تأخر البلوغ عند الإناث: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

يعد تأخر البلوغ عند الإناث مشكلة صحية يتعين التحدث عنها بشكل مفصل، حيث تشعر العديد من الفتيات بالقلق بشأن تأخر البلوغ، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على صحتهن النفسية والجسدية. وفي هذا المقال سنناقش أهم الأسباب التي تؤدي لتأخر البلوغ عند الإناث وسبل العلاج المناسبة.

تعريف البلوغ

يمر الجسم بمرحلة هامة في حياة الإنسان عند وصوله لعمر معين، سواء كان ذكرًا أو أنثى، وتُعرف هذه المرحلة بمرحلة البلوغ.

فالبلوغ هو عملية فيزيولوجية طبيعية يحدث فيها تبدلات هرمونية معينة في الجسم، تنتهي بجعل الفرد قادراً على التكاثر الجنسي ويصبح ناضجاً جنسياً. وتتفاوت فترة البلوغ عند الذكور والإناث، وعادة ما يحدث البلوغ لدى الذكور بين سن 10-14 سنة، بينما يحدث لدى الإناث بين سن 8-13 سنة، وتتضمن هذه المرحلة الجسدية الجديدة مظاهر وملامح جديدة في الجسم.

إذا بدأ البلوغ أبكر من الحد الأدنى للعمر المتوقع يُعرف بالبلوغ المبكر، أما إذا تأخر لما بعد الحد الأعلى يعرف بالبلوغ المتأخر، والذي يتم تشخيصه عند تأخر ظهور الصفات الجنسية الثانوية مثل ضخامة الأثداء لبعد عمر 13، أو تأخر حدوث الطمث لبعد عمر 16.

يختلف معدل انتشار تأخر البلوغ وتقديراته من مصدر إلى آخر، ولكن يصل في المتوسط إلى 5% من السكان، ويلاحظ أن الذكور يصابون بتأخر البلوغ بمعدل الضعف مقارنة بالإناث.

مراحل البلوغ

لا يحدث البلوغ فجأة وإنما يطور عدة مظاهر خلال عدة سنوات، والتي تضم:

  • تكون أولى علامات البلوغ تطور برعم الثدي، وتشعر الفتاة بنتوء صغير الحجم تحت حلمة الثدي.
  • قد تشعر أيضاً ببعض الألم، ومن الممكن أن يكون يكون أحد الأثداء أكبر من الآخر.
  • ومن ثم يبدأ ظهور شعر خشن في منطقة العانة وتحت الإبطين بالإضافة للذراعين والساقين.
  • تظهر بعض المفرزات المهبلية قبل بدأ الطمث بحوالي 6-12 أشهر، والتي تكون شفافة أو بيضاء اللون، وبكمية صغيرة إلى متوسطة.
  • بعد 2-3 سنوات من تطور برعم الثدي يبدأ الطمث عادةً.
  • يحدث أيضاً زيادة في عرض الفخذين والورك.

أسباب تأخر البلوغ عند الإناث

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر البلوغ عند الإناث، لكن لحسن الحظ فإن الأسباب المرضية قليلة الشيوع نسبياً. وتضم الأسباب:

١- تأخر البلوغ والنمو البنيوي (CDGP)

إن معظم حالات تأخر البلوغ سببها تأخر البلوغ البينوي، والذي لا يدل على سبب مرضي داخل الجسم، وإنما تأخُّر طبيعي للبلوغ. ويكون هذا التأخر عادةً موروث جينياً من الوالدين. لذلك فإنه من الشائع أن يذكر الأهل أنه كان هناك تأخر في البلوغ لديهم.

٢- نقص دهون الجسم

يشكل نقص الدهون أحد الأسباب المهمة لتأخر البلوغ عند الإناث، حيث من الممكن أن تعيق قِلة الدهون عملية البلوغ. وتتمثل أسبابه:

٣- قصور الغدد التناسلية

حالة قصور الغدد التناسلية هي عندما يكون المبيضان عند الأنثى غير قادرين على إنتاج الهرمونات الجنسية المسؤولة عن مظاهر البلوغ، ومن الأسباب:

  • سوء تطور المبيض الخِلقي
  • الأذيات التي تطال المبيض بشكل مباشر، مثل الرضوض والأشعة
  • مشاكل في الغدة النخامية أو المهاد (جزء من الدماغ)، التي تؤدي إلى وجود اضطراب في سبيل الذي ينبه المبيض لإنتاج الهرمونات.

وهنالك بعض الأسباب الأخرى التي قد تؤدي لحدوث قصور غدد تناسلية، نذكر منها:

التشخيص

إن تأخر ظهور علامات البلوغ مقارنةً مع الأقران في نفس العمر، سيدفع الأهل لمراجعة الطبيب.

ويكون هدف الطبيب الرئيسي هو تحديد سبب تأخر البلوغ، والذي يمكن أن يصل له من القصة العائلية، بالإضافة للفحص السريري.

يمكن أن تفيد مجموعة من الفحوص الإضافية، التي تشمل:

  • تحاليل دم: يطلب الطبيب عادةً مجموعة من التحاليل الهرمونية، التي تقيِّم عمل الغدد التناسلية (المبيضين) بالإضافة  للغدة النخامية.
    • إن وجود اضطراب في التحاليل الهرمونية، سيوجِّه الطبيب غالباً لسبب تأخر البلوغ عند الأنثى المصابة.
  • تحديد العمر العظمي: يستطيع الطبيب أن يُقدر العمر العظمي من خلال تصوير معصم اليد اليسرى عادةً. حيث إن للهيكل العظمي عمر محدد يجب أن يكون متوافق مع عمر الطفلة الزمني.
    • إذا كان العمر العظمي متأخر عن العمر الزمني للطفلة، فإن هذا يوجِّه لوجود تأخر بلوغ ونمو بينوي (CDGP).
  • الفحوص التصويرية: يبدأ الطبيب بإجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية للمبيضين، لكشف وجود أي شذوذ في شكل المبيض أو كتل أو أورام ضمنه أو حوله.
  • قد يجري أيضا تصوير طبقي محوري للرأس (CT) أو بالرنين المغناطيسي (MRI)، وذلك إذا كانت التحاليل موجِّهة لآفات في الغدة النخامية.

العلاج

يعتمد علاج تأخر البلوغ عند الإناث على السبب المؤدي لحدوثه، وبهذا فإن العلاج يكون على الشكل التالي:

١- تأخر البلوغ والنمو البنيوي (CDGP):

لا يوجد أي إجراء علاجي لتأخر البلوغ والنمو البنيوي ، وذلك لعدم وجود سبب مرضي من الممكن أن يستهدفه العلاج، إنما تكون حالة التأخر طبيعية ولا تحتاج سوى الانتظار.

كما يمكن أن يضيف الطبيب جرعة من منخفضة من الهرمونات الجنسية (الإستروجين) لمساعدة الجسم على بدء عملية البلوغ.

٢- نقص دهون الجسم

يكون علاج نقص دهون الجسم ببساطة هو زيادة الوارد اليومي من الطعام الغني بالدهون والفيتامينات، وذلك لكسب الوزن.

أما إذا كان هناك اضطراب مؤدي لنقص الوزن، فمن المهم مراجعة طبيب مختص لتدبير الحالة.

٣- قصور الغدد التناسلية

إن وجود قصور في عمل الغدد التناسلية، سيدفع الطبيب لوصف هرمونات جنسية بديلة عن تلك التي يجب أن تفرز.

يبدأ الطبيب عادةً بجرعة منخفضة من الاستروجين تؤخذ على شكل حب فموي أو لصاقات، وتزداد الجرعة كل 6 أشهر تقريباً.

بعد مرور سنة إلى سنة ونصف يقوم الطبيب باستبدال الإستروجين بالبروجسترون من أجل بدء الطمث والدورة الجنسية.

التأقلم مع تأخر البلوغ عند الإناث

يسبب تأخر البلوغ العديد من الصعوبات أمام الطفلة والأهل، لذلك لابد من اتباع خطوات سليمة من أجل التعامل مع هذه الحالة.

  • توضيح سبب هذه الحالة ولو بشكل مبسط للطفلة.
  • محاولة التحدث بشكل مستمر مع الطفلة، والتطرق للمواضيع التي تشكل ضغط نفسي.
  • اللجوء للطبيب النفسي في حال أدى تأخر البلوغ إلى قلق أو اكتئاب.
  • طلب مساعدة الأهل أو الأصدقاء في حال تعرضت الطفلة للتنمر.
  • مراجعة عيادة الطبيب بشكلٍ دوري.
  • التحلي بالصبر والالتزام بعلاج الطبيب.