تحليل جرثومة المعدة في البراز (H.Pylori stool test)

الكاتب - 21 نوفمبر 2023

تُعد جرثومة المعدة "H. pylori" واحدة من أكثر الجراثيم شيوعاً في العالم، حيث تصيب الملايين من الأشخاص وتسبب مشاكل صحية متنوعة وخاصة في الجهاز الهضمي. ويعد تحليل جرثومة المعدة في عينة البراز من أبرز الاختبارات الموجودة للكشف عن هذه الجرثومة. وفي هذا المقال سنتعرف أكثر على هذا الاختبار وأهميته.

جرثومة الملوية البوابية

جرثومة الملوية البوابية "Helicobacter Pylori" من أشهر أنواع الجراثيم التي تصيب جسم الإنسان وبشكلٍ خاص المعدة والعفج (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة).

قد تدخل الجرثومة جسم الإنسان عبر العديد من الطرق على سبيل المثال تناول الخضروات أو الأطعمة الملوثة بالبكتيريا، ومن ثم تستقر في الخلايا المعدية، بالتالي تسبب مجموعة من الأعراض المزعجة للمريض.

إن الإصابة بجرثومة الملتوية البوابية "H.Pylori" قد ترفع من نسب الإصابة بما يلي: 

وعلى الرغم ممّا سبق، لا بد من التنويه إلى أن عدداً كبيراً من الأشخاص المصابين بهذه الجرثومة لا يعانون من أي أعراض.

أهمية تحليل جرثومة المعدة في البراز

هناك العديد من التحاليل المستخدمة في تشخيص الإصابة بجرثومة الملتوية البوابية، ويعتبر تحليل جرثومة المعدة في البراز أحد هذه التحاليل.

يعتمد هذا التحليل بشكلٍ أساسي على كشف المستضد الجرثومي للملتوية البوابية "H.Pylori" في البراز وتحديد كميته، ومن ثم تحديد التشخيص الأنسب لحالة المريض. بالإضافة إلى ذلك له العديد من الميزات مثل:

  • غير مؤلم وغير مزعج: يعتبر تحليل جرثومة المعدة في البراز سهلة وبسيطة بالمقارنة مع الاختبارات التقليدية مثل اختبار الدم أو التنظير.
  • دقة في التشخيص: يعتبر هذا الاختبار دقيقاً في عملية كشف وجود جرثومة المعدة في الجهاز الهضمي وتحديد أعدادها.
  • فعالية في متابعة العلاج: بعد بدء العلاج، يمكن استخدام هذا التحليل لمراقبة فعالية العلاج والتأكد من اختفاء الجرثومة أو تقليل أعدادها إلى مستويات آمنة.
  • تحديد السلالة والمضادات الحيوية الفعالة: في بعض الحالات، يمكن لتحليل البراز لجرثومة المعدة أن يساعد في تحديد نوع الجرثومة ومدى حساسيتها للمضادات الحيوية، مما يسهل اختيار العلاج الأمثل.
  • توفير الوقت: يمكن أن يكون هذا الاختبار سريعاً في تقديم النتائج، مما يسمح بالتشخيص السريع وبدء العلاج بشكل أسرع.

أسباب إجراء الاختبار

يطلب الطبيب المشرف إجراء تحليل الملتوية البوابية "H.Pylori" في حال وجود أعراض الإصابة بالتهابات المعدة  أو القرحة المعدية، حيث تتشابه الحالتان السابقتان، مع الميل لأن تكون أعراض القرحة أكثر شدةً، ومنها:

  • الألم البطني
  • الشعور بانزعاج أو عدم ارتياح في القسم العلوي من البطن
  • الغثيان والإقياء
  • الإسهال
  • فقدان الشهية
  • فقدان الوزن غير المرغوب
  • الشعور بالانتفاخ وتراكم الغازات
  • عسر الهضم
  • التجشؤ

بالإضافة للأعراض الهضمية السابقة، يستخدم هذا التحليل فيما يلي:

  • الكشف عن وجود الملتوية البوابية في الجهاز الهضمي للشخص.
  • الكشف عن العدوى بالملتوية البوابية لدى النساء الحوامل.
  • مراقبة فعالية العلاج بالصادات الحيوية لدى الأشخاص المصابين سابقاً بالملتوية البوابية.
  • حالات البراز أو الإقياء المدمى، مما يوجه نحو الإصابة بالنزف الهضمي العلوي"Upper Gastointestinal Bleeding" والذي يعتبر أحد مضاعفات القرحة الهضمية.

شروط الاختبار

لا بد من اتباع نصائح الطبيب فيما يتعلق بأي تحضيرات خاصة بتحليل جرثومة المعدة في البراز. حيث غالباً ما يتطلب هذا التحليل التوقف عن استهلاك بعض أصناف الأدوية لمدة زمنية معينة قبل إجراء الاختبار.

كما يجب جمع عينة البراز وحفظها في عبوة بلاستيكية معقمة، لترسل بعد ذلك إلى المختبر لإجراء الفحوص اللازمة. ولا بدّ من الانتباه لعدم تلوث هذه العينة بالبول، المناديل الورقية، وغيرها من الملوثات الخارجية.

نتائج تحليل جرثومة المعدة في البراز

يمكن أن تكون نتائج تحليل جرثومة المعدة في البراز "H.Pylori stool test" متنوعة وتحمل مجموعة من التفسيرات:

  • إذا كانت النتيجة سلبية، فذلك يشير إلى عدم وجود جرثومة المعدة في البراز، ولكن لا يمكن استبعاد وجود الجرثومة تماماً في المعدة نفسها.
  • إذا كانت النتيجة إيجابية، فهذا يشير إلى وجود جرثومة المعدة في البراز. ومع ذلك، يتطلب التأكيد الإضافي استخدام اختبارات أخرى أو التحقق من وجود الجرثومة في المعدة بواسطة اختبارات أخرى مثل التنظير.
  • في بعض الحالات، قد تكون النتيجة غير واضحة أو غير كافية لاتخاذ قرار نهائي بوجود أو عدم وجود الجرثومة. في هذه الحالة، قد يحتاج الشخص إلى إعادة الاختبار أو استخدام اختبارات تشخيصية أخرى لتأكيد النتيجة.

يجب أن يكون تفسير النتائج وفقاً لسياق الأعراض وتاريخ المريض، وقد يحتاج الطبيب إلى النظر في النتائج بالتزامن مع نتائج اختبارات أخرى ومعلومات إضافية حول حالة المريض لاتخاذ القرار الصحيح بشأن التشخيص والعلاج المناسب.

الاختبارات الإضافية

هنالك مجموعة متنوعة من الفحوص الخاصة بجرثومة الملتوية البوابية H.Pylori التي تساعد في إعطاء فكرة أشمل عن حالة المريض الصحية، ومن هذه الفحوص:

  • تحليل الدم "Blood Test": يعتمد هذا التحليل على كشف الأجسام المضادة للجرثومة في الدم. وهي مجموعة من البروتينات التي ينتجها الجهاز المناعي للشخص لمواجهة هذه العدوى الجرثومية.
  • اختبار يوريا النفس"Breath Test": حيث أن جرثومة الملتوية البوابية "H.Pylori" تفرز أنزيم اليورياز "Urease" المسؤول عن تفكيك مادة تسمى باليوريا"Urea".
    • ويتضمن هذا الاختبار تناول مادة مشعة (يوريا)، ثم قياس مستوى الغاز (ثاني أكسيد الكربون) في الزفير أو النفس بعد فترة زمنية معينة.
  • الخزعة النسيجية باستخدام التنظير "Endoscopy" يتم استخدام المنظار الهضمي العلوي للحصول على الخزعات النسيجية. كما تسمح هذه الطريقة بالرؤية المباشرة للغشاء المخاطي لكل من المريء"Esophagus"، المعدة "Gastric"، والقسم الأول من العفج "Duodenum".