تأثير السجائر الإلكترونية أثناء الحمل

الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

تُنصح كل النساء الحوامل بالتوقف عن التدخين خلال فترة الحمل، ولكن في الآونة الأخيرة انتشرت السجائر الإلكترونية على أنها بديل أقل ضرراً من التدخين.

وقد لايوجد ما يكفي من الدراسات حول هذا الموضوع بسبب حداثة أجهزة السجائر الإلكترونية، ولكن ما هو مؤكد أن هنالك أضراراً لهذا النوع من التدخين على الحامل وصحة الجنين.

ما هي السجائر الإلكترونية؟

لا بد من التعرف على آلية عمل السجائر الإلكترونية، قبل الحديث عن تأثيرها أثناء الحمل.

تأتي السجائر الإلكترونية بأحجام وأشكال مختلفة ومنها:

  • السجائر العادية
  • السيجار
  • الغليون
  • الأقلام
  • مصابيح الجيب

تعمل كلها بنفس المبدأ إذ تحتوي معظم السجائر الإلكترونية على بطارية، جهاز تسخين وأنبوب لحمل السوائل. 

يحتوي السائل عادةً على النيكوتين والمنكهات ومواد كيميائية أخرى مثل البروبيلين غليكول والغليسرين وهي تعتبر مواد مسرطنة، بالإضافة لذلك فهي تحوي معادن ثقيلة مثل النيكل والقصدير والرصاص.

يقوم الجهاز الذي يعمل بالبطارية بتسخين السائل وإطلاقه كرذاذ أو بخار يستنشقه المستخدم، ومن هنا أتت تسمية "Vape".

أضرار السجائر الإلكترونية أثناء الحمل

تعلن شركات التبغ عن السجائر الإلكترونية كبدائل آمنة للسجائر التقليدية، لأنها لا تطلق نفس الهباء الجوي الذي يُعتقد أنه أكثر ضرراً في التدخين العادي لإنتاجه القطران وأول أوكسيد الكربون.

قد يجعل ذلك السجائر الإلكترونية أقل ضرراً إلا أنها ما زالت تحتوي على مواد ضارة وإن كان بمستويات أقل فحتى النكهات المستخدمة فيها يكون لها تأثير ضار على صحة الطفل، كما أنّ المواد المستخدمة تختلف باختلاف العلامة التجارية، مما يصعب تحديدها ودراستها.

ولكن بشكل عام لا تزال هذه الأنواع باختلاف المواد الضارة الموجودة فيها تحتوي على النيكوتين، وبالتالي تؤخذ الأضرار التي يسببها التدخين العادي بعين الإعتبار.

وتشمل:

  • الحمل خارج الرحم
  • الإجهاض
  • مشاكل في المشيمة مثل انفصال المشيمة
  • الولادة المبكرة
  • جنين صغير نسبة لعمر الحمل
  • ولادة جنين ميت
  • انخفاض الوزن عند الولادة
  • خطر الإصابة بعيوب خلقية بما في ذلك الشقوق الفموية والوجهية، وضعف نمو الرئة والدماغ

الأضرار على الجسم

هنالك العديد من الأبحاث التي تبين وجود العديد من الآليات الدقيقة التي تتغير في مختلف أجهزة الجسم أثناء استهلاك السجائز الإلكترونية خلال فترة الحمل. وتتضمن:

١- القلب

في الحالة الطبيعية يتطلب الحمل جهداً إضافياً من القلب لزيادة ضخ الدم، وتحدث تغيرات كبيرة في الأوعية الدموية للتكيف مع هذا الجهد المطلوب، ولا سيما الشريان الرحمي وهو الوعاء الرئيسي الذي ينقل الأكسجين والمواد المغذية إلى الجنين.

يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للنيكوتين أثناء الحمل إلى إضعاف تكيفات الأوعية الدموية للأم وتقليل تدفق الدم في الشريان الرحمي مما يقلل من الأكسجين والمغذيات التي تصل إلى الجنين. (1)

بينت التجارب على الحيوانات أن هذا يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كارتفاع ضغط للدم واضطرابات النظم لاحقاً في الحياة. (2)

٢- الرئتين

تبين أن استخدام السجائر الالكترونية أثناء الحمل ارتبط بانخفاض حجم ومساحة سطح الرئتين، ونتيجة لذلك حدّ من وظيفة الرئة الطبيعية.

وارتبط هذا الضعف بوظائف الرئة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ نتيجة عدم قدرة الجهاز التنفسي للاستجابة لحالة نقص الأكسجة.(3)

قد تستمر الآثار الناجمة عن ضرر الرئة مدى الحياة، وتسهم أيضاً في إصابة الطفل بالربو، التهابات الجهاز التنفسي السفلي مثل التهاب القصبات والالتهاب الرئوي، التهابات الأذن المزمنة. (4)

٣- الجهاز العصبي

من المعروف أن التعرض للنيكوتين أثناء تطور الجهاز العصبي ينتج عنه تغييرات في البنية الخلوية العصبية وتؤثر بدورها على السلوك، والذاكرة والتعلم، بالإضافة لذلك فإن تعرض الجنين للنيكوتين مرتبط بتطور متلازمة نقص الحركة وفرط الإنتباه. (5)

كما بحثت العديد الدراسات بتأثيرات النيكوتين قبل الولادة على الإدمان لدى المراهقين والبالغين لاحقاً، ووجدت أن تدخين الأم أثناء الحمل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة مخاطر تجربة التبغ لدى الطفل، وقد يزيد من احتمال إصابة الفرد بمشكلة تعاطي المخدرات في مرحلة البلوغ.

وقد أجرت دراسة حديثة 2020 تجربة لملاحظة التغيرات في الدماغ أثناء استهلاك السجائر الإلكترونية، وكانت النتيجة انخفاض في استخدام الغلوكوز وهو الوقود الأساسي الذي يعتمده الدماغ، ويمكن لذلك أن يزيد من خطورة إصابة الجنين بنقص الأكسجة الدماغية وصعوبة التعافي من الضرر الناتج عنه.

 نصائح للتوقف عن تدخين السجائر الإلكترونية

السجائر الإلكترونية غير معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء ولا تعد بديل آمن للسجائر العادية، فهي تحمل نيكوتين والعديد من المواد الكيميائية والخطرة على صحة الجسم. وينصح بالتوقف عن التدخين بشكل كامل خلال الحمل أو خارجه، ومن الطرق التي ينصح بها للتوقف:

  • إدراك محفزات التدخين للابتعاد عنها
  • إدراك أسباب الإقلاع عن التدخين، بما فيها الجنين الذي يجب الحفاظ على صحته.
  • البحث عن طرق بديلة لتخفيف التوتر، مثل ممارسة الرياضة أو التنفس العميق والتأمل.
  • الانتقال للبدائل التي يمكن مصها أو مضغها مثل الجزر أو التفاح أو الزبيب أو العلكة.

قد تفيد العلاجات السلوكية في الإقلاع عن التدخين، وفي حال فشل ذلك يمكن مناقشة مخاطر وفوائد الأدوية البديلة للإقلاع عن التدخين المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء (FDA). مع مقدم الرعاية الصحية كالعلكة، اللاصقات، أجهزة الاستنشاق وبخاخ الأنف.

من المهم استخدامها بإشراف دقيق من الطبيب فهناك بعض الأقراص للإقلاع عن التدخين قد تكون ضارة أثناء الحمل.