود نزف خفي.

بالإضافة للأعراض المذكورة آنفاً، هناك أعراض تدل أيضاً على الخسارة الدموية، وهي:

  • دوار
  • شحوب
  • غثيان وإقياء
  • تعب عام
  • العطش
  • ضعف في حركات الجنين

أسباب انفصال المشيمة

إن السبب الحقيقي وراء حدوث انفصال المشيمة غير معروف إلا الآن، ويعتبر كل من بنية المشيمة بالإضافة للأوعية وطبيعة الإمداد الدموي، عوامل تتعلق بتطور الانفصال.

كما يوجد بعض الأسباب المعروفة، التي تترافق مع هذه الحالة، وهي كالتالي:

  • رض على البطن: قد يشكل الرض المباشر على البطن أحد الأسباب المتعلقة بحدوث انفصال المشيمة، وتحدث هذه الرضوض في حالات الاعتداء وحوادث السير، بالإضافة للسقوط.
  • انخفاض الضغط داخل الرحم: يحيط بالجنين خلال فترة الحمل سائل يُعرف بالسائل السلوي (الأمينوسي) ويكون هذا السائل ضمن كمية معنية، تعطي ضغطاً مقبولاً ضمن الرحم.
  • يحدث في بعض الحالات، فقدان مفاجئ وسريع لهذا السائل، وقد تؤول هذه الخسارة إلى حدوث انفصال في المشيمة، مثل حالات تمزق الأغشية أو الولادة المتعددة.

عوامل الخطورة

بالإضافة للأسباب المذكورة، هناك بعض عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية حدوث انفصال المشيمة، وهي كالتالي:

  • عمر الأم المتقدم: يترافق الحمل عند المتقدمات في العمر مع العديد من المضاعفات منها انفصال المشيمة.
  • إن وجود قصة انفصال سابق، يزيد من نسبة الإصابة مرة ثانية.
  • كلما زاد عدد مرات الحمول السابقة سيزداد خطر حدوث الانفصال.
  • الحمل المتعدد: أي الحمل بتوأم أو أو ثلاثة تواءم.
  • ارتفاع ضغط الدم: قد يؤول ارتفاع التوتر الشرياني إلى حدوث نزف ما بين المشيمة وجدار الرحم، مما يؤهب للانفصال.
  • الاستسقاء السلوي: هو حدوث تراكم زائد للسائل السلوي (Polyhydramnios) داخل الرحم.
  • العادات: يترافق كل من العادات التالية أثناء الحمل إلى زيادة خطر حدوث انفصال المشيمة:
    • التدخين
    • الكحول
    • تعاطي المخدرات مثل الميثامفيتامين أو الكوكايين
  • بزل السائل الأمينوسي: يعد إحدى الإجراءات خلال الحمل، التي تتضمن إدخال إبرة للرحم من أجل سحب السائل وهذا الإجراء قد يترافق مع انفصال المشيمة كأحد المضاعفات.
  • التحويل الخارجي: قد يكون الجنين في بعض الحالات بوضعية معيبة داخل الرحم، لذلك قد يلجأ الطبيب لتحريك الجنين عبر بطن المريضة، لتتم الولادة المهبلية. قد يؤدي هذا الإجراء في بعض الحالات النادرة، إلى حدوث انفصال مشيمة.

المضاعفات

تؤول حالات انفصال المشيمة غير المعالجة، إلى مجموعة من المضاعفات وهي:

  • صدمة هبوط حاد بالدورة الدموية نتيجة نزيف خلف المشيمة المنفصلة ممكن يكون نزيف مهبلي ظاهري أو خفى خلف المشيمة دون وجود نزيف مهبلي
  • احتمال الاضطرار لنقل الدم وما يترتب على ذلك من مضاعفات ومخاطر
  • ولادة طفل خديج
  • الولادة القيصرية
  • استئصال الرحم
  • تشير بعض الدراسات إلى أن حدوث انفصال مشيمة، سيزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب في المستقبل (3)
  • وفاة الأم
  • وفاة الجنين

تشخيص الحالة

تساعد القصة المرضية التي تأتي بها الأم الحامل، بالإضافة للعمر الحملي في التوجه نحو انفصال المشيمة كتشخيص محتمل.

بعد أن يقوم الطبيب بإجراء فحص شامل للجسم، بالإضافة للفحص البطني والحوضي. وذلك من أجل استبعاد بعض الحالات المشابهة، قد يطلب ما يلي:

  • تعداد الدم الكامل (CBC)، وهو تحليل دم يجرى من أجل ملاحظة أي علامة تدل على وجود خسارة دموية
  • تقدير مستويات الفيبرينوجين في الدم (Serum Fibrinogen Test) يفيد في كشف أهبة الدم للتخثر
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية للبطن
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية عبر المهبل
  • تخطيط قلب الجنين ومراقبة معدل ضربات قلبه
  • قياس انقباضات الرحم

علاج انفصال المشيمة

يعتمد علاج انفصال المشيمة بشكل أساسي على الحالة العامة للأم الحامل، والذي يكون مرتبط بشدة الانفصال الحاصلة.

إلا أن التدبير يعتمد بشكل أساسي على المراقبة، على الشكل التالي:

  • انفصال المشيمة الخفيف: تحتاج المريضة التي تُظهر أعراض خفيفة، مع حالة عامة جيدة، إلى:
    • مراقبة ضغط الأم الحامل، بالإضافة للنبض ومعدل الأكسجة
    • مراقبة التقلصات الرحمية، مع ارتكاس الطفل لها
    • القيام بالفحص باستخدام الأمواج فوق الصوتية عبر المهبل
    • التأكّد من نبض الجنين
  • انفصال المشيمة المتوسط: قد تحتاج الحالات الأكثر شدة لنقل دم، بالإضافة إلى تكثيف المراقبة السابقة كما ويبدأ الطبيب بدراسة خيار ولادة الطفل.
  • انفصال المشيمة الشديد: يكون الخيار الوحيد هنا، ولادة الطفل عن طريق القيصرية رغم ندرة هذه الحالة، إلا أنها غالباً ما تترافق مع وفاة الجنين.

الوقاية

قد يكون من الصعب الوقاية من بعض حالات انفصال المشيمة، إلا أنه من المهم التحكم ببعض عوامل الخطورة، وذلك لتقليل احتمالية تطوير الحالة. حيث ينصح بالتالي:

  • ضبط ضغط الدم بشكل جيِّد، وذلك من خلال المتابعة مع الطبيب المسؤول
  • مراقبة الأمراض المزمنة في حال وجودها مثل مرض السكري وأخذ الأدوية الخاصة
  • التوقف عن التدخين بشكليه الإيجابي والسلبي
  • الابتعاد عن الكحول بشكل نهائي
  • تجنب أنواع الرياضة العنيفة، والاعتماد على المشي والتمارين الآمنة
  • تجنب الممنوعات بأنواعها مثل الكوكائين

في الختام، لا بد أن ننوه على أهمية التواصل السريع مع الطبيب أو أي مركز طبي، في حال ظهور أعراض خطرة على الأم الحامل حرصاً على حياتها وحياة الجنين.