تسرع القلب البطيني: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 17 أغسطس 2022

ما هو تسرع القلب البطيني؟

تسرع القلب البطيني (Ventricular Tachycardia) هو نوع من أنواع اضطرابات النظم القلبية التي تصيب القلب على مستوى البطينات ويحدث فيها تقلص سريع ومتكرر للبطينات بشكل مغاير ومخالف للنظم والايقاع الطبيعي لتقلص عضلة القلب.

مما يجعل عدد ضربات القلب تتجاوز الحد الطبيعي الذي هو 100 ضربة في الدقيقة، كما يؤدي لجعل البطينات والتي تشكل المضخات الرئيسية لضخ الدم للرئتين ولأنحاء الجسم غير قادرة على ضخ الدم بفعالية.

وذلك بسبب عدم وجود وقت كاف لتمتلئ بالدم كما في الحالة الطبيعية بسبب التقلصات السريعة الحاصلة بفعل التسرع البطيني.

يتقلص القلب بتواتر وايقاع معين حيث تبدأ التنبيهات الكهربائية والتقلص من الأعلى أي من الأذينتين حيث توجد مجموعة من الخلايا الخاصة التي ترسل التنبيهات الكهربائية للقلب وتدعى بالعقدة الجيبية.

ثم تمر التنبيهات الكهربائية عبر الخلايا الناقلة للتنبيه والألياف الخاصة باتجاه البطينين اللذان يتقلصان لضخ الدم.

يضطرب هذا التنسيق في حالة التسرع البطيني حيث يؤدي وجود خلل واضطراب على مستوى البطينات إلى أذية الخلايا والمسارات التي تنقل التنبيه لأجزاء البطين، ما يجعل نقل التنبيهات الكهربائية ووصولها يضطرب وينقطع ويتشكل نقاط ضعف واتصالات كهربائية شاذة في أجزاء البطين المتضررة.

هذه الاتصالات والمناطق المتضررة في البطين هي المطلق الأساسي والمسبب لحدوث تسرق القلب البطيني.

أنواع تسرع القلب البطيني

يصنف تسرع القلب البطيني إلى نمطين أساسيين وفقاً للمدة الزمنية التي يستمر فيها التسرع، حيث يصنف إلى:

  • تسرع قلب بطيني غير مستمر(non-sustained) وذلك إذا استمرت نوبة التسرع أقل من 30 ثانية.
  • تسرع قلب بطيني مستمر (sustained) إذا استمرت نوبة التسرع فوق 30 ثانية.

كما يعتبر التسرع المستمر أكثر خطورة لأنه قد يسبب انخفاض ضغط الدم والغياب عن الوعي بسبب قلة امتلاء البطينات بالدم.

أعراض تسرع القلب البطيني

تختلف الأعراض المرافقة لحالة تسرع القلب البطيني في شدتها وتظاهرها من شخص لأخر ففي النوبات السريعة وغير المستمرة للتسرع قد لا يشعر المصاب بأي عرض.

في حين تشتد الأعراض وتكون أوضح في النوبات الطويلة وذلك بسبب عدم ضخ البطينات لكميات كافية من الدم بسبب تقلصها السريع، ويمكن تلخيص أشهر الأعراض بما يلي:

  • الإحساس بالخفقان وتسرع ضربات القلب وعدم انتظامها
  • الدوار والاحساس بخفة في الرأس
  • الإحساس بعدم ارتياح أو ألم في الصدر
  • الزلة التنفسية وضيق التنفس
  • فقدان الوعي والغشي

أسباب تسرع القلب البطيني

نادراً ما تحدث الحالة بشكل عفوي وكمرض مستقل بل تكون غالب الحالات تالية أو مرافقة لأمراض قلبية أخرى وناجمة عن حدوث تضرر وخلل واصابة على مستوى القلب وبنيته.

كما تضم أهم الحالات المرضية والأسباب المحرضة ما يلي:

  • أمراض الشرايين الاكليلية المغذية للقلب ونقص التروية القلبية
  • اعتلالات العضلة القلبية
  • أمراض صمامات القلب
  • تشوهات القلب وأمراض القلب الخلقية
  • التهاب العضلة القلبية
  • ارتفاع التوتر الشرياني
  • وجود سوابق احتشاء أو جلطة قلبية

التشخيص

يكون تشخيص تسرع القلب البطيني صعباً في بعض الأحيان وخصوصاً في النوبات السريعة منه وغير المستمرة، وذلك لصعوبة تحديدها على أجهزة المراقبة باعتبارها تزول بسرعة، وبالإضافة لتشخيص وجود التسرع البطيني يجب أيضاً البحث عن الحالات والأمراض المحرضة والمسببة للتسرع.

وتتضمن إجراءات التشخيص القلبية ما يلي:

١- أخذ القصة المرضية واجراء فحص سريري

من خلال استعراض الحالة وطرح أسئلة عن بدايتها والأعراض المرافقة لها وغيرها من الأسئلة التي توجه لتشخيص تسرع القلب البطيني.

٢- إجراء تخطيط قلب كهربائي (ECG)

مخطط القلب الكهربائي هو حجر الأساس في تشخيص اضطرابات النظم القلبية عموماً ومن ذمنها التسرع البطيني.

حيث يقوم جهاز خاص بتسجيل النشاط الكهربائي للقلب وانتشار التنبيه فيه وتقلصه، ويظهر فيه توافق حركات القلب وتوافق نقل التنبيهات ويحدد سرعة القلب وحالته العامة.

وفي حالة التسرع البطيني يبدي تغيرات على المخطط تتمثل بحدوث تقلصات متكررة للبطينات خارجة عن الإيقاع المنتظم للقلب.

٣- اجراء تخطيط قلب كهربائي مستمر

في الحالات التي لا تشخص بسهولة وتكون عابرة قد نحتاج لإجراء مراقبة مخطط القلب الكهربائي على مدار 24 ساعة من خلال جهاز صغير يوصل على صدر المري.
ويقوم بتسجيل نشاط القلب وتقلصه ويكتشف وجود نوبات التسرع ويسجلها، يدعى هذا الجهاز بجهاز الهولتر (Holter).

٤- تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية (Echocardiogram)

الهدف من هذا الإجراء هو الكشف عن حالة القلب من الداخل واستعراض حالة اجواف القلب والصمامات القلبية، وذلك لكشف أي خلل أو مرض قلبي مسبب لحدوث نوبات التسرع.

٥- فحوصات متممة أخرى

وتشمل مجموعة من الإجراءات والفحوص الهدف منها هو تحديد وجود أمراض قلبية أو حالات مرضية كامنة مسببة لنوبات التسرع البطيني.
وتتضمن هذه الفحوص ما يلي:

  • اجراء صورة صدر شعاعية بسيطة X-RAY
  • اختبار تحمل الجهد القلبي
  • فحوصات دموية مخبرية
  • اجراء قسطرة قلبية

أنواع العلاج

لا حاجة للعلاج في حالات تسرع القلب البطيني العابرة والتي تستغرق أقل من 3 ثانية أما في الحالات المستمرة والمتكرر فيجب علاجها.

يعتمد العلاج في حالة تسرع القلب البطيني على ابطاء سرعة القلب وإيقاف التسرع الحاصل لأنه قد يتفاقم لحالة أخطر.

ومن ثم البحث عن العامل المسبب والحالة المرضية المحرضة للتسرع البطيني وعلاجها لتفادي تكرار الحالة في المستقبل.

كما تتضمن خيارات علاج تسرع القلب البطيني ما يلي:

١- الصدمة الكهربائية أو قلب النظم الكهربائي (Electrocardioversion)

يتم استخدام جهاز الصدمة القلبية لصعق المريض بصدمة كهربائية معينة، الهدف من هذه الصدمة الكهربائية هو التخلص من كل التنبيهات الكهربائية الشاذة والتقلصات غير الصحيحة التي تحدث في حالة تسرع القلب البطيني. وإعادة نظم القلب لوضعية التوافق والتنسيق وتقلص متزامن بين الأذينات والبطينات.

هذا الاجراء يعتبر اسعافياً في حالات تسرع القلب البطيني المستمر لتجنب انخفاض ضغط الدم الناجم عن التقلص السريع للبطينات.

٢- الأدوية

تستخدم مجموعات دوائية مختلفة الهدف منها هو:

  • ابطاء سرعة القلب
  • التحكم في سرعة التقلصات ومحاول إعادة النظم القلبي للوضع الطبيعي
  • التخلص من نوبات التسرع البطيني

٣- زرع ناظم خطى

في الحالات المستمر والمتكررة من نوبات التسرع البطيني والتي لا تستجيب على العلاج الدوائي، يتم زرع جهاز صغير تحت الجلد في منطقة الصدر عن المريض المصاب.

يعمل هذا الجهاز بدور المنظم والمنبه لعضلة القلب ويرسل تنبيهات كهربائية منتظمة للقلب لكي يعمل بتوافق ويتجاهل ويقضي على التنبيهات الكهربائية الشاذة المسببة للتسرع البطيني.

ناظم خطي
جهاز تنظيم نبضات القلب

٤- الاستئصال الجراحي (Cardiac ablation)

يعتمد هذا الاجراء على تحديد الأجزاء والخلايا من البطينات الشاذة والتي تسبب تحريض نوبات وتنبيهات التسرع البطيني وتشكل نقاط ضعف في نقل التنبيهات الكهربائية.

ومن ثم إجراء استئصال وتخريب لهذه الخلايا والمناطق من أجل التخلص من محرضات ومطلقات نوبات التسرع البطيني.

يتم اجراء هذه العملية والاستئصال إما عن طريق قسطرة القلب أو عن طريق الجراحة بشكل مباشر.

يجب الإشارة بأنه على الرغم من أن حدوث تسرع القلب البطيني قليل نسبياً مقارنة ببقية أنواع اضطرابات النظم القلبية، إلا أنه يعتبر حالة جدية ويجب عدم إهمالها لأنه قد يؤدي لفقد وعي وانخفاض خطير في ضغط الدم، ويمكن أن يتحول أيضا من تسرع إلى رجفان بطيني وهي حالة مهددة للحياة بشكل مباشر.