تحليل الأسيتامينوفين في الدم (Acetaminophen Test)

الكاتب - 6 نوفمبر 2023

تعتبر الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات من أكثر الأدوية استخداماً على مستوى العالم، حيث يعتمد الناس عليها للتخفيف من الآلام والحمى. ومن بين هذه الأدوية، يأتي الأسيتامينوفين أو الباراسيتامول كواحد من أكثر الخيارات شيوعاً. يتيح تحليل الأسيتامينوفين في الدم للأطباء تقدير كمية الدواء في الجسم والتأكد من أنها تتوافق مع الجرعة الموصى بها.

ما هي مادة الأسيتامينوفين؟

تصنف مادة الأسيتامينوفين "Acetaminophen" على أنها مادة مسكنة للألم وخافضة للحرارة، وهي تدخل في تركيب العديد من الأدوية المسكنة للألم كالتيلينول "Tylenol"  والباراسيتامول "Paracetamol" وغيرها.

ويستخدم هذا الدواء على نطاق واسع في علاج الألم المرافق للعديد من الأمراض، مثل:

  • التهابات المفاصل
  • آلام العضلات
  • آلام الظهر
  • آلام الأسنان
  • التهاب البلعوم
  • الرشح
  • نزلات البرد
  • ارتفاع الحرارة

وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة التي يملكها هذا المركب في تسكين الآلام المتنوعة في الجسم. إلّا أنّه من الضروري الانتباه إلى الكمية المستهلكة منه، حيث أن التناول العشوائي أو الزائد قد يترافق مع مشاكلٍ خطيرة على صحة الفرد، مثل تخرب الكبد.

الجرعات الموصى بها

وانطلاقاً مما سبق، فإن الجرعة المسموح تناولها من هذا المركب تختلف من شخص لآخر اعتماداً على عوامل عديدة ومن ضمنها العمر:

  • فالبالغين والمراهقين الأكبر من 12 عام: يجب ألا يستهلكوا أكثر من 1000 ملغ من المادة الدوائية بجرعة واحدة، أو أكثر من 4000 ملغ خلال اليوم الواحد.
  • أما الأطفال الأصغر من 12 عام: فيعتبر تناول أكثر من 5 جرعات أسيتامينوفين في اليوم الواحد أمراً خطيراً ويتطلب المراقبة والعلاج الفوري.

التأثير على الكبد

إن معظم الأدوية التي نتناولها تخضع لعملية تدعى بالاستقلاب. وتهدف هذه العملية إلى تفكيك المركب الدوائي كي يستطيع بدء تأثيره العلاجي، ولاحقاً طرح الكمية الزائدة منه خارج الجسم.

ويتم الاستقلاب عبر عضوين أساسيين في الجسم هما الكبد والكلية. حيث يخضع كل صنف من أصناف الأدوية تبعاً لخواصه إلى أحد النوعين الاستقلابيين إما الكلوي أو الكبدي.

يعتبر الأسيتامينوفين أحد الأدوية ذات الاستقلاب الكبدي بالتالي يترافق الاستهلاك الزائد منه مع ضرر أو تخرب في الخلايا الكبدية، ومن ثم عدم قدرتها على أداء وظائفها.

ولا بد من الإشارة إلى أن حالة التسمم بالأسيتامينوفين تعتبر السبب الأكثر شيوعاً لقصور الكبد الحاد "Acute Liver Failure" في الولايات المتحدة.

أسباب إجراء تحليل الأسيتامينوفين في الدم

يعطي تحليل الأسيتامينوفين في الدم معلوماتٍ هامة عن كمية هذا المركب في الدم. بالتالي تشخيص فيما إذا كان الشخص قد تناول جرعةً زائدة من هذا المركب والذي يعتبر أمراً بالغ الأهمية يتطلب التداخل العلاجي السريع للحفاظ على صحة الكبد ومن ثم صحة الشخص.

ويتم طلب هذا الاختبار عند الشك أو الاشتباه بتناول جرعة زائدة من الدواء. ومن أكثر الأعراض التي قد تدفع الطبيب لإجراء هذا التحليل:

  • الغثيان والإقياء
  • الإسهال
  • الألم البطني
  • تورم البطن
  • تكدم أو نزف غير اعتيادي في الجلد.
  • فقدان الشهية
  • التعب العام
  • التهيج أو الارتباك
  • التعرق
  • اليرقان والذي يعرف على أنّه تلون الجلد والعينين باللّون الأصفر، والذي يترافق في أغلب الحالات مع الإصابة بالأمراض الكبدية.

ولا بد من الإشارة، إلى أن أعراض التسمم بالأسيتامينوفين قد تستغرق بعض الوقت حتى تظهر. حيث أنها قد تحتاج لحوالي 3 – 12 ساعة بعد تناول الجرعة الزائدة من المركب الدوائي.

نتائج تحليل الأسيتامينوفين في الدم

تتنوّع نتائج تحليل الأسيتامينوفين في الدم من شخص لآخر اعتماداً على مجموعة من العوامل كالعمر، والجنس، والحالة المرضية، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه النتائج قد تختلف من مختبر لآخر، ولكن بشكلٍ عام فإن نتائج الاختبار تعطي فكرة جيدة عن حالة الشخص.

  • نتيجة الاختبار التي تتراوح بين 10-20 mcg/mL: تعبّر عن الجرعة العلاجية للدواء أي أنها تعتبر مستويات طبيعية لا تشير إلى أي حالة مرضية.
  • نتائج الاختبار الأقل من  150 mcg/mL بعد 4 ساعات من تناول الدواء: تترافق مع خطرٍ منخفض للإصابة الكبدية.
  • نتائج الاختبار الأكثر من 200 mcg/mL بعد 4 ساعات من تناول الدواء أو القيم الأكثر من 50 mcg/mL  بعد 12 ساعة. غالباً ما تشير هذه القيم إلى الإصابة بالسمية الكبدية "Hepatotoxicity" أو التخرب الكبدي،

الحالات التي تؤثر على نتائج الاختبار

لا بدّ من التنويه إلى أن العديد من الأصناف الدوائية التي لا تتطلب وصفة طبية "over-the-counter medicines" إضافةً لأدوية الرشح تحوي مركب الأسيتامينوفين، بالتالي من الضروري الانتباه للكمية المتناولة من هذه الأدوية. خاصة في حال اجراء تحليل الأسيتامينوفين في الدم، حيث يفضل اخبار الطبيب بالأدوية التي يتناولها المريض في حال كان هنالك ضرورة لإيقاف أي منها.

كما أنّ الاستهلاك المتزامن لأكثر من دواء من هذه الزمر التي لا تتطلب وصفة طبية قد يرفع من احتمالية الإصابة بالأمراض الكبدية.

بالإضافة إلى ذلك يجب التنويه إلى أن تناول المشروبات الكحولية بكثرة يرفع من خطر الإصابة الكبدية لدى الشخص الذي يتناول الأسيتامينوفين. ولا يجب أن يتم شرب الدواء أو اجراء التحاليل بعد تناول المشروبات الكحولية فهي تشكل خطراً على الصحة.

اختبارات إضافية

قد يطلب الطبيب المشرف إجراء مجموعة من الاختبارات الإضافية، في حال أظهرت نتائج الاختبار السابق ارتفاعاً في مستويات الأسيتامينوفين في الدم.

وذلك كي يستطيع الطبيب أخذ فكرة أشمل عن حالة الخلية الكبدية، ومن هذه الاختبارات:

  • اختبارات وظائف الكبد: كاختبار الأنزيمات الكبدية AST و ALT.
  • اختبار زمن البروترومبين"PT" : حيث يستخدم هذا الاختبار لتقييم التخثر الدموي.
  • اختبار البول"Urine Test": لقياس كمية هذا الدواء في البول.
  • اختبار غازات الدم"Blood Gases"
  • اختبار الكرياتينين"Creatinine": وذلك لأخذ فكرة عن وظيفة الكليتين في الجسم.